مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2012-05-01

الطائرات بدون طيار..ركيزة حيوية في جيوش المستقبل

في السابع عشر من ديسمبر عام 1903 انطلق أورفيل رايت جواً على متن أول طائرة تعمل بمحرك واحد في رحلة استغرقت 12 ثانية على ارتفاع 30 متراً عن سطح الأرض، وارتفعت الطائرة التي صنعها الأخوان ويلبور وأورفيل رايت في أول رحلة يقوم بها الإنسان جواً على متن طائرة وزنها أثقل من الهواء، والآن وبعد نحو 110 عاماً تقريباً على هذه المحاولة التي دشنت تاريخ الطيران في العالم، بات المستقبل مفتوحاً على مصراعيه أمام تكنولوجيا الطيران واستخداماتها الميدانية والعسكرية.
 
 
إعداد: التحرير
 
في هذا الإطار باتت الطائرات بدون طيار تشغل مكانة بارزة باعتبارها ثمرة من ثمار التقدم التقني الهائل في هذا المجال وبحكم الإمكانيات العملياتية والمعلوماتية التي توفرها للجيوش.
وتشهد صناعة الطائرات بدون طيار تطوراً وتنامياً سريعاً، وإلى جانب الشهرة التي اكتسبتها هذه الطائرات من خلال العمليات العسكرية المفصلية التي نفذتها في السنوات الأخيرة على صعيد مكافحة العناصر الإرهابية تحديداً، أصبح هذا النوع من الطائرات يستخدم أيضاً بشكل كبير في الأغراض المدنية، وتتنافس العديد من الدول في سوق تلك الصناعة، ومن بينها الولايات المتحدة وإسرائيل والصين وبريطانيا، وبلغت استثماراتها مليارات الدولارات، ويتوقع الخبراء أن تصبح هذه الطائرات سمة المستقبل لجمع المعلومات الاستخباراتية بعد أن أصبحت أداة رئيسية للجيش الأمريكي يرسلها إلى مناطق الصراع والكوارث من ليبيا إلى هاييتي، حيث تسمح تقنية هذه الطائرات بالاقتراب من المناطق الخطرة والبقاء في الجو لمدة تفوق الثلاثين ساعة. ويجمع الخبراء على أن النجاحات التكنولوجية المشهودة التي تحققت في مختلف مجالات الحياة قد أفرزت أيضاً تقدماً هائلاً في القدرات القتالية للجيوش المتقدمة، لدرجة أن تأثير هذه التكنولوجيا في المجال العسكري يفوق ما أسفرت عنه الأسلحة الصاروخية النووية منذ أكثر نصف قرن، وفي هذا الإطار يجمع كثير من المراقبين والمحللين العسكريين على أن الطائرات بدون طيار التي تعرف أيضاً بالطائرات الآلية أو المركبات الجوية غير المأهولة، والتي بدأ استخدامها عسكرياً على نطاق واسع منذ نحو عشر سنوات تقريباً، تمثل مستقبل القوة الجوية للجيوش المتقدمة، بما تحمله من كاميرات تصوير جوي فائقة الدقة، وأنظمة استشعار متقدمة، وصواريخ وقنابل موجهة، وغير ذلك من أدوات وأنظمة تسلح تجعلها قادرة على تأدية الكثير من مهام الجيوش، والتغلب على تحديات متجددة مثل تهريب المخدرات والهجرة غير المشروعة، ومراقبة الحدود ومكافحة الجماعات الإرهابية، وخوض الحروب غير التقليدية أو غير المتماثلة، وضمان تحقيق انتصارات واختراقات من دون خسائر بشرية تذكر، وقد حققت هذه الطائرات بالفعل نتائج مبهرة في ملاحقة العناصر الإرهابية والمتطرفة ضمن ما يعرف بالحرب الكونية ضد الإرهاب في ميادين العمليات المختلفة ابتداء من العراق وانتهاء بالصومال مروراً بأفغانستان واليمن وجزر سيشل بالمحيط الهندي، ومنطقة القبائل الحدودية في باكستان، وأثناء الحرب ضد نظام القذافي في ليبيا، وهذا الانتشار الجغرافي واسع النطاق لقواعد الطائرات بدون طيار الأمريكية يعتبره مسؤول أمريكي عسكري قوة ردع فاعلة بقوله «بعد مقتل بن لادن أي شخص سيأتي بعده ستكون طائراتنا بدون طيار بانتظاره». واستوحي اسم الطائرة الأمريكية الأشهر في هذا السياق DRONE من دويّ النحل، أي استهداف من تريد أينما تريد وفي أي وقت تريد، ويشير التاريخ إلى أن الفرنسيان فكتور كارافودين وجورج ماركونيت اخترعا طائرة بدون طيار في مطلع القرن الماضي، كما أنجزت بريطانيا تصميم طائرات بدون طيارين يتم التحكم بها لاسلكياً بواسطة جهاز إرسال (راديو) في العام 1916، أي في ذروة احتدام الحرب العالمية الأولى، لكن إنتاجها لم يستمر طويلاً وخاصة بعد تلاحق صعوبات تقنية وتعقيدات تطبيقية، فجرى صرف النظر عنها، ثم ظهرت بعد ذلك الطائرات بدون طيار بنوعيها الرئيسين: المحمولة جواً Drone والموجهة Remotely Piloted، ولكن بدايتها الحقيقية عملياً تحققت بعد إسقاط طائرة التجسس الأمريكية «يو تو» فوق روسيا عام 1960، وبعدها بأربع سنوات استخدمت في الميدان لأول مرة في حرب فيتنام، وقد تم استخدام الطائرات بدون طيار أيضاً في حرب السادس من أكتوبر 1973 بين العرب وإسرائيل، ولكنها لم تحقق النتائج العملياتية المطلوبة فيها لضعف الإمكانيات التقنية لهذا النوع من الطائرات في ذلك الوقت.
 
استخدامات الطائرات بدون طيار
ورغم أن هذه النوعية من الطائرات عرفت على نطاق إعلامي واسع بطبيعتها العسكرية، فإنها تمتلك استخدامات أخرى ذات طبيعة مدنية من بينها إطفاء الحرائق، وكشف درجة الحرارة، والتنبؤ بالرياح والأعاصير، وإعادة البث لمحطات الإرسال، ومكافحة التهريب والمخدرات وغير ذلك، ويوجد نوعان من هذه الطائرة من حيث القيادة، الطائرات المتحكم فيها عن بعد، حيث يقع التحكم في الطائرة عن بعد مثل بريدتيور، والطائرات ذات التحكم الذاتي، وتتمتع بذاتية أكبر في اتخاذ القرارات ومعالجة البيانات، ورغم هذه النوعية من الطائرات مازالت في طور التحديث والتطوير، وتنقسم هذه الطائرات أيضاً بحسَّب المهام المنوطة بها، فمنها العسكرية المتخصصة في المراقبة وهي الجزء الأكبر من هذه الطائرات، ومنها المقاتلة، ومنها ما يمكن استعمالها لتحقيق الغرضين معاً أي المراقبة وتنفيذ المهام القتالية، وهذه الطائرات هي في العادة أصغر حجماً من الطائرات العادية، وهي تعتمد طرق طيران ووسائل دفع مختلفة، فمنها ما يطير بأسلوب المنطاد، ومنها ما هو نفاث، ومنها ما يدفع عن طريق مراوح، وتشير تقارير إعلامية إلى أن القيمة المالية لنحو ألف طائرة بدون طيار تعادل ثمن طائرة F-15 Eagle ، كما أن وقود 200 رحلة بطائرة بدون طيار يساوي رحلة واحدة بطائرة «إف– 4 فانتوم الثانية» الأمريكية لنفس المسافة ولتؤدي نفس المهمة.
أما من حيث تدريب الطيارين، فإن تكلفة تدريب الطيار على الطائرة تورنادو تفوق الأربعة ملايين دولار، أما الطائرات بدون طيار فلا تحتاج هذا، كما تتطلب ثلاثة أشهر فقط ليصبح المتدرب الذي يوجهها محترفاً عليها، وبشكل عام يمكن القطع بأن الطائرات بدون طيار قد أصبحت ركيزة أساسية في العمليات العسكرية والاستخباراتية، وعنصراً هاماً في الاستخدامات التقنية المدنية، وصارت استخداماتها كثيرة متنوعة على رأسها تصفية العناصر المتطرفة، والتقاط صور تفصيلية للكرة الأرضية بحثاً عن أي مواد كيماوية أو بيولوجية، وقريباً يتوقع نشرها لتحملق بعيونها كاشفة مدينة بأكملها، وفي المستقبل يتوقع أن تصبح أرخص ثمناً وأكثر سرعة وتخفيّاً، وأشد فتكاً بما يدعم فرضية التوسع الهائل في استخداماتها خلال السنوات المقبلة. ولطائرات المراقبة من هذا النوع مهام كثيرة منها: - الاستطلاع والمراقبة اللحظية لساحات القتال بحيث تمكن القادة من اتخاذ القرار العملياتي المناسب في الوقت المناسب. - تستخدم أيضاً كمحطات مراقبة الكترونية متنقلة لجمع البيانات والمعلومات والصور حول المنشآت العسكرية والنووية السرية، وتوفر في هذا الإطار رقابة دقيقة على مدار الساعة لمثل هذه المنشآت. - تستخدم في حراسة الحدود وحمايتها من عمليات التهريب والتسلل. - تستخدم بكفاءة في ملاحقة المتطرفين والعناصر الدينية المتشددة في المناطق الصحراوية التي يصعب الوصول إليها بسبب وعورة التضاريس، كما تستطيع أيضاً إصابة الأهداف المتحركة والثابتة في أماكن الازدحام السكانية، وإن كانت قد تسببت في وقوع ضحايا مدنيين في بعض الدول ليس بسبب عدم دقة الأهداف ولكن بسبب أخطاء في المعلومات وتحليلها ما يؤدي أحياناً إلى الضرب في الأماكن الخطأ. - تعمل أيضاً بكفاءة في مجال الأرصاد الجوية وتقوم بقياس سرعة الرياح والحرارة كل نصف ثانية. - تسهم في تأمين اللقاءات والاجتماعات المهمة عن طريق كاميرات مراقبة خاصة، وقد قامت روسيا خلال اجتماع قمة دول الثماني التي عقدت بأراضيها باستخدام طائرات بدون طيار لتأمين هذه القمة ومراقبتها.
 
مجال جديد للتنافس التكنولوجي
تأكيداً على مدى استشراف الدول جميعها لمركزية دور الطائرات بدون طيار في حروب المستقبل، وللبرهنة على أهميتها المركزية مستقبلاً يمكن الإشارة إلى أن هناك تجارب لتطوير طائرة بدون طيار تستطيع استهداف والتعرف وقتل الأعداء اعتماداً على عمليات حسابية يقوم بها جهاز كمبيوتر، وليس وفقاً لأوامر أو تعليمات من مركز قيادة أرضي، ما يعني أنها قد تمثل مستقبلاً وحدات قتالية «تفكر» وتقرر ذاتياً وتنفذ بشكل آلي خوض المواجهات، وفي هذا الإطار يمكن رصد العديد من مظاهر التنافس الدولي على تطوير أجيال أكثر تقدماً من هذا النوع من الطائرات، فقد  كشف سلاح الجو الألماني «البوندسفير» في أكتوبر 2011 عن طائرة التجسس الآلية Euro Hawk (الصقر الأوروبي) باعتبارها أحدث إضافة إلى السلاح متوقعاً دخولها الخدمة فعلياً في العام الجاري، وقد هبط النموذج الأول للطائرة في 21 يوليو 2010 بعد رحلة طيران آلية لأكثر من 10 آلاف كيلو متر، والطائرة، بحسب ما ذكرت مجلة «دير شبيجل» الألمانية قادرة على الطيران لمدة 30 ساعة متواصلة فوق الغلاف الجوي للكرة الأرضية من دون الحاجة إلى التزود بالوقود، واستغرق تطويرها نحو عشر سنوات كاملة من جانب سلاح الجو الألماني الذي يراهن عليها كأحدث جيل من طائرات المراقبة والتجسس والاستطلاع الآلي لدعم عمليات المراقبة في ساحات العمليات. وبرغم أن الطائرة الألمانية الجديدة بدت للخبراء كصورة مستنسخة من نظيراتها الأمريكية  مثل «بريديتور» و«رابتور» باستخدامها لتكنولوجيا مشابهة، فإن الشركة الصانعة وهي إحدى الشركات التابعة لعملاق الصناعات الدفاعية الأوروبية EADS قد زودت الطائرة الألمانية بأنظمة تقنية ألمانية للاستشعار والتجسس. وتتمتع الطائرة الألمانية بمزايا عديدة فهي قادرة على رصد الأهداف المعادية على الأرض، والتنصت على الاتصالات اللاسلكية من ارتفاعات جوية شاهقة تتجاوز 60 ألف قدم، أي أعلى بمراحل من ارتفاعات الطائرات المدنية التي عادة ما تحلق على ارتفاع يتراوح بين 30 ألفاً و40 ألف قدم، كما أن الطائرة مصممة للتنصت على المكالمات الهاتفية والرسائل النصية والتقاط إشارات البث التلفزيوني والإذاعي وبث المعلومات فوراً إلى مراكز المراقبة والتحكم الأرضية، كما أن أجهزة استشعار الطائرة قوية بما يكفي لاختراق السحب الكثيفة والعواصف الرملية الشديدة والتقاط المعلومات التي تسعى إليها من دون عوائق، لدرجة أن بعض الخبراء وصفها بأنها «مكنسة عملاقة للمعلومات» علماً بأن هذه ليست الجيل الأول من الطائرات الآلية في الجيش الألماني، ولكنها الأفضل تقدماً وتطوراً، وتكمن أهمية الطائرة الألمانية أيضاً في كونها تسد حاجة لدى الجيش الألماني الذي يواجه تحدياً صعباً في مهمات التجسس والمراقبة، ويصل وزن هذه الطائرة إلى 15 طناً، وطولها لا يتجاوز 14,5 متراً، بينما يبلغ طول جناحها نحو 40 متراً، وهي قادرة على الطيران لمسافة تصل إلى 25 ألف كيلومتر من دون توقف، أي أنها قادرة على الطيران من برلين إلى طوكيو والعودة من دون الحاجة إلى الهبوط!! .
 
منافسة صينية
آسيا بدورها لم تغب عن هذه السوق، حيث دخلت الصين سوق المنافسة عبر شركة Yotais التي تأسست عام 2009، وأصبحت واحدة من أكبر شركات صناعة هذا النوع من الطائرات في الصين، وتضاعفت مبيعاتها ثلاث مرات خلال العامين الماضيين حيث يستخدمها المشترون الصينيون في مراقبة الحدود ومهمات الإنقاذ والزراعة، وتتنامى مبيعات هذه الطائرات بسرعة فائقة، وفي معرض Zhuai الجوي الذي أقيم في جنوب غرب الصين في نوفمبر الماضي فاجأت الشركات الصينية الخبراء والمسؤولين العسكريين الغربيين بكشف النقاب عن نحو 25 نموذجاً من المركبات الجوية التي يمكن التحكم فيها عن بعد أو ما يعرف بالطائرات بدون طيار، وعرضت الشركات الصينية خلال المعرض شريط فيديو توضيحي لطائرة آلية مسلحة بالصواريخ أثناء قصفها عربة مدرعة، وخلال مهاجمتها لحاملة طائرات!! وجرى العرض الصيني، كما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز، وقتذاك في سياق الترويج لمنتج عسكري صيني جديد أكثر منه في سياق التلويح بالقدرات العسكرية التي تحرص الصيني على نهج الغموض والضبابية حيالها.
ومن المعروف أن الميزانيات العسكرية الأمريكية قد تضمنت منذ إدارة بوش، ومن بعدها إدارة الرئيس أوباما مخصصات مالية ضخمة لتنفيذ عقيدة عسكرية تسمح بالتوسع في استخدام الطائرات بدون طيار والحد من الاعتماد على العنصر البشري في مواجهة الجماعات المعادية التي تشكل تهديداً مباشراً أو غير مباشر للأمن القومي الأمريكي، وأصبحت الطائرات بدون طيار، بناء على هذه العقيدة، جزءاً أساسياً من تسليح القوات الأمريكية في أفغانستان ومن قبلها العراق، ففي أفغانستان نجحت طائرات Predator التي استخدمتها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في القضاء على أكثر من ألفي عنصر من عناصر الجماعات المتشددة، وتوجت هذه النجاحات بقتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة حيث كان مختبئاً طيلة سنوات في منطقة سكنية حدودية داخل باكستان، ثم كررت النجاح ذاته في اليمن بتصفية أنور العولقي رجل الدين أمريكي الجنسية يمني الأصل الذي اتهم بالانتماء للقاعدة.
 
ريادة إسرائيلية
أما إسرائيل فلها موقع رائد على خارطة صناعة هذه الطائرات وتطويرها في العالم، حيث بدأت إسرائيل في صناعة هذه النوعية من الطائرات عام 1973 بعدما كبدت بطاريات الصواريخ السورية في لبنان الطائرات الإسرائيلية خسائر نوعية، ثم تغير الحال تماماً عقب ذلك بنحو عشر سنوات، وتحديداً في عام 1983 أثناء الاجتياح الإسرائيلي للبنان، حيث أسقطت الطائرات الإسرائيلية نحو 80 طائرة سورية في معركة سهل البقاع، ويذكر أن القوات الإسرائيلية تستخدم هذا النوع من الطائرات بشكل واسع لاستهداف كوادر وعناصر عناصر التنظيمات الفلسطينية في غزة والضفة الغربية، كما استخدمت هذه الطائرات على نطاق واسع في حربي إسرائيل على لبنان عام 2006 وغزة عام 2009-2008.
في مارس عام 2004 قال الجيش الإسرائيلي إنه يجهز قواته بتشكيلة جديدة من طائرات الاستطلاع بدون طيار صغيرة جداً بحيث تلائم الحقيبة التي يحملها الجندي على ظهره. وعرض في أحد المؤتمرات العسكرية في تل أبيب عدد من التقنيات بما فيها طائرات استطلاع يتم التحكم فيها عن بعد، وهي صغيرة بشكل يسمح لها بالطيران عبر النوافذ، وبلغ طول جناحي الطائرة الإسرائيلية 33 سنتيمتراً، وهي مزودة بآلات تصوير يمكنها أن تبث صوراً مباشرة إلى القوات على الأرض، وتم عرض هذه التقنية الجديدة من طائرات Mosquito، وقد قام القسم الهندسي بقطاع صناعة الطائرات الإسرائيلية بتطوير هذا النوع من طائرات Mosquito 1.5 علاوة على طائرات Birdy، ويمكن لجندي واحد أن يحمل ويطلق طائرات Birdy بحيث يوجهها عن بعد عن طريق كمبيوتر محمول، وقال قطاع صناعة الطائرات الإسرائيلية إن هذه الطائرات يصل مداها إلى خمسة كيلومترات (ثلاثة أميال). 
 
طائرة هيرون الإسرائيلية
هيرون Heron هي طائرة بدون طيار من الجيل الرابع، وطورت هذه الطائرة في مؤسسة الصناعات الجوية الإسرائيلية IAI، وهي تعتبر من الطائرات طويلة المدى، وتم بناؤها بتكنولوجيا حديثة، وتقوم بإقلاع وهبوط آلي وتغطي مساحة واسعة من الأرض، ولديها القدرة على الطيران المستمر لمدة 52 ساعة، وأيضاً بإمكانها إضافة تجهيزات للجهة الراغبة في استخدام الطائرة، وقادرة على الطيران بحمولة 250 كلج كحد أقصى، وهي مصممة للاستطلاع الاستراتيجي، وفي سبتمبر من عام 2005 أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية عن اقتنائها الطائرة بقيمة 50 مليون دولار من أنظمة Heron، وأطلق عليها اسم Machatz-1، وقد تم بيعها إلى الهند وتركيا وفرنسا ويطلق عليها اسم النسر Eagle، وفي أغسطس من عام 2008 أعلنت كندا عن خطة لتملك Heron لكي تستخدمها في عملياتها العسكرية بأفغانستان، وتستخدم الطائرة هيرون نظام الملاحة الدولية GPS، بالإضافة إلى نظام الطيار الآلي وهو مستقل ذاتياً ابتداء من الإقلاع إلى الهبوط، ويتم توجيهه من خلال محطة السيطرة الأرضية، ولها القدرة على العودة إلى قاعدتها ذاتياً في حالة فقد الاتصال بقاعدة السيطرة الأرضية، والنظام مزود بالقدرة على التعافي ذاتياً ALR عند حدوث أي خطأ، وبإمكانه العمل في جميع ظروف الطقس، وبإمكان الطائرة حمل مجسات إلكترونية من بينها مجسات تعمل بالأشعة تحت الحمراء، وأيضاً مجسات للمراقبة الخفيفة، بالإضافة إلى أنظمة رادار مختلفة، وكل ذلك في حدود 250 كلج ولها القدرة على تحديد الأهداف بدقة متناهية، وتصحيح نيران المدفعية، وأنظمة الطائرة على اتصال دائم بمحطة السيطرة الأرضية عن طريق وصل البيانات بموجات كهرومغناطيسية مباشرة، أو عبر الأقمار الصناعية، ويمكن أن تستخدم في عمليات المراقبة البعيدة أو مهام أخرى.
 
جهود عالمية لإنتاج طائرة بدون طيار
أما بريطانيا فليست بمعزل عن ساحة التنافس في هذا المجال، ففي أغسطس 2008 حققت طائرة بريطانية الصنع بدون طيار، تعمل بالطاقة الشمسية رقماً قياسياً عالمياً غير رسمي في زمن الطيران، حيث استطاعت طائرة (زفير 6) أن تبقى في الجو أكثر من ثلاثة أيام، وذلك من خلال الطاقة الشمسية في النهار ومن خلال البطاريات في الليل والتي يعاد شحنها في النهار، وكانت الرحلة عرضاً أمام الجيش الأمريكي الذي يبحث عن وسائل تكنولوجية جديدة لمساعدة قواته على الأرض. وعبر مميزات زفير فإن هذه الطائرة قد تكون نموذجية بالنسبة لمهمات الاستطلاع والتجسس، كما يمكن الاعتماد على الطائرة في تدعيم الاتصالات على الأرض خلال المعارك، وقال ممثل شركة كينتيك للأبحاث الدفاعية لشبكة بي بي سي البريطانية إن الطائرات التي تعمل دون طيار لها مميزات غير متوفرة لدى الطائرات التقليدية، وحتى لدى الأقمار الصناعية باعتبار أن الميزة الأساسية للطائرات التي تعمل بدون طيار أنها تمكن مشغليها من البقاء فوق المنطقة المطلوب مراقبتها طوال الوقت، بينما القمر الصناعي يمر على نفس المنطقة مرتين في اليوم، ومرة من هذه المرات في الليل، وبالتالي فإن القمر الصناعي يلتقط جزءاً من الحركة، لكن زفير تستطيع أن تبقى هناك طوال الوقت، وقد طارت بدون توقف لـ82 ساعة و37 دقيقة، ويقول الخبراء إن الشركة ترغب في إدخال تحسينات على الطائرة من أجل أن تبقى في السماء لشهور. وخلال رحلتها استطاعت زفير، والتي تزن 30 كيلوجراماً أن تصعد إلى ارتفاع 18 كيلومتراً أو 60 ألف قدم عبر التحكم الآلي فيها من الأرض، ثم طارت بعد ذلك عبر طيارها الآلي، وعبر الاتصال بها عن طريق الأقمار الصناعية، واستطاعت زفير أن تثبت تحملها لدرجات حرارة قاسية تتراوح بين 45 درجة مئوية و70 درجة مئوية تحت الصفر عند ارتفاع 60 ألف قدم. ويعمل مهندسو الشرطة البريطانيون على مشروع عملاق مع شركة بوينج الأمريكية حيث يريدون بناء أكبر طائرة بدون طيار في التاريخ، والتي ستكون قادرة على العمل بالطاقة الشمسية وحمل حوالي 450 كيلوجراماً، ويقول القادة الأمريكيون إنه من المفترض أن تكون هذه الطائرة قادرة على البقاء فوق أي منطقة من الأرض لخمس سنوات دون الرجوع إلى الأرض.
في فرنسا قامت شركة Dassault Aviation بتطوير طائرتين بدون طيار في أواخر العام 2000، فيما كانت شركة فرنسية أخرى هي SAGEM قد وحدت جهودها مع جنرال موتورز الأمريكية لتطوير نسخ متوسطة الارتفاع من مركبات Predator غير المأهولة لاستخدام وزارة الدفاع الفرنسية، بعدما أنتجت Sagem طائرة أخرى بدون طيار هي Crecerelle التي يستعملها الجيش الفرنسي، والتي تم تطوير نموذج محسن أصغر حجماً منها هو مركبة Sperwer التي استخدمتها هولندا والدانمارك والسويد إلى جانب فرنسا، وهي تعمل ليلاً ونهاراً بصمود ثماني ساعات على ارتفاع خمسة آلاف متر. وأنتجت شركة فرنسية رابعة هي (ماترا) طائرات (بريفل) و(مارفل) بدون طيار أيضاً، كما دخلت الشركة الإيطالية «إلينيا إيرونوتيكا» مجال إنتاج المركبات الجوية بدون طيار، وحلقت طائرتها الأولى غير المأهولة في العام 2004 بوزن ثمانية آلاف كيلوجرام، وبطول 20 قدماً، وامتداد جناح بلغ 19 قدماً، وارتفاع يبلغ 33000 قدماً، ويتحكم الحاسوب تماماً بمهام هذه المركبة وبأنظمة تسليحها والأنظمة البصرية الليزرية فيها وبمعالجة وتنظيم بيانات الأقمار الصناعية الخاصة برحلات المركبة.
 
اعتماد أمريكي متزايد 
تؤكد الشواهد أن توالي أجيال الطائرات بدون طيار، والتطور الهائل والمتواصل في مهامها وقدراتها العملياتية يعكس حجم الاهتمام الأمريكي بهذا السلاح منذ دعوة الرئيس الأمريكي السابق جورج  بوش الابن في منتصف فبراير عام 2001 إلى تصميم وابتكار نماذج جديدة من الأسلحة، وجعل الوسائط القتالية التي يتزود بها الجيش الأمريكي أقل حجماً وأكثر فاعلية، وأن تتمتع الطائرات بقدرة على إنزال الضربات الأكثر دقة بأهداف في أية منطقة في العالم من خلال الطائرات الموجهة بدون طيار، وقد انعكس ذلك بوضوح على خطط وبرامج شركات المجمع الصناعي العسكري الأمريكي، مثلما انعكس في ميزانيات الدفاع الأمريكية منذ عام 2002، ليدشن توجهاً عالمياً يجسد تعاظم الدور المستقبلي للمركبات الجوية بدون طيار.
ومنذ أن أعلن وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا في نهاية يناير الماضي عن خطط تستهدف تسريح نحو 100 ألف شخص من الجيش وقوات البحرية الأمريكية ليكون للولايات المتحدة جيش «أرشق وأصغر حجماً»، اعتبر المراقبون والخبراء أن التوجه الأمريكي في هذا الإطار يعني الاعتماد فعلياً بشكل متزايد على التقنيات العسكرية المتقدمة، ما يفتح المجال أمام اعتمادية متزايدة على الطائرات بدون طيار، وذلك كجزء من الدروس التي استخلصها خبراء الجيش الأمريكي بشأن نمط الحروب غير التقليدية التي فرضتها الأوضاع في بعض مناطق الصراع مثل العراق واليمن وأفغانستان والصومال، حيث تواجه القوات الأمريكية عناصر متمردة ومتطرفة يصعب ملاحقتها عبر الجيوش التقليدية من دون وقوع خسائر بشرية بين أفراد الجيش الأمريكي، ما يؤدي بالتبعية إلى التأثير سلباً في مستويات دعم  الرأي العام الأمريكي للعمليات العسكرية في هذه المناطق، ومع النجاحات التي حققتها الطائرات بدون طيار التي استخدمتها وكالات الاستخبارات الأمريكية في أفغانستان، والنتائج التي حققتها وتوجت بتصفية العديد من أبرز العناصر الارهابية التي كانت تهدد الأمن القومي الأمريكي، اتجهت الأنظار إلى خطط تطوير مستحدثة تعتمد بشكل متزايد على التقنيات والحد من استخدام العنصر البشري تقليلاً للنفقات وخفض الأعباء التمويلية على الاقتصاد الأمريكي (تواجه ميزانية وزارة الدفاع الأمريكية خطة تخفيض مبلغ 487 مليار دولار خلال السنوات العشر القادمة) وتجاوباً مع المتغيرات الطارئة في ساحات العمليات، وفي هذا الإطار قال بانيتا أثناء إعلانه خطط إعادة هيكلة الجيش الأمريكي أن الولايات المتحدة ستحتفظ بقدرة هزيمة «أي عدو على الأرض» كما ستعزز قواتها الخاصة، وأوضح بانيتا أنه سيتم تسريح نحو 92 ألف عنصر من جنود الوحدات الفاعلة للجيش وقوات البحرية، وإغلاق بعض القواعد العسكرية خلال خمس سنوات، وتابع بانيتا أن التركيز سيتحول من النزاعات الكبيرة في العراق وأفغانستان إلى مناطق جوهرية للمصلحة القومية ومن بينها تقوية الانتشار الأمريكي في آسيا.
 
العراق نقطة مفصلية 
تشير تقارير إعلامية موثوقة إلى أن ما يصل إلى 800 طائرة بدون طيار كانت تحلق في سماء العراق وأفغانستان في عام 2005، لكن أغلب هذا العدد كان يحلق فوق العراق بحسب التقارير، وتؤكد الشواهد أن وكالة الاستخبارات الأمريكية (سي آي إيه) بدأت في استخدام مثل هذه الطائرات في عهد الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، ولكن تطوير دور الطائرات واستخدامها بكثافة عملياتية قد تم في عهد الرئيس الحالي باراك أوباما، حيث استخدمت بشكل متزايد منذ صيف عام 2008، وفي هذا السياق تعتبر حرب العراق نقطة مفصيلة في تاريخ الطائرات بدون طيار، حيث يمكن رصد فوارق هائلة بين مستوى الاعتمادية على هذا النوع من الطائرات قبل هذه الحرب وبعدها، وكشفت وسائل الإعلام الأمريكية عن الفوارق في استخدامها بين بدايات الحرب عام 2003، والتوسع الكبير في استخدامها عند اكتمال انسحاب القوات الأمريكية من العراق في ديسمبر الماضي، ومع ذلك يبقى من الضروري القول بأن الاستخدام الأمريكي للطائرات بدون طيار في العراق كان محدوداً بشهادة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي قلل من شأن استخدامها في العراق، قائلاً إن البرنامج «محدود جداً»، ويركز بشكل أساس على حماية السفارة الأمريكية في بغداد، ويقتصر دورها  في العراق على عمليات الاستطلاع، ولم يثبت قيامها بعمليات قتالية في هذا البلد.
ولكن الأمر يبدو مختلفاً تماماً في مناطق أخرى للصراع مثل مناطق القبائل على الحدود الأفغانية ـ الباكستانية، لاستهداف قيادات تنظيم القاعدة وعناصره المختبئة في هذه المناطق التي تتسم بوعورة التضاريس والتعقيدات الديموجرافية، ما أسهم في رفع مستوى الاعتماد على هذه الطائرات بشكل كبير لدرجة أن دور هذه الطائرات قد أصبح ملفاً خلافياً محتدماً بين الجانبين الأمريكي والباكستاني، خصوصاً بعد أن طالبت لجنة الأمن القومي داخل البرلمان الباكستاني بوقف استخدام هذه الطائرات داخل الأراضي الباكستانية، واعتبرت ذلك شرطاً ضرورياً من شروط استمرار علاقات التعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية في مكافحة العناصر المتطرفة، وذلك بعد أن بات الأزيز الخفيف الذي تصدره طائرات «بريديتور» (الطائرة المفترسة)، يميز سماء المناطق القبلية في باكستان كما يقول مراقبون باكستانيون. وبرز أيضاً على سطح الأحداث الدور الحيوي الذي تقوم به هذه الطائرات فوق المجال الجوي الإيراني لجمع المعلومات حول المنشآت النووية الإيرانية، في ديسمبر عام 2011 عرضت إيران صوراً لطائرة بدون طيار قالت أنها أسقطتها، وطالب الرئيس الأمريكي بارك أوباما، في ديسمبر الماضي، باستعادتها من طهران، من جانب آخر يتوقع الخبراء أن يتصاعد معدل استخدام هذه الطائرات في أفغانستان خلال الأعوام الخمسة المقبلة في أعقاب انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي المتوقع في نهاية عام 2012 حسب الخطط المعلنة في هذا الشأن.
 
جدل قانوني محتدم
تعاملت الـ «سي آي إيه» مع برنامج الطائرات بدون طيار بسرية شديدة، ولكنها بدأت في السنوات الأخيرة الكشف عن معلومات حول هذا البرنامج مع تزايد الانتقادات لتسببها بمقتل مدنيين في مناطق الصراع، حيث أثار مقتل مدنيين جراء هجمات لهذه الطائرات غضباً شعبياً عارماً في باكستان يكاد يهدد علاقات التحالف بين الدولتين اللتين تربطهما شراكة حيوية في الحرب الكونية ضد الإرهاب، ولكن «سي آي إيه» تقول أن عمليات الطائرات دون طيار دقيقة جداً، ولم تعد تتسبب في مقتل مدنيين، وأعلنت أن هجمات الـ «درون» قتلت 2050 شخصاً، خمسون منهم فقط من المدنيين. ويشير تقرير نشره موقع «الجزيرة نت» إلى أن «مكتب الصحافة الاستقصائية»، بجامعة سيتي في لندن، قد توصل من خلال تحري هجمات الطائرات بدون طيار، إلى إن الغارات عبر هذه الطائرات في باكستان بلغت منذ إطلاقها 312 غارة منها نحو 260 هجمة تمت في عهد الرئيس أوباما، وتسببت هذه الهجمات جميعها بمقتل نحو 391 إلى 780 مدنياً، ويشير المكتب إلى أن عدد القتلى عموماً يتراوح ما بين 2386 إلى 3015، ووفقاً لـ «مؤسسة أمريكا الجديدة» فإن مثل هذه الهجمات ما بين عامي 2004 و 2010 قد تكون مسؤولة عن نحو %25 من القتلى في المناطق الحدودية بين باكستان وأفغانستان.
ويرى خبراء أن الاستخدام الأمريكي المتزايد للطائرات بدون طيار في تعقب الإرهابيين يتطلب وضع إستراتيجية واضحة ومعلنة لاستخدام هذا الطراز من الطائرات، والحصول على إجماع دولي إزاء هذا النوع من الحروب للحد من موجات الغضب حيالها، وفي هذا الإطار يرى جيم هينينغ وهو باحث أمريكي بارز غير مقيم في مركز دراسات الرئاسة والكونجرس والمدير السابق للشئون القانونية في مشروع إصلاح الأمن القومي في مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز إنه منذ الهجوم الضاري الذي وقع على تنظيم القاعدة في اليمن خلال شهر نوفمبر عام 2002 - وهو أول استخدام معروف لهجوم طائرة بدون طيار خارج ساحة الحرب - استخدمت الولايات المتحدة الطائرات بدون طيار بصورة واسعة النطاق، فقد وصل عدد هجمات هذا النوع من الطائرات خلال أول عامين من عهد الرئيس أوباما إلى ما يعادل أربعة أضعاف الهجمات التي وقعت خلال عهد الرئيس جورج دبليو بوش بأكمله، ورغم هذا الجدل حول قانونية استخدام هذه الطائرات فإن استطلاعات الرأي تظهر تأييد الغالبية العظمى من الأمريكيين لاستخدام الطائرات بدون طيار ربما لأنها تحقق نتائج إيجابية على صعيد مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة من دون فقدان عناصر بشرية وبتكلفة مادية أقل بمراحل عن المواجهات التقليدية، وجميع هذا العوامل تؤثر بالتأكيد في تشكيل رأي عام قوي داعم للتوسع في استخدامها مستقبلاً. على الجانب الآخر يرى فريق من الخبراء أن هذه الطائرات توسع نطاق استخدام القوة فيما يتجاوز ساحة المعركة التقليدية وتغير مفهوم الحرب نفسها، إذ لا توجد حتى الآن مجموعة من الأفكار المتناسقة والشاملة التي تحكم كيفية استخدامها في مكافحة الإرهاب، ويرى هؤلاء الخبراء أنه بدون نظام جديد يحكم استخدام الطائرات بدون طيار ويمكن لكل من الحلفاء والأعداء فهمه، تخاطر الولايات المتحدة بتحقيق مكاسب تكتيكية قصيرة الأجل في قتل الإرهابيين، بينما تتكبد خسائر محتملة فيما يتعلق باستمرارية تحالفاتها واتجاهات الرأي العام العالمي حيال السياسات الأمريكية والحرب على الإرهاب، وكذلك الاستقرار الدولي، ويشار بالتحديد في هذه الجزئية إلى تأثير استخدام هذه الطائرات على التحالف الامريكي ـ الباكستاني، وكيف أن مقتل مدنيين في هجمات لطائرات بدون طيار بات يؤثر جدياً في طبيعة التعاون الأمني بين البلدين ناهيك عن الملفات الأخرى في العلاقات الثنائية، وتتعلق إحدى المخاوف باستخدام هذه الطائرات داخل دول أخرى غير التي تقرها السياسة الأمريكية الحالية - في المناطق التي تكون سلطاتها المحلية غير راغبة في أو غير قادرة على قتل أو اعتقال الأفراد المستهدفين، إذ تحدد الولايات المتحدة بمفردها المناطق «غير الراغبة أو غير القادرة» في سرية تامة، مما يثير بالطبع تحفظ حكومات هذه الدول، أو على الأقل يغضب تيارات المعارضة وقوى سياسية وشعبية داخل هذه الدول. وهناك أيضاً خلاف حول كيفية تبرير استخدام الطائرات بدون طيار، إذ يرى البنتاغون أن الولايات المتحدة في حرب عالمية مع الإرهابيين، ومن ثم لا تحتاج - وفقاً لقوانين الحرب - إلى الإعلان عن التهديد المباشر الذي يشكله أي فرد قبل استهدافه، في حين ترى وزارة الخارجية الأمريكية أنه لا يمكن تطبيق قوانين الحرب خارج ساحة القتال، وأنه لا ينبغي استخدام القوة المميتة إلا لمنع خطر وشيك. وعلاوة على ذلك، هناك خلاف بين صفوف المؤيدين لتطبيق قوانين الحرب على نطاق عالمي حول مسألة الاكتفاء باستهداف قادة الجماعات الإرهابية فحسب في مقابل إمكانية استهداف أي فرد ترى الولايات المتحدة أنه على علاقة بالمنظمات الإرهابية، ومن ناحية أخرى، ما تزال هجمات الطائرات بدون طيار تنفذ بوصفها عمليات سرية من قبل وكالة الاستخبارات المركزية، مما يؤكد على استخدام القوة بهدف القضاء على الخصم تماماً وليس لتغيير فكره كما أُعلن من قبل.
 
تحولات في الدور العملياتي
تتباين قدرات كل نموذج من الطائرات بدون طيار، لكن القاسم المشترك بينها جميعاً هو التوسع في مستوى الاعتمادية على هذا النوع من الأسلحة، منذ استخدامها في العراق خلال حرب الخليج الثانية في 1991، حيث بدأ الاعتماد عليها في أعمال المراقبة والاستطلاع والتصوير والتشويش الإلكتروني، ثم تطور هذا الدور ليتم استخدام طائرات أمريكية بدون طيار في أفغانستان لتأدية دور مركز قيادة طائر يعمل على تزويد الطائرات المقاتلة والقاذفات والوحدات الأرضية بالمعلومات مباشرة، كما قامت طائرات أمريكية بدون طيار في أفغانستان في مهام قصف أهداف مختلفة، وخاصة الأهداف المتحركة، بحيث أدت بكفاءة دور الطائرات المقاتلة في أحيان كثيرة.
ويرى خبراء أن الطائرات بدون طيار باتت بمنزلة  نظام تسليح يقع في موقع وسط بين الصواريخ الجوالة والمقاتلات التقليدية، ذلك لأنها أكثر قدرة على البقاء من الصواريخ الجوالة التي تستخدم مرة واحدة، وأقل تكلفة بطبيعة الحال في الإنتاج والتشغيل مقارنة بالمقاتلات التقليدية، ناهيك عن المكاسب الهائلة التي توفرها بتأدية المهام القتالية من غير حاجة إلى مشاركة العنصر البشري من طيارين ومساعدين وفنيي ملاحة واتصالات يتعرضون لمخاطر هائلة ترتفع وتيرة احتمالاتها في المناطق ذات الطبيعة الخاصة في الصراعات، وحيث يوجد احتمالات مرتفعة لفقدان عناصر بشرية مدربة خلال تنفيذ بعض المهام، كما استحدثت أدوار جديدة لهذه الطائرات مثل مهام القصف الافتتاحي في الحروب،  وصارت قدراتها العملياتية تؤهلها لاستهداف فعال للدفاعات الجوية المعادية في بداية الحرب، ما يتلاءم مع توقعات الخبراء العسكريين قبل سنوات قليلة بأن تقوم الطائرات غير المأهولة بالمهام القتالية الخطيرة والدقيقة، بينما يقتصر دور الطائرات القتالية التقليدية عموماً على المساندة والدعم، فتزايد تعقيدات العمليات العسكرية مع تعاظم اعتماد معظم أنظمة الأسلحة على المعلوماتية يجعل من الصعب على العسكريين عموماً، والطيارين خصوصاً، استيعاب المستجدات التكنولوجية في الأسلحة والتجهيزات المختلفة، ويزيد بالتالي من احتمالات ومستويات الأخطاء البشرية. كما أن جسم الإنسان لا يتحمل مستويات التسارع وزوايا التفاف الطائرة التي باتت تتيحها التكنولوجيا الأكثر حداثة، الأمر الذي يجعل أجهزة الكمبيوتر التي توجه الطائرات بدون طيار بديلاً ملائماً يتحمل نسبة تسارع إلى أضعاف الحد الأقصى الذي يتحمله الجسم البشري، وبما أن الاستغناء عن حجرة الطيار وأدواته وتجهيزاته الشخصية يخفض وزن الطائرة بدون طيار بنسبة قد تصل إلى أربعين في المئة من وزن مثيلتها المأهولة، فإن هذا يتيح مزيداً من سرعة الطيران ومن القدرة على حمل الأسلحة، كذلك فإن إسقاط طائرة مأهولة من قبل قوات العدو يعني مقتل أو أسر أفراد طاقمها، بينما لا يتضمن إسقاط طائرة غير مأهولة أية خسارة بشرية. إضافة إلى ما سبق، يتيح الاعتماد على طائرات قتال غير مأهولة توفيراً مادياً يشمل الاستغناء عن تدريب الطيارين والفنيين وتصفيح حجرة الطيار وتجهيزات الأمان بحيث يصل التخفيض في تكليف تشغيل ودعم الطائرة غير المأهولة إلى ثمانين في المئة مقارنة بتكاليف الطائرة التقليدية.
 
حقائق ومؤشرات لافتة
ـ في عام 1998، أوقفت إدارة كلينتون عملية تستهدف قتل زعيم القاعدة  أسامة بن لادن في أفغانستان باستخدام صواريخ كروز لما لها من أضرار جانبية. وفي عامي 2000 و2001، سعت القوات الجوية الأمريكية لإعادة تصميم صواريخ «هيلفاير» مضادة للمدرعات بهدف تركيبها على طائرات استطلاع بدون طيار طراز «بريديتور»، ورأى مجلس الأمن القومي، قبل أسبوع من هجمات 11 سبتمبر أن الطائرات المسلحة من هذا النوع لم تصبح بعد جاهزة لتنفيذ عمليات من هذا النوع، وأول استخدام معروف لهذه الطائرات في عمليات قتل العناصر المستهدفة كانت في شهر نوفمبر عام 2001، عندما استهدفت طائرة من طراز «بريديتور» محمد عاطف، أحد أبرز قادة القاعدة في أفغانستان حينذاك.
ـ في 4 ديسمبر 2011، تحطمت طائرة استطلاع بدون طيار طراز «آر كيو-170 سنتنيل» في إيران، وعزا مسؤول أمريكي سقوط الطائرة لفقدان الاتصال بها وخلل آخر لم يحدده. بعدها بأسبوعين، تحطمت طائرة أخرى بدون طيار من طراز «ريبر» في جزر سيشل، وفي هذا الصدد، قال مسؤول عسكري أمريكي لا ينبغي أن تشكل هذه مفاجأة لنا، فلقد فقدت الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من 50 طائرة بدون طيار، وحتى يوليو 2010، رصدت القوات الجوية وقوع 79 حادثة للطائرات بدون طيار، تكلف كل منها نحو مليون دولار على الأقل، الأسباب الرئيسية لتحطم هذه الطائرات وفقاً للقوات الجوية هي: الطقس السيء، وفقدان الاتصالات أو تعطلها، وأخطاء بشرية، وفي هذا الإطار يشير الجنرال ديفيد ديبتيولا، نائب قائد القوات الجوية لشؤون الاستخبارات إلى أن بعض انواع الطائرات بدون طيار لا تقوى على الصمود في البيئات عالية الخطورة، وإذا تم نشرها في هذه الأجواء فسوف تتساقط كالأمطار، ما يعني أن هذه الطائرات لا تزال عرضة للأخطاء وعوامل الطبيعة، وأن سقوطها ليس بالضرورة نتيجة لكشفها واسقاطها من قبل قوات معادية. ـ تشير التقارير إلى أن إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية قد أصدرت (285) رخصة لعدد (85) مستخدم، تغطي (82) نوعاً من الطائرات بدون طيار، ورغم أن الإدارة رفضت الإفصاح عن الذين منحو التراخيص، تشير التقديرات إلى أن البنتاجون يستخدم نحو 35 % من هذه الطائرات، ووكالة ناسا نحو 11 %، ووزارة الأمن الداخلي نحو 5 %، فيما تستخدم دائرة الجمارك وحماية الحدود ثماني طائرات «بريديتور».  ـ  تصنف الطائرات بدون طيار حسب المهام المؤهلة لأدائها، أو حسب أحجامها، أو حسب مدى طيرانها، أو حسب طريقة إقلاعها واستعادتها، أو مدى ارتفاعها، أو مقدرتها الاستيعابية للأسلحة والتجهيزات، إلخ... لكن تعدد نماذج أجيالها المتعاقبة قد حدا بالدول الأكثر استخداماً لها إلى وضع معايير للطائرات المستقبلية بدون طيارين، كما فعل الجيش الأمريكي مثلاً عندما وقع مع وزارة الدفاع البريطانية مذكرة نوايا بشأن الاستخدام المستقبلي للطائرة التكتيكية بدون طيار TUAV لاختيار هذه الطائرات والمشاركة في التقنيات المتعلقة بها لضمان العملانية المشتركة وفق أفضل المعايير المشتركة التي تضمن حسن استخدامها في البلدين، وقد شملت الخطوط العريضة لهذه المعايير تحويم الطائرة بدون طيار لأربع ساعات على الأقل على مسافة لا تقل عن خمسين كيلومتراً عن مركز انطلاقها، وأن يتم انطلاقها وعودتها إلى أرض غير مجهزة للطائرات، وأن تنقل حمولة نافعة من المستشعرات الإلكترونية- البصرية والأشعة تحت الحمراء، وأن تستطيع الاتصال بنظم القيادة والتحكم والاتصالات والكمبيوتر والاستخبارات C41، وقابليتها للنقل بطائرة C-130 Hercules خلال 72 ساعة من صدور الأوامر. ـ معظم الطائرات بدون طيار التي تنشرها القوات الأمريكية لا تستلزم وجود «طيار» أرضي فقط بل فصيلة من محللي الاستطلاع (نحو 19 فرداً لكل طائرة)، وطاقم صيانة، وتحتاج طائرة من طراز «بريديتور» إلى وجود نحو 168 فرداً، فيما تحتاج طائرة من طراز «ريبر» إلى 180 فرد، في حين أن طائرة مقاتلة من طراز «F-16» تحتاج نحو 100 فرد فقط، وبالتالي، فإن عدد مشغلي الطائرات بدون طيار الذين دربتهم القوات الجوية يفوق عدد الطيارين العاديين خلال العامين الماضيين. ـ على مدار العقد الماضي، تم تنفيذ نحو 95 % من هجمات الطائرات بدون طيار في باكستان وحدها.  ـ شأنها شأن معظم البرامج العسكرية الأخرى، لا تزال الولايات المتحدة الأمريكية رائدة تكنولوجيا الطائرات بدون طيار، وتشير التقديرات إلى أن الولايات المتحدة تمثل 77 % من برامج البحث والتطوير و69 % من مجال المشتريات خلال العقد المقبل، رغم ذلك، يصل عدد الدول الأخرى التي لديها قدرات في هذا المجال إلى ما بين 40 إلى 70 دولة، ويبلغ عدد برامج انتاج هذه الطائرات في العالم نحو 680 برنامج، كما تعمل الصين على تسريع برنامجها وتعمل على تطوير ما لا يقل عن 25 نوع من الطائرات بدون طيار، ومؤخراً كشفت إيران عن برنامج لإنتاج طائرات بدون طيار سمتها «سفير الموت». ـ يفتخر البنتاجون بامتلاك أسطول يضم عدد 7.500 (سبعة آلاف وخمسمائة) طائرة بدون طيار مقارنة بـ 50 فقط منذ عقد مضى، وعلى مدار العقد المقبل، يتوقع البنتاجون أن يتضاعف عدد الطائرات بدون طيار «ذات الاستخدامات المتعددة» - التي لها القدرة على القيام بعمليات تجسسية وهجومية- إلى قرابة أربعة أضعاف ما عليه الآن. وتقدر شركة «تيل جروب» الاستشارية أن حجم الإنفاق العالمي على الطائرات بدون طيار سيتضاعف خلال العقد المقبل ليرتفع من 5.9 مليار دولار إلى 11.3 مليار دولار سنوياً. في المستقبل، يتوقع أن تحوم هذه الطائرات خلف جنود المشاة لتحمي ظهورهم، وتزود بأشعة ليزر لها القدرة على اعتراض الصواريخ البالستية، والقيام بعمليات إعادة التزود بالوقود في الجو، وتنفيذ مهام قصف جوي استراتيجي، وفي ظل أن مثل هذه الطائرات ستكون أرخص ثمناً وأكثر سرعة، وأكثر تخفيّاً، وأشد فتكاً، يبدو أنها ستكون قادرة على تنفيذ عمليات تفوق الخيال البشري، لكن لا ينبغي أن ننسى أن تطورها وتقدمها لا يزال مرهوناً بقدرات البشر، وليس التكنولوجيا. 
 
عين الشبح... الطائرة الأحدث أمريكياً
في منتصف يوليو 2010 كشفت شركة بوينج الأمريكية للصناعات الجوية عن طائرة بدون طيار تعمل بوقود الهيدروجين قادرة على التحليق والطيران لمدة أربعة أيام بدون توقف، والطائرة القادرة على الطيران على ارتفاعات شاهقة، والتي اطلق عليها اسم «عين الشبح»، تستطيع أن تصل إلى ارتفاع يبلغ نحو 20 ألف متر، أو 65 ألف قدم، وتقول الشركة أن «عين الشبح» ستتمكن في آخر المطاف من القيام بمهمات تجسس واستطلاع متواصلة ولفترات طويلة، وتشير بوينج إلى أن الطائرة الجديدة تتمتع بقدرات طيران متواصل لأنها أخف، ولأنها مزودة بنظام وقود هيدروجيني فائق الفعالية، ويقول كريس هادوكس من مركز أبحاث فانتوم التابع لبوينج أن الطائرة أكثر قوة وكفاءة من طائرة الكوندور التي وصل معدل طيرانها المتواصل إلى 60 ساعة في عام 1989، أما عين الشبح فتستطيع أن تحلق لنحو 96 ساعة متواصلة، وتقول الشركة أن الطائرة مزودة بمحرك سعته 3,2 لتر، وبجهد أقصى يبلغ 150 حصاناً، أما عرض الجانحين فيصل إلى 46 متراً.
 
مركبات فضائية وأخرى للرصد الجوي
في أبريل 2010 انطلقت مركبة نموذجية يقوم الجيش الأمريكي بتجربتها لخدمة أغراض عسكرية، إلى الفضاء من ولاية فلوريدا، ويبلغ حجم المركبة X37B التي تعمل بدون طيار، ربع حجم مكوك الفضاء المعتاد، وهي مزودة بمحرك كبير في الجزء الخلفي منها لتغيير المسار، ولكن بينما يستخدم مكوك الفضاء نظاماً خلوياً للطاقة تستخدم هذه المركبة العسكرية الفضائية بطاريات تشحن من الطاقة الشمسية، بالإضافة إلى بطاريات ليثيوم أيون، أما الأهداف الكامنة وراء إطلاق المركبة وتكلفة برنامج تصنيعها وإطلاقها، فهي من الأسرار العسكرية، وفي الشهر والعام ذاته حلقت طائرة بدون طيار بنجاح فوق المحيط الهادئ، في بداية موفقة للمشروع البحثي الذي تشرف عليه وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» لدراسة الغلاف الجوي، والطائرة هي من طراز جلوبال هوك الذي يدار بالروبوت، ومصمم للبقاء في الجو على ارتفاع شاهق لفترة طويلة من الزمن، وتستخدمها ناسا لإجراء البحوث البيئية.
 
أسلحة مضادة
نظراً للتقدم الهائل في مستوى الاعتمادية على الطائرات بدون طيار في معظم الجيوش المتقدمة، كان لزاماً تطوير أسلحة مضادة لهذا النوع من الطائرات، وفي هذا الإطار نجح نظام ليزر طوره الجيش الأمريكي مؤخراً، ووصف بأنه سلاح ثوري في حروب المستقبل، في إسقاط عدد من الطائرات بدون طيار في سلسلة تجارب جرت مؤخراً، وفق تقرير. وذكرت شبكة «سي إن إن» الأمريكية أن إطلاق الليزر، ولأول مرة من على متن مركبة عسكرية مدرعة من طراز «همفي» يمثل نجاحاً فاصلاً للجيش الأمريكي للتصدي للطائرات بدون طيار، ولتطويره بغرض الاستخدام في ساحات المعارك، ويتيح تجهيز المركبة العسكرية المدرعة بليزر «أفنغر»، التي قامت «بوينج» بتطويرها، نقل الجهاز الثوري لملاحقة طائرات العدو في أكثر المناطق وعورة وإسقاطها، ويعمل «أفنغر» بأشعة الليزر تحت الحمراء بمدى قوى يبلغ عشرات الكيلواط، وهو نسخة معدلة من إحدى أسلحة أنظمة الدفاعات الجوية الأمريكية، ويأمل الجيش الأمريكي أن يتصدى «ليزر أفنغر» للطائرات الصغيرة بدون طيار UAVs، التي قد يجري تحمليها بمتفجرات أو أجهزة تجسس، يصعب إسقاطها بواسطة أنظمة الدفاعات الجوية التقليدية، وجرت التجربة المعقدة في «نيومكسيكو» وتمكن خلالها «ليزر أفنغر» من إسقاط ثلاثة من الطائرات بدون طيار بدقة متناهية، وقال غاري فيتزمير، نائب رئيس «بوينج» إن هذا النوع من الطائرات الصغيرة، أصبح يمثل خطراً متنامياً على الجيش الأمريكي في أرض المعارك، وأضاف:»ليزر أفينغر، ليس كمثيله من الأسلحة التقليدية لا يخلف أثراً قد يدل على موقعه.. هذا الجهاز قادر على تحييد تهديدات ذلك النوع من الطائرات ويحافظ على سلامة جنودنا»، وتجد ترسانة الدفاعات الجوية الأمريكية صعوبة في التصدي لهذا النوع من الطائرات الصغيرة المصنوعة من البلاستيك، نظراً لطبيعة الصواريخ الجوية المصممة لإسقاط الطائرات التقليدية، وللبرهنة على أهمية التجربة، قال خبير عسكري بارز إن الروبوتات هي التي ستقود الحروب في النزاعات العسكرية المستقبلية في القرن الحادي والعشرين، وقال بيتر دبليو. سينغر، الكاتب والعضو بمعهد بروكينز خلال كلمته أمام مؤتمر «التقنية والترفية والتصميم»، في كاليفورنيا، «بلغنا نقطة ثورية في الحروب، مثل اختراع القنبلة الذرية» .
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره