مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2015-03-01

آيدكس 2015 إنجازات نوعية تعكس مسيرة النهضة الإماراتية الشاملة

يمثل معرض الدفاع الدولي «آيدكس» حلقة من حلقات التميـز والنجاح ضمن الفعاليات التي تنظم في دولة الإمارات العربية المتحدة على مدار العام، بالإضافة إلى أن المعرض بات علامة بارزة على مستوى التطور النوعي الذي ارتقت إليه القدرات التنظيمية والتقنية في القوات المسلحة الإماراتية، حيث تعكس المكانة التي ارتقى إليها المعرض عالمياً مستوى هذه القدرات والثقة التي تتمتع بها دولتنا في الأوساط الإقليمية والدولية.
إعداد: التحرير
 
وفي هذا الملف تسلط «درع الوطن» الضوء على معرض «آيدكس» من زوايا وأبعاد متنوعة تسهم في فهم مقومات هذا النجاح النوعي الذي يدعم مسيرة الإبداع والابتكار التي تتبناها قيادتنا الرشيدة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله.
 
 
نجح معرض الدفاع الدولي، «آيدكس» خلال السنوات القليلة الماضية في ترسيخ مكانته كواحد من أكبر معارض الدفاع في العالم، وأصبح يمثل نافذة دولية لعرض أحدث مستجدات الأسلحة وتكنولوجيا الدفاع في العالم، وبات يلعب دوراً محورياً في تعزيز العلاقات مع الإدارات الحكومية والشركات والقوات المسلحة على مستوى المنطقة، ما يسهم في تحقيق مصالح جميع دول المنطقة والعالم.
 
 
لقد تزايدت الثقة الدولية في «آيدكس» منذ عقد أول معرض له عام 1993، فعلى مدار دورات المعرض السابقة وحتى الثانية عشرة التي أقيمت في فبراير 2015، استطاع «آيدكس» أن يحقق نجاحات متواصلة، سواء من حيث الزيادة المضطردة في حجم المساحة المخصصة للعروض، أو فيما يتعلق بتزايد أعداد الدول والشركات العالمية التي تعرض أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا العسكرية في صـناعة الأســلحة البريــة والبحرية الحديثة. كما تميزت معارض «آيدكس» التي استطاعت أن تثبت حضورها على خريطة المعارض العالمية عن غيرها من المعارض الدولية المماثلة بعروضها الحية لأحدث التطورات التكنولوجية في صناعة الأسلحة الدفاعية البرية والبحرية والجوية المساندة، وإضافة الجديد في معارضه التي تقام كل عامين.
 
 
وتعد الدورة الثانية عشرة لمعرض «آيدكس 2015» إحدى أكثر الدورات تميزاً في تاريخ المعرض، كونها تحتضن النسخة الأولى لمعرض أنظمة الدفاع غير المأهولة «يومكس» الذي يسلط الضوء على أحدث ما توصلت إليه صناعة الدفاع على مستوى العالم.
 
 
ولعل ما يضاعف من الأهمية النسبية لمعرض «آيدكس» وتميزه على خريطة المعارض العالمية، ليس فقط الصورة الذهنية الإيجابية الناتجة عن الدورات السابقة التي كرست موقع دولة الإمارات العربية المتحدة على خريطة تنظيم المعارض الدولية، وإنما أيضاً لأن المعرض بات شهادة دامغة على تفوق دولة الإمارات العربية المتحدة، وواجهة لما تشهده من تطور متواصل على المستويات كافة، ومرآة للنهضة الشاملة التي تشهدها في جميع المجالات.
 
أولاً: مقومات نجاح «آيدكس» وتطوره 
النجاحات التي استطاع معرض «آيدكس» تحقيقها منذ انطلاقته الأولى عام 1993، وحتى دورته الأخيرة في فبراير 2015، لم تأت من فراغ، وإنما نتيجة تضافر مجموعة من العوامل والمقومات التنظيمية والبشرية، يمكن الإشارة إليها على النحو الآتي:
 
1- الدعم المطلق واللامحدود من جانب القيادة الرشيدة، حيث ينظم معرض «آيدكس» تحت رعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله. ويأتي في ظل توجيهات سموه الدائمة بضرورة العمل على تعظيم الاستفادة من هذه المعارض في تطوير قواتنا المسلحة وتحديثها. كما يحظى المعرض باهتمام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والذي يرى في المعرض «منصة لتطوير جيوشنا معرفياً وتقنياً في صناعة الدفاع، وملتقى عالمياً للتعاون وتبادل الخبرات»، كما يحظى المعرض باهتمام متزايد ومتابعة دقيقة من جانب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي يحرص دوماً على إظهار المعرض بالصورة التي تعكس النهضة الحضارية لدولة الإمارات العربية المتحدة والشهرة التي اكتسبتها في مجال صناعة المعارض. ولهذا فإن سموه يحرص على أن يكون حاضراً في فعاليات المعرض على مدى أيام انعقاده، وعقد لقاءات مباشرة مع ممثلي الشركات العالمية العارضة وممثلي الكثير من الدول المشاركة بالمعرض.
 
ولا شك في أن الدعم الذي تقدمه القيادة الرشيدة لمعرض «آيدكس»، وتوجيهاتها المستمرة لتوفير فرص نجاحه على المستويات كافة، إنما يؤكد حرصها على تعزيز مكانة دولة الإمارات وتطوير قواتها المسلحة من ناحية، وإظهار المعرض بالصورة التي تعزز الشهرة التي اكتسبتها الإمارات في مجال صناعة المعارض من ناحية ثانية.
 
2 - القدرات التنظيمية المتميزة للقوات المسلحة الإماراتية، والتي كان لها عظيم الأثر في نجاح معرض «آيدكس»، سواء بالنظر إلى ما تمتلكه من خبرات تنظيمية في التحضير والإعداد والتنظيم، أو لقدراتها البشرية والفنية التي تقدم الدعم النوعي للجان المنظمة للمعرض، أو من خلال مشاركاتها في كل فعاليات المعرض.
 
كما تحرص القوات المسلحة على التعاون مع شركة أبوظبي للمعارض في توفير الظروف كافة لإنجاح المعرض. لهذا فإن القوات المسلحة باتت تقوم بدور متميز في تنظيم ونجاح معرض «آيدكس» حتى أصبح واحداً من أفضل المعارض العالمية في مجال النظم والمعدات الدفاعية.
 
والواقع أن تعاون القوات المسلحة في هذا المجال إنما يشكل تطبيقاً لاستراتيجية القيادة العامة الداعية لوضع القوات المسلحة في موضع الإلمام والمساس بفكر القطاعات الحيوية العاملة في الدولة، وليكون القادة والضباط وضباط الصف والجنود على وعي دائم بدورهم في الحفاظ على مكتسبات التنمية.
 
3- دقة التنظيم، وامتلاك الخبرة التراكمية الاحترافية، ووجود الكوادر البشرية المؤهلة، اللازمة لنجاح هذه النوعية من المعارض الدولية في تحقيق الأغراض المنوطة بها. ولعل من الجوانب التنظيمية والفنية التي أسهمت في نجاح الدورة الثانية عشرة لـ»آيدكس 2015» هو تعاون القائمين على المعرض مع شركة «ميديا كيوبد» لتطوير تطبيق الهاتف المتحرك الجديد الخاص بالمعرض.
 
ويهدف التطبيق الذي تتعاون في تنفيذه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة إلى تزويد الزوار والعارضين بنصائح ومعلومات مفيدة عن مدينة أبوظبي وميزات معرض ومؤتمر «آيدكس»، وتوفير منصة رقمية للزوار للبقاء على اطلاع بكل مجريات المعرض وتفاصيله. وقد تضمَّن تطبيق الهاتف المتحرك الخاص بـ»آيدكس» ميزات ووظائف متعددة، مثل: تقنية الملاحة الداخلية الحديثة، وعرض حسابات جميع العارضين بطريقة ثلاثية الأبعاد مع معرض للفيديو.
 
وهذا التطبيق أتاح للعارضين استعراض أحدث المعلومات عن الشركة والمنتجات والخدمات، كما ساعد الزوار والوفود على التنقل والتصفح خلال زيارتهم للمعرض بكل سهولة والقيام بطلبات الاجتماعات والاستفادة من جولاتهم داخل المعرض. 
 
4 - البنية التحتية المتقدمة التي تتمتع بها الإمارات، هي العامل الآخر في نجاح «آيدكس»، وتعزيز مكانته، فلا شك أن تزايد الثقة الدولية في المعرض، وتنافس الشركات العالمية الكبرى لعرض منتجاتها الدفاعية في المعرض، إنما يرجعان إلى الثقة بقدرة الإمارات على إنجاحه، خاصة أنها تتمتع ببنية تحتية متقدمة تضاهي مثيلاتها في الدول المتقدمة، إن لم تكن تتفوق عليها، وخاصة في قطاعات الطاقة والنقل والمطارات والموانئ الدولية وشركات الطيران الوطنية ومشاريع السكك الحديدية و(المترو) والمواصلات والطرق الخارجية والداخلية والجسور والأنفاق وغيرها من مشاريع البنية الأساسية المتكاملة، والتي تقدم دعماً نوعياً لمعرض «آيدكس»، وغيره من المعارض التي تقام على أرض دولة الإمارات العربية المتحدة.
 
5- مناخ الأمن والاستقرار الذي تعيشه الإمارات على المستويات كافة، فلا شك أن نجاح معرض «آيدكس» خلال السنوات الماضية وترسيخ مكانته، يعود في جانب منه إلى ما تتمتع به الدولة من أمن واستقرار، ولهذا فإن المشاركة المتزايدة من جانب الشركات العالمية في هذا المعرض، إنما هي اعتراف كامل بأن الإمارات واحة للأمن والأمان في المنطقة والعالم.
 
ثانياً: ملامح التطور النوعي في معارض «آيدكس» (1993- 2015) 
حققت معارض الدفاع الدولي “آيدكس” منذ انطلاقتها في دورتها الأولى عام 1993، وحتى دورتها الثانية عشر في فبراير 2015، نجاحات متواصلة، سواء من حيث الزيادة المضطردة في حجم المساحة المخصصة للعروض أو الدول والشركات العالمية العارضة لأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا العسكرية في صناعة الأسلحة البرية والبحرية الحديثة.
 
فقد انطلقت أول دورة لفعاليات معرض الدفاع الدولي “آيدكس” في شهر فبراير 1993، بمشاركة نحو 250 شركة وطنية وعالمية من 34 دولة، وزار المعرض نحو 35 ألفاً من بينهم وزراء دفاع وقادة عسكريون ومتخصصون في شؤون الاستراتيجيات العسكرية وصناع القرار.
 
وشارك في الدورة الثانية لمعرض “آيدكس 95” 40 دولة و608 من الشركات الوطنية والعالمية العارضة والذي عقد عام 1995، وبلغ عدد زواره نحو 25 ألف زائر متخصص، وتم خلال هذه الدورة توزيع شهادات تقدير ومجسم عن المعرض إلى رؤساء الأجنحة المشاركة التي وصل عددها إلى 29 جناحاً. واختتمت الدورة الثالثة لمعرض “آيدكس 97” في 20 مارس 1997، وشارك فيها نحو 750 شركة من 50 دولة، وبلغ عدد الزوار خلال أيام المعرض الخمسة نحو 25 ألف زائر من مختلف دول العالم، إضافة إلى الوفود الرسمية وكبار الشخصيات والعارضين والزوار.
 
كما ارتفع عدد الدول والشركات المشاركة في الدورة الرابعة لمعرض الدفاع الدولي “آيدكس 99” إلى 858 شركة من 41 دولة، فيما بلغ عدد زوار المعرض من المختصين أكثر من 40 ألف زائر. وشاركت في الدورة الخامسة لمعرض “آيدكس 2001”، 860 شركة تمثل 42 دولة، واستقطبت الدورة السادسة لمعرض الدفاع الدولي “آيدكس 2003” نحو 850 شركة ومؤسسة وطنية وعالمية تمثل 46 دولة. وشهدت الدورة السابعة لمعرض الدفاع الدولي “آيدكس 2005”، ارتفاعاً في عدد المشاركين، إذ بلغ عدد الشركات 905 شركات عالمية من 45 دولة عربية وأجنبية بحضور أكثر من 64 وزير دفاع وشخصيات عسكرية وصناع قرار. وشارك في فعاليات الدورة الثامنة لمعرض ومؤتمر الدفاع الدولي “آيدكس 2007” 862 عارضاً من 50 دولة.
 
ونجح معرض “آيدكس 2009” في دورته التاسعة والذي أقيم في “أدنيك” المركز الجديد لـ “آيدكس” وبلغ عدد الشركات المشاركة 897 شركة تمثل 50 دولة، وعدد الأجنحة المشاركة 32 جناحاً و150 وفداً، وزادت المساحة الإجمالية بنسبة 49% لتصل إلى 108 آلاف متر مربع. واستقطبت الدورة العاشرة من معرض “آيدكس” والذي أقيم عام 2011 أكثر من 50 ألف زائر من مختلف أنحاء العالم، حيث أقيمت على مساحة 124 ألف متر مربع، فيما شارك فيها ألف و60 شركة تمثل 53 دولة، وضمت 32 جناحاً وطنياً. 
 
وحققت الدورة الحادية عشرة «آيدكس 2013»، نجاحاً لافتاً؛ إذ إنها شهدت تطوراً كمياً ونوعياً، سواء من حيث المساحة أو عدد الشركات العالمية والدول المشاركة، أو من حيث ما يتعلق بتقنيات أنظمة الدفاع والمعدات الحديثة التي يتم عرضها، حيث سجلت مشاركة 350 عارضاً فقط 
 
«آيدكس» 2015 تطور نوعي في الكم والكيف
 فيما شكلت الدورة الثانية عشرة من “آيدكس”، التي أقيمت خلال الفترة من 22 إلى 26 فبراير 2015 تحت شعار “تقنيات الدفاع للمستقبل» أهمية استثنائية في مسيرة المعرض وتطوره خلال السنوات الماضية، إذ شهدت تطوراً كمياً ونوعياً، سواء من حيث المساحة أو عدد الشركات العالمية والدول المشاركة، أو من حيث ما يتعلق بتقنيات أنظمة الدفاع والمعدات الحديثة التي يتم عرضها. 
 
فقد سجل معرض “آيدكس” ولأول مره منذ الساعات الأولى لافتتاح التسجيل فيه قبل عام على موقعه الرسمي أكثر من 700 عارض وزائر، كما سجل المعرض أرقاماً تاريخية غير مسبوقة في إجمالي عدد الطلبات الواردة من رواد الصناعة لحجز مساحات العرض، حيث تم حجز كامل مساحة المعرض قبل عام كامل من الموعد المقرر لانعقاده، كما شاركت في المعرض 1200 عارض يقدمون أحدث ما لديهم من منتجات وخدمات في مجال الدفاع والأمن على مساحة تتجاوز 133 ألف متر مربع موزعة بين مساحات عرض داخلية وخارجية، وهذا لا شك إنما يدل على قوة “آيدكس” وترسيخ مكانته بين مصاف المعارض العالمية الكبرى.
 
وتنطوي الدورة الثانية عشر لمعرض” آيدكس 2015” على أهمية نوعية، حيث شهدت أولى دورات معرض «يومكس» الخاص بأنظمة الدفاع غير المأهولة، والذي جرى تصميمه ليكون منصة أعمال مثالية لترويج واستعراض أحدث ما توصلت إليه صناعة الدفاع.
 
وتوفر «يومكس» منصة احترافية متخصصة يلتقي من خلالها مصنعو ومبتكرو الأنظمة غير المأهولة مع عملاء هذا القطاع الدفاعي المتقدم، لتأسيس علاقات عمل مثمرة، وعرض المزايا البيئية والمدنية والإنسانية لهذا النوع من الأنظمة الدفاعية والأمنية. وبالتزامن مع «آيدكس 2015»، تقام الدورة الثالثة لمعرض الدفاع البحري «نافدكس»، وكانت النسخة الأولى لمعرض «نافدكس» قد أقيمت ضمن فعاليات «آيدكس 2011»، حيث اكتسب زخماً بشكل سريع ليصبح اليوم أكبر معرض للأنظمة الدفاعية البحرية في المنطقة.
 
ثالثاً: «آيدكس» يرسخ مكانته العالمية
منذ انطلاقته الأولى عام 1993، حقق معرض «آيدكس» العديد من الإنجازات، ليس على الصعيد المحلي وحسب، بل وعلى الصعيدين الإقليمي والدولي على حد سواء، وبات واحداً من أكبر المعارض العسكرية في العالم، وتحولت معه الإمارات إلى مركز عالمي مهم للمعارض والمؤتمرات الدولية المتميزة.
 
وقد نجح “آيدكس” في أن يتبوأ مكانة بارزة وسط العديد من المعارض الإقليمية والعالمية، ومنها معرض معدات قوات العمليات الخاصة “سوفكس” الذي يعقد بالمملكة الأردنية، وهو معرض متخصص في مجال العمليات الخاصة والأمن القومي، ومعرض الدفاع والصناعات الفضائية الذي يقام في جنوب إفريقيا كل عامين، ويعتبر أكبر معرض دفاع جوي في أفريقيا، ومعرض يوروساتوري للصناعات العسكرية الذي ينظم في العاصمة الفرنسية باريس، ومعرض DefExpo الذي يعقد في الهند، ومعرض MSPO في كيلسي ببولندا، ومعرض لوبورجيه الشهير بفرنسا للصناعات الجوية والفضائية العسكرية والمدنية.
 
وأصبح “آيدكس” معروفاً لمجموعة واسعة من شركات الصناعة الدولية وموردي الأنظمة، والوفود العالمية، والمحللين العسكريين والاستراتيجيين العسكريين الذين يدركون أنه أصبح واحداً من أهم منصات لاتخاذ القرار في العالم. وهناك العديد من الشواهد والمؤشرات والإحصاءات التي تبرهن بوضوح على تصاعد منحنى النجاح لمعرض «آيدكس»، سواء فيما يتعلق بالمشاركة الدولية الواسعة أو في حجم الصفقات التي يتم إبرامها، على هامش فاعليات المعرض.
 
وقد دفع الإقبال المتزايد على معرض «آيدكس» من عام إلى آخر، وتسابق الشركات العالمية على عرض أحدث تقنيات الصناعات العسكرية فيه، القائمين على المعرض إلى زيادة مساحات العرض من دورة لأخرى حتى تستوعب هذا الكم الهائل من المشاركين والعارضين والإعلاميين والزوار، وهذا في حد ذاته إنما يؤكد الثقة الكبيرة بدولة الإمارات واقتصادها وإمكاناتها المميزة كمركز عالمي للمعارض.
 
رابعاً: المردود النوعي لـ»آيدكس» 
لا شك أن المردود الإيجابي لمعرض «آيدكس» يتجاوز بكثير كونه معرضاً دفاعياً، فالمعرض يحقق عوائد مهمة للعديد من القطاعات المهمة للاقتصاد الوطني، بمعنى آخر، فإنه أصبح يعكس حركة التطور والنمو الذي تشهده الإمارات في العديد من المجالات، وهذا يمكن توضيحه على النحو الآتي:
 
1- المـردود الدفاعـي والعسـكري: يقدم معرض «آيدكس» فرصة فريدة لتطور الصناعات الدفاعية والعسكرية في دولة الإمارات العربية المتحدة وتحقيق طموحاتها، ليس فقط من خلال توفير بيئة تنافسية قوية مع نظيراتها من مختلف الدول المتقدمة في هذا المجال الحيوي، ولكن أيضاً من خلال التعرف على أحدث التقنيات المناظرة عالمياً، فضلاً عما يوفره المعرض لهذه الصناعة الوطنية من فرص تسويقية هائلة من خلال منحها أولوية استثنائية في الترويج والتسويق والتعاقدات الخاصة بقواتنا المسلحة، التي تحرص على سد احتياجاتها من منتجات المصانع الوطنية. بهذا المعنى، فإن المعرض ينطوي على أهمية بالغة تتمثل في الجوانب الآتية:
 
أ-يوفر معرض «آيدكس» للمخطط العسكري في دولة الإمارات العربية المتحدة وبقية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، منصة مهمة لدراسة اتجاهات التصنيع العسكري في العالم، وبالتالي بناء تصورات واقعية حول القدرات العسكرية للجيوش الحديثة، ومن ثم تحديد احتياجات قواتنا المسلحة من المعدات والأسلحة بدقة كبيرة في ضوء مقارنة واقعها بالاتجاهات العالمية للتسلح وأحدث التقنيات في هذا المجال. وبهذا فإن المعرض يعد إحدى الآليات التي من خلالها تحقق الإمارات سياسة تنويع السلاح التي تتبناها، كونه يتيح فرصة الاطلاع على أحدث ما أنتجته شركات السلاح العالمية والتي من شأنها تلبية احتياجات القوات المسلحة من مدراس مختلفة، وذلك في مجالات التخطيط والتنظيم والتسليح والتدريب وصناعة المعلومات، وذلك من أجل الحفاظ على مكانتها بين الجيوش.
 
ب- تعزيز القدرات المعرفية والاستراتيجية للقوات المسلحة، حيث يوفر «آيدكس» نافذة لتبادل المعلومات حول النظريات والعقائد العسكرية في الجيوش الحديثة، وهذا الأمر يعتبر بمنزلة دورة تثقيفية موسعة لأفراد القوات المسلحة وقادتها من مختلف المستويات القيادية على الجديد والحديث في تقنيات التسلح العسكري، وهذا الأمر يعد مكسباً بالغ الأهمية والحيوية كونه يهيئ هؤلاء القادة إلى التطلع لكل ما هو جديد، ويحفز رغبتهم في الاستفادة من صفقات التسلح التي تعقدها القوات المسلحة، سواء من خلال المعرض أو عبر آليات أخرى، كما يسهم وجود هؤلاء القادة خلال فترة المعرض واحتكاكهم بنظرائهم من دول مختلفة بالرغبة في التطوير والتحديث ومواكبة العصر وأحدث تقنيات الدفاع، الأمر الذي ينعكس بالتبعية على جاهزية قواتنا المسلحة ومستوى تأهيل الأفراد وجاهزية المعدات، بل إن هذا المردود النوعي على مستوى تبادل الخبرات والمعارف العسكرية يتجاوز حدود دولة الإمارات العربية المتحدة ليطال القادة من جيوش دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذين يحرصون على المشاركة في فعاليات معرض «آيدكس» للاستفادة من هذا التجمع غير المسبوق للشركات الدفاعية من مختلف أرجاء العالم.
 
تكفي الإشارة هنا إلى طبيعة القضايا الاستراتيجية والعسكرية التي نوقشت خلال معرض “آيدكس 2015”، كالتحديات المستقبلية للحروب البرية، وتحديث القوات العسكرية للإمارات العربية المتحدة، والضرورات الاستراتيجية للقوات البرية على ضوء البيئة العملانية الناشئة، والجيل الجديد من المركبات المصفحة، بدءاً من تطورات الحماية المقربة ووصولاً إلى المستشعرات الخاصة بالمخابرات والمراقبة والاستطلاع، ونظرة شاملة على الأجهزة الروبوتية الحالية والناشئة، وحصيلة التجارب الحديثة والدروس التي جرى تعلمها نتيجة لاستعمال الأجهزة الرقمية الشخصية المساعدة PDA وأنظمة العرض المركبة على الخوذة، والتعاون ما بين المعدات المأهولة وغير المأهولة، استخلاص الدروس التي تم تعلمها من الاستعمال التكتيكي للمركبات الجوية غير المأهولة (UAV) في ميادين القتال، وهي قضايا وموضوعات تمزج بين التخصص العسكري والعلوم الاستراتيجية ، وتتيح لمنتسبي القوات المسلحة الاطلاع على أحدث ما يشهده العصر من تكنولوجيا في مجال تخصصاتهم ما يزيد من حصيلتهم المعرفية إضافة إلى فرصة الدراسة والمقارنة عن كثب لأنظمة التسلح والقيادة والسيطرة وتبادل الخبرات من خلال اللقاءات المتعددة مع ممثلي الشركات والخبراء والفنيين والمحللين العسكريين. 
 
ج- إقامـة شراكات مع كبريات الشركات العالمية في مجال الصناعات الدفاعية، فلا شك أن مشاركة مئات الشركات الدفاعية في معرض «آيدكس» إنما تمثل فرصة مثالية للشركات العالمية للتعرف على إمكانيات وقدرات دولة الإمارات، كما يمثل في الوقت ذاته فرصة مهمة لاطلاع قواتنا المسلحة عن قرب على حجم التطور النوعي والتقني في مستوى هذه الشركات، ومن ثم فإن المعرض يقدم فرصاً لإقامة شراكات أو اتفاقيات مع الشركات العالمية الكبرى في مجال الصناعات الدفاعية والعسكرية. 
د- يعتبر معرض «آيدكس» إحدى الآليات التي يتم من خلالها دعم علاقات الإمارات الدفاعية مع العالم الخارجي، حيث يشكل مناسبة للتباحث مع الوفود الرسمية (وزراء الدفاع والمسؤولين) من الدول المشاركة في تعزيز العلاقات الدفاعية والعسكرية مع العالم الخارجي.
 
2- المردود الاقتصادي والتنموي: ينطوي معرض «آيدكس» على أهمية اقتصادية بالغة؛ كونه يسهم في دعم العديد من القطاعات الحيوية للاقتصاد الإماراتي، وذلك على النحو الآتي: 
أ-تطوير قاعدة الصناعات الدفاعية في الإمارات، فالمعرض كما سبقت الإشارة، يسهم في توفير الظروف للنهوض بالصناعات الدفاعية، وجعلها أحد القطاعات الواعدة للاقتصاد الوطني، وبما يتواكب مع رؤية أبوظبي الاقتصادية 2030، التي تعتبر قطاع الدفاع من الركائز الأساسية التي تقوم عليها. فكما هو معروف فإن صناعات الطيران والفضاء والدفاع من المحركات الرئيسة التي حددتها رؤية 2030 ضمن 12 قطاعاً يمكن أن تحقق أهداف الإمارة في مجال التنويع الاقتصادي، وهي القطاعات التي تمتلك فيها أبوظبي ميزات تنافسية وكثيفة الاستخدام لرأس المال، ومعظمها موجه نحو التصدير إلى الأسواق الإقليمية والعالمية.
 
والواقع أن الصناعات العسكرية الإماراتية شهدت تطورات فارقة في السنوات الأخيرة، وبدأت في الدخول في منافسة حقيقية مع نظيراتها على المستوى العالمي، وفي هذا الإطار تحديداً يشار إلى “شركة أبو ظبي لبناء السفن” وصناعة الأسلحة الفردية في مجمع “كراكال” وتصنيع طائرات بدون طيار في شركة “أداسي” وشركة “بركان” لتصنيع الذخائر، فهذه الشركات الإماراتية أصبحت معروفة عالمياً، وباتت تنافس بجدارة كبريات شركات التصنيع العسكري في العالم.
 
 
وترجمة لهذا التطور في قطاع الصناعات الدفاعية، فقد بدأت دولة الإمارات العربية المتحدة في إنتاج أكبر كمية من المعدات العسكرية، في محاولة للحد من التبعية الأجنبية في هذا المجال الاستراتيجي، والمساعدة في التصنيع الوطني، فتمكنت شركة أبوظبي لبناء السفن ADSB من إنتاج مجموعة من السفن، ولدى الإمارات برنامج مخصص لتصميم وتطوير وإنتاج 5 إلى 6 أنواع من السفن الحربية المخصصة للإبحار في مياه ضحلة في الخليج العربي، كما أنها أنتجت وتنتج الذخائر، ومركبات النقل العسكرية، والطائرات التي تطير بدون طيار والأسلحة الصغيرة، بالإضافة إلى تطوير طائرة تدريب ومقاتلة خفيفــة تعتمــد على تقنيـة التخفي تدعى “ماكو” وذلك في تعاون بين القوات الجوية الإماراتية وشركة “EADS”.
 
ب- الصناعات العسكرية إحدى محركات النمو الاقتصادي: يندرج معرض «آيدكس»، وغيره من المعارض الكبرى التي تشرف على تنظيمها إمارة أبوظبي، ودولة الإمارات بوجه عام، ضمن توجه استراتيجي يستهدف تنويع الاقتصاد، وإضافة محركات نمو قوية له. فالواقع أن الصناعات العسكرية باتت أحد محركات النمو الاقتصادي، من خلال ما تقوم به من دور مهم في فتح أسواق جديدة للمنتجات الوطنية، وتوسيع الأنشطة الاقتصادية غير النفطية، وفتح أبواب جديدة للصناعات اللوجستية المساندة للصناعات العسكرية، والمساهمة في تطوير مشروعات صغيرة ومتوسطة يمكن أن تتكامل رأسياً مع هذه الصناعات؛ حيث تعمل الكثير من المؤسسات الصناعية الصغيرة والمتوسطة في تزويد الشركات الصناعية العسكرية الكبيرة بأنشطة مكملة في مجال قطع الغيار، والمواد المعدنية، والكيميائية. 
 
ج- تشــــجيـع الاســتثمارات الأجنبيـــة، يوفر معرض «آيدكس» فرصاً استثمارية واعدة، يتم من خلالها جذب استثمارات أجنبية نوعية تساهم في نقل وتوطين التكنولوجيا المتقدمة في مجال الصناعات الدفاعية المتطورة، عن طريق إقامة شراكات استراتيجية، ومشروعات مشتركة بين الشركات الوطنية مع شركات عالمية رائدة في هذا المجال، وهذا يمثل قيمة نوعية مضافة تتمثل في نقل المعرفة والتكنولوجيا، وتدريب العمالة الوطنية على هذه التكنولوجيا، مما يوفر فرص عمل لمواطني الدولة، ويساعد على بناء القدرات وتطوير المهارات الوطنية في مجال التصنيع العسكري.

د- يشكل معرض «آيدكس» قيمة اقتصادية مهمة، حيث يسهم بشكل فاعل في تعزيز الاقتصاد الوطني من خلال العائدات الناتجة عن الخدمات التي تقدم على هامشه، والتي تنشط بدورها الحركة السياحية والتجارية في الدولة، كما أن وجود هذا الكم الهائل من الوفود التجارية التي تمثل الشركات العالمية، يتوج بالعديد من الصفقات الكبيرة التي لها مردودها التجاري والاقتصادي المهم.
ه- الترويج الفاعل لقدرات الدولة الاقتصادية والاستثمارية: ينطوي «آيدكس» على أهمية بالغة، كونه يعد وسيلة دعائية مهمة لدولة الإمارات، لأنه محط أنظار وسائل الإعلام الإقليمية والعالمية، الأمر الذي يجعل منه إحدى قنوات الترويج المهمة، لما حققته الدولة من إنجازات على مختلف الأصعدة، وهذا قد يؤدي إلى جذب الاستثمارات للدولة، أو الترويج لمعالمها السياحية.
 
3-المردود السياسي والأمني: إذا كان معرض «آيدكس» مرآه واضحة لما تتمتع به دولة الإمارات العربية المتحدة من أمن واستقرار على المستويات كافة، فإنه أيضاً ينطوي على مردود سياسي وأمني على أكثر من مستوى، وذلك على النحو الآتي:
 
أ-تزايد الثقة والتقدير الدولي للإمارات: فلا شك أن المشاركة الواسعة في هذا المعرض، من رؤساء حكومات، ووزراء دفاع ومسئولين، ورؤساء الشركات الكبرى في مجال التصنيع الدفاعي، إنما يعبر عن تقدير دول العالم أجمع لدولة الإمارات العربية المتحدة، ولمواقفها ولسياساتها الرشيدة التي تعلي من قيم البناء والتنمية والأمن والاستقرار في محيطها الإقليمي والدولي. 
 
ب- يمثل «آيدكـس» مساهمــة إماراتيـة في تعزيز عوامل الأمن والاستقرار في العالم كله، لأنه يمثل نافذة مهمة للالتقاء بين الشركات المعنية بمعدات الدفاع، والخبراء المعنيين بهذا المجال، لتبادل الآراء حول أفضل السبل لمواجهة الأخطار التي تهدد السلام والاستقرار في المنطقة والعالم، وهذا أمر ينطوي على قدر كبير من الأهمية، خاصة في ضوء تزايد مصادر هذه الأخطار في البيئتين الإقليمية والدولية في السنوات الأخيرة.
 
كما يعتبر المعرض نافذة لتوضيح توجهات الدولة وسياستها الخارجية، وهو ما سبق أن أكده صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في تصريحات خاصة بمعرض «آيدكس» في دوراته السابقة، حين قال: «نحن نوجه من خلال هذه المعارض الدفاعية رسالة سلام إلى جيراننا ودول العالم الراغبة في تعزيز أمنها واستقرارها، فهي دعوة إلى السلام وليس العكس، لأنه لا يكفي في الوقت الحاضر أن تكون مسالماً، بل يجب أن تمتلك قوة تحمي سلامك وسلام الآخرين وأمنك وأمن الآخرين، خاصة ونحن نعيش في وقت يموج بالتطرف والعنف».
 
ج- ينعكس نجاح «آيدكس» على السياسة الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة، باعتبار أن صناعة المعارض بشكل عام تعد إحدى دعائم القوة الاقتصادية الناعمة الداعمة للنشاط الدبلوماسي للدولة، كما أن حرص الدول كافة على المشاركة فيه ينعكس على ضرورة بناء قنوات تواصل واتصال دائمة مع دولة الإمارات العربية المتحدة، وكل ذلك يوفر للدبلوماسية الإماراتية هوامش حركة في مختلف القضايا الإقليمية والدولية، ويؤهلها للعب دور مميز على الساحة الدولية، سياسياً واقتصادياً وأمنياً، كما يجعل منها طرفاً محورياً في مختلف الحوارات الجارية حول الأمن والاستقرار العالمي. فلا شك في أن الأجواء الراهنة إقليمياً وعالمياً تتطلب تخطيطاً واستراتيجيات واعية على المستويات العسكرية والأمنية والسياسية للتصدي لتنظيمات التطرف والإرهاب ومواجهة خطط العبث بالأمن والاستقرار في أي من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
 
4-«آيدكس 2015» وريـادة الإمـارات في صناعة المعارض المتخصصة: لعل النجاح الكبير الذي حققه معرض ومؤتمر الدفاع الدولي «آيدكس 2015» في دورته الثانية عشرة، يؤكد بجلاء أن دولة الإمارات العربية المتحدة أصبحت رائدة في صناعة المعارض في الخليج والشرق الأوسط والعالم، وغدت قادرة على تنظيم الفعاليات الدولية الكبرى بكفاءة عالية اكتسبتها على مدى سنوات طويلة من الانخراط في هذه الصناعة والإلمام بقواعدها. 
 
فما حققه معرض “آيدكس” في دورته الثانية عشرة، وحجم المشاركة فيه من جانب كبريات الشركات الدفاعية في العالم، يشير إلى أن الإمارات تسير في خططها التطويرية التنموية -التي تقع صناعة المعارض فيها بموقع مميَّز- إلى الأمام بخطى ثابتة وواثقة، وترسخ من مكانتها الإقليمية والدولية في صناعة المعارض المتخصصة.
 
لقد تحولت دولة الإمارات العربية المتحدة إلى مركز جذب دولي للمعارض الكبرى، حيث نما قطاع المعارض فيها %20 خلال العام 2014، مساهماً بنحو 5 مليارات درهم في الاقتصاد الإماراتي. كما تملك الإمارات نصف صناعة المعارض في الشرق الأوسط، مستفيدة من تطور بنيتها التحتية على صعيد الطرق والموانئ والمطارات، بل إن هناك تقديرات تتوقع زيادة مساهمة قطاع سياحة المؤتمرات والمعارض في الاقتصاد الوطني إلى 5 مليارات درهم بحلول العام 2020، ارتفاعاً من 2.4 مليار درهم في عام 2014.
 
إن المكانة الرائدة التي أصبحت تحتلها دولة الإمارات العربية المتحدة في صناعة المعارض لم تأت من فراغ، وإنما هي انعكاس واضح لما تتمتع به من قدرات اقتصادية هائلة، وما تمتلكه من بنية تحتية متطورة، كما أن موقعها الجغرافي والاستراتيجي الذي يربط الشرق بالغرب جعلها حلقة وصل لنقل التطورات العالمية كافة في صناعة المعارض وتبادل الخبرات بين الدول ومركز جذب للعديد من الاستثمارات في هذا القطاع، وهذا ما يعظم من أهمية قطاع المعارض بالنسبة إلى الاقتصاد الإماراتي.
الصفقات آيدكس 2015:
• اشترت القوات المسلحة بدولة الإمارات طائرتين من طراز C-17  من شركة بوينغ، من أجل تعزيز أسطولها الحالي، وقد بلغت قيمة الصفقة2.273 مليار درهم إماراتي.
• أبرمت القــوات المسلحة الإماراتيـة صفقـة مع شركة محلية في أبوظبي هي International Golden Group (IGG)، لشراء ذخائر مختلفة وحلول دفاعية، وقد بلغت قيمة الصفقة 67 مليون درهم.
• سوف تقوم القوات المسلحة الإماراتية برفع مستوى القدرات والمعايير لسفن البحرية، وذلك من خلال إبرام صفقة مع الاتحاد لبناء السفن، وهي شركة إماراتية محلية، لتقديم الدعم الفني، وتبلغ قيمة هذا العقد 19 مليون درهم.
• أبرمت القوات المسلحة صفقة مع توازن دايناميكس Tawazun Dynamics لشراء ذخيرة موجهة بالغة الدقة تبلغ قيمتها 1.53 مليار.
• أعلنت القوات المسلحة وشركة Emirates Advanced Research and Technology Holding (EARTH)عن إبرام عقد جديد لتطوير آليات أوشكوش (مركبة M-ATV) وتقديم الدعم الفني والصيانية من خلال تقديم قطع الغيار والخدمات. وتقدر قيمة العقد بـ 864 مليون درهم إماراتي.
• أبرمت القوات المسلحة الإماراتية صفقة مع Caracal International لشراء 80,000 بندقية هجومية حديثة من نوع CAR816. وتبلغ قيمة العقد 763 مليون درهم إماراتي.
• سوف تشتري القوات المسلحة الإماراتية تسع مروحيات من شركة Augusta Westland NV وهي شركة تصنيع مروحيات أنجلو-إيطالية. وسيكون ست من هذه المروحيات للبحث والإنقاذ والثلاث الأخرى لاستخدام كبار الشخصيات.وتبلغقيمة الصفقة 732 درهم.
• أبرمت القوات المسلحة الإماراتية عقداً مع  Rheinmetall Air Defence لتزويدها بالدعم الفني من خلال تقديم قطع الغيار وخدمات الصيانة، والإصلاحات لنظام المدفعية Skyguard Cannon System، وقيمة الصفقة 34 مليون درهم.
• أبرمت القوات المسلحة الإماراتية صفقة مع شركة Raytheon Systems من بريطانيا لشراء وتجميع رادار جوي لاكتشاف الطائرات، وتبلغ قيمة العقد 11 مليون درهم.
• أبرمت القوات المسلحة الإماراتية صفقة مع شركة Thales Communications & Security من فرنسا لأجل الصيانة الفنية والإصلاح والدعم للأجهزة، بقيمة 21 مليون درهم.
• وقعت القوات المسلحة الإماراتية عقداً مع المركز العسكري المتطور للصيانة والإصلاح والعمرة (أمروك)، وهو شركة مقرها أبوظبي، حيث تم اختيارها لتقديم خدمات الصيانة والإصلاح والعمرة لقيادة الطيران المشتركة للقوات المسلحة بدولة الإمارات، وتبلغ قيمة العقد 2.3 مليار درهم.
• وقعت القوات المسلحة الإماراتية صفقة مع شركة ابوظبي لاستثمارات الانظمة-أداسي الاماراتية  Abu Dhabi Autonomous Systems Investments- ADASI   لأجل المركبات غير المأهولة، في صفقة قيمتها 24 مليون درهم.
• وقعت القوات المسلحة الإماراتية صفقة بقيمة 18 مليون درهم مع شركة Thales Advanced Solutions  لشراء قطع غيار لأجهزة الإشارة وملحقاتها وتقديم دعم الصيانة.
• تقوم القوات المسلحة بوضع اللمسات الأخيرة على إبرام صفقة مع شركة ATK الأمريكية لشراء وتركيب أنظمة عسكرية لطائرات اكتشاف النيران المعادية، وهذه الصفقة في مراحلها الأخيرة، وتبلغ قيمتها 192 مليون درهم.
لقد لقيت الدورة القادمة لمعرض آيدكس – المقرر إقامتها في الفترة 19 – 23 فبراير 2017 اهتماماً كبيراً من العرضين والزوار، وسوف يعود يومكس في دورته الأخيرة إلى آيدكس، وسوف يعود إلى أبوظبي عام 2016 بوصفه معرضاً ومؤتمراً مستقلاً، حيث يفتح أبوابه للجمهور والعارضين الحريصين على مواكبة آخر الاتجاهات في الميدان فيما يتعلق بقطاع الدفاع في الأنظمة غير المأهولة. 
 
خلاصة
يعكس معرض “آيدكس” في أبعاده كافة مرتكزات السياسة الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يمثل المعرض سعي الدولة إلى بناء الثقة في منطقة تموج بالمتغيرات وعوامل الاضطراب والقلق بسبب انتشار التنظيمات المتطرفة والصراعات بمختلف أنواعها وأسبابها، وبالتالي فإن هذا المعرض يعكس رغبة قوية وإرادة راسخة في حماية مكتسبات الأوطان والزود عن حياضها وترابها وسيادتها في مواجهة مثيري الفتن ودعاة التدمير من تنظيمات وجماعات وعناصر لا تعرف للوطنية سبيلاً.
 
كما ينطوي هذا المعرض الحيوي على رسالة تعاون وسلام ودعوة للأمن والاستقرار كون التنمية والتطور والتقدم لا تتحقق إلا من خلال تكريس أجواء آمنة وتوافر قوة تردع كل من تسول له نفسه العبث بأمن الأوطان والدول واستقرارها. ولذا فإن معرض “آيدكس” في أبعاده كافة يعكس مستوى التطور التقني والتنظيمي والاقتصادي في دولة الإمارات العربية المتحدة، وبالدرجة ذاتها يعكس إرادة قوية تسعى إلى الحفاظ على الأمن والاستقرار.
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره