مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2013-04-01

النمــــوذج الإمـــــــــاراتي

بقلم : الرائد ركن/ يوسف جمعة الحداد
       رئيس التحرير
 
لم يكن النموذج الإماراتي تحت الضوء والمجهر من قبل مثل ما هو عليه اليوم، ونحن نرى أمواج التغيير العاتية تضرب من تخلفوا عن مواكبة التغيير ومتطلبات شعوبهم، ولأن هذا النموذج بدأ أكثر سطوعاً وإشراقاً في ظل هذه الظروف الصعبة، ليس مستغرباً أن يخرج علينا شيخ معمم أو داعية مفوه أو محلل أو باحث ليهاجم هذا النموذج اليانع الساطع والذي أحرج الكثيرين ولا يزال، ولا نبالغ إذا قلنا أنه كشف عن سوءات الكثيرين، فدائماً الأشجار اليانعة والمثمرة ترمي بالحجارة ظلماً وزوراً وبهتاناً وحسداً.
 
التساؤل الملح الذي يفرض نفسه علينا لماذا؟ قد تكون الإجابة العفوية والسريعة هي أن الإمارات اختزلت في أربعة عقود ما لم تستطعه الكثير من الدول في أربعة قرون رغم التشابه في الظروف والمعطيات والإمكانيات والمقومات، بل إن هناك الكثير من الدول التي تفوق الإمارات إمكانات وثروات وقدرات مازالت تعاني في مسيرتها وتتعثر، ولم تحقق ما تتطلع وتطمح إليه شعوبها، ودخلت في دوامات وصدامات لأنها تخلفت عن الركب وعن حركة التغيير ولم تقدم لشعوبها الجواب الشافي والمقنع:  لماذا نحن هكذا؟
 
من هنا وللهروب من الإجابة ومواجهة الحقيقة يخرج علينا الكثير من المدعين من الذين يملكون جرأة تشويه الحقائق وإعادة تشكيلها وفقاً لأهدافهم الجانحة وحججهم الباهتة، ليرموا الحق بالباطل، أمثال هؤلاء نراهم كثيراً اليوم، يستخدمون وسائل العصر في الاتصال والتواصل مع الناس، وهم لا يأبهون بنتائج ما يقولون، ولا بنتائج نشاطهم الملغوم، فهم طاقة منفلتة، بارعون في نصب الفخاخ القاتلة والتشويش وإحداث البلبلة لحجب جهود الآخرين الذين يعملون ليلاً ونهاراً بصمت ليقدموا للعالم ولأمتهم نتائج مبهرة وثماراً طيبة.
 
من الطبيعي في ظل هذه الظروف الصعبة التي تكشفت فيها الحقائق للجميع أن يهاجم أصحاب المبادئ الثابتون على مواقفهم والقابضون على قيمهم ومبادئهم، من المتاجرين بمصائر الشعوب والمتلاعبين بعواطفهم، تارة تحت اسم العقيدة وتارة تحت اسم الشريعة وتارة تحت اسم الحرية وأخرى تحت شعارات وعناوين جوفاء.
 
لكن على مدى التاريخ لم يفلح المبطلون في الوصول إلى أغراضهم ومراميهم لأنهم مهما أوتوا من قوة وحجة لن يستطيعوا حجب الشمس، أو يخترقوا حقائق ماثلة على الأرض أصبحت واقعاً معاشاً وحياة يومية لشعب يؤمن برسالته، ومنتم لوطنه وقيادته.
 
 قافلة الإمارات تسير، ولن تأبه أو تلتفت لأمثال هؤلاء لأنها تنظر دائماً وأبداً إلى الأمام وإلى الأفق، والمتتبع لتطور وخطوات دولتنا حماها الله بعد الأربعين عاماً على مسيرتها الاتحادية يلحظ هذا الانسجام الفريد من نوعه بين القول والعمل، بين القيادة والشعب، وذلك بفضل الإيمان المطلق بأن المواطن هو الأولوية، ورفعة الوطن وتقدمه وازدهاره وتعزيز انجازاته هي المنطلق والأساس، بهذه القيم العظيمة البناء الإماراتي نراه دائماً ساطعاً متألقاً، لا ينظر أو يتأثر بفتاوى مشحونة بأشباح المعاني، وبإيحاءات هي من نسج مخيلات مريضة.
 
وأخيراً نقول للجميع إن الإامارات مهما حدث لن يضرها كيد (كل أفاك أثيم) ولا كل (هماز مشاء بنميم) لأننا باختصار كلنا خليفة .
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره