مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2017-06-01

دور انساني إماراتي

بقلم المقدم ركن/  يوسف جمعه الحداد
رئيس التحرير
 
لم يغب الدور الإنساني عن دائرة التخطيط الاستراتيجي للتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، ولاسيما دولة الامارات العربية المتحدة، فتاريخ الإمارات ودورها الرائد عالمياً في مجال المساعدات الإنسانية، ووقوفها ودعمها للبشر وتخفيف آلام المعاناة في مناطق شتى من العالم بغض النظر عن اللون أو العرق أو الجنس، كل ذلك يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن البعد الإنساني في اليمن يحتل صدارة الاهتمام لدى قيادة دولة الامارات العربية المتحدة، لاسيما أن اليمن لا يمثل فقط منطقة معاناة إنسانية، بل هو جزء لا يتجزأ من تاريخ دولة الامارات بحكم العلاقات والوشائج القوية التي تربط الشعبين.
 
تاريخ الإمارات وأدائها في المجال الإنساني عالمياً خير شاهد على حسن نواياها ونبل توجهاتها وسياستها الخارجية القائمة على مبادئ وثوابت ومنطلقات إنسانية وحضارية عديدة، فقد قدمت الإمارات مساعدات خارجية خلال الفترة من أبريل 2015 حتى مارس الماضي تبلغ في مجملها أكثر من ملياري دولار كمساعدات إنسانية ومشروعات إنمائية لإعادة تأهيل البنى التحتية. 
 
هناك تحذيرات أممية من حدوث مجاعة وأوباء وشيكة تشمل الملايين في اليمن، وهناك معاناة إنسانية متفاقمة في المناطق التي تخضع لنفوذ ميلشيات الحوثي والرئيس المخلوع صالح، الأمر الذي لم يترك لدول التحالف مجالاً للبقاء مكتوفي الأيدي، ويجعل حلحلة الوضع الراهن مسألة بالغة الضرورة، بل قرار لا يحتمل التأجيل وأولوية استراتيجية قصوى، فلابد من فتح الطرق والممرات الآمنة لتوصيل المساعدات الإنسانية والعلاجية، ولابد من الضغط بقوة من أجل الوصول إلى ملايين الأطفال وكبار السن والنساء الحوامل الذين يحتاجون للأغذية والعلاج والدواء، فميناء الحديدة تحديداً يستقبل أكثر من %70 من وارادت الغذاء والمساعدات الإنسانية في اليمن، وتحكم الميلشيات فيه مأساة حقيقية للشعب اليمني.
 
ومن ثم فإن قرار تحرير ميناء «الحديدة» هو القرار الاستراتيجي الصائب في التوقيت الزمني المناسب تماماً، فبقاء هذا الميناء تحت سيطرة الحوثي وصالح يحول دون إبدائهم أي مرونة في الاستجابة لمقترحات المبعوث الأممي وجهوده الكبيرة من أجل التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة. كما إن سيطرة الميلشيات على ميناء «الحديدة» تحول دون وصول المساعدات الإنسانية والاغاثية والعلاجية وخاصة بعد انتشار وباء الكوليرا في مختلف المحافظات اليمنية وخاصة المحافظة التي لاتزال تقبع تحت سيطرة مليشيات الحوثي والمخلوع صالح، فالميناء هو الشريان البحري الرئيسي، وظل هدف رئيسي لإيران من أجل تنفيذ مخططها التوسعي الإقليمي، وإحكام قبضة الهيمنة على منطقة الخليج العربي.
 
تحرير ميناء «الحديدة» هو بمنزلة شهادة وفاة حقيقية لنفوذ ميلشيات الحوثي والمخلوع صالح في اليمن، لأنها تحرمهم من مواصلة الحصول على الدعم العسكري والتمويلي الإيراني، لاسيما أن الميناء بات الرئة الوحيدة للحصول على الامدادات العسكرية الإيرانية، التي تتيح للميلشيات مواصلة العمل العسكري والضغط على السكان وانتهاك حقوقهم وخاصة العلاجية منها، فضلاً عن توفير الفرصة لإطالة أمد الأزمة ومفاقمة الأزمة الإنسانية من أجل الضغط على المجتمع الدولي، وبموازاة ذلك، فهي شهادة حياة جديدة لملايين اليمنيين في أرجاء البلاد، لاسيما في المناطق التي تسيطر عليها الميلشيات المسلحة.
 
إن تحرير «الحديدة» هو انتصار لإرادة المجتمع الدولي ورغبته في الإسراع بمد يد العون وتعزيز خطط تقديم المساعدات الإنسانية ووصول المساعدات الدولية الاغاثية والعلاجية للملايين في اليمن، بما يعنيه ذلك من انقاذ للأطفال والنساء الحوامل وتخليص للفئات المستضعفة من كبار السن والنساء من براثن السيطرة الحوثية، التي تنتهك منذ سنوات مضت أبسط حقوق هؤلاء جميعاً في حياة آمنة مستقرة.
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-02-26 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره