مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2017-12-10

تصعيد خطير

بقلم :المقدم ركن/ يوسف جمعة الحداد
رئيس التحرير
 
جاء الصاروخ الباليستي الذي أطلقه الانقلابيون الحوثيون تجاه المملكة العربية السعودية في الرابع من نوفمبر الماضي، وكذلك الصاروخ الذي تم إطلاقة يوم الـ 30 من نوفمبر الماضي باتجاه مدينة خميس مشيط بالمملكة، ليؤكدان أن هناك دول بعينها ماضية في تنفيذ سياستها العدوانية التي تزعزع الأمن والاستقرار في المنطقة، غير عابئة بقرارات مجلس الأمن الدولي التي تحظر عليها إمداد الحوثيين بهذه النوعية من الأسلحة. 
 
وتأكد هذا الأمر بعد وقوع جريمة استهداف أنبوب نقل النفط قرب العاصمة المنامة بعد ذلك بأيام قلائل، حيث وجهت الاتهامات رسمياً إلى دولة بعينها بالتورط في التخطيط والتحريض على هذه الجريمة.
تكشف خبرة السنوات القليلة الماضية، أن حزب الله، تحول لأهم ذراع عسكري لتلك الدولة في الخارج، وتوظفه في صراعاتها بالمنطقة، كما تستفيد من خبرة عناصر الحزب في عمليات الاغتيالات والتفجيرات من أجل توجيه رسائل للمجتمع الدولي والتخلص من أعدائها ومعارضيها، كما تستعين بالحزب في تهديد أمن واستقرار العديد من دول المنطقة، فقد ثبت ضلوع الحزب في عمليات تخريب في عدد من دول الخليج كالبحرين والكويت، كما القي القبض على خلايا تابعة للحزب في عدد من الدول العربية.
 
يأتي دعم تلك الدولة لميليشيا الحوثي من منطق مصلحي وسياسي واستراتيجي بحت، حيث تسعى إلى توظيفهم في الصراع السياسي في اليمن، حيث تعتبر ميليشيا الحوثي أداة في يدها وتعتبرها جزءاً جوهرياً لحركتها وصراعها الإقليمي والدولي، على أساس أن اليمن هو امتداد لمشروعها الإقليمي، ولهذا فإن الهدف الرئيسي من تدخلها في الصراع الدائر باليمن ودعم الحوثيين هو استنساخ نموذج آخر من “حزب الله” الإرهابي في الحدود الجنوبية للسعودية.   
 
نظرة سريعة إلى التطورات الأخيرة في المنطقة تؤكد الدور التخريبي الذي تلعبه مليشيات حزب الله والحوثي، بدءاً من إطلاق صاروخاً باليستياً على السعودية، وما تبعه من انفجار في أنبوب نفط في مملكة البحرين، حيث أشار ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، صراحة إلى أنها متورطة في عدوان عسكري مباشر على المملكة عبر تزويدها الحوثيين بصواريخ باليستية استهدفت فيها مدينة الرياض”، مشدداً على أن هذا الانخراط “قد يرقى إلى اعتباره عملاً من أعمال الحرب ضد المملكة”. بينما أوضح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن إطلاق الصاروخ  عمل حربي، وأن “حزب الله” اللبناني  هو من أطلقه من اليمن، كما اعتبر وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة أن “محاولة تفجير أنبوب النفط السعودي البحريني تصعيد خطير هدفه ترويع المواطنين والإضرار بصناعة النفط في العالم”، كما تقف تلك الدولة الراعية للارهاب وراء استقالة سعد الحريري رئيس الوزراء اللبناني، والتي جاءت رداً على محاولاتها السيطرة على القرار السياسي للدولة اللبنانية، حيث جاءت هذه الاستقالة بعد أيام من لقاء الحريري مع مستشار  المرشد في تلك الدولة والذي صرح بأن لبنان “جزء من محور المقاومة الذي انتصر في المنطقة”، وهو ما فهمه الحريري بأنه رسالة  بأن لبنان سيظل تابعاً لها، ودائراً في فلك سياساتها، ولهذا جاءت استقالته رفضاً لتحكمها في سياسات بلاده من ناحية، وتمكن حزب الله ذراعها الرئيسي في المنطقة من القرار اللبناني من ناحية ثانية.  
بات خطر تلك الدولة التوسعي غير قابل للشك والنقاش، ومن ثم فإن الصمت الدولي حيال ممارساتها يغري نظامها بمزيد من التمدد وكسب الوقت من أجل تنفيذ مؤمراته ومخططاته.
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره