مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2014-08-01

وأد الشائعـات

 
بقلم : المقدم ركن/ يوسف جمعة الحداد
       رئيس التحرير
 
 
الشائعة، كما يعرفها كثير من المختصين، هي مجرد رسالة سريعة الانتقال، الهدف منها إحداث بلبلة أو فوضى لتحقيق أهداف ومآرب في غالبها أهداف هدامة؛ لأنها تلعب على وتر تطلع الجمهور إلى معرفة الأخبار في محاولة لإحداث التأثير المستهدف لمروجيها، ولاسيما في أوقات الأزمات. كما تسعى الشائعة إلى ترويج خبر لا أساس له من الصحة، وتعتمد المبالغة أو التهويل والتشويه في سرد الخبر بأسلوب مغاير بقصد التأثير النفسي في الرأي العام لأهداف متباينة. 
 
لقد أضحت وسائل التواصل الاجتماعي من أهم الأدوات التي تُستخدم بشكل سلبي في نشر الشائعات، بدليل أن معدلات انتشار الشائعات تتناسب طردياً مع التقدم في تكنولوجيا الاتصال وانتشار معدلات وسائل التواصل الاجتماعي بين أفراد المجتمع، حيث يلجأ مستخدمو هذه الوسائل من خلال التخفي أو الظهور بأسماء وهويات غير حقيقية إلى نشر بعض الأخبار الكاذبة التي تجد رواجاً لدى الكثيرين. والخطير في الأمر أن الشائعات تنتشر هذه الأيام بسهولة، ليس لتنامي مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي فقط، وإنما لأن الأحداث والتطورات المتصاعدة التي تشهدها المنطقة من حولنا تجعل من الأكاذيب بيئة خصبة للنمو والتأثير أيضاً.
 
لعل مسارعة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى نفي الشائعات المرتبطة بصحة صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، خلال الأيام الماضية (خليفة بخير) تقدم نموذجاً لكيفية التعامل الحاسم مع الشائعات، حيث كان رد سموه على هذه الشائعة بلغة قاطعة وواضحة يؤكد عمق إدراك سموه لتأثيرات انتشار مثل هذه الشائعة وغيرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يعد سموه من القادة الذين يتعاملون مع وسائل التواصل الاجتماعي بانفتاح وإدراك لحجم انتشارها وكونها باتت إحدى أدوات العصر الحديثة، ومن الضروري الانفتاح عليها وتوظيفها لمصلحة الوطن وتفادي تأثيراتها السلبية، كما يؤكد رد سموه أن التصرف بفاعلية وبشكل واضح مع الشائعات التي تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي بات أمراً ضرورياً لوأدها. ولذا؛ كانت تصريحات سموه في هذا الشأن نموذجاً حقيقياً للاشتباك الإيجابي مع الشائعات الضارة والقضاء عليها في مهدها، حيث ضرب سموه كعادته القدوة والمثل للمسؤولين في كيفية التعامل مع هذه النوعية من الأخبار وعدم تجاهلها أو انتظار انتهاء مفعولها.
 
من ناحية أخرى ينبغي علينا جميعاً قبل الترويج لأي خبر يأتي إلينا عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو هواتفنا الذكية ضرورة العودة لمصادر الأخبار الرسمية في الدولة، وتوخي الحيطة والتثبت في نقل المعلومات والأنباء، لكي يتم قطع الطريق على أولئك الذين يسعون إلى إثارة البلبلة والفوضى في المجتمع.
 
إن ترويج الشائعات أمر منافٍ لما جاء به ديننا الإسلامي الحنيف؛ لأن الدين يحرص كل الحرص على سلامة المجتمع من كل ما يصيب أفراده من أخلاق فاسدة أو عقائد باطلة أو سلوك سلبي، فقد حذر القرآن الكريم في كثير من آياته، حيث قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبيّنوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين". لذلك، لا يجوز تناقل الشائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها، ويجب على المسلم أن يتثبت من الأخبار ومصدرها والهدف منها قبل أن يعيد إرسالها ويسهم في نشرها عملاً بقوله تعالى:" فتبينوا".
 
وأخيراً، ينبغي على وسائل الإعلام المحلية ضرورة وضع استراتيجية إعلامية وقائية من أجل توعية أفراد المجتمع بمفهوم الشائعات والظروف المرتبطة بنشأتها وتطورها ومخاطرها والآثار الناجمة عنها، كما ينبغي بذل المزيد من الجهود الإعلامية لتوعية أفراد المجتمع بشأن خطر تناقل الشائعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كما أنه من الضروري تبني نهج إعلامي إيجابي مبادر، كما فعل سمو ولي عهد أبوظبي حين قام بتكذيب الشائعات فوراً، وبكلمات واضحة وصريحة، لإدراك سموه خطر ترك مثل هذه الشائعات تفعل فعلها في المجتمع•
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره