مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2014-10-01

داعش وأخواتها

بقلم : المقدم ركن/ يوسف جمعة الحداد
       رئيس التحرير
 
 
يؤدي العالم عملاً مشرقاً بتعاونه ضد الإرهاب، وهذا التعاون الفريد من نوعه يلقى كل التأييد من مختلف شعوب العالم، بصورة غير مسبوقة، بغض النظر عن دينهم وعرقهم وأماكنهم وثقافتهم. فتنظيم "داعش" الذي يلصق نفسه زوراً بالدين الإسلامي السمح، جلب على نفسه ومؤيديه أشد أنواع الغضب والبغض من المسلمين وغير المسلمين، واستحق أن تأتلف الجهود ضد شره المستطير وخطره على الدول العربية ودول العالم أجمع.
 
 في الماضي، نجحت بعض التنظيمات التي تطلق على نفسها دينية، والدين منها بريء كبراءة الذئب من دم أبن يعقوب، في شق صفوف المسلمين باستخدامها في دعايتها قضايا مواجهة الاحتلال والدفاع عن المسلمين المضطهدين، وخدعت هذه التنظيمات بعض ضعاف النفوس الذين انساقوا وراء أكاذيبها. أما هذا التنظيم البربري الذي يتخذ من الذبح في أبشع صوره وأكثرها وحشية وسيلة لنشر الرعب فقد ألب ضده الرأي العام العالمي، الذي صعق من حجم وشكل الجرائم التي ارتكبها بحق كل المدنيين الذين يختلفون معه في سوريا والعراق، ومن تعطشه لدماء المسلمين قبل غيرهم، واستسهاله سفك الدماء وإزهاق الأرواح.
 
لقد أسهمت الحوادث المتوالية التي كشف فيها "داعش" عن وجهه الأكثر قبحاً، بنشره فيديوهات الذبح البشعة التي صدمت ملايين البشر، في تنبيه العالم شرقه وغربه وشماله وجنوبه إلى أهمية الإسراع لاحتواء هذا الشر وإنقاذ البشرية من جنونه.
 
وقد تابعنا جميعاً بكل اهتمام المقالة الجامعة لسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والتي حملت اسم "داعش.. التي وحدت العالم"، حيث أكد فيها أن داعش ليست منظمة إرهابية فقط، بل هي تجسيد لفكرة خبيثة، وأن إحدى أهم حسناتها أنها وحدت العالم، وجمعت الأضداد، وجعلت الجميع يضع خلافاته جانباً ليواجه هذا الخطر المتنامي بهذا الاستعجال الإيجابي.
 
وقد أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة كعادتها دعمها للجهود الدولية الرامية إلى مكافحة الإرهاب الذي يشكله "داعش"، وضرورة القضاء عليه قضاء مبرماً قبل أن يتفاقم خطره ويتضاعف عدد ضحاياه. وقد أشار سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى أن جرائم "داعش" وغيره من التنظيمات الإرهابية لا تعرف الحدود، وتتحرك تحت شعارات انتهازية لا تمت للأديان أو الأعراف بصلة، مؤكداً رفض دولة الإمارات التام للعنف والتطرف والتزامها بقيم التسامح والاعتدال، وأبدى استعداد الدولة لمكافحة الإرهاب مع الشركاء الدوليين والقوى المعتدلة كافة.
 
وعبر سموه عن تفاؤله التام بأن قوة الأمل والرغبة بالاستقرار والازدهار عند الشعوب أكبر بكثير، وأقوى بكثير من هذا الفكر الخبيث، مشيراً إلى أن العالم مر عليه في تاريخه الحديث والقديم من هو أسوأ من داعش وأخواتها، وانتهى بهم الأمر في صفحات التاريخ السوداء.
 
لقد انطلقت القوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة في مشاركتها مع التحالف الدولي في الحرب على الإرهاب من واجبها الإنساني الذي اضطلعت به على الدوام، لحماية القيم الإنسانية السامية وإقرار الحق والعدل ومواجهة الظلم والخطر الذي يهدد ملايين البشر، لتضاف مهمتها النبيلة إلى قائمة المهام التي أدتها في ميادين البطولة والشرف، ونفذتها بكل الكفاءة والشجاعة والإتقان.
 
إننا نتمنى للمجتمع الدولي أن يجني ثمار هذا التفاهم والتعاون الذي تبديه الدول العربية والإسلامية لمحاربة واجتثاث داعش وأخواتها من كل بقاع العالم، ومحاصرتها بالقوانين التي تحرم تمويلها والتعامل معها، وتقديم العون العسكري للتخلص منها، وأن يسهم موقف الدول العربية والإسلامية القوي ضد التنظيم الإجرامي في إزالة ما علق بالدين الإسلامي من شوائب أمام الرأي العام العالمي، وأن يتأكد للعالم أن المسلمين هم أكثر الناس حرصاً على الخلاص من هذا التنظيم الحاقد.


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره