مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2016-05-03

رسائل تحرير المكلا

بقلم :المقدم ركن/ يوسف جمعة الحداد
رئيس التحرير

بعد نحو عام من سيطرة تنظيم "القاعدة" على مدينة المكلا عاصمة حضرموت، نجحت قوات التحالف العربي في تحرير هذه المدينة العريقة، ليشعر أهلها بالأمن، وينعموا بالأمان الذي افتقدوه منذ سيطرة التنظيم على المكلا في إبريل من العام الماضي. 
هذا الانتصار العسكري البالغ الأهمية ينطوي على العديد من الرسائل.أولها أن الحرب في اليمن هي حرب لمصلحة أمن هذا الشعب الشقيقواستقراره، وضد كل من تسول له نفسه المساس بأبناء اليمن بغض النظر عن الاعتبارات الطائفية والمذهبية، وغير ذلك من مزاعم واهية يرددها الحاقدون والمتآمرون ضد هذا الشعب الأبي؛ فالحرب ضد "القاعدة" في اليمن هي، بالدرجة الأولى، برهان ساطع على أن حرب التحالف العربي في اليمن، هي حرب ضد الإرهاب، سنياً كان أو شيعياً.
 
الرسالة الثانية في هذا الانتصار أنه يلفت نظر العالم والمجتمع الدولي إلى الأهمية الاستراتيجية البالغة الكامنة في تدخل التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في اليمن، وأن هذا التدخل يستهدف أيضا استئصال شأفة الإرهاب وتنظيماته من أرض صعبة وساحات عمليات جغرافية وعرة، يبذل فيها أبناء دول التحالف العربي دماءهم وفاء لوعد أصيل بإغاثة الملهوف والاستجابة لنداء المستغيثين من أهل هذا البلد الشقيق. 
 
الرسالة الثالثة في عملية تحرير المكلا تتمثل في مستوى الاحترافية القتالية والجاهزية العملياتية لقوات دول التحالف العربي، حيث نجحت القوات الإماراتية المشاركة ضمن التحالف العربي في إثبات مقدرة عملياتية فائقة على توجيه "ضربات عسكرية مشرطية" إلى تنظيم "القاعدة" الإرهابي، بما يضمن الحفاظ على أرواح المدنيين، ويخلص مدينة كبيرة مثل المكلا، وينتزعها من قبضة الإرهاب في واحدة من العمليات العسكرية التي استحقت بالفعل التقدير والإشادة من جانب الخبراء والمتخصصين العسكريين.
 
الرسالة الرابعة في عملية تحرير المكلا هو ذلك التمازج والتنسيق والتعاون العميق بين القادة العسكريين اليمنيين، ونظرائهم من قادة دول التحالف العربي،حيث أسهم هذا التعاون في بناء رؤية استراتيجية محكمة أسهمت في توجيه ضربة قاصمة إلى تنظيم تغلغل في اليمن ومدنه منذ سنوات طويلة مضت، حيث نجحت قوات التحالف العربي في إنهاء سيطرة "القاعدة" على واحدة من أخطر نقاط تمركزها في اليمن.
 
الرسالة الخامسة موجهة إلى الشعوب الخليجية والعربية، التي تتابع بكل فخر واعتزاز جهود أبنائها في مكافحة الإرهاب باليمن جنباً إلى جنب مع أشقائهم اليمنيين، وفحوى الرسالة أن عمليتي "عاصفة الحزم" ثم "إعادة الأمل"ليستا سوى علاج لأزمات اليمن وتطهير لجراحه، التي تعمقت منذ سنوات حكم الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، وما اكتنفها من تغلغل للإرهاب وتنظيماته في مناطق شتى من الدولة اليمنية. 
 
الرسالة السادسة أنه لا معنى للحرب ضد جماعة "الحوثي" وميلشيات صالح من دون توجيه ضربة قاصمة ضد تنظيم "القاعدة" الذي استغل ظروف الاضطراب التي رافقت تمدد الحوثيين وتوسعهم في مناطق شتى من وسط وجنوب البلاد.
 
الرسالة السابعة تكمن في مقدرة قوات التحالف العربي على هزيمة تنظيمات الإرهاب عبر عمليات عسكرية متطورة، حيث خيّب الأداء الخططي والعملياتي للقوات السعودية والإماراتية في اليمن ظنون الكثيرين، الذين اعتقدوا أن أبطال قوات التحالف لن يستطيعوا مواجهة عناصر الإرهاب من تنظيم "القاعدة" في اليمن، ولكن الواقع أثبت تهافت ظنون الحاقدين والمتآمرين، وسذاجة رهاناتهم الفاشلة، ويبدو أن هؤلاء لا يدركون جيداً حجم التطور الخططي والعملياتي والتدريبي الذي طرأ على جيوش دول التحالف العربي، وفي مقدمتها القوات المسلحة في دولة الإمارات العربية المتحدة.
 
الرسالة الثامنة والأخيرة في تحرير المكلا، موجهة إلى الحاقدين والمتآمرين من ذوي الأقنعة ومن في قلوبهم "مرض"، الذي يظهرون خلاف ما يبطنون في اليمن، وقد فاجأتهم وأفزعتهم هزيمة حلفائهم الأيديولوجيين السريين من تنظيم "القاعدة" وغيره من تنظيمات الإرهاب في هذا البلد الشقيق، فما وجدوا سوى محاولات التشكيك ونشر الشائعات وتثبيط الهمم، سبيلاً لنيل أغراضهم والتنفيس عن مشاعرهم الكريهة، التي لا تكن لدولة الإمارات العربية المتحدة وشعبها سوى الغل والحقد والحسد. إلى هؤلاء نقول إن عملية تحرير المكلا هي ضربة عسكرية قاصمة للإرهاب، وأنتم تدركون ذلك جيداً لما لهذه المدينة الحيوية من أهمية استراتيجية بالنسبة لخطط التمدد الإرهابية في أوصال هذا البلد الشقيق، ولكن الله هيّأ لأهل اليمن أشقاء صادقين يدافعون عنهم في مواجهة قوى البغي والظلم والعدوان كافة، فلم تأت القوات المسلحة الإماراتية إلى أرض اليمن بحثاً عن مغنم ولا سعياً وراء مكسب، بل ترجمة لقيم الأخوة والدفاع عن الحق ضد كل من تسول له نفسه العبث بالأمن القومي العربي.
 
إن تحرير المكلا لن يكون المعركة الأخيرة ضد الإرهاب في اليمن، فالحرب ضد تنظيمات الإرهاب طويلة وممتدة،  ولكنها بداية قويةعلى درب استئصال هذه الظاهرة البغيضة وتطهير أرض اليمن الشقيق منها، ولاسيما في ظل الشواهد التي تؤكد وجود تعاون بين جماعة الحوثي وتنظيم "القاعدة" على مستوى تهريب الأسلحة وغير ذلك من مجالات تستهدف في مجملها أمن اليمن واستقراره، حيث كان وجود تنظيم "القاعدة" في الجنوب داعماً لسيطرة الحوثي على مناطق عدة في الشمال، إذ اعتقد الحوثيون أن وجود "القاعدة" يشتت جهود التحالف العربي، ويجعل من الصعب تركيز الجهود الحربية جميعها ضد الحوثي وجماعته.
 
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره