مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2014-09-01

عيال زايد.... والخدمة الوطنية

 
بقلم : المقدم ركن/ يوسف جمعة الحداد
       رئيس التحرير
 
يعتبر يوم الحادي والثلاثين من أغسطس 2014 يوما تاريخيا بكل المقاييس بالنسبة لنا نحـن عيال زايد، فقد شهد هذا اليوم انطلاق الدفعة الأولى من أفواج الخدمة الوطنية والاحتياطية من أبناء الإمارات إيذانا بفتح صفحة جديدة في مسيرة العمل الوطني عنوانها وشعارها تعميق الولاء والانتماء لهذه الأرض الطيبة وقيادتنا الرشيدة وعلى رأسها سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة "حفظه الله".
 
لا جدال في أن الخدمة الوطنية والاحتياطية هي الحصن المنيع الذي سيعمق في نفوس أجيالنا الشابة من أبناء الوطن الانتماء ويوفر لهم فرصة للتعبير عن القيم المعبرة عن هويتنا الوطنية الراسخة التي غرسها فينا المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، كما أن الخدمة الوطنية هي بوتقة لحشد الطاقات وتأهيل الكفاءات وتبادل الخبرات  بما يضمن لوطننا الغالي أقصى استفادة ممكنة  من جهود أبنائه المواطنين جميعاً في مجالات التنمية كافة.
 
لقد أظهرت مشاعر أبناء الإمارات الذين التحقوا بمعسكرات التدريب أن غرس زايد الخير قد أثمر وآتى أكله طيِّباً مباركاً، وأن التنشئة الوطنية الإيجابية التي كان للوالد المؤسس فضل غرسها في نفوس أبنائه تتجلى ساطعة في الإقبال الحماسي على أداء الواجب الوطني، والتسابق إلى التعبير عن الاستعداد لحماية ترابه والدفاع عن ثرواته وصون تجربته التنموية التي حققت الرخاء لكل أبنائه وفاض خيرها على العالمين.
 
إن الخدمة الوطنية في مصنع الرجال ممثلا في المؤسسة العسكرية، هي فترة انخراط وجيزة بمعايير الزمن ولكنها تمنح صاحبها وسام شرف وطني نبيل على مدى زمني طويل، فهي أحد تجليات إدراك حقوق المواطنة وواجباتها، والإيمان بأن الأوطان يحميها الرجال وأن مسيرة العمل والإنتاج لابد لها من درع قوي يصونها ويُحصنها ويوفر لها المناعة في مواجهة التحديات والتهديدات الآجل منها والعاجل.
 
إن من نال شرف الالتحاق بالدفعة الأولى بالخدمة الوطنية ومن سيأتي بعدهم بات يتطلع إلى المستقبل برؤية مغايرة، بل لا أبالغ إذا قلت أنه يعتبر جيلاً محظوظاً توافرت لديه فرصة تاريخية لصقل القدرات والمهارات الفردية والشخصية والانطلاق إلى الحياة العملية وما تموج به من تحديات تنافسية باتت تطلب سمات شخصية قوية ربما لا تُكتسب سوى من خلال الاحتكاك ببيئة تسهـــم في صقل الشخصية والتأهيل النفسـي والبدني للشباب . 
 
 فمن ينظر لأهداف الخدمة الوطنية يجد الشمولية في صنع القوة الشاملة لحماية الوطن ومكتسباته التنموية، وهي مهمة عمادها ومحورها أبناء الوطن بغض النظر عن مواقعهم وتأهيلهم وطبيعة عملهم، فالخدمة الوطنية تشكل قوة دفاع وطني إضافية من شباب الوطن لحماية حدوده والمحافظة على مقدراته ومكتسباته الوطنية باعتبار أن مسؤولية الدفاع عن الوطن تشمل أفراد المجتمع وأطيافه كافة، الأمر الذي يشكل سياجاً إضافياً واقياً لأمن الوطن ويجعل كل أبناء الوطن حراساً أوفياء ينطلقون طواعية لحمايته والدفاع عنه دون أن ينتظروا أمراً.
 
لقد أثبت عيال زايد حسهم الوطني العالي عندما لبوا نداء الخدمة الوطنية بكل حماس ودافعية فكانوا ـ وسيظلوا ـ نموذجاً متميزاً لأبناء الوطن المخلصين الأوفياء، من خلال تفاعلهم واندفاعهم للإلتحاق بالدفعة الأولى من الخدمة الوطنية والتي كانت على قدر المسؤولية وعند مستوى طموحات قيادتنا الرشيدة، التي ترى فيهم قادة المستقبل والثروة الكبرى التي تعتمد عليها في تسجيل المزيد من النجاحات التي تبهر العالم. فأهلاً بكل أبناء الوطن في ميدان الشرف والبطولة بمعسكرات القوات المسلحة، وهنيئاً لدولتنا بالمخلصين من أبنائها.
 
وإننا إذ نأمل التوفيق والسداد في هذه الخطوة المباركة، لا يسعنا إلا أن نوجه أسمى آيات الشكر والعرفان لقيادتنا الحكيمة، وعلى رأسها سيدي صاحب السمـو الشيـخ خليفـة بـن زايــد آل نهيان، رئيس الدولة، القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، وإلى كل من أسهم في التخطيط والتنفيذ لإنجاح هذه التجربة الرائدة التي طالما تاقت إليها نفوس الإماراتيين جميعاً. كما إننا جميعا ننظر إلى هؤلاء الشباب بكل ثقة واطمئنان على مستقبل هذا الوطن، الذي كان وسيظل دوماً حصناً للوطنية ومدرسة للوفاء والولاء والانتماء.
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره