مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2016-07-27

العميــــل بوكيمــــون

بقلم :المقدم ركن/ يوسف جمعة الحداد
رئيس التحرير
 
انتشرت لعبة "البوكيمون" بسرعة شديدة في كل أنحاء العالم، وفي دولة الإمارات العربية المتحدة التي تتسم بارتفاع نسبة استخدام التطبيقات الإلكترونية بين سكانها، وتمتلك بنية تحتية متطورة تجعلها مهيأة للاستفادة من ثمار التكنولوجيا. وللألعاب الإلكترونية عموماً محاذير وآثار جانبية سلبية من النواحي الصحية والاجتماعية والنفسية، لكن لعبة البوكيمون تتجاوز هذه المخاوف إلى جانب أشد خطورة، وهو الجانب الأمني الذي يحتاج إلى إلقاء الضوء عليه،  وإظهار جوانب قد تخفى على كثير ممن يمارسون هذه اللعبة غير واعين بأخطارها المحتملة. 
 
تتيح هذه اللعبة للشركة المنتجة، ولجهات أخرى قد تتعاون مع هذه الشركة لأغراض خاصة بها٬ جمع أدق التفاصيل والمعلومات بالصوت والصورة عن عدد هائل من الأماكن في كل مكان من العالم، وبث معلومات حية بالصوت والصورة من المواقع المستهدفة بشكل مباشر وآني، من دون أن تدفع الشركة أي ثمن مقابل المعلومات والبيانات التي تحصل عليها٬ بل إنها على العكس من ذلك تضاعف أرباحها في كل لحظة،  وتستفيد من الهوس العالمي باللعبة التي انتشرت انتشار النار في الهشيم. ويعني ذلك أن الشركة قد تبيع اللعبة لمستخدميها، ثم تبيع مستخدميها لمن يرغب في الحصول على معلومات معينة، خاصة أن هدف الشركة الرئيسي هو الربح.  
 
إن أيَّ مكان حساس في أيِّ دولة يمكن أن يتم اختراقه ببساطة،  وتصويره من كل زواياه في ساعات مختلفة من الليل والنهار،  ومعرفة العاملين به،  وتحديد نمط أنشطتهم ومواعيدها.  وكل ذلك يصبح بين أيدي أجهزة ومؤسسات لا يعلم المستخدم عن غرضها شيئاً.  ويعني ذلك أن اللاعب (أنا،  أنت،  هو،  هي، نحن،  أنتم)  سيؤدي غافلاً دور العميل الذي يُسهل اختراق دولته أو الدولة التي يقيم بها،  فيما يتصور أن الأمر لا يعدو اللهو البريء. وإلى جانب ذلك٬ فإن اللاعب نفسه يتيح لجهات شتى اختراق خصوصياته من خلال بياناته المسجلة على اللعبة، وهو ما قد يعرِّضه لأخطار جدّية. 
 
ومنذ انطلاق هذه اللعبة تسببت في كثير من المشكلات لمستخدميها٬ فهذا شاب تسبب في أحد أسوأ الحوادث المرورية بعد توقفه في منتصف الطريق للقبض على "بيكاتشو" إحدى شخصيات البوكيمون، وذاك اصطدم بحاجز إسمنتي كبير بسبب تشتت تركيزه مما دفعه للخروج عن الطريق،  وآخر تشاجر مع العشرات من اللاعبين للحصول على البوكيمون النادر، وتلك سقطت في منحدر كبير جداً ، وقبل أيام أطلق رجل النيران على شابين دخلا حديقة منزلة بحثاً عن البوكيمون، كما استدرجت عصابة استخدمت لعبة البوكيمون أكثر من عشر ضحايا وسرقتهم تحت تهديد السلاح. 
 
إن هذه اللعبة تعد من الألعاب المشكوك في أمرها بشكل كبير،  وهي من بين الألعاب المخترقة لخصوصيات الغير على المستويين الشخصي والمؤسسي،  ومن ثم فإنها يمكن أن توقع مستخدميها تحت طائلة القانون. وقد حذرت كثير من الدول، ومن بينها دولة الإمارات العربية المتحدة، مما يمكن أن يترتب على ممارسة هذه اللعبة من عواقب غير مأمونة،  وأن أخطارها قد تصل إلى حد تهديد الأمن الشخصي والوطني، وهو ما لا يمكن التجاوز عنه أو السكوت عليه.
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره