مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2014-05-01

حــب الوطــن

بقلم : الرائد ركن/ يوسف جمعة الحداد
       رئيس التحرير
 
ليس بمقدور أحد أن يجزم أيهما الأولى والأبقى: الإنسان أو الوطن فكلاهما علامة الحياة، فالوطن بلا إنسان يعمره لا قيمة له، والإنسان دون وطن يحمل رائحته وعبقه، ومن ثم يحتوى جسده في خاتمة المطاف لا قيمة له.
 
لذا تطور مفهوم الإنسان والأرض، فصارت الأرض وطناً، وصار الإنسان مواطناً، كلاهما رهن الآخر، فإذا ما هرع الإنسان إلى دفء وحضن وأمان كان الوطن ملاذه، وإذا ما تعرض الوطن إلى أذية حماه مواطنه بدمه وحياته.
 
حب الوطن ليس فضلاً من الإنسان، فهو يقضي عمره بحثاً عن وطنه وذاته، وها هو ذا يستجيب لنداء الروح: كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى وحنينه أبداً لأول منزل. فلا يكون الوطن وطناً حين يلفظ أبناءه، ولا يكون المواطن مواطناً حين تقتصر حياته على وطنه وقت الرخاء، وإذا ما تعرض لشدة أو أصابته أزمة ومحنة وجد نفسه حازماً أمتعته إلى سواه.
 
لقد من الله على دولة الإمارات العربية المتحدة بشعبها الذي يعشق ترابها وأرضها، واثقاً في قيادته التي تجسد نجاحات جديدة كل يوم، وتصل الليل بالنهار لتوفر لمواطنيها أفضل مستويات الحياة الكريمة، ومن هنا فقد تضافرت وتمازجت الفطرة السليمة الأصيلة في شعب الإمارات مع اضطلاع القيادة الرشيدة بمسؤولياتها كأحسن ما يكون الاضطلاع وأفضله، ليكون محصلة ذلك حباً غامراً لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى أبنائها، وافتخاراً بالانتماء إليها.
 
يمثل الانتماء للقوات المسلحة الدرجة الأعلى في التعبير عن حب الوطن، حيث روح الفداء والاستعداد لبذل الروح والدم من أجل حمايته والدفاع عنه، كما تجلت أعظم أشكال حب الوطن في أبناء الدولة الذين استشهدوا في ساحات الشرف والمجد، مضحين بأرواحهم في سبيل وطنهم، وكانوا دائما الأكثر شجاعة وانضباطاً وإقداماً على أداء مهامهم التي يكلفون بها في أي مكان بكل حب، نابع من حبهم لوطنهم. وقد لقوا من قيادتهم وأبناء وطنهم كل ما يليق بهم من التكريم والإكبار، وصارت بطولاتهم حافزاً إلى مزيد من الحب ومزيد من العطاء للوطن.
 
إن تجاوب المواطنين الكبير والإيجابي لقانون الخدمة الوطنية والاحتياطية يؤكد بشكل قاطع الحقيقة التي آمنت بها قيادتنا الرشيدة على الدوام وهي أن المواطن الإماراتي هو الحصن الحصين لوطنه، والحامي لمنجزاته وسيادته، وقوة دولة الإمارات العربية المتحدة الحقيقية تكمن في حب وانتماء مواطنيها لها، واستعدادهم للتضحية من أجلها، وشعورهم بالفخر لكونهم إماراتيين، وولائهم المطلق لقيادتهم الرشيدة والتفافهم حولها.
 
إن حب أبناء هذه الدولة لقيادتهم الرشيدة أصبح من الثوابت الراسخة، لكن ما يجب أن نلتفت إليه هو حب القيادة لأبناء الوطن، واعتزازها بهم، وثقتها فيهم، فكل تحليل لمضمون كلمات وتصريحات سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة – حفظه الله – يؤكد بأنه ينظر إلى أبناء الدولة بكل إكبار وتقدير ، ويثق ثقة لا حدود لها في قدرتهم على تحمل المسؤوليات الجسام وتحقيق الأهداف والتطلعات، والتغلب على كل التحديات التي تواجههم، ويشيد بإخلاصهم وكفاءتهم في كل المواقف والمناسبات.
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره