مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2012-06-01

نجاحات السياسة الخارجية الإماراتية

بقلم : الرائد ركن/ يوسف جمعة الحداد
       رئيس التحرير
 
 
يشكل نجاح السياسة الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة أحد أبرز الإنجازات المشهودة للدولة، والتي قامت على مجموعة من الثوابت السياسية المتوازنة والمعتدلة التي تنتهجها الدولة منذ قيامها، والتي أرسى دعائمها القائد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" وسار على نهجه سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة "حفظه الله" تجاه مختلف القضايا العربية والدولية، والتي أكسبت الدولة الاحترام والتقدير في مختلف المحافل الدولية، فالإمارات حريصة على الالتزام بكافة المواثيق والقوانين الدولية وإقامة علاقات مع جميع دول العالم على أسس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين، مع الالتزام بحل النزاعات بين الدول بالحوار والطرق السلمية، والإسهام في دعم الاستقرار والسلم الدوليين، ويتجلى هذا بوضوح في نجاح الدبلوماسية الإماراتية في نزع فتيل العديد من النزاعات والصراعات، والمساهمة في تحقيق السلم والمصالحة في العديد من الدول العربية والإسلامية، والمشاركة الفاعلة بل المتميزة في قوات حفظ السلام بالمناطق التي تشهد توترات ناهيك عن الدور المتفرد الذي قامت به الدولة في تعزيز التنمية الدولية من خلال المساعدات والمعونات التي قدمتها للشعوب التي تعاني من الكوارث الطبيعية وويلات الحروب والنزاعات المسلحة، وعليه أصبحت الإمارات نموذجاً للتسامح والتقارب لمختلف الطوائف والأعراق والجنسيات وأثبتت للعالم أجمع إمكانية التعايش السلمي وإحترام حقوق الآخرين بغية تحقيق الرفاهية الإجتماعية .
 
النجاحات المنقطعة النظير التي حققتها هذه السياسة الخارجية الإماراتية على مختلف الأصعدة الإقليمية والدولية توجت بالفوز التاريخي لدولة الإمارات باستضافة مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "إيرينا"، واحتضان الإمارات للمؤتمر والاجتماع السنوي لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي في عام 2003، وسباق الفورميلا 1 على حلبة مرسى ياس، وإقامة معرضي آيدكس ودبي للطيران، واستضافت العديد من المؤتمرات الهامة والمرصودة على الأجندة العالمية، ومشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة برئاسة سيدي الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في "قمة الأمن النووي" التي استضافتها كوريا الجنوبية في مارس الماضي، والتي عكست وبشكل واضح المكانة المتميزة والمتفردة التي تحظى بها الإمارات في مختلف المحافل الدولية وحرص الجميع للاستماع إليها ومعرفة وجهة نظرها في مختلف القضايا الحيوية الاقليمية منها والدولية، وقد اتضح ذلك من خلال سلسلة اللقاءات التي أجراها سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع العديد من رؤساء الدول وقادتها وممثليها، وما عبرت عنه هذه اللقاءات من تقدير واحترام عالميين لدولة الإمارات، وأخيراً وليس آخراً ها هي الإمارات تسعى بكل قوة  لإستضافة أحد أهم الأحداث الدولية الثقافية السياحية الإقتصادية (اكسبو 2020) من أجل إبراز وتسويق منجزات دولتنا على مختلف الصعد وهو ما أكده سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية بقوله: "أن الملف الذي ستقدمه الدولة لإستضافة معرض (اكسبو 2020) سيكون ملفاً قوياً يستند إلى الإنجازات الكبيرة التي حققتها الدولة منذ تأسيسها قبل أربعين عاماً" بل ذهب سموه إلى أبعد من ذلك حيث قال إن الخارجية تضع إمكاناتها للدفع بملف  (اكسبو 2020). وما هذا وذاك إلا دليل واضح على ثقل دولة الإمارات ومكانتها المتميزة على الخارطة العالمية، وبات المجتمع الدولي يجمع على أنها الوجهة الأكثر تميزاً لما لديها من بنى تحتية متطورة وبيئة مثالية جاذبة. لقد شهدت الدبلوماسية الإماراتية التي يديرها سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الذي يمثل جيل الانطلاقة الإماراتي الشاب الذي يقود السفينة الإماراتية اليوم نحو آفاق المستقبل والذي يعمل بصمت ويجوب العالم شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً يمارس كل فنون الدبلوماسية حراكاً متزناً من أجل خلق علاقات إماراتية قوية وفاعلة مع معظم شعوب العالم في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والسياحية، معتمداً في ذلك على رؤية قائد المسيرة سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" الذي أكد "حرص دولة الإمارات على مد جسور الصداقة والتعاون والتسامح بين الشعوب، وبناء علاقات متوازنة مع كافة الدول الصديقة، إضافة إلى تطوير علاقاتها الاقتصادية والثقافية والسياحية مع دول العالم". إن السبب الحقيقي لنجاح السياسة الخارجية الإماراتية يعود إلى النجاح في السياسة الداخلية للدولة، والاهتمام كل الاهتمام بالإنسان الإماراتي باعتباره الثروة الحقيقية والهدف الرئيس للتنمية والتطوير، وله الأولوية في كل ما يوضع من برامج وخطط من أجل سعادته ورخائه وتأمين العيش الكريم له، والاهتمام بالتعليم باعتباره السلاح الانجع لمواجهة كل التحديات، وكذلك الاهتمام بالبحث العلمي ومراكز الأبحاث وتقديم أفضل فرص التعليم لأبناء الدولة، والانفتاح على مختلف المجتمعات والحضارات، واحترام حقوق الانسان، وإعطاء المرأة حقوقها وتوسيع تمثيلها في السلطتين التشريعية والتنفيذية، ورعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة وتنظيم استقدام وتشغيل العمالة الوافدة وصيانة حقوقها ومكافحة جرائم الاتجار بالبشر، وإقامة سلسلة من المؤتمرات والندوات والمسابقات العلمية في مختلف التخصصات النظرية والعملية، وبالتالي كانت المخرجات قوية، والقرار صائب، فانطلقت السفينة الإماراتية بقيادة ربانها سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" تحصد النجاح تلو النجاح والتميز تلو التميز، تحصد المركز الأول وهو ما يبشر بالمزيد من النجاحات والعطاءات في المستقبل.
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره