مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2012-05-01

الجزر...إماراتية خليجية عربية

بقلم : الرائد ركن/ يوسف جمعة الحداد
       رئيس التحرير
 
 
هروباً من المشاكل الداخلية المتفاقمة والصراع بين أقطاب السلطة، والأزمة السياسية والاقتصادية، والعزلة الإقليمية والدولية، ولتصدير مشاكلها الداخلية إلى الخارج خاصة بعد أن تأزم ملفها النووي، ولصرف النظر عن الأحداث في سوريا، جاءت الزيارة الاستفزازية والمعد لها مسبقاً للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لجزيرة أبوموسى الإماراتية التي تحتلها إيران منذ العام 1971 مخترقاً وبشكل صارخ سيادة دولة الإمارات العربية المتحدة على أراضيها، وناقضاً لكل الجهود والمحاولات التي تبذل لإيجاد تسوية سلمية لإنهاء الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية الثلاث عبر المفاوضات الثنائية المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية.
تعد هذه الزيارة انتهاكاً صارخاً لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي، وتصعيداً خطيراً وخطوة استفزازية وخرقاً سافراً للتعهدات التي قطعتها على نفسها الحكومة الإيرانية حينما ناشدت حكومة دولة الإمارات بتهيئة الظروف المناسبة لإيجاد حل للنزاع والجلوس على طاولة المباحثات لإنهاء أزمة احتلال الجزر، متعهدة بالتوقف عن كل ما من شأنه تصعيد الخلاف، طالبة من الجانب الإماراتي عدم إدانة الاحتلال الإيراني للجزر في البيانات الرسمية في اجتماعات مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية والمحافل الدولية، وعلى الرغم من صعوبة هذا الطلب؛ إلا أن الجانب الإماراتي التزم بتنفيذه، من أجل إثبات حسن النوايا واحترام التعهدات والتعاون وحسن الجوار والسياسة الحكيمة؛ إلا أن الجانب الإيراني وكعادته لم يلتزم من جانبه بما قطعه على نفسه فكانت هذه الزيارة الاستفزازية. كانت ولا تزال دولة الإمارات العربية المتحدة وبفضل حكمة ورؤية قيادتها الرشيدة تنتهج سياسة حسن الجوار مع الجانب الإيراني، مراعية في ذلك التاريخ والجغرافيا في العلاقة بين البلدين، مع احتفاظها بحقها الأصيل في السعي وبشتى الطرق وبشكل جاد وقوي في إثارة قضية احتلال الجزر الإماراتية الثلاث في كل المحافل العربية والإقليمية والدولية حتى يرضخ الجانب الإيراني للذهاب إلى محكمة العدل الدولية. السؤال المهم الذي يطرح نفسه هو إذا كانت إيران واثقة من ملكيتها القانونية للجزر الإماراتية الثلاث، وكانت صادقة فيما تدّعيه من امتلاكها لوثائق تثبت حقها، فلماذا تمتنع عن الاستجابة لطلب الإمارات والمجتمع الدولي بعرض هذا النزاع على محكمة العدل الدولية؟ والإجابة على هذا التساؤل هو أن الجانب الإيراني متخوف وبشكل كبير من التحكيم الدولي لحل النزاع حول الجزر الإماراتية الثلاث "طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى" ليقينه بأن النتيجة لن تكون في صالحه، ولذلك يسعون إلى استعراض القوة والاستفزاز وتكريس الأمر الواقع واستخدام التصريحات النارية بمختلف أشكالها متوهمين بذلك أنهم يثبتون مزاعمهم وادعاءاتهم بأحقيتهم في امتلاك الجزر، إلا أن ذلك لن يغير شيئاً من الحقائق التاريخية والقانونية التي تجمع على تأكيد سيادة الإمارات على جزرها الثلاث. وأخيراً نقول لكل الاستفزازيين أن هذه الزيارة لن تغير من الواقع شيئاً، وليس لها أي قيمة فيما يتعلق بوضع الجزر كأراض إماراتية خليجية عربية، وسيأتي اليوم الذي يعود فيه الحق لأصحابه .


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-02-26 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره