تعد مشاركات القوات المسلحة الإماراتية في عمليات حفظ السلام ترجمة حقيقية وصادقة للعقيدة العسكرية الإماراتية المبنية على صون الحقوق واحترام القوانين والشرعية الدولية مهما تكن الاختلافات الدينية أو العرقية أو الثقافية، ومهما يكن البعد الجغرافي، مما أكسبها حب واحترام وتقدير المجتمع الدولي ووضعها في مصاف القوى الخيّرة في العالم.
إن ما يميز هذه العقيدة أنها تستند إلى اعتبارات إنسانية بحتة تمليها طبيعة الشعب الإماراتي وقيادته الرشيدة المحبة للخير والعطاء، الملتزمة بالمبادئ والقيم الإسلامية السامية، والمؤمنة بأهمية تعزيز العلاقات الأخوية والإنسانية مع مختلف دول العالم، فالهدف الأسمى والمحرك الرئيسي لكل المبادرات الإنسانية الإماراتية هو خدمة بني البشر.
وقد جاءت المشاركة الإماراتية في عمليات حفظ السلام الدولية من إيمان قيادتنا الرشيدة بالسلم والأمن الدوليين، وهو ما رسخ دعائمه المغفـــور لــه بإذن الله الشيــخ زايد بن سلــطان آل نهيان "طيب الله ثراه" حيث كانت البداية في لبنان عام 1976، وسار على نهجه سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة "حفظه الله" حيث كانت توجيهاته الحافز والدافع الأول لأبناء القوات المسلحة لكي يمدوا أيديهم البيضاء لكل المحتاجين واضعين نصب أعينهم نشر ثقافة المحبة والسلام في شتى بقاع العالم بدون تمييز على أساس العرق أو الدين أو اللون.
أن مشاركة قواتنا المسلحة في عمليات حفظ السلام هي مسؤولية إنسانية وعمل إيجابي لتحقيق الأمن والسلم الدوليين في شتى بقاع العالم، كما أن هذه المشاركات تساهم وبشكل كبير في زيادة خبرة وكفاءة أبناء القوات المسلحة من خلال احتكاكهم بقوات الدول المتقدمة، وأيضاً هي فرصة حقيقية لتطوير المهارات القتالية لقواتنا المسلحة من خلال العيش في ظروف قتالية حقيقية وفي مناطق جغرافية ومناخية مختلفة بما فيها من عوامل متغيرة ومفاجئة، كما إنها تفتح آفاقاً جديدة أمام الأفراد المشاركين للإطلاع على ثقافات وحضارات الشعوب الأخرى، وتساهم وبشكل كبير في نقل الصورة الحضارية للإمارات وتعزز من ثقة واحترام المجتمع الدولي بالإمارات، كما تعكس الروح الحقيقية للسياسة الخارجية الإماراتية المبنية على السلام والتعاون بين الشعوب، خاصة وأن هذه المشاركات تعمل وبشكل كبير على تقوية وتعزيز مكانة وسمعة الإمارات على الساحة الدولية وتساهم في كسب احترام وتقدير العالم أجمع.
وأخيراً نستطيع القول بأن أفراد القوات المسلحة هم سفراء فوق العادة لهذه الأرض الطيبة، وهم ممثلوها وحاملوا قيمها ومثلها الأخلاقية الإنسانية، وهم من ينشرون البشرى لغد أفضل للإنسانية، وهم من ينفذون مهام إحياء الأمل ورياح الخير، وهم من يقومون بالمساهمة في تحقيق الأمن والاستقرار في شتى بقاع العالم، هم سفراء الإمارات في المهام الصعبة هم أبناء زايد وهم أياد خليفة البيضاء الممدودة بالخير.
لا يوجد تعليقات