مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2016-10-03

حــــروب المستقبل... حرب على الهوية الوطنية



المقدم ركن/ يوسف جمعة الحداد
رئيس التحرير
 
جاء أهمية مؤتمر «القادة لحروب المستقبل» الذي تم تنظيمه من قبل وزارة الدفاع خلال 26 – 27 من شهر سبتمبر الماضي من أنه سلط الضوء على أنماط الصراع العسكري في المستقبل، والحوارات والنقاشات الدولية المطروحة حول هذا الموضوع، بما زود المعنيين والمتخصصين وصناع القرار من باحثين وإعلاميين بالمعلومات والنقاشات الدائرة حول أبرز التطورات في هذا الموضوع، وساعد في بلورة الأفكار والاتجاهات الداعمة
 
للتخطيط واستشراف المستقبل في المدى المنظور على أقل التقديرات. لقد ساهم هذا المؤتمر المهم والحيوي في ترسيخ التعاون والتنسيق القائم مع الجهات والأطراف المعنية بمواجهة تحديات الحروب المستقبلية، حيث أصبح تضافر الجهود على هذا الصعيد مسألة بالغة الحيوية والأهمية، ولاسيما على صعيد تحصين قدراتنا الدفاعية وتمكين الدولة من امتلاك قدرات ذاتية شاملة ومتكاملة تتيح لها قدراً كبيراً من المرونة وسرعة الاستجابة والتحرك في مواجهة أي تهديدات طارئة للأمن الوطني. وهذا ما أكد عليه معالي محمد البواردي وزير الدولة لشؤون الدفاع في كلمته الافتتاحية للمؤتمر «على الدول بكامل مؤسساتها أن تتضامن من أجل التصدي للحروب الحديثة،
 
ومواجهتها متسلحة في ذلك بكل عناصر القوة» . خطر «حروب المستقبل» يتمثل في أنها حروب على الهويات الوطنية ذاتها، فهي تستهدف هدم الدول وتقويض أسسها ودعائمها، وبالتالي فقد باتت هذه النوعية من الحروب أحد أهم مهددات الدولة الوطنية؛ الأمر الذي يتطلب تعزيز القدرات الوطنية الاستباقية على التنبؤ بوقوع هذه الحروب، وبناء حائط الردع الذاتية على المستويات كافة، الثقافية والمجتمعية والاقتصادية والأمنية والمعلوماتية والعسكرية والاعلامية من أجل أي مواجهة محتملة مع هذه التهديدات. إننا على يقين بأن «المعلومات والاعلام» هما عنصر الحسم المستقبلي الرادع سواء في الحروب أو غيرها، حيث أصبح بناء التوازن الاستراتيجي المعلوماتي والاعلامي عاملاً حيوياً مرجحاً يقترب من أن يكون البديل للتوازن الاستراتيجي العسكري والبديل في نظرياته التقليدية، فالصراعات العسكرية بمختلف أنماطها، التقليدية وغير التقليدية على السواء، باتت تعتمد بشكل متزايد على امتلاك المعلومات وامتلاك القوة الاعلامية، وصناعة المعلومات والاعلام باتت توفر تقديراً ومكانة استراتيجية للدول لا تقل عن امتلاك قدرات التصنيع العسكري والقدرات النووية، إن لم يكن يفوق.
 
إن التفكير في مستقبل «حروب المستقبل» يتطلب بالضرورة إطلاق الطاقات الوطنية الإبداعية الخلاقة، ومن حسن حظنا في دولة الامارات العربية المتحدة، أن لدينا قيادة تشجع على التميز والابداع والابتكار، بما يملي علينا ضرورة الاستفادة من هذه الفرصة الثمينة في توفير البيئة المناسبة لتحصين دولتنا ضد أخطار المستقبل المحتملة، وتوفير التدريب والتأهيل اللازم لمنتسبي القوات المسلحة، بما يحفظ لها كفاءتها وتميزها، وهذا ما أشار إليه معالي محمد البواردي حيث أكد بأنه يتحتم علينا « إطلاق الطاقات الإبداعية الخلاقة بتوفير التدريب والتأهيل اللازم للكفاءات الوطنية». أخيراً.. لقد ساهم مؤتمر «القادة لحروب المستقبل» جدياً في بلورة رؤية استراتيجية علمية دقيقة للتعامل مع التحديات والتهديدات الاستراتيجية المحتملة، على الصعيدين التقليدي وغير التقليدي، ويجب علينا أن نتذكر دائما أن الدول لم تعد تمتلك ترف انتظار التعرف إلى ما يخبئه المستقبل من أخطار وتهديدات، بل يجب دائماً الاستعداد الاستباقي وامتلاك فرصة التعامل الكفؤ مع تحديات لا نستطيع الآن توقع توقيتاتها أو مصادرها.


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره