مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2014-09-01

برنامج الإمارات لاستكشاف الفضاء

يمثل برنامج استكشاف الفضاء في دولة الإمارات العربية المتحدة نقلة نوعية في مسيرة التنمية الشاملة، كما يترجم التطور الحضاري والتقني الذي وصلت إليه الدولة، وبالدرجة ذاتها يعد هذا البرنامج تحدياً تقنياً جديداً يتوقع الخبراء أن تكون نتائجه مفخرة لدولة الإمارات والعالمين العربي والإسلامي، كون هذا البرنامج يعبر عن إمكانية عبور الدول العربية والإسلامية إلى الحداثة والتطور في حال امتلكت ناصية العلم والتخطيط السليم مثلما فعلت دولة الإمارات. 
 
إعداد: التحرير
 
وتؤكد آراء الخبراء والمتخصصين أن لهذا البرنامج عائداً تنموياً وتقنياً واستراتيجياً بالغ الأهمية بالنسبة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة. لذا، فإن "درع الوطن" قد سعت في هذا الملف إلى قراءة آفاق برنامج استشراف الفضاء، وإنشاء وكالة الفضاء الإماراتية، وبدء العمل على مشروع لإرسال أول مسبار عربي وإسلامي لكوكب المريخ، وتسليط الضوء على أبعاد هذا البرنامج ونتائجه وتأثيراته الإيجابية المحتملة.
 
دخلت دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل رسمي السباق العالمي لاستكشاف الفضاء الخارجي عبر إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، في شهر يوليو 2014 عن إنشاء وكالة الفضاء الإماراتية وبدء العمل على مشروع لإرسال أول مسبار عربي وإسلامي لكوكب المريخ بقيادة فريق عمل إماراتي في رحلة استكشافية علمية تصل للكوكب الأحمر خلال السنوات السبع المقبلة، وتحديداً في عام 2021.
 
يمثل دخول دولة الإمارات العربية المتحدة مجال استكشاف الفضاء نقلة نوعية على طريق اقتصاد المعرفة الذي يمثل أهم مراحل التطور العلمي والتكنولوجي والمعرفة، وهي المرحلة التي تقوم بالأساس على البنية التحتية المبنية على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتقنية الحديثة، ولكن هذه المرة في مجال استكشاف الفضاء، والذي بات ينطوي على أهمية كبيرة للدول والمجتمعات كافة، بعد أن خرج من مرحلة البحث العلمي البحت إلى مرحلة التطبيق الفعلي، ومن سرية المعامل إلى علانية التصنيع والتطبيقات التجارية، ومن كونه مجالاً ينتمي بأغلبيته إلى المجالات العسكرية والاستراتيجية إلى مجال تحتل منه التطبيقات المدنية السلمية التي تتصل برفاهية الإنسان النصيب الأكبر.
 
لقد كان استكشاف الفضاء على الدوام، حكراً على الدول الكبرى التي تمتلك التكنولوجيا المتقدمة القادرة على الوصول إليه، إلا أن إعلان دولة الإمارات العربية المتحدة دخولها مجال استكشاف الفضاء يؤكد بصورة واضحة أنها تمتلك القدرات والخبرات التي تؤهلها لدخول هذا المجال، وفي مقدمتها الثقة بالنفس والقدرات المادية والبشرية، والتخطيط الجيد، والتفكير المستقبلي المبني على رؤى واضحة، وهذا ما أكده صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، بقوله: إن "هدفنا أن تكون دولة الإمارات العربية المتحدة ضمن الدول الكبرى في مجال علوم الفضاء قبل 2021، ثقتنا بالله كبيرة وإيماننا بأبناء الإمارات عظيم، وعزائمنا تسابق طموحاتنا وخططنا واضحة للوصول إلى أهدافنا بإذن الله تعالى".
 
الأهداف الاستراتيجية لبرنامج الإمارات لاستكشاف الفضاء
بات مجال استكشاف الفضاء عاملاً مهماً يرتبط بالتنمية والأمن والاقتصاد والرفاهية لدول العالم كافة، إذ تدخل التطبيقات الفضائية في مختلف نواحي الحياة اليومية (الاتصالات والملاحة والبث الإعلامي ومراقبة الطقس ومراقبة الكوارث الطبيعية وغيرها)، وهذا يفسر التنافس الدولي في مجال الفضاء واستخداماته المختلفة، حيث تقوم العديد من الدول بتنفيذ برامج فضائية، من خلال بناء مؤسسات متخصصة، ورصد ميزانيات ضخمة لتنفيذها، حتى إن حجم الاستثمار في القطاع الفضائي الدولي يقدر بنحو 300 مليار دولار سنوياً وفقاً لأحدث التقديرات.
 
إن برنامج الإمارات لاستكشاف الفضاء يحقق العديد من الأهداف الاستراتيجية لدولة الإمارات على المديين المنظور والبعيد، تتمثل في الأمور الآتية:
- دعم توجه الإمارات نحو اقتصاد المعرفة، حيث تهدف وكالة الفضاء الإماراتية، التي تمّ الإعلان عن إنشائها إلى دعم الاقتصاد المستدام المبني على المعرفة، والإسهام في تنوع الاقتصاد الوطني، ونشر الوعي بأهمية القطاع الفضائي. وقد أكد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان أن هدف دولة الإمارات سيكون دخول قطاع صناعات الفضاء، والاستفادة من تكنولوجيا الفضاء بما يعزز التنمية والعمل على بناء كوادر إماراتية متخصصة في هذا المجال، مضيفاً سموه: إن "هدفنا أن تكون الإمارات ضمن الدول الكبرى في مجال علوم الفضاء قبل 2021. ثقتنا بالله كبيرة، وإيماننا بأبناء الإمارات عظيم، وعزائمنا تسابق طموحاتنا، وخططنا واضحة للوصول لأهدافنا بإذن الله".
 
- بناء قاعدة من الكوادر المواطنة المتخصصة في مجال تكنولوجيا الفضاء: فلا شك أن برنامج الإمارات لاستكشاف الفضاء وما ينطوي عليه من استثمارات في مجال الفضاء وصناعة الطيران، وتشغيل الأقمار الصناعية، يمثل أحد المداخل المهمة لبناء قاعدة من الكوادر البشرية المواطنة التي تقود مشروعها للفضاء خلال السنوات المقبلة، كما أن التوجه نحو استكشاف الفضاء من شأنه تشجيع الجيل الجديد من أبناء الدولة على التوجه نحو الدراسة والتخصص في المجالات العلمية والتكنولوجية المرتبطة بالفضاء، ومن ثم العمل في القطاعات المرتبطة بها. ولعل من المؤشرات الإيجابية في هذا الشأن، أن نسبة المواطنين الإماراتيين العاملين في مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة "الياه سات" وصلت إلى 57 % من مجموع العاملين في الشركة. ولا شك في أن مشروع القمر الصناعي "الياه 3" الذي من المقرر أن ينطلق عام 2016 سيوفر المزيد من فرص العمل الجديدة، ويتيح لمجموعة مختارة من الطلاب المواطنين إمكانية الاطلاع على مراحل تصنيع القمر الصناعي الجديد بأكملها، ومن ثم حصولهم على المعارف وصقل المهارات، كما سيوفر لهم الفرصة لدعم قطاع التكنولوجيا وصناعة الطيران في الدولة. كما شارك مهندسو الإمارات في 70 % من إجمالي عمليات تصميم وبناء "دبي سات 2"، وكانت هناك بعض المهام التي أنجزت بالكامل على يد الفريق الإماراتي العامل من دبي ومن كوريا الجنوبية.
 
- تعزيز شراكة الإمارات مع العالم الخارجي، وخاصة الدول التي تمتلك خبرات وتجارب رائدة في مجال الفضاء وتكنولوجيا الصناعة المرتبطة بها، فلا شك أن أحد الأهداف التي ستقوم بها وكالة الفضاء الإماراتية هو العمل على تطوير الشراكات الدولية لتنمية القطاع الفضائي الوطني، والإسهام في نقل المعرفة في مجال تكنولوجيا الفضاء، إلى جانب تمثيل الدولة في الاتفاقات والبرامج والمحافل الدولية في مجال الفضاء واستخداماته السلمية، علاوة على دعم المؤتمرات والندوات في مجال الفضاء داخل الدولة والمشاركة فيها.
 
- قيادة العالمين العربي والإسلامي في مجال الفضاء، لدى إطلاق صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، لبرنامج استكشاف الفضاء الإماراتي، حرص سموه على التأكيد أن"المسبار الجديد سيكون أول مسبار يدخل به عالمنا العربي والإسلامي عصر استكشاف الفضاء، وسيتم إطلاق المسبار بقيادة فريق إماراتي، وهدفنا سيكون بناء قدرات علمية ومعرفية إماراتية في علوم استكشاف الفضاء الخارجي وتقديم إسهامات علمية ومعرفية جديدة للبشرية في مجال استكشاف الأجرام السماوية البعيدة، ووضع دولة الإمارات في مصاف الدول المتقدمة في مجال علوم الفضاء خلال السنوات القادمة". ولعل ما يعظم الدور الإماراتي في هذا الشأن، أن المحاولات التي جرت في العالمين العربي والإسلامي لاستكشاف الفضاء لم تحقق بعد أي إنجازات نوعية ملموسة، فمع نهاية القرن العشرين لم يكن هناك للعرب في الفضاء الخارجي سوى قمرين للبث الإذاعي والتليفزيون هما عربسات ونايلسات، ثم تبعهما قمر ثالث هو الثريا للاتصالات. وكانت هذه الأقمار الثلاثة قد تم تصنيعها وإطلاقها عن طريق جهات أجنبية. ومع مطلع القرن الحادي والعشرين اختار العرب طريقة المشاركة في إنتاج تكنولوجيا الفضاء عن طريق نقل التكنولوجيا من الدول المتقدمة. ونظراً إلى ارتفاع تكلفة التطوير فإن الشركات الدولية الكبرى تلجأ لطريقة المشاركة مع دولة نامية، ولهذا فالمأمول أن تقود الإمارات العالمين العربي والإسلامي في مجال الفضاء خلال السنوات المقبلة.
 
بنية الإمارات التقنية المتقدمة في مجال الفضاء
تمتلك دولة الإمارات العربية المتحدة بنية تقنية وتكنولوجية متقدمة تؤهلها للمنافسة العالمية في مجال الفضاء، سواء لجهة توافر الشركات الوطنية العاملة في مجال الأقمار الصناعية، أو لجهة اهتمام مؤسسات التعليم الإماراتي في السنوات الأخيرة بالعلوم الحديثة كصناعة الطيران وتكنولوجيا الفضاء أو لجهة امتلاك الدولة لبنية متطورة في مجال تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، وهذا ما يؤهلها بقوة للانخراط في مجال صناعة الفضاء، ويمكن تناول ذلك على النحو الآتي:
 
- مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة "ياه سات"، المملوكة بالكامل من قبل مبادلة، والتي تم تأسيسها في عام 2007، وجاء إنشاء هذه الشركة لتلبية الطلب المتزايد في المنطقة على خدمات الاتصالات الفضائية من قبل الهيئات الحكومية والشركات والأفراد، ولدعم طموحات أبوظبي في تعزيز مكانتها كمركز رائد للبث والاتصالات السلكية واللاسلكية. وتتضمن مسؤوليات مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة "إياست" أربع مهام رئيسية، وهي: ترويج ثقافة الأبحاث العلمية المتطورة والابتكار التقني في دبي والإمارات، وبناء قاعدة تنافس عالمية لتطوير الموارد البشرية المواطنة، والإسهام في جعل الإمارات مركزاً رائداً للعلوم والتقنية بين سائر الدول المتقدمة، وتأسيس علاقات تعاون دولية ومشاريع مشتركة مع كبرى المؤسسات الرائدة في مجالي الصناعة والأبحاث. وتولي المؤسسة مجال الفضاء أهمية كبرى ضمن برامجها الرئيسية التي تضم كذلك برامج علوم الفلك، وبرامج الطاقة، وبرامج البيئة وبحوث المياه.
 
- الخبرة في مجال إطلاق الأقمار الصناعية، حيث نجحت الإمارات خلال السنوات القليلة الماضية في إطلاق العديد من الأقمار الصناعية، حيث قامت شركة " ياه سات" بإطلاق أول قمر صناعي للشركة Y1A من محطة إيريانسبيس الفضائية في غوايانا الفرنسية في شهر إبريل 2011، ويقوم القمر بأدوار عدة، من ضمنها إيصال البث التلفزيوني وخدمات تجارية أخرى إلى أكثر من 64 دولة. أما القمر الصناعي الثاني Y1B، الذي أطلق من قاعدة بايكونور في كازاخستان بعد ذلك بعام، فيقدم خدمات النطاق العريض الفضائية بأسعار منافسة إلى 28 دولة في الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب غرب آسيا. كما يقدم كلا القمرين خدمات اتصالات فضائية آمنة ومتكاملة للقوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة. وأعلنت شركة الياه سات عن عزمها إطلاق قمرها الصناعي الثالث "الياه 3" خلال العام 2016، وتهدف الشركة إلى توسيع نطاق خدماتها التجارية المتمثلة بخدمة الإنترنت (نطاق Ka) لتشمل تغطيتها 17 دولة إضافية و600 مليون مستخدم للإنترنت، وستحتل الياه سات موقع ثامن مزود لخدمات الإنترنت من حيث العائدات على مستوى العالم. وإضافة إلى ما سبق، فقد تم إطلاق القمر الصناعي دبي سات 1 الذي يعتبر نقطة محورية إذ أنه أول قمر صناعي للاستشعار عن بعد تمتلكه هيئة محلية بالكامل. ويأتي ذلك نتيجة عمل دام ثلاث سنوات وثمرة تعاون بين مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة وشركة ساتريك إنيشيتيف من كوريا الجنوبية والهادف إلى إطلاق برنامج نقل المعرفة العلمية وتعزيزها لتلبية حاجة دبي والإمارات العربية المتحدة في هذا الصدد. 
 
ويعتبر هذا الإطلاق من بين الخطوات الأساسية التي سوف تجعل من الدولة رائدة إقليمياً في مجال التطور العلمي. وتمتلك مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة برنامج تطوير القمر الصناعي بالكامل، وتمتلك جميع عناصره وأصوله بما في ذلك القمر الصناعي نفسه، والتقنيات في المحطات الأرضية المستخدمة لمراقبة عمل القمر الصناعي، إضافة إلى الصور التي يلتقطها النظام وقدرات التقاط الصور. وسمح هذا المشروع السباق للدولة أن تلعب دوراً فعّالاً وأن تَبرُز على الساحة الدولية باستخدامها القمر الصناعي للمشاركة في عدد من مهمات الإغاثة للناجين من الكوارث في عدة بلدان من العالم. ووفر القمر الصناعي دبي سات 1، من خلال الصور التي التقطها، الدعم لمساعي الإغاثة في عدد من المواقع المنكوبة حول العالم، بما في ذلك عام 2011 بعد التسونامي الذي ضرب اليابان والفيضانات في الباكستان وانهيار المنجم في التشيلي عام 2010. كما يسهم القمر الصناعي في التطور اليومي في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة بشكل أوسع من خلال استخدام برمجيات التصوير (proprietary imaging software) التي طورها مهندسو مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة لتسليط الضوء على جودة المياه في بحارنا والمساعدة في التخطيط المدني ومراقبة التطورات الطبيعية .
 
كما تم إطلاق (دبي سات 2) وهو القمر الصناعي الثاني الذي نجحت مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة في تصميمه وبنائه وإطلاقه في نوفمبر الماضي 2013. مما يسلط الضوء على التقدم الذي تحرزه دولة الإمارات العربية المتحدة على مسار اكتساب الريادة في تقنية الفضاء. وبفضل تطوير هذا القمر الصناعي لمراقبة الأرض تكون دولة الإمارات العربية المتحدة، ولأول مرة، امتلكت الملكية الفكرية لتقنية خاصة بالفضاء، ويشكل ذلك إنجازاً وطنياً آخر. ويتمثل الهدف الأساسي لـ"دبي سات 2" في توفير بيانات على شكل صور بصرية إلكترونية للدولة وغيرها من المواقع الجغرافية، والتي يمكن استخدامها تجارياً في مختلف الوزارات والمؤسسات الحكومية ضمن استراتيجية الدولة للتحول نحو الحكومة الإلكترونية والذكية من خلال استخدام تطبيقات تقنية المعلومات والاتصالات في مختلف الجهات الحكومية، بما يضمن تعزيز إمكانيات البنية التحتية المشتركة للجهات الحكومية الاتحادية، ورفع جاهزية التحول الإلكتروني للخدمات التي تقدمها الحكومة للمتعاملين، بما يتضمن توفير خدمات حكومية متطورة وفعالة، يمكن الحصول عليها بسهولة وعلى مدار الساعة.
 
- امتلاك بنية تحتية في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، تمتلك دولة الإمارات العربية المتحدة بنية تحتية متطورة في مجال تقنية المعلومات والاتصالات، ليس على مستوى المنطقة فحسب، ولكن على مستوى العالم ككل، وبخاصة فيما يتعلق بالنطاق العريض للإنترنت حيث تشير دراسة أجرتها شركة سيسكو عام 2010 إلى أن جودة النطاق العريض في الإمارات من بين العشر الأعلى في العالم. وطبقاً لتقرير التنافسية العالمي لقطاع تقنية المعلومات Global Information Technology Report 2010/2011 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، تحتل دولة الإمارات العربية المتحدة المركز الأول عربياً والرابع والعشرين عالمياً في استخدام تقنيات المعلومات والاتصالات لتعزيز القدرة التنافسية والتنمية، وهو ما يؤكد الأهمية التي توليها حكومة دولة الإمارات لقطاع تقنية المعلومات والاتصالات في تحقيق التنوع الاقتصادي.
 
برامج استكشاف الفضاء عالميا وعربياً 
برزت خلال العقود الخمسة الماضية العديد من تجارب الفضاء الرائدة في العالم المتقدم والدول النامية، بعد أن أصبح مجال استكشاف الفضاء ينطوي على مردودات تنموية واقتصادية وتقنية، تتجاوز بكثير حالة التنافس التي ارتبطت بين القوتين العظميين إبان فترة الحرب الباردة في مجال الفضاء. وهذا ما شجع العديد من دول العالم بأن يكون لها برامج فضاء وحتى وكالات فضاء. وقد نشطت كل من الصين والهند والبرازيل وماليزيا في هذا الاتجاه، كما سعت بعض الدول العربية إلى الدخول في هذا المجال، وقطعت فيه بعض الخطوات، وفيما يلي عرض لأهم التجارب الدولية والعربية في هذا المجال:
 
التجارب الدولية
- برنامج الفضاء الأمريكي: انطلق برنامج الفضاء الأمريكي بمهمة أبولو الناجحة في الوصول إلى القمر خلال ستينيات القرن الماضي، وكان الإطار الناظم له المنافسة المحتدمة مع الاتحاد السوفييتي لإثبات القدرة العلمية أولاً، ثم السيطرة على الفضاء ثانياً. وفي ستينيات القرن الماضي، سارع الرئيس جون كينيدي إلى تأسيس برنامج الفضاء الأمريكي، معلناً في خطاب شهير أمام الكونجرس بأن أمريكا سترسل بعثة إلى الفضاء يقودها إنسان في السنوات الأخيرة للستينيات، وهو ما قوبل بحماس شديد في الكونجرس بالنظر إلى سباق التنافس الأيديولوجي السائد وقتئذ، لتُخصص له أموال طائلة ساهمت في إنجاح المشروع الأمريكي ووضع الولايات المتحدة على خريطة الفضاء العالمية.
 
- برنامج الفضاء الروسي: وهذا يرجع بالأساس إلى الاتحاد السوفييتي السابق الذي كان له السبق في غزو الفضاء بإرساله إلى المدار حول الأرض قمراً صناعياً في عام 1957، ثم في عام 1961 حقق الاتحاد السوفييتي اختراقاً حقيقياً بإرساله لأول إنسان إلى الفضاء، وتعتبر روسيا الآن من أصحاب التجارب الرائدة في مجال الفضاء. وقد تفوق البرنامج الفضائي الروسي الذي أقيم على أساس استغلال الفضاء من أجل تحقيق أقصى فائدة ممكنة في جميع المجالات خاصة العسكرية بما يضمن التفوق على الساحة الدولية.
 
وقد اعتمد هذا البرنامج على أركان عدة، لعل أهمها الأقمار الصناعية لأداء العديد من المهام الحيوية في الفضاء الخارجي، سواء للأغراض العسكرية أو المدنية، مثل: تأمين عمليات التصوير الفوتوغرافي والإلكتروني، والإنذار المبكر، واكتشاف التفجيرات النووية، وتعد موسكو أول من امتلك هذه الأقمار في العالم منذ تمكنت من إطلاق (سبوتنيك - 1) في الرابع من أكتوبر عام 1957.كما شكلت المحطات الفضائية المزودة بالأطقم البشرية العنصر المميز في برنامج الفضاء الروسي الذي اكتنف نشاطه الغموض، ربما لأنه يعكس التفوق السوفييتي في مجالات تكنولوجيا الفضاء، خاصة أنها كانت تشكل خطوة مهمة للروس للاستعداد للوصول للمريخ.
 
- برنامج الفضاء الصيني: في إبريل عام 1958، بدأت الصين بناء أول منظومة لإطلاق الصاروخ الحامل إلى الفضاء، وفي عام 2007 أطلقت بنجاح أول قمر صناعي لاستكشاف القمر" تشانجاه 1". وبحلول عام 2020 يسعى فرع الجيش الصيني، المسؤول عن العمليات الفضائية، إلى إقامة محطة فضائية بحجم محطة مير الفضائية السوفييتية السابقة، بحيث تكون مأهولة بالبشر بشكل دائم. وقد تفوقت الصين بالفعل في تكنولوجيا الفضاء على أوروبا، وباتت ثالث دولة قادرة على نقل البشر إلى الفضاء في العالم بعد روسيا والولايات المتحدة. ولكن بعد إنهاء وكالة الفضاء الأمريكية ناسا لبرنامج رحلاتها المكوكية لن يكون للولايات المتحدة إمكانية إرسال روادها إلى الفضاء إلا بعد ثلاث سنوات على أقل تقدير.
 
- برنامج الفضاء الهندي: يعود برنامج الفضاء الهندي إلى بداية ستينيات القرن الماضي، عندما بدأت تصنيع أقمارها الصناعية وصواريخها، ومن بينها مركبة إطلاق الأقمار الصناعية القطبية، لتقليص اعتمادها على الدول الأخرى. وباتت منذ ذلك الحين لاعباً رئيساً في سوق الفضاء، بإرسال ما يربو على 50 قمراً صناعياً رابحة نحو عشرة مليارات روبية في العام 2011-2010 ارتفاعاً من 8.8 مليار روبية في العام السابق. وبدأ برنامج الفضاء الهندي بإطلاق أقمار صناعية محلية الصنع، وتسارع نحو تحسين اتصالات الأقمار وتطبيقات الاستشعار عن بعد لإدارة كل شيء من أحزمة الغابات إلى أنظمة التحذير المبكر للأعاصير. وعندما ضرب إعصار ضخم الشهر الماضي الساحل الشرقي، تم إنقاذ آلاف الأرواح بسبب التحذير المبكر من شدة الإعصار. غير أن الهند أصبحت تركز أخيراً على استكشاف الفضاء الذي عززه اكتشاف المسبار القمري لدليل على وجود مياه في عام 2009.
 
ويمثل برنامج الهند الفضائي أهمية كبرى لتطبيقات التنمية، وأيضاً لوضع الهند بين الدول الغازية للفضاء، لكن برغم وفرة البيانات المتوافرة عبر الأقمار الصناعية الهندية، فإن نحو 90 % من الصور المرسلة لا تتم الاستفادة منها. وكثير من هذه الصور ضرورية لكل من الحكومة والقطاع الخاص، ولاسيما من أجل تنمية البنية التحتية مثل الطرق والمطارات وتخطيط المدن. وقد تم تأجيل مشروع عمل خرائط للأراضي غير المأهولة، الذي دشنته وكالة الفضاء الهندية، لمدة 14 عاماً. ولا يوجد شك في بزوغ الهند كدولة كبرى في استكشاف الفضاء، وتفعل ذلك باستخدام تكنولوجيا طورها علماء هنود، وبرغم ذلك انتقد بعض السياسيين الحكومة بسبب بعثة المريخ التي اعتبروها مجرد "إطلاق من أجل السمعة"، قائلين إنه لا حاجة لدولة مثل الهند يعيش بعض سكانها تحت خط الفقر إلى إنفاق 75 مليون دولار على رحلة إلى الفضاء. لكن أكثرهم يرون أنه كي تصل الهند إلى المستوى الثاني من التطور، فلابد من إنفاق المزيد على البعثات إلى الفضاء.
 
- التجربة الماليزية: أنشأت ماليزيا أيضاً مركز ماليزيا للفضاء الدولي MIAC في عام 2005، وذلك تمشياً مع استراتيجيات تعزيز القدرات العسكرية والتجارية المتنامية إضافة إلى شركات الطيران وسوق الخدمات الجوية والشركات القطاع الخاص. ويهدف تحويل مطار السلطان عبدالعزيز شاه، في منطقة سوبانج إلى حديقة استثمارية دولية إلى تعزيز المساهمة الاقتصادية لصناعة الفضاء في الاقتصاد الماليزي. وتستعد ماليزيا لتأهيل 16 ألف مهندس وفني بحلول عام 2020 لتلبية النمو الاستثنائي وإمكانات تنمية واسعة لصناعة الطيران في البلاد.
وفي الوقت نفسه تسعى ماليزيا لتصبح لاعباً رئيسياً عالميا في صناعة الفضاء عبر برنامجها للتحول الاقتصادي الفعال بحلول عام 2015، وقد سجل الأداء العام للصناعة الماليزية عام 2012 نمواً نسبته 4.9 % مقارنة بعام 2011 فيما تساهم بنحو 23.3 % من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد. وأسهمت صناعة الفضاء بدخل مادي بلغ نحو 9.9 مليارات دولار أمريكي، وذلك عبر التوسع في الأعمال التجارية المرتبطة بصناعة ومستلزمات الفضاء إضافة إلى التنمية الإيجابية للأعمال الجانبية للمطارات. وخلال 2012، بلغت قيمة صادرات ماليزيا نحو 2.2 مليار رنجيت ماليزي، تتعلق أساساً بالطائرات والمواد وقطع الغيار الخام.
 
- التجربة البرازيلية: تعتبر أكثر برامج الفضاء تقدماً في أمريكا اللاتينيـــة، وبدأت عام 1964، وتم إطـــلاق قمرين صناعييــن للاتصــالات Embratel في فبرايــــر 1985 وSBTS في مارس 1986 بالتعاون مع فرنسا. وتم إطلاق أول قمر صناعي SCD-1 تصنيع برازيلي بشكل كامل في 9 فبرايـــر 1993 لأخذ أرصــاد عن البيئـــة (القمر الأخضر). وأطلــــق ثــاني قمــــر صنـــاعي SCD-2 تصنيع برازيلي بشكل كامل في 22 أكتوبر 1998 بصاروخ Pegasus من طائرة أمريكية تابعة لوكالة ناسا. وتم توقيع اتفاقية تعاون مشترك ما بين معهد البرازيل لبحوث الفضاء INPE ووكالة الفضاء الصينية لتصنيع قمرين صناعيين للاستشعار عن بعد، وإطلاقهما بالصاروخ Long March الصيني.وقد أطلق القمر الأول في مايو 1997 بتكلفة 150 مليون دولار أمريكي. ونجحت في تطوير مجموعة صواريخ لاستخدامها في قذف أقمار صناعية للفضاء الخارجي Sonda I, II, III, IV بتكلفة 470 مليون دولار أمريكي تابعة لمؤسسة CLA البرازيلية.
 
تجارب الدول العربية 
في مطلع القرن الحادي والعشرين دخل العالم العربي مجال الفضاء، وكانت هناك ثلاث تجارب مهمة في هذا الشأن، هي:
 
- برنامج الفضاء المصري: وهو البرنامج الذي تبناه مجلس بحوث الفضاء بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا والهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء بالقاهرة بالمشاركة مع أوكرانيا في تصميم وتصنيع قمر صناعي من النوع ميكروستاليت للاستخدامات السلمية في مجال الاستشعار عن بعد EgyptSat-1  والذي تم إطلاقه بصاروخ روسي في المطار الفضائي بكازاخستان في إبريل 2007 بنجاح. ولقد تم الحصول على صور دقيقة وواضحة من هذا القمر لأجزاء مختلفة لمصر. وتم إطلاق القمر الصناعي الثاني مصر سات  - 2 عام 2012، فيما يجري العمل حالياً لإطلاق القمر الثالث المسمى Desert Sat لإطلاقه في عام 2017.
 
- برنامج الفضاء الجزائري: وهو البرنامج الذي تنفذه الهيئة القومية لعلوم وتكنولوجيا الفضاء الجزائرية بالمشاركـة مع مركز بحوث الفضاء بجامعة سيري البريطانية لتصميم وتصنيع قمر صناعي ميكروستاليت Alger Sat-1 والذي تم إطلاقه في أكتوبر 2002 للأغراض العلمية ثم تبعه قمران آخران من النوع نفسه.
 
- برنامج الفضاء السعودي: وهـو البرنـامج الذي ينفذه معهد بحوث الفضاء بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنيـة بالريـاض بالمشـاركـة مع روسيا. وقد تم إطلاق القمر الصناعي الثاني Saudi 2 في 17 إبريل 2007 على الصاروخ الروسي نفـسه الذي حمل "مصر سات 1" إلى الفضاء الخارجي. و"سعودي 2" هو قمر ميكروستاليت للاستشعار عن بعد للأغراض السلمية، بجانب أن السعودية أطلقت في اليوم ذاته على الصاروخ نفسه خمسة أقمار صناعية صغيرة لأغراض علمية بحثية.
 
الإمارات وتجارب الفضاء الدولية
تقدم مختلف التجارب الدولية والإقليمية والعربية في مجال استكشاف الفضاء العديد من الدروس والدلالات المهمة، والتي يمكن لدولة الإمارات العربية المتحدة الاستفادة منها، ولعل أبرزها في هذا الشأن:
1- ضرورة الاستثمار في مجال الصناعات الفضائية، ووضع خطط استراتيجية طويلة المدى في هذا المجال، كما فعلت كل من الهند وماليزيا والبرازيل.
2- ضرورة الاستفادة من الخبرات الدولية، وتعزيز الشراكة مع أصحاب التجارب الرائدة في هذا الشأن، لأنه لا يمكن لأي دولة أن تحقق أي تطور في هذا المجال بمفردها في البداية، وهذا ما تؤكده مختلف التجارب الدولية، فالبرازيل استفادت من الخبرة الصينية، والصين استفادت من الخبرة الألمانية، والولايات المتحدة اعتمدت على الخبرة الروسية، فبتقاعد برنامج الرحلات المكوكية الأمريكية إلى الفضاء وخروجه من الخدمة، أصبح رواد الفضاء الأمريكيون يعتمدون في مهماتهم الفضائية على الصواريخ الروسية التي تقلهم إلى محطة الفضاء المقامة بشراكة أمريكية روسية.
3- ضرورة الاعتماد على كوادر بشرية مواطنة بالأساس، لأن برنامج استكشاف القضاء يندرج ضمن التخصصات النوعية التي ترتبط بالأمن القومي للدولة، ولا يمكن الاستعانة بعناصر أخرى في المشاركة فيه، هذا ما تقدمه تجربة كل من الصين والهند وماليزيا.
4- ضرورة تخصيص ميزانيات سنوية واضحة لتمويل الأبحاث والمشروعات المرتبطة بالفضاء.
5 -تعميق الاستفادة من تقنيات الفضاء بما يخدم المجتمع ويؤثر فيه، فقد استخدمت الهند مثلاً أعلى التقنيات وأكثرها تقدماً لتحقيق الرخاء والتنمية للشعب، الأمر الذي يكفل المشاركة الكاملة والدعم الشعبي لهذه البرامج ويكفل لها الاستمرار.
العائد الاقتصادي والتقني المتوقع لبرنامج استكشاف الفضاء الإماراتي 
 
لا شك في أن التقدم العلمي في تكنولوجيا الفضاء والطيران يعتبر من أهم التطورات التي حدثت خلال العقود الأخيرة، لما نتج عنها من عوائد اقتصادية واجتماعية، وما حققه من دفع للتطور في محاور وتطبيقات واستخدامات متعددة مدنية وعسكرية. وعلى هذا، فإن برنامج الإمارات لاستكشاف الإمارات ينطوي على مردود تقني وتنموي واستراتيجي بالغ الأهمية، وذلك على النحو الآتي:
 
- توجيه برنامج استكشاف الفضاء لمواجهة بعض المشكلات التي ترتبط بقضايا التنمية ورفاهية الإنسان الإماراتي، مثل مشكلة نقص المياه، حيث يمكن لهذا البرنامج اكتشاف المياه الجوفية في بعض إمارات الدولة ومناطقها، حيث تظهر الصور المأخوذة بالأقمار الصناعية كثيراً مما تخفيه الأرض؛ إذ أمكن تصوير مساحات شاسعة، وتبين وجود مخازن طبيعية للمياه الجوفية والمعادن والبترول في أماكن متعددة من العالم، وكان اكتشاف هذه الأماكن يتطلب مسحاً وبحوثاً عالية التكلفة. وهذا أمر يمثل أهمية كبيرة لدولة الإمارات. كما تقوم الأقمار الصناعية الخاصة بالأرصاد الجوية بتصوير السحب والأعاصير وبث الصور إلى الأرض لتحليلها، حيث يمكن معرفة الأحوال الجوية لمدة طويلة تصل إلى 3 أيام.
 
وبذلك يمكن التقليل من الخسائر التي يمكن أن تقع نتيجة حدوث تغيرات مفاجئة في الجو، ليس هذا وحسب، بل تحقيق عوائد اقتصادية جراء ذلك، فلقد تبين أن 5000 مليون دولار، تجنيه أمريكا سنوياً عن طريق حماية محاصيلها الزراعية، من الأعاصير المدمرة وموجات الصقيع القاتلة، وتدفق الرياح الحارة، وذلك بعد الصور التي توجهها الأقمار الصناعية التي خصصت لمراقبة تغيرات الطقس. كذلك تحقق الولايات المتحدة الأمريكية وفراً قدره 500 مليون دولار، جراء إخماد الحرائق التي تشب في الغابات بمختلف الولايات الأمريكية، وذلك فور اشتعالها، بعد أن تكون الأقمار الصناعية المخصصة لذلك، قد أصدرت الإنذار اللازم حولها.
 
- التنبؤ بالأزمات والكوارث الطبيعية، ومن ثم العمل على احتواء آثارها، وذلك عن طريق مراقبة التحركات والظواهر الغريبة بواسطة الأقمار الصناعية، وهذا أمر ينطوي على أهمية لدولة الإمارات كونها تقع بالقرب من بعض المناطق التي تشهد نشاط زلزالي واضح كإيران وباكستان. وقد قدر أن ما لا يقل عن 700 مليون دولار يتم توفيرها سنوياً في روسيا، عن طريق اتخاذ الاحتياطيات لمواجهة الإنذارات التي تصدرها الأقمار الصناعية، حول تقلبات الطقس العنيفة التي تنزل بالطائرات والمزروعات والمراكز الصناعية والتجارية.
 
- الإسهام في تنويع مصادر الدخل القومي لدولة الإمارات العربية المتحدة، فلا شك في أن الدخول في مجال الفضاء، كما سبق الإشارة، يمثل مرحلة مهمة في تحول الدولة نحو اقتصاد المعرفة، وهي المرحلة التي تنطوي على عوائد تنموية واستراتيجية على المدى البعيد، وهذا ما تقدمه التجارب الدولية والإقليمية في مجال استكشاف الفضاء، فالدول الصناعية والدول المتقدمة التي قامت بالاتفاق الأولي على البحوث والتطوير تجني الثمار الاقتصادية من المكاسب المادية والتوظف وذلك بالتصنيع لحساب الغير، وأيضاً تكتسب النمو في المهارات والنمو الاجتماعي المصاحب للاستمرار في التطوير التكنولوجي والمعرفي، وكذلك فإنها تجني ثمار التقدم للعلمي والعسكري في الجوانب التي لا تعرض للبيع.
 
كما أن التغيرات التكنولوجية التي حدثت نتيجة للثورة العلمية التكنولوجية أدت إلى تطوير المعرفة من خلال ما وفرته من معلومات في مختلف المجالات، وسهلت من انتقال هذه المعرفة أيضاً، سواء عن طريق التكنولوجيات الحديثة الخاصة بنقل المعلومات، كما أنها أثرت في التنمية البشرية بما حققته من إنجازات في مجالات الصحة، والزراعة، والاتصالات، والتعليم، والتصنيع. بالإضافة إلى ذلك فقد حققت مكاسب إنتاجية في مختلف المجالات مثل الزراعة، الصناعة، التجارة مما كان له دور فعال في النمو الاقتصادي، وهذا يمثل أحد الأهداف الاستراتيجية البعيدة المدى التي تسعى إليها دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال برنامجها لاستكشاف الفضاء.
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-02-26 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره