مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2016-12-01

يوم الشهيد واحة للكرامة

بقلم المقدم ركن/  يوسف جمعه الحداد
رئيس التحرير
 
سيظل يوم الشهيد محفوراً في وجداننا، نستذكر فيه تضحيات شهداء الوطن الأبرار الذين دافعوا بدمائهم الزكية عن مبادئ دولة الإمارات العربية المتحدة، وقدموا أرواحهم فداء لوطنهم وإعلاء لكلمة الحق، وستظل هذه التضحيات دليلاً على أن دولة الإمارات العربية المتحدة تقف دائماً إلى جانب الشعوب العربية، وتدعم حقها في الأمن والاستقرار والتنمية والازدهار. كما ستظل الإمارات قيادة وشعباً، وفية لشهداء الوطن الأبرار الذين لبوا نداء الوطن، وحملوا رايته خفاقة عالية في ساحات الحق والواجب، مثمّنة تضحياتهم الغالية، لأنها تعتبرهم نماذج ناصعة لقيم التضحية والفداء والانتماء، ويمثلون القدوة الحسنة لشبابنا في كل مواقع العمل الوطني، من أجل أن تستمر ملحمة البناء والتنمية، وهذا أمر يجعلنا جميعاً نشعر بالثقة والتفاؤل والفخر والاعتزاز. 
 
لقد علمتنا تجارب الماضي البعيد والقريب، أن التحديات والمصاعب لا تزيد الإماراتيين إلا وحدة وصلابة وتلاحم، ففي مرحلة التأسيس التقت قلوب وسواعد الإماراتيين جميعاً والتفوا حول قادتهم حتى قهروا الصعاب وأرسوا قواعد بنيان كيان اتحادي قوي ومتماسك يُنظر إليه بتقدير واعجاب شديدين باعتباره من أكثر التجارب الوحدوية نجاحاً في المنطقة والعالم، وفي السنوات الأخيرة ومع تصاعد المخاطر والتهديدات التي ضربت المنطقة، هب أبناء قواتنا المسلحة يلبون نداء الواجب دفاعاً عن الوطن ومصالحه الاستراتيجية وتلبية لنداء أهل اليمن الشقيق، ووقف شعبنا الوفي صفاً واحداً على قلب رجل واحد خلف قيادتنا الرشيدة ضاربين أروع الأمثلة في التلاحم والتماسك والاصطفاف الوطني الفريد الذي أفشل كل محاولات النيل من استقرار هذا الوطن وأمنه، ومنح قيادته الرشيدة الثقة للمضي قدماً في طريقها لتحقيق كل ما من شأنه رفعة هذا الوطن وإسعاد شعبه والحفاظ على رفاهيته واستقراره.
 
إن المواقف العظيمة لأمهات الشهداء الأبرار وآبائهم وزوجاتهم وأبنائهم وذويهم التي تعبر عن وطنيتهم الصادقة المخلصة، تمثل مصدراً آخر للفخر والاعتزاز، وبرهاناً جديداً على قوة تماسك هذا المجتمع ووحدته ومنعته، ورسالتنا إليهم اليوم هي أن الإمارات، قيادة وشعباً، فخورة كل الفخر بكم بقدر فخرها بأبنائها الشهداء، فأنتم رمز لأصالة هذا الشعب ووطنيته العميقة، ولولا دوركم المقدر في التنشئة والتربية وإيجاد هذه النماذج البطولية، ما كنا لنقف اليوم على هذه الأرض الصلبة متطلعين للمستقبل المشرق بخطىٍ واثقة.
 
تجسد واحة الكرامة قيمة الوفاء الاصيلة في دولة الإمارات العربية المتحدة، الوفاء لكل من خدم وطنه في أي ميدان من ميادين الشرف والعزة والكرامة، وتقديره وتخليد اسمه، حتى يظل مصدر إلهام تتعلم منه الأجيال في الحاضر والمستقبل أسمى معاني الولاء والتضحية في سبيل استقرار الوطن، والمضي بثبات في عملية البناء والنمو والازدهار لصناعة مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
 
إن هذه الواحة تدون قصص وطنية رائعة من البطولات والتضحيات في تاريخ الإمارات، وتقدم نماذج عظيمة لشهداء قواتنا المسلحة، نتشرف جميعاً بهم وبما أظهروه من قيم الوطنية والشجاعة والايثار والولاء والانتماء، فهؤلاء وهبوا أرواحهم لتظل راية دولة الإمارات العربية المتحدة عالية خفاقة وهم يؤدون مهامهم وواجباتهم الوطنية داخل الوطن وخارجه في كافة الميادين، ولهذا استحقوا أن يتم وضعهم في أنصع صفحات تاريخ الإمارات وذاكرتها الوطنية.
 
إننا في هذا اليوم المجيد من تاريخ دولتنا الفتية، ونحن نستذكر تضحيات وبطولات شهداء الوطن الأبرار، ونرى تفاعل وتضامن فئات المجتمع المختلفة مع أسر وذوي الشهداء، يتأكد لدينا أن وحدة هذا الشعب واصطفافه خلف قيادته الرشيدة وقواته المسلحة هي السر الحقيقي فيما تشهده دولتنا من أمن واستقرار، وبما تمتلكه من قدرة كبيرة على مواجهة التحديات والمصاعب مهما كان مصدرها، لأن روح البيت المتوحد، تسري في شرايين أبناء الوطن جميعاً، وتزيدهم قوة وصلابة، وتجعل دولتنا الفتية محصنة ضد أي محاولات للنيل من تهديدها واستقرارها.
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره