مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2014-04-01

تفتح آفاقاً جديدة للسياسة الخارجية الإماراتية

لا شك في أن الجولة الآسيوية التي قام بها خلال شهر فبراير الماضي، الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والتي شملت كلاً من كوريا الجنوبية واليابان تعزز توجه السياسة الخارجية الإماراتية نحو تمتين العلاقات الاستراتيجية مع القوى الآسيوية الفاعلة، وذلك في إطار إقامة علاقات متوازنة مع القوى الكبرى في العالم، كما تعكس هذه الجولة أيضاً ما تتمتع به السياسة الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة من فاعلية وقدرة على تنويع مسارات التحرك الخارجي، وبما يحقق المصالح الوطنية للدولة على المستويات كافة. 
 
إعداد: التحرير
 
ولقد أكدت الجولة أن سمو ولي عهد أبوظبي قيادة استثنائية بما يمتلك من رؤية استراتيجية ذات حس إنساني عالٍ، ومصداقية كبيرة، نابعة من رصيد هائل من الإنجازات على المستويين الوطني والعالمي، بل إن فكر سموه يمثل مشروعاً ثقافياً إنسانياً نهضوياً تتجلى نتائجه على الساحة المحلية، وعلى المستويين الإقليمي والدولي، كما يقدم نموذجاً فريداً للقيادة التي تتفاعل مع شعبها، كل ما يشغلها هو مصلحة المواطنين الإماراتيين في الداخل والخارج، والعمل على إعلاء شأن دولة الإمارات العربية المتحدة، والارتقاء بمكانتها على خريطة الدول المتقدمة.
 
إذا كان أحد الثوابت المهمة للسياسة الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة يتمثل في تنويع خيارات التحرك السياسي والاستراتيجي دولياً، والعمل باستمرار على توسيع نطاق هذه التحركات لتعكس انفتاح دولة الإمارات العربية المتحدة وانخراطها في الاقتصاد العالمي ومنظومات التعاون الدولي، فإن جولة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، التي شملت كلاً من اليابان وكوريا الجنوبية تؤكد هذا التوجه وتعززه، وخاصة أن الدولتين تعتبران من القوى الاقتصادية المؤثرة في العالم. ولذا، فإن هذه الجولة تستمد أهميتها، ليس من كونها تستهدف تعزيز أوجه التعاون مع اليابان وكوريا الجنوبية وتعزيز الشراكة معهما في العديد من المجالات فقط، وإنما لأنها تشكل فرصة لتبادل الآراء حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية التي تهم الدول الثلاث في جميع المجالات أيضاً، بحكم الترابط بين السياسة والاقتصاد في العلاقات الدولية. كما تشير مختلف الشواهد إلى أن هذه الجولة الآسيوية تعزز توجه دولة الإمارات العربية المتحدة شرقاً، والانفتاح على القوى الإقليمية الآسيوية المؤثرة كالصين والهند وكوريا الجنوبية، وتعزيز العلاقات معها في المجالات كافة، وهذا التوجه يعكس إحدى السمات المهمة للسياسة الخارجية الإماراتية، وهي التوازن في العلاقات الدولية، بمعنى تعدد وتنوع خيارات ومسارات التحرك الخارجي وعدم حصرها في منطقة دون أخرى، وهذا ما أنتج علاقات إماراتية قوية وفاعلة مع دول أوروبا وأمريكا وإفريقيا وآسيا في آنٍ واحد، دون أن تكون العلاقة مع منطقة ما على حساب العلاقة مع منطقة أخرى، أو أن تكون العلاقة مع طرف دولي أو إقليمي على حساب العلاقة مع طرف آخر، وبفضل هذه السياسة استطاعت دولة الإمارات العربية المتحدة أن تقيم علاقات متميزة مع العديد من دول العالم في مختلف القارات، الأمر الذي أسهم في تعزيز مكانتها في العالم أجمع.
 
كما تعبر هذه الجولة عن جانب مهم وهدف رئيسي للسياسة الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وهو خدمة أهداف التنمية الشاملة والمستدامة في الداخل؛ لأن السياسة الخارجية التي تنفتح على جميع دول العالم وعلى النماذج والتجارب الاقتصادية المختلفة تشكل داعماً قوياً للاقتصاد الوطني ولخطط التنمية في الداخل، بما تهيئه من ظروف مناسبة للعمل والإنجاز والتقدم، وبما تنسجه من خيوط تعاون وصداقه وتفاهم مع دول العالم المختلفة، وبما تبنيه من ثقة في استقرارها وأمنها، ومصداقية لسياساتها وخططها واستراتيجياتها. ولا شك في أن اليابان وكوريا الجنوبية تمثلان تجربة تنموية ثرية يمكن الاستفادة منها في دعم الاقتصاد الوطني، وخاصة في قطاعات الصناعة والطاقة النووية والتكنولوجيا المتقدمة، وهي القطاعات التي باتت تمثل أولوية لدولة الإمارات العربية المتحدة في السنوات الأخيرة، في إطار سعيها إلى بناء اقتصاد مستدام قائم على المعرفة.
 
 الأبعاد الاستراتيجية للجولة
- تعميق التوجه الإماراتي نحو آسيا: لا شك في أن الجولة الآسيوية التي قام بها الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وشملت كلاً من اليابان وجمهورية كوريا الجنوبية، تعبر عن حيوية السياسة الخارجية الإماراتية وما تتميز به من قدرة على التحرك الفاعل تجاه القوى المهمة على المستويين الإقليمي والعالمي، ولذلك فإنها أسهمت في إحداث نقلة نوعية في علاقة دولة الإمارات العربية المتحدة مع البلدين، وعززت من توجهها نحو القارة الآسيوية بصفة عامة، وهو التوجه الذي يحظى بأهمية كبيرة في رؤية السياسة الخارجية الإماراتية للعلاقة مع دول العالم ومناطقه المختلفة.
 
 -تعزيز الانفتاح على التجارب التنموية الناجحة والاستفادة منها: لقد عززت الزيارة الناجحة التي قام بها الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لكل من دولتي اليابان وكوريا الجنوبية، من واقع الشراكتين الاستراتيجية والاقتصادية مع دولة الإمارات العربية المتحدة، وأكدت بُعْدَ نظر القيادة الرشيدة برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ورؤيتها العميقة بشأن توجيه مسارات السياسة الخارجية وتحديد أولويات تحركها تجاه المناطق والقوى المختلفة على المستويين الإقليمي والعالمي. لقد أكد الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خلال هذه الزيارة، حرص دولة الإمارات العربية المتحدة على تعزيز علاقاتها مع الدولتين وإقامة شراكات استراتيجية واقتصادية معهما، وبما يحقق مصالح الدول الثلاث، وشعوبها في الرخاء والازدهار، وهذا يعبر بوضوح عن أحد الجوانب المهمة في السياسة الخارجية الإماراتية، وهو الانفتاح على تجارب وخبرات التنمية الناجحة في العالم، والاستفادة منها في دعم الاقتصاد الإماراتي، وتعزيز مكانة الإمارات في الاقتصاد العالمي في السنوات المقبلة وأن تزاحم أفضل دول العالم وفقاً لرؤيتها الوطنية المتجسدة في "رؤية الإمارات 2021"، والتي تستهدف تعزيز انفتاح الإمارات على العالم الخارجي، وأن تبحث عن موطئ قدم في كل ما يعود بالنفع على اقتصاد الإمارات لخدمة أبنائها وسعياً نحو إسعاد شعبها.
 
- تنويع مسارات التحرك الخارجي من أجل تحقيق التوازن في العلاقات مع العالم الخارجي: تعتمد دولة الإمارات العربية المتحدة في سعيها لتنويع خيارات تحركها الخارجي وتوسيعه، على مبدأ التوازن، وتحرص على تنويع تحركاتها تجاه الشرق والغرب والشمال والجنوب ضمن إطار قوي من المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، من دون أن يكون التحرك تجاه منطقة أو قوة إقليمية أو عالمية على حساب منطقة أو قوة أخرى؛ لأنها مهتمة بإقامة علاقات إيجابية مع الجميع، وبوصلتها في ذلك أن يصب أي تحرك في خدمة مشروعاتها التنموية في الداخل، ويعود بالنفع على شعبها ويسهم في تحقيق الاستقرار والسلام والأمن على المستويين الإقليمي والعالمي. واستطاعت دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال هذا المبدأ، أن تكتسب الاحترام والتقدير في العالم كله، وتحظى بحضور فاعل ومؤثر في الساحة العالمية، وتصبح طرفاً مقبولاً من الجميع في مجالات التعاون السياسي أو الاقتصادي.
 
ولا شك في أن تنويع خيارات السياسة الخارجية الإماراتية، التي كرسته الجولة الآسيوية للفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، يحقق مجموعة من الفوائد المهمة التي تصب في دعم المصلحة الوطنية للدولة: أولها، تعظيم قدرة دولة الإمارات العربية المتحدة على إقامة علاقات قوية وفاعلة مع معظم دول العالم في مختلف القارات، بالإضافة إلى زيادة القدرة على اكتساب أصدقاء جدد. وثانيها، إتاحة خيارات عديدة ومختلفة للتعامل مع البيئة الإقليمية والدولية التي تتسم بالسيولة والضبابية وعدم اليقين ويبدو مستقبلها مفتوحاً على سيناريوهات عديدة تطرح تحديات لا بدّ من الاستعداد لمواجهتها والتعامل معها، وفرصاً من المهم امتلاك القدرة على استثمارها والاستفادة منها. وثالثها، أن تنويع الخيارات في العلاقات الدولية والسياسات الخارجية للدول بشكل عام، عنصر مهم وأساسي في الحفاظ على استقلال الدول وقرارها السيادي وتعزيز قدرتها على المناورة ومواجهة الضغوط النابعة من البيئة الدولية.
 
الأبعاد الاقتصادية للجولة
 - الاستفادة من التجارب التنموية العالمية في دعم الاقتصاد الوطني: تحرص الإمارات على إقامة شراكات اقتصادية واستراتيجية مع القوى الكبرى والصاعدة في مختلف قارات العالم، كما تولي تعزيز علاقاتها مع التجمعات الاقتصادية المهمة على المستويين الإقليمي والدولي اهتماماً كبيراً، ليس لأن ذلك يسهم في دعم الاقتصاد الوطني في كل المجالات فقط، بل لأنه أصبح ضرورة لمواكبة التحولات التي يشهدها الاقتصاد العالمي أيضاً، وطبيعة التفاعلات على ساحته التي تسيطر عليها التكتلات الاقتصادية الكبرى التي تفرض على جميع دول العالم الدخول في شراكات فيما بينها للتعامل بكفاءة مع مثل هذه التحولات، وتوظيفها لخدمة مصالحها الوطنية.
 
وإذا كانت السياسة الخارجية امتداداً للسياسة الداخلية، فالهدف النهائي من ممارسة النشاط الخارجي هو خدمة أهداف الداخل وقضاياه، أو بصيغة أخرى، فإن التحرك الخارجي يتم توظيفه لخدمة أهداف التنمية والتطوير والاستقرار وتأمين المصالح القومية الحيوية. وفي هذا الإطار يمكن القول إن جولة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الآسيوية جسدت بوضوح حرص دولة الإمارات العربية المتحدة على الاطلاع على تجارب التنمية الناجحة وخبراتها في العالم، والاستفادة منها في دعم الاقتصاد الوطني وخطط التنمية في الداخل. فقد عززت من واقع الشراكتين الاستراتيجية والاقتصادية مع دولة الإمارات العربية المتحدة، وأكدت بُعْدَ نظر القيادة الرشيدة برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ورؤيتها العميقة بشأن توجيه مسارات السياسة الخارجية وتحديد أولويات تحركها تجاه المناطق والقوى المختلفة على المستويين الإقليمي والعالمي.
 
دولة اليابان وجمهورية كوريا تعدان في الوقت الراهن من الاقتصادات الواعدة التي لها باع طويل في الصناعات التكنولوجية والمتقدمة، وهو ما يؤهلهما لاحتلال مركز متقدم في أولويات العمل الاقتصادي والتجاري المشترك مع دولة الإمارات الذي يضم شركات وطنية تشكل ثقلاً كبيراً في السوق المحلي نحو تعزيز التعاون، والذي يأتي ضمن التوجهات الحكومية بتطوير البنية التحتية الاقتصادية للدولة والاستفادة من خبرات بعض الدول المتقدمة.
 
تعزيز الشراكة الشاملة مع اليابان
لقد وصف الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة واليابان بأنها نموذج للعلاقات المتطورة باستمرار، وأعرب سموه عن تطلعه للانتقال بالعلاقات بين البلدين إلى مرحلة جديدة ومتطورة من التعاون وتبادل الخبرات والاستفادة، وخاصة في مجالات التعليم والبحوث الأكاديمية والتعاون في مجال العلاج الطبي والصناعة والتكنولوجيا والطاقة المتجددة.
 
وكان واضحاً تأكيد سمو ولي عهد أبوظبي المكانة التي تحتلها اليابان بالنسبة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك بقوله "إذا كانت دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تحرص على تعزيز شراكتها الخارجية و إقامة علاقات متميزة مع دول العالم أجمع في المجالات كافة.. فإن اليابان تمثل أهمية خاصة ضمن هذا التوجه بما تمثله من نموذج تنموي ناجح استطاع أن يضع اليابان ضمن خريطة الدول المتقدمة في العالم خلال السنوات الماضية".
 
وهذه حقيقة مؤكدة، فاليابان من الناحية الاقتصادية واحدة من أكثر الدول تقدماً في العالم، وتمتلك ثالث أكبر اقتصاد في العالم بعد كل من الولايات المتحدة الأمريكية والصين، حيث بلغ إجمالي الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الجارية قرابة خمسة مليارات دولار، بينما بلغ متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الجارية نحو 39.3 ألف دولار، بحسب تقديرات صندوق النقد الدولي للعام الماضي.
 
كما تعد اليابان رابع قوة تجارية في العالم، وعلى الرغم من ثقل وزن مساهمتها في التجارة العالمية فإن حركة تجارتها الخارجية مع دول العالم شهدت تراجعاً طفيفاً خلال عام 2013، مقارنة بعام 2012 بنسبة 8.1%. فقد انخفض إجمالي قيمة تجارتها الخارجية من نحو 1.684 تريليون دولار في عام 2012 إلى نحو 1.548 تريليون دولار في عام 2013، بحسب الإحصاءات الصادرة عن مركز التجارة الدولية. وترتبط دولة الإمارات العربية المتحدة باليابان بعلاقات وثيقة في العديد من المجالات، فهناك تعاون متميز في المجالين العلمي والأكاديمي بين الدولتين؛ إذ إن كثيراً من أبنائنا الإماراتيين يستكملون دراساتهم العليا في اليابان، ونسعى خلال الفترة المقبلة إلى تعزيز هذا التوجه من أجل تعظيم الاستفادة من النهضة العلمية والتكنولوجية التي تشهدها اليابان في بناء قاعدة من الكوادر المواطنة في مجال العلوم والتكنولوجيا الحديثة بما يخدم مسيرة التنمية والتطور في دولة الإمارات العربية المتحدة".
 
كما تبرز العلاقات التجارية لتشكل حافزاً مهماً في توثيق العلاقات مع الدولتين، فبحسب إحصاءات هيئة التجارة الخارجية اليابانية "جيترو"، بلغت قيمة التبادل التجاري بين دولة الإمارات العربية المتحدة واليابان نحو 188.2 مليار درهم عام 2013، وفيما بلغت قيمة الصادرات الإماراتية إلى اليابان خلال هذا العام نحو 157.2 مليار درهم، (42.8 مليار دولار)، فقد بلغت قيمة الواردات الإماراتية منها نحو 31.2 مليار درهم. ويبرز التعاون في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية ليشكل عاملاً آخر مهماً في توطيد العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة من جهة وكل من اليابان وكوريا الجنوبية من جهة أخرى، ولاسيما أن الإمارات تمضي في مشروع استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، فيما تمتلك الدولتان خبرة كبيرة في هذا المجال، وقد وقّعت دولة الإمارات العربية المتحدة واليابان في شهر مايو 2013 خلال زيارة رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي للدولة اتفاقية حول الاستخدامات السلمية للطاقة النووية.
 
معالم التجربة التنموية في اليابان
 حرص سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على الاضطلاع على معالم التجربة التنموية لليابان بأبعادها المختلفة، خلال زيارته لها، حيث قام بزيارة إلى جامعة توكاي اليابانية الخاصة التي أنشئت عام 1943، وتعد إحدى الجامعات المرموقة في اليابان، وتختص بعلوم الطب والصحة والطاقة النووية وتقنيات البرامج المتقدمة وعلوم الملاحة الجوية والبحرية والزراعة إلى جانب اهتمامها برياضات اليابان العريقة وفي مقدمتها الجودو والكوندو، وذلك في إطار زيارة سموه إلى العاصمة اليابانية طوكيو. وتعرف سموه منهم على التخصصات العلمية والمناهج المطبقة والمفاهيم الحديثة في أساليب التعليم التقني، ما جعلها تستقطب 30 ألف طالب في مجمعاتها التعليمية العشرة المتوزعة على مناطق عدة في اليابان، منهم 12 من طلبة دولة الإمارات العربية المتحدة من مجموع 500 طالب أجنبي.
 
كما اطلع سموه خلال الزيارة على نموذج سيارة السباق "توكاي تشالينجر"، التي تسير بالطاقة الشمسية بسرعة 160 كم في الساعة، وتقطع مسافة 330 كم، وابتكرها طلاب الجامعة، بمشاركة عدد من طلبة المعهد البترولي في دولة الإمارات العربية المتحدة في معامل جامعة توكاي. حيث استمع سموه من الطالب سالم راشد عمران تريم إلى شرح حول مواصفات السيارة، ومفاهيم التصميم الحديثة المستخدمة مع عناصر الطاقة النظيفة، والتي تم صنعها من ألياف الكربون وشاركت في 3 سباقات، اثنان في أستراليا وواحد في جنوب إفريقيا، كما ستقدم السيارة عروضاً في مدينة مصدر خلال العام الحالي. وأشاد سموه بما يمتلكه الطلبة من رؤية وخيال ابتكاري قادر على توظيف المصادر الطبيعية للطاقة مع التقنيات الحديثة من أجل حياة أكثر استدامة وحفاظاً على البيئة.
 
اتفاقيات ومذكرات تفاهم مع اليابان
تكللت زيارة سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى دولة اليابان بتوقيع سلسلة الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي ستسهم في تعزيز شراكة الإمارات الاستراتيجية والاقتصادية معهما في المجالات المختلفة، حيث تم الاتفاق على تطوير عمل اللجنة المشتركة للتعاون بين حكومتي الدولتين، وتعزيز التعاون والتفاهم حول تنفيذ مبادرات التنمية الدولية والمساعدات الإنسانية في المناطق ذات الاهتمام والمصالح المشتركة، والتعاون في الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، والتعاون في مجال المشاريع الصغيرة والمتوسطة، والاتفاق على التعاون في استكشاف الفرص الاستثمارية المشتركة، من خلال زيادة الاستثمارات المتبادلة بين البلدين، وفيما يلي قائمة بأبرز هذه الاتفاقيات:
 
- توقيع جدول تعديل اتفاقية الخدمات الجوية بين دولة الإمارات العربية المتحدة واليابان، ووقعها عن الدولة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، فيما وقعها عن اليابان معالي فوميو كيشيدا، وزير الخارجية.
- توقيع مذكرة تعاون حول تطوير عمل اللجنة المشتركة للتعاون بين حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة وحكومة اليابان، وقعها عن الدولة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، وعن الجانب الياباني نظيره معالي فوميو كيشيدا.
 
- توقيع مذكرة تعاون بين وزارة خارجية اليابان ووزارة التنمية والتعاون الدولي بدولة الإمارات العربية المتحدة بهدف تعزيز التعاون والتفاهم حول تنفيذ مبادرات التنمية الدولية والمساعدات الإنسانية في المناطق ذات الاهتمام والمصالح المشتركة. وقع المذكرة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، ومعالي فوميو كيشيدا وزير الخارجية الياباني.
- توقيع مذكرة تعاون بين وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة في اليابان ووزارة الخارجية بدولة الإمارات العربية المتحدة بشأن التعاون في الاستخدامات السلمية للطاقة النووية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وقعها معالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة، ومعالي توشيميتسو موتيجي، وزير الاقتصاد والتجارة والصناعة الياباني.
 
- اتفاقية تمديد وتعديل لمذكرة التفاهم بين صندوق خليفة لتطوير المشاريع ومنظمة المشاريع الصغيرة والمتوسطة والابتكار الإقليمي في اليابان، ووقع سعادة عبدالله سعيد الدرمكي الرئيس التنفيذي لصندوق خليفة، والسيد هيروشي تاكادا الرئيس التنفيذي لمنظمة المشاريع الصغيرة والمتوسطة والابتكار الإقليمي في اليابان.
 
وصدر في ختام الزيارة الرسمية التي قام بها الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى طوكيو خلال الفترة من 25 إلى 26 فبراير الماضي، بيان مشترك رحبت فيه دولة الإمارات العربية المتحدة واليابان بالتطور المطرد للتعاون الثنائي، أكدت فيه الدولتان عزمهما مواصلة تعزيز الشراكة الشاملة في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية لتعكس اتجاه وأهداف القادة في كلا البلدين لتحقيق الأهداف المشتركة ومصالح الشعبين الصديقين من خلال ما يلي:
 
- التعاون السياسي: رحب الجانبان بالتوقيع على مذكرة التفاهم للتعاون في مجال تحسين عمل اللجنة المشتركة للتعاون بين اليابان والإمارات العربية المتحدة وأعربا عن عزمهما تعزيز تنسيق السياسات بشأن طائفة واسعة من القضايا بين البلدين من خلال اللجنة المشتركة.
 
- التعاون الأمني: رحب الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بعزم اليابان المساهمة بشكل أكثر فاعلية لتحقيق السلام والاستقرار في العالم بما فيها منطقة الشرق الأوسط من الناحية السياسية من خلال "المساهمة الإيجابية لتحقيق السلام" تقوم على مبدأ التعاون الدولي. وقرر الجانبان العمل معاً من أجل هذه الأهداف المشتركة مثل الأمن البحري، بما في ذلك سلامة الممرات البحرية ومكافحة القرصنة وعدم انتشار أسلحة الدمار الشامل ومكافحة الإرهاب والإغاثة في حالة الكوارث.
 
- التعاون الدفاعي: أكد الجانبان أهمية مواصلة تبادل التعاون في مجال الدفاع وكذلك تبادل الزيارات بين كبار مسؤولي الدفاع.
 
- التعاون الاقتصادي: رحب الجانبان بالتعاون الممتاز في مجال إمدادات النفط والاستكشاف والإنتاج فضلاً عن التعاون في مجال البحوث والتطوير والتكرير. كما أكد الجانبان أهمية وجود شراكة طويلة الأمد بين اليابان ودولة الإمارات العربية المتحدة بشأن التعاون في مجال تطوير النفط ورحّبا بوجود علاقة تكاملية متبادلة في تطوير النفط من خلال التعاون التكنولوجي وبرامج التدريب والتعاون المالي والتعاون في مجال التكرير. ومن هذا المنطلق، قرر الجانبان توسيع التخزين المشترك للنفط ليصل إلى مليون كيلو لتر، كما رحبا بإطلاق المفاوضات حول اتفاقية الاستثمار المتبادل في عام 2014 والتقدم المطرد في الإجراءات في كلا البلدين من أجل التوصل إلى اتفاق بين حكومة اليابان وحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة للتعاون في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية واتفاقية بين اليابان والإمارات العربية المتحدة لتجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب الضريبي فيما يتعلق بالضرائب على الدخل. كما رحب الجانبان بالتوقيع على مذكرة تعاون بين وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية ووزارة الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة بهدف تعزيز التعاون في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، وهي مجالات مثل بناء القدرات البشرية وتعزيز السلامة والجاهزية لحالات الطوارئ استنادا إلى الدروس المستفادة من حادثة شركة طوكيو للطاقة الكهربية "تيبكو" المشغلة محطة فوكوشيما دايتشي النووية. ورحب الجانبان أيضاً بتوقيع مذكرات التعاون بين "جي سي سي إم إي JCCME " وغرفة أبوظبي للتجارة والصناعة، وبين "جي سي سي إم إي JCCME " ومجلس أبوظبي للجودة والمطابقة، ومذكرة تفاهم بين بنك اليابان للتعاون الدولي وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" على التعاون في مشاريع صديقة للبيئة، وإنشاء خط ائتمان جديد من قبل نيبون للتصدير وتأمين الاستثمار" إن إي إكس أي" NEXI ". وأقر الجانبان أهمية الدعم المتبادل في قطاع التمويل ورحبا بالبعثة اليابانية إلى أبوظبي لشرح سياساتها الاقتصادية وفرص الاستثمار وتوقيع مذكرة تفاهم جديدة بين صندوق خليفة والمنظمة اليابانية للشركات الصغيرة والمتوسطة والابتكار الإقليمي حول تعزيز التعاون القائم بين الجانبين.
 
- التعاون في مجال الطيران: رحب الجانبان بتبادل الملاحظات على الجدول الجديد للاتفاق بين دولة الإمارات العربية المتحدة واليابان للخدمات الجوية مع الإشارة إلى أن طيران الإمارات قد بدأت رحلات مباشرة يومية بين دبي ومطار طوكيو الدولي "هانيدا" منذ يونيو 2013 وأعربا عن توقعاتهما بأن هذه الرحلات ستسهم في تعزيز تبادل الزيارات بين الشعبين الصديقين.
 
- التعاون القنصلي: رحبت دولة الإمارات العربية المتحدة بقرار الحكومة اليابانية منذ أكتوبر الماضي إصدار تأشيرات دخول متعددة لمدة ثلاث سنوات لمواطني دولة الإمارات الذين يقيمون في اليابان لمدة تصل إلى 90 يوماً في كل زيارة لغرض الأعمال التجارية أو للسياحة. وبناء على طلب من دولة الإمارات العربية المتحدة، قررت دولة اليابان دراسة إمكانية التنازل عن تأشيرات الدخول لحاملي جوازات السفر العادية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وكذلك مراجعة آلية تنفيذ إصدار تأشيرات دخول لمرات متعددة.
 
- الواردات الغذائية: أعرب الجانبان عن عزمهما مواصلة المناقشة لتخفيف ورفع القيود المفروضة على واردات الغذاء اليابانية التي وضعت بعد زلزال شرق اليابان الكبير في مارس 2011.
- التعليم والتعاون العلمي: أعرب الجانبان عن تطلعهما إلى أن يلبي التعاون في المجالات الثقافية والتعليمية مصالح شعبي البلدين، ورحبا بالتقدم الملموس الذي تمثل بفتح حكومة اليابان مكتباً لها في مجلس أبوظبي للتعليم. ورحب الجانبان أيضاً بمذكرة التفاهم بين جامعة طوكيو ومعهد البترول ومركز بحوث أبوظبي بشأن إنشاء أطر للبحوث والدراسات المشتركة كما أعرب الجانبان عن أملهما بزيادة تعميق هذا التعاون الأكاديمي وتعزيز تبادل الشباب والطلاب. وقد أعرب رئيس الوزراء الياباني عن نيته دعوة طلاب من دولة الإمارات العربية المتحدة في المدارس الابتدائية وحتى الثانوية لليابان وتعزيز التعاون الرياضي بما في ذلك رياضة الجودو.
- التعاون الطبي: أكد الجانبان أهمية التعاون في المجال الطبي حيث صرح رئيس الوزراء الياباني بأن اليابان ستبدأ بحلول نهاية عام 2014 استقبال المرضى من الإمارات العربية المتحدة في المؤسسة الطبية المتقدمة في اليابان وسيتم إنشاء مكتب خدمة حصري لهم.. وقد رحب الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بهذا الأمر، وأعرب عن توقعه بتسريع الإجراءات المحلية لهذه الغاية.
 
- التعاون البيئي: أكد الجانبان أهمية تبادل الخبرات بين البلدين ورحبا بإيفاد خبراء فنيين من الوكالة اليابانية للتعاون الدولي "جايكا" إلى أبوظبي ودبي بهدف مناقشة المساعدة التقنية في مجالات إدارة النفايات وتربية الأحياء المائية ومصائد الأسماك.
 
- التعاون الإنساني والإنمائي: رحب الجانبان بالتوقيع على مذكرة تعاون بين وزارة الشؤون الخارجية في اليابان ووزارة التنمية والتعاون الدولي في دولة الإمارات العربية المتحدة لتعزيز التعاون والتفاهم في مجالات المساعدات الإنسانية والتنمية الدولية.
 
- التعاون في المجال الرياضي: أكد الجانبان تطوير حقول الرياضة من خلال مبادرة رئيس الوزراء الياباني "الرياضة من أجل الغد" جنباً إلى جنب مع دولة الإمارات العربية المتحدة من أجل نجاح دورة الألعاب الأولمبية وأولمبياد المعاقين 2020 في طوكيو.
 
تعزيز الشراكة مع كوريا الجنوبية
تمثل كوريا الجنوبية أهمية خاصة لدولة الإمارات العربية المتحدة، فهي من ناحية تعتبر ضمن قائمة العشر الأوائل لشركاء الإمارات، سواء على المستوى التجاري أم الاستثماري، وشهدت العلاقات التجارية غير النفطية بين البلدين شهدت تطوراً ملحوظاً في السنوات القليلة الماضية. كما تشير الإحصاءات إلى أن إجمالي التبادل التجاري بين دولة الإمارات العربية المتحدة وكوريا الجنوبية بلغ عام 2012 نحو 21.977 مليار دولار، وبلغ حجم التجارة الخارجية مع كوريا الجنوبية في المناطق الحرة نحو ثلاثة مليارات دولار، في الوقت الذي احتلت فيه كوريا الجنوبية المرتبة السادسة بالنسبة إلى أهمية الدول المصدرة لدولة الإمارات بقيمة 6239.5 مليون دولار، وبوزن نسبي 3.9 في المائة من حجم واردات الدولة. وتأتي كوريا الجنوبية في المرتبة الـ 28 بالنسبة إلى أهمية الدول المستوردة من الإمارات بقيمة 155.8 مليون دولار، وبوزن نسبي (0.5%) من حجم صادرات الدولة، أما إعادة التصدير فإن كوريا الجنوبية تأتي في المرتبة 63 بقيمة 59.8 مليون دولار، وبوزن نسبي 0.1% من حجم إعادة الصادرات للدولة. وفي ما يتعلق بأهم سلع التبادل الجاري بين البلدين شملت القائمة كلاً من (الألمنيوم والزجاج والنحاس) بالنسبة إلى سلع التصدير، أما السلع المعاد تصديرها تتنوع بين (الآلات والمجوهرات والعربات)، أما بالنسبة إلى الواردات فهي تتركز في الحديد ومصنوعاته المختلفة، بالإضافة إلى الآلات الكهربائية والصوتية والإلكترونيات ومنتجاتها المختلفة بشكل عام. كما اختارت أبوظبي تحالف شركات تقوده شركة كورية جنوبية؛ للقيام بالتصميم والبناء والمساعدة في تشغيل أربعة مفاعلات نووية، ضمن البرنامج النووي السلمي الإماراتي، وضمن هذا الإطار، فقد أوفدت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية أكثر من 300 مهندس إماراتي منذ عام 2009 وحتى الآن للقيام بتدريبات عملية في مناطق متعددة في كوريا. كما أرسلت المؤسسة 115 من طلاب برنامج الدبلوم العالي للتكنولوجيا النووية إلى كوريا حيث يوجد حالياً مجموعة من الطلاب الإماراتيين في كوريا يتلقون تدريباً وظيفياً يكتمل في شهر مايو من العام الجاري. ويتضمن هذا التدريب، دورات حول أساسيات الصيانة ودعم العمليات إلى جانب أساسيات الهندسة. كما يوجد في كوريا حاليا حوالي 100 مهندس يشاركون في برنامج المحطات المرجعية التدريبي إضافة إلى 15 مديراً ليشاركوا في برنامج الخبرة الوظيفية في كوريا الجنوبية.
 
ولهذا حرص سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في بداية زيارته لكوريا الجنوبية، على التأكيد أن دولة الإمارات العربية المتحدة تحرص على تقوية علاقاتها المتميزة معها في مختلف المجالات، وأعرب عن أمله أن تثمر الزيارة في فتح آفاق جديدة من التعاون من أجل علاقات أكثر رسوخاً ومتانة بين بلدينا وشعبينا الصديقين
 
اتفاقات نوعية تعزز الشراكة مع كوريا الجنوبية
توجت زيارة سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى كوريا الجنوبية بتوقيع مجموعة من الاتفاقيات ومذكرات التعاون والتفاهم المهمة، لعل أبرزها:
- التوقيع على اتفاقيتين الأولى حول المساعدة القانونية المتبادلة في المسائل الجنائية والثانية حول اتفاقية تسليم المجرمين حيث وقع الاتفاقيتين من جانب الدولة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان ومن الجانب الكوري يون بيونغ سيه وزير الخارجية.
 
- توقيع مذكـرة تفاهــم بغرض التعـاون الإنمائي بين وزارة التنميـة والتعاون الدولي في الإمارات ووزارة خارجيـة كوريـا وقعها عن الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان فيما وقعها عن الجانب الكوري وزير الخارجية.
- توقيع مذكرة تفاهم للتعاون في مجال البحث والتعليم العالي بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بدولة الإمارات ووزارة التعليم بجمهورية كوريا الجنوبية وقعها من جانب الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان ومن الجانب الكوري سوه نام سوو وزير التعليم العالي.
 
- توقيع مذكرة للتعاون في مجال الشباب بين الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة بدولة الإمارات ووزارة المساواة بين الجنسين وشؤون الأسرة بجمهورية كوريا الجنوبية وقعها من جانب الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان ومن الجانب الكوري تشو يون صن وزيرة المساواة بين الجنسين والأسرة.
- توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الطاقة ووزارة التجارة والصناعة والطاقة بجمهورية كوريا حول التعاون في مجالات الطاقة وقعها عن الجانب الإماراتي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة ومن الجانب الكوري يوون صانغ جيك وزير التجارة والصناعة والطاقة.
 
أبعاد إنسانية مهمة خلال الجولة
على الرغم من أن جدول زيارتَي الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الأخيرتين، لكل من اليابان وجمهورية كوريا الجنوبية، كان حافلاً باللقاءات والمباحثات السياسية والاقتصادية المكثفة مع كبار المسؤولين، فإن سموه كان حريصاً على الاطمئنان على المواطنين الإماراتيين الموجودين في البلدين، وتوجيه رسالة مهمة إليهم بأن دولة الإمارات العربية المتحدة تحت قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة -حفظه الله- تضع المواطن في قمة أولوياتها، ليس داخل الوطن فقط، وإنما في أي مكان يذهب إليه خارج الوطن، سواء للدراسة أو العلاج أو التجارة أو السياحة أو غيرها. فقد التقى الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الطلبة الإماراتيين المبتعثين والدارسين في عدد من الجامعات اليابانية، وكانت كلماته خلال اللقاء بمنزلة دفعة معنوية كبيرة لهم، حيث خاطبهم سموه بقوله "أنتم ثروة الوطن ومستقبله وأنتم خير استثمار ناجح، ومن خلالكم نرسل رسالة إلى الخارج أن لدينا كوادر وطنية طموحة ومستنيرة تمثل بلدها خير تمثيل". ولم يفت سموه خلال زيارته لجامعة توكاي اليابانية أن يرى الطلبة الإماراتيين الذين يتلقون برامج تدريبية في رياضة الجودو في إطار اتفاق مع الجامعة، ويشاهدهم ضمن استعراض رياضي شاركوا فيه إلى جانب الطلبة اليابانيين.
 
وفي لفتة إنسانية ليست مستغربة على سموه، زار الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان المرضى الإماراتيين الذين يتلقون العلاج في أحد مستشفيات سيئول، وكان حريصاً على أن يتم ذلك في مستهل زيارته لجمهورية كوريا الجنوبية، واطمأن سموه على حالتهم الصحية. واطلع سموه من المرضى وذويهم على أحوالهم وسير مراحل العلاج ووضعهم الصحي الحالي، وتبادل الحديث مع عدد منهم حول استجابتهم للعلاج الطبي الذي يتلقونه.. فيما استمع سموه من الأطباء القائمين على العلاج إلى شرح عن بعض الحالات الصحية. وأعرب سموه، خلال حديثه معهم، عن اهتمام القيادة الحكيمة برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله".. بمتابعة أبناء الوطن والاطمئنان على أحوالهم الصحية، داعياً الله العلي القدير أن يمن عليهم بالصحة والشفاء العاجل، وأن يعودوا قريباً إلى وطنهم وأسرهم معافين سالمين. وقال سموه: "ليس لدينا شيء أغلى من ثروتنا البشرية.. هم حاضرنا ومستقبلنا.. هم الأساس الذي يبنى عليه هذا الوطن، ولن نتوانى في توفير العلاج اللازم لمرضانا، سواء عبر مؤسساتنا الصحية أو إيفادهم إلى أفضل المصحات العلاجية والطبية في أي بقعة من العالم يوجد فيها علاج ناجع ومفيد".
 
كما التقى الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عدداً من مهندسي وطلاب دولة الإمارات العربية المتحدة المبتعثين للدراسات العليا، وطلبة "مؤسسة الإمارات للطاقة النووية" الذين يدرسون ويتدربون في الجامعات والمعاهد الكورية الجنوبية، مؤكداً أن دولة الإمارات تضع آمالها وتطلعاتها على الأجيال المتسلحة بالمعرفة والعلوم الحديثة، وأن الإنسان الإماراتي هو المحور الأول والرئيسي للخطط الاستراتيجية في المجالات كافة. وقال سموه: "سنظل نقتفي خطى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه في الاهتمام بالتعليم وهو النهج ذاته الذي يسير عليه صاحب السمو رئيس الدولة "حفظه الله" في تأهيل الكوادر المواطنة وإعدادها لمواجهة متطلبات الحاضر وتحديات المستقبل". وأشار سموه، في هذا الصدد، إلى "أن كوريا التي تدرسون فيها الآن ما كانت تصل إلى ما وصلت إليه لولا العناية بالثروة البشرية وتأهيلها علمياً ومهنياً". وحث سموه الطلاب على "الحرص على طلب التفوق في سعيهم للحصول على الخبرات المتقدمة من المعاهد والجامعات الكورية المرموقة".
 
لقد أكدت هذه الزيارات ذات الطابع الإنساني لسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن المبدأ الأساسي الذي يحكم تجربة التنمية الإماراتية ويكسبها تميزها وريادتها، وهو أنه "ليس هناك شيء أغلى من ثروتنا البشرية، هم حاضرنا ومستقبلنا، هم الأساس الذي يبنى عليه هذا الوطن"، فالمواطن الإماراتي في عقل القيادة الرشيدة وقلبها، سواء كان داخل دولة الإمارات العربية المتحدة أو خارجها، وتعدُّ رفاهيته وتقدمه وراحته هي بوصلة العمل الوطني وما ينطوي عليه من خطط واستراتيجيات للحاضر والمستقبل، ولذلك تحظى قيادتنا بكل هذا الولاء والحب من قبل المواطنين، ويتميز وطننا بكل هذا الأمن والاستقرار والثقة بالمستقبل.
 
الوفد المرافق
ضم الوفد المرافق للفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال الجولة، سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، ومعالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة، ومعالي خلدون خليفة المبارك رئيس جهاز الشـؤون التنفيذية، ومعالي ناصر أحمد السـويدي رئيس دائرة التنمية الاقتصادية، والشيخ سلطان بن حمدان آل نهيان مستشار في وزارة الخارجية ومدير إدارة الشؤون الشرق آسيوية، ومحمد مبارك المزروعـي وكيل ديوان ولي عهد أبوظبي، وعبدالله ناصر السويدي مدير عام شركة بترول أبوظبي الوطنية، وسعيد علي يوسف النويس سفير الدولة لدى اليابان.
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره