مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2015-09-28

كلكـم عظـم رقبة

بقلم : المقدم ركن/ يوسف جمعة الحداد
رئيس التحرير
 
في خيم العزاء التي زرتها وزارها الآلاف غيري من المواطنين والمقيمين يسمع المرء حكايات وقصص الفخر والعزة والكبرياء التي سطرها شهداؤنا وجرحانا في البذل والعطاء من أجل الوطن؛ فهذه أم الشهيد تقول "ما جبناهم إلا لهذا اليوم"، والأب يؤكد "أنا مستعد لتقديم كل أولادي من أجل الوطن فكلهم جاهزون"، والزوجة تقول "أنا فخورة بلقب زوجة الشهيد"، والابن يقول "أتمنى أن أمضي على طريق والدي، وأنال شرف الشهادة مثله"، والابنة تقول "باركوا لي؛ والدي شهيد"، والأخ يقول "أتمنى أن أنال شرف الشهادة مثل أخي" ، والأخت تقول " أرفع رأسي؛ أنا أخت الشهيد"، والعم يقول " لست حزينا لاستشهاد أبنائنا فكلنا فداء للوطن والحق، وكلنا رهن إشارة قيادتنا الرشيدة"، والخال يقول " أرواحنا رخيصة في سبيل رفعة الوطن وإعلاء رايته خفاقة " وأنا، وأنت، وأنتي، وأنتم، نقول: " ليتنا كنا معهم ". 
 
 
 أما جرحانا فهم قصة من قصص البطولات التي لا تنسى، والتي سيخلدها التاريخ ما حيينا، فصوتهم واحد وطلبهم واحد، وأمنيتهم واحدة "أرجعونا فوراً إلى ميدان المعركة، قبل أن تلتئم جروحنا، لنقاتل ونثأر لشهدائنا".
 
 
مشاهد لن ننساها نحن أبناء زايد، فهذا سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، يتنقل بين مختلف إمارات الدولة ومناطقها النائية، قاطعاً المسافات، ومختزلاً الأوقات، ومرحلاً الالتزامات والواجبات، ليزور كل أسر الشهداء، وكل الجرحى، يواسيهم، ويعانقهم، ويقبل رؤوسهم وأياديهم، ويحضنهم بكل حب وحنان وأبوّة وأخوّة صادقة؛ ليقول لهم : "الشهيد وأنتم وعيالكم... كلكم عظم رقبة"، لقد حولت زيارات محمد بن زايد وإخوانه أصحاب السمو الشيوخ خيم العزاء وغرف المستشفيات إلى مجالس عز وفخر وتضحية وفداء للوطن، ولقد برهن أبناء زايد بصبرهم واحتسابهم روح التعاضد والتلاحم والتآخي بين أبناء الشعب بكل أطيافه وشرائحه ومكوناته، وأنهم بصدق مجتمعين في الضراء قبل السراء حباً للوطن، والولاء الصادق لقيادتها، لأننا باختصار يداً واحدة قيادة وشعباً، لا نبخل على وطننا في كل الظروف، ومهما تعاظمت الخطوب بكل ما هو غال ونفيس. 
 
 
لقد قدمت قيادتنا الرشيدة دروساً للعالم أجمع في المفهوم الحقيقي للوطن الأسرة، وفي النموذج الإماراتي الجميل الذي بات شعاره على كل لسان "البيت متوحد"، والذي يجعل كل من ينتمي للإمارات مطمئناً بأنه مهما تبلغ الخسائر وتكبر المآسي فإن حوله وبين ظهرانيه وطناً وقيادة، وبأن النجاح سيكون حليف أبناء زايد في كل خطوة يمضون بها.
 
 
ثقتنا كبيرة بقيادتنا الرشيدة، وحبنا لهذا الوطن الغالي بلا حدود، ومبادئنا لا تتغير، ومواقفنا راسخة، وقرارنا واحد، وهو المضي حتى آخر الطريق، فاليمن لنا فيه ومعه تاريخ وحاضر ومستقبل مشترك، وأن الأحداث مهما تعاظمت لن تثنينا عن القيام بواجبنا الأخوي والديني والعروبي والإنساني تجاه أشقائنا، بل على العكس ستزيدنا عزيمة وإصرار لتحقيق وإنجاز أمن واستقرار المنطقة.
 
 
 لقد قال أبناء الإمارات كلمتهم، وجسدوها في ميادين القتال وخيم العزاء والمشافي التي احتضنت الجرحى، ولسان حالهم جميعاً يردد امضِ يا بو خالد إلى الأمام وشعب الإمارات معك.
 
الخِلاصـهْ يـا زعيمْ المرجِلِــهْ                    أنْ كِـلْ الشَّـعب ْفي أمـركْ يثـورْ
ولـي بديتـهْ يا محمـدْ كَمِّلـهْ                   وكِلِّنــا ويَّــاكْ يا صَــقْر الصِّـــــقورْ
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره