مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2015-11-01

سد مـأرب.. وعد الرجـال

بقلم : المقدم ركن/ يوسف جمعة الحداد
رئيس التحرير
في تاريخ الدول وعلاقات الشعوب محطات يتوقف عندها الخبراء والمتخصصون ملياً، وفي علاقات الأخوة وروابط الدم والقربى التي تربط شعبي ودولتي الإمارات واليمن، يبرز "سد مأرب" كأحد رموز هذه العلاقات القوية المتينة بين الشعبين والدولتين، حيث ارتبط هذا السد العظيم بالمغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حيث تكفل ـ طيب الله ثراه ـ بإعادة بناء السد الشهير وإحيائه، ووضع حجر الأساس لهذا المشروع الكبير في الثاني من أكتوبر عام 1984، حيث افتتح بعد ذلك بعامين تقريباً بعد إعادة البناء تقديراً وعرفاناً وتأكيداً على مكانة أهل اليمن الكرام وما لهم من تقدير في قلب الإمارات ومؤسسها الراحل العظيم، الذي قال "لقد فكرت في إعادة بناء سد مآرب لأن هذا السد كان مصدر حياة لليمن كله... ولمساعدة هذا البلد الذي أرهقته الحروب وأصبح يصارع التخلف"، وهذا السد يعتبر داعماً أساسياً للأمن الغذائي في هذا البلد الشقيق.
 
 
وكان موقف زايد الخير ـ طيب الله ثراه ـ بمنزلة ترجمة جامعة لرؤيته التاريخية والقومية لليمن الشقيق، حيث تتلاقى العروبة مع الأصالة مع الأخوة مع القيم الإنسانية الأصيلة، حيث كان، طيب الله ثراه، يرى أن مساندة الشعب اليمني "واجب" لا يخضع للنقاش السياسي، فهو يرى اليمن وقد "خرجت منه الهجرات إلى كل البقاع العربية، ولاسيما إلى الخليج الشرقي" فهم أصل الحاضر العربي، ومن ثم فإن دعمه ومساندته أمران، بل واجبان، لا جدال فيهما.
 
 
إعادة بناء السد كانت بدورها رمزاً لإعادة الحياة إلى أخصب بقاع الأرض الزراعية وأقدمها تاريخياً، وربط الماضي بالحاضر؛ أي استعادة تاريخ اليمن العتيد من انهيار السد عام 575 قبل الميلاد. 
 
 
كثيرة هي بصمات زايد الخير ـ طيب الله ثراه ـ في بقاع الأرض كافة، وفي اليمن الشقيق على وجه التحديد، لما لهذا البلد من مكانة استثنائية في قلب الإمارات ومؤسسها، رحمه الله، الذي أوصى أولاده من بعده برعاية هذا البلد الشقيق وصون أهله، ومن ثم لم يكن هناك خيار سوى الاستجابة لنداء أهل اليمن عندما داهمهم خطر جماعة الحوثي، فغوث المستغيث من الأشقاء هو من شيم الكرام، وليس هناك أكرم خلقاً من عيال زايد الخير والعطاء.
 
 
 من هنا، وعلى هذه الخلفية التاريخية، يبدو انتصار سد مأرب ذا نكهة ودلالة بالغتين لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، فهي تستشعر عمق الروابط التاريخية التي تربطها بهذا المكان الأثير لدى مؤسسها وقائدها التاريخي، وتخليصه من الحوثيين هو رمز لتخليص اليمن الشقيق من هذا العدوان الغاشم على شرعيتهم وأحلامهم وطموحاتهم المشروعة.
 
https://youtu.be/eJ2D19i3JF8
ثمة دلالة مهمة أخرى في تخليص سد مأرب من يد الحوثيين، وتكمن في الوفاء بوعد سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي وعد أهالي الشهداء بالانتصار في معركة اليمن ورفع علم الإمارات خفاقاً على "سد زايد" سد مأرب، سد البطولات ورمز الحضارات.
 
 
ومثلما وعد زايد الخير ـ طيب الله ثراه ـ قبل نحو ثلاثة عقود بإعادة إحياء هذا السد التاريخي العظيم، فأوفى، كذلك وعد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وأوفى رجاله وأبناؤه المخلصون من أبناء القوات المسلحة بما وعد، وأنجزوا الوعد على خير ما يرام، لتضيف دولة الإمارات العربية المتحدة وجيشها الباسل بصمة ثانية على هذه البقعة الغالية من أرض اليمن الشقيق، ولتؤكد أن ما يربط الإمارات واليمن لا فصام له ولا فكاك منه، وليصح قول القائل إن زايد الخير أعاد سد مأرب إلى الحياة وعيال زايد رووه بدمائهم الطاهرة.
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

بواسطة أحمد محمد الأستاد 2015-11-02

كعادتكم دائما أستاذي الكريم يوسف جمعة الحداد لكم أسلوب متميز في الكتابة وعرضكم للموضوع بطريقة علمية سلسلة وتحليل دقيق يدفعنا دوما لقراءة كل جملة واستشعار أهميتها.... وأنا أتفق معكم فيما ذهبتم إليه في هذا المقال... ففعلا أسود وصقور الإمارات وفوا بوعودهم وأكدوا للعالم أن الإمارات لا تتردد أبدا عن نصرة الحق ونشر السلام..... شكرا اخي الحبيب على ما سطرته يدك من كلمات من ذهب

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره