مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2021-01-10

عين على المستقبل: رؤية القيادة الرشيدة في عام الاستعداد للخمسينية الثانية

كان المستقبل، ولا يزال، حاضراً بقوة في الرؤية الاستراتيجية للقيادة الرشيدة لدولة الامارات منذ تأسيس دولة الاتحاد في الثاني من ديسمبر عام 1971 على يد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وقد مثّل الاحتفاء باليوم الوطني التاسع والأربعين مناسبة انعكست من خلالها الإرادة السياسية القوية، التي تهيىء شعبها لاختتام الخمسين عاماً الأولى من عمر الاتحاد (اليوبيل الذهبي) والاستعداد للخمسينية الثانية، فجاء التفاؤل بالمستقبل والتخطيط السليم وشحذ الهمم والطاقات الوطنية، جزءاً لا يتجزأ من الخطاب السياسي للقادة والحكام في تلك المناسبة. وفي هذا العدد تقدم “درع الوطن” قراءة تحليلية لكلمات قيادتنا الرشيدة في هذه المناسبة الوطنية الغالية.
 
 
يكتسب العام 2021،  وتحديداً الفترة من الثالث من ديسمبر عام 2020 حتى الثاني من ديسمبر عام 2021، أهمية استثنائية بالغة كونه يمثل عام اكتمال خمسينية دولة الامارات العربية المتحدة، وحيث تحتفل الدولة، قيادة وشعباً،  في خواتيم هذا العام باليوبيل الذهبي لإعلان اتحادنا، وبإتمام تحقيق أهداف رؤية الامارات 2021، وهي الرؤية الطموحة التي  أُطلقت عام 2010، مجسّدة أحلام وطموحات قيادتنا الرشيدة على رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ـ حفظه الله ـ وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بأن تكون دولة الإمارات ضمن أفضل دول العالم بحلول اليوبيل الذهبي للاتحاد. 
ولترجمة هذه الرؤية إلى واقع ملموس، تم تقسيم عناصر رؤية الإمارات 2021 إلى ستة محاور وطنية تمثل القطاعات الرئيسية التي تم التركيز عليها خلال في العمل الحكومي، حيث شهدت السنوات الماضية تحقيق تلك الأهداف واحداً تلو الآخر، حيث جرى العمل من خلال الأجندة الوطنية، التي عمل عليها أكثر من 300 مسئول من أبناء وبنات الوطن من 90 جهة حكومية اتحادية ومحلية خلال الفترة الماضية مؤشرات وطنية في القطاعات التعليمية والصحية والاقتصادية والشرطية وفي مجال الإسكان والبنية التحتية والخدمات الحكومية. وفي هذا الملف ترصد مجلة “درع الوطن” رؤية قيادتنا الرشيدة بشأن ما تحقق خلال السنوات الفائتة من عمر اتحادنا المبارك، وكذلك رؤية سموهم لما هو آت من انجازات تنموية يفاخر بها شعبنا وتباهي بها دولتنا وتتنافس عالمياً في جميع مؤشرات التنافسية العالمية، وسنتناول ذلك من خلال تحليل خطاب القيادة الرشيدة وكلمات القادة بمناسبة احتفال دولتنا وشعبنا بالذكرى التاسعة والأربعين لليوم الوطني، وذلك من خلال محاور عدة نوردها فيما يلي:
 
 
أولأً:  غرس زايد ركيزة البناء 
يُعد التمسك بالقيم والمبادىء التي تأسس عليها اتحاد دولة الامارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر عام 1971، على يد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أحد ركائز التجربة التنموية الفريدة التي يجسدها النموذج الاماراتي الملهم اقليمياً ودولياً، فقلما تجد في أدبيات الخطاب السياسي الاماراتي منذ قيام الاتحاد نصاً سياسياً أو خطاباً رسمياً يخلو من الاشارة إلى تأثير القائد المؤسس ودوره في بناء دولة نموذج وفق ركائز أساسية تشكّل القيم والمبادىء عمادها الرئيسي، وقد أنتجت هذه الفلسفة قدراً هائلاً من التماسك والتلاحم بين أبناء المجتمع الاماراتي، فضلاً عن الدور الذي لعبته في الحفاظ على هوية المجتمع وثقافته وخصوصيته الحضارية والقيمية والأخلاقية؛ وقد أسهم كل ذلك في تحول الامارات إلى أرض خصبة لتلاقي الحضارات والتعايش بين البشر من مختلف الجنسيات والأديان والأعراق. ومن المهم الإشارة في هذا الإطار إلى أن مسألة الحفاظ على القيم والمبادىء باعتبارها ركائز للهوية الوطنية تقع في قلب الفكر الاستراتيجي للقيادة الرشيدة، ويتم التعاطل معها باعتبارها أحد أهم أهداف العمل الوطني، جنباً إلى جنب مع جميع مستهدفات البناء والتنمية في مختلف قطاعات العمل؛ والشاهد على ذلك أن «بناء مجتمع متلاحم محافظ على هويته»، هو أحد أهم أهداف رؤية الامارات 2021،  ولابد هنا من الإشارة إلى أن تحقيق هذا الهدف الحيوي قد تطلب وضع مؤشرات كمية ونوعية دقيقة، وقابلة للقياس، كي يُتاح لقيادتنا الرشيدة التعرف على معدلات التقدم في تحقيق هذا الهدف، ومن هذه المؤشرات مؤشر «التلاحم المجتمعي»، ومؤشر «التلاحم الأسري»، ومؤشر «الهوية الوطني»، ومؤشر «التنمية البشرية»، وهي في مجملها مؤشرات مجتمعية لها قياسات معيارية تصدر بها تقارير رسمية من جهات متخصصة، ويهدف بعضها إلى قياس مستوى الانتماء والهوية الوطنية لدى المواطنين، وتعكس مستويات انتماء الفرد إلى وطنه واعتزازه بالانتماء إليه والتعبير عن هذا الانتماء بمختلف الوسائل المادية والمعنوية، فيما يقيس بعضها الآخر مدى تمتع أبناء المجتمع بالمبادئ والقيم المرتبطة بالهوية الوطنية، والتكافل الاجتماعي والشراكة المجتمعية بين كافة مكونات المجتمع، فضلاً عن قياس مستوى التلاحم والمشاركة والدعم بين أفراد الأسرة النواة والعائلة (الأقرباء) من الدرجة الأولى في جو يسوده التفاهم والاحترام والمساواة وفق  محاور دقيقة مثل علاقة الآباء بالأبناء، وعلاقة الآباء والأبناء بالأسرة الكبيرة، ومستويات الحوار بين أفراد الأسرة، ومعدل تكرار بعض الأنشطة الاجتماعية، ومدى المشاركة في مسؤولية رعاية وتربية الأبناء بالنسبة لأفراد الأسرة. 
 
 
وارتباطاً بما سبق، يمكن الاشارة إلى كلمة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ـ حفظه الله ـ بمناسبة ذكرى اليوم الوطني التاسع والأربعين، حيث حرص سموه في كلمته التي وجهها عبر مجلة «درع الوطن»، على الربط بين عناصر التقدم والتطور والتنمية بشقيها، المادي والمعنوي، وفي ذلك يقول سموه في مستهل الكلمة «هذا النهج أرسى ممارساته المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وإخوانه الآباء البناة الذين بقوة الإرادة صنعوا تجربة فريدة ووضعوا اللبنات الأساس لدولة اتحادية نحتفل اليوم بالذكرى التاسعة والأربعين لتأسيسها، ونفاخر بما قدمته للعالم من نموذج يحتذى في النهضة والتنمية المستدامة وما رفدت به البشرية من مثال يقتدى به في التسامح والتعايش والانفتاح ونبذ الكراهية، وما وفرته لأبنائها من رفاهية وعدل ومساواة وأمن ورخاء»، والربط هنا واضح بين عناصر النموذج التنموي الاماراتي الفريد، فالنهضة في مختلف المجالات والتنمية والمستدامة تقف جنباً إلى جنب مع قيم التسامح والتعايش وقبول الآخر، وهو مكونات البناء القيمي والاخلاقي، الذي يرتكز عليه النموذج. وتؤكد الكلمة في موضع آخر على أن «الاحتفاء بالتاريخ، عنصر هام في إدارة الحاضر والبناء للمستقبل، فالدول الناجحة هي تلك التي تعتز بهويتها، وتزهو بثقافتها، وتفاخر بعظماء رجالها»، كما أشار سموه في الكلمة ذاتها إلى أن عام تفشي جائحة «كورونا» (كوفيد ـ19)  أو عام التحديات الاستثنائية لكل دول العالم، لم يقف حائلاً دون أن تظهر الامارات ـ قيادة وشعباً ـ أصالة معدنها ورسوخ مبادئها، حيث قال سموه في خضم الحديث عن جائحة «كورونا» «وسط كل هذا عززنا من القيم الإنسانية الإماراتية الراسخة، فوقفنا إلى جانب الأشقاء والأصدقاء تعزيزا لقدرتهم على مواجهة الجائحة وتداعياتها، مقدمين المساعدة دون تمييز». وهكذا يمكن فهم أولوية القيم والمبادىء في العمل الوطني الاماراتي، وأن هذا النهج هو موروث راسخ منذ عهد القائد المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وبات جزءاً أصيلاً من مكونات الوعي الجمعي الاماراتي.
 
 
ثانياً: رسائل الحاضر: الاطمئنان والأمان 
من الثابت أن شعور الشعوب بالأمان والاطمئنان على حاضرها ومستقبلها ينبع من عوامل عدة، بينها تجارب الماضي وشواهد الحاضر وخطط المستقبل، وهي في مجملها عوامل لها صدى ايجابي لدى شعب دولة الامارات، فتجربة الماضي قد اينعت وأثمرت بناء اتحادياً مزدهراً ودولة نموذج تضع سعادة شعبها في صدارة أولوياتها، والحاضر كذلك ينبىء بكل أمان واطمئنان، ويزداد هذا الشعور رسوخاً في ظل حرص القيادة الرشيدة على التواصل مع شعبها في إطار روابط ثقة راسخة متبادلة، وفي ذلك يقول صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ـ حفظه الله ـ في كلمة اليوم الوطني التاسع والأربعين «حرصا على مستوى رفاهية المجتمع و استقراره نجحنا في التأسيس لنظام صحي بمعايير عالمية و نظام تعليمي رفيع المستوى و برامج تنمية مجتمعية ورعاية اجتماعية متميزة ومشروعات إسكان عمت أرجاء الوطن، وبنية تحتية متكاملة، وبيئة مستدامة لمجتمع آمن متلاحم، محافظ على هويته، وإلى غير ذلك من الإنجازات المشهودة، التي مكنتنا وشعبنا من العبور بنجاح، من مرحلة التمكين، إلى مرحلة صناعة الخمسين». 
 
 
وفي الإطار ذاته جاءت رسالة الاطئمنان والأمان التي تضمنتها كلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ـ رعاه الله ـ في هذه المناسبة الوطنية، حيث قال سموه قاصداً العام الفائت والذي شهد تفشى جائحة “كورونا”: “كان عام الاختبار الصعب للدول، والامتحان الكاشف لجدارة حكوماتها، وفاعلية مؤسساتها، ونجاعة إجراءاتها، وكفاءة استعدادها لمواجهة الأوبئة والكوارث وما يترتب عليها. وأحمد الله سبحانه وتعالى على نجاح دولتنا في هذا الاختبار بامتياز، وتفوق حكومتنا ومؤسساتنا واستعداداتنا لمكافحة الأوبئة والكوارث.. وهو تفوق شهد له العالم ومنظماته المتخصصة. ولم يأت هذا النجاح صدفة أو بضربة حظ فهو الابن الشرعي لنموذجنا الإماراتي الذي يحسن استشراف المستقبل ويضعه في قلب استراتيجياته وخططه، ويعد لكل أمر عدته، ويتحسب للطوارئ وكل الاحتمالات وأسوأها.. ويحرص على تمتع حكوماته ومؤسساته بالفاعلية والمرونة والقدرة على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب. لقد ارتقى أداؤنا حكومة وشعبا إلى مستوى خطورة الجائحة.. استجاب مجتمعنا لإجراءات الوقاية كما يجب.. وخاضت مؤسساتنا المعنية حربا على الجائحة.. ومكنتنا بنيتنا الصحية المتطورة بمنشآتها وتجهيزاتها وكوادرها من احتواء الجائحة وكبح انتشارها والحد من إصاباتها، فتبوأت بلادنا المركز الأول عالميا في عدد الفحوص قياسا لعدد السكان، ونجحت في تحقيق مستهدفات رصد الإصابات ومتابعتها ونسبة التعافي”.
 
 
 ويقول سموه أيضاً “نجحنا في تأمين احتياجات مجتمعنا من الغذاء والدواء، وعززنا مخزونهما الاستراتيجي، وكنا أعددنا في وقت مبكر منظومة غذاء مستدامة، واستحدثنا قبل ثلاث سنوات وزارة الأمن الغذائي وأنشأنا “مجلس الإمارات للأمن الغذائي»، ويظل هدفنا تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء، ونتطلع إلى مضاعفة إنتاجنا الزراعي، وقد أنشأنا “المنصة الوطنية للاستدامة الزراعية” لخدمة هذا القطاع الحيوي وتوفير حلول تقنية لاحتياجاته.. كما نتطلع إلى تعزيز صناعاتنا الغذائية المتطورة التي تزيد استثماراتها على 62 مليار درهم لتستمر في النمو والتوسع”. وقد تضمنت كلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، عبارات قوية هادفة إلى ترسيخ الثقة ونشر أجواء الأمان والاطمئنان رغم هذه الجائحة العالمية، ومن ذلك قول سموه: “نحن نعمل ونبادر ونجتهد ونستشرف المستقبل ونعتمد التخطيط الاستراتيجي، ولا نقدم على أمر إلا بعد دراسة وافية، وتمحيص من كل الجوانب، وتحسب لكل الاحتمالات”. كما حرص سموه أيضاً في كلمته على أن يوضح بعض تفاصيل استراتيجية أداء الحكومي في المرحلة المقبلة بما يعزز الثقة ويحفز الجميع للعمل والانتاج، حيث يقول سموه: “نريد أن يشهد العام 2021 الانطلاقة الكبرى للأعوام الخمسين المقبلة.. نريد أن تكون دولتنا الأكثر تميزا والأفضل في نوعية الحياة..وسنواصل تهيئة كل القطاعات لمرحلة ما بعد النفط، ببناء اقتصاد معرفي حقيقي أساسه الابتكار والإبداع والعلوم والتكنولوجيا الحديثة والاستثمار في العقول والكفاءات النوعية، وتعزيز منظومة القيم الحضارية القائمة على التسامح والانفتاح والتعايش وقبول الآخر، والحفاظ على تراثنا الوطني وعاداتنا وتقاليدنا الأصيلة، والتنافس عالميا على الريادة، وتشييد القواعد القوية لاستدامة التنمية للأجيال القادمة .وفي هذا السياق تتابع اللجنة العليا للاستعداد للخمسين وفرق العمل المتخصصة العمل على مدار الساعة وقد انضم إليهم المجتمع والقطاع الخاص وكل من لديه فكرة للمشاركة في تصميم المستقبل، وذلك تأكيدا لنهج المشاركة الراسخ في دولتنا منذ تأسيسها. وقد أنجز هذا الجهد الوطني المبارك مرئيات لكافة قطاعتنا الحيوية، وأسهم في تطوير التشريعات ذات الصلة، بما في ذلك تشريعات تدعم التنمية وتعزز محركاتها، وتقوي الاقتصاد وتفتح الأبواب لقطاعات اقتصادية جديدة، وتطور بيئة الأعمال وتحفز الاستثمار المباشر وتشجع الابتكار وتجذب العقول المتميزة في المجالات الحيوية المرتكزة على العلوم المتقدمة والتكنولوجيا والبحث والتطوير. 
 
 
وفي ظل غلبة الخوف والقلق على كافة الشعوب والمجتمعات جراء التفشي المتسارع لجائحة “كورونا” (كوفيد ـ19)، قامت استراتيجية إدارة الأزمة في دولة الامارات على احتواء بواعث الخوف والقلق ليس فقط بالكلمات المستمدة من موروث الثقة العميق بين القيادة الرشيدة والشعب، ولكن أيضاً بوضع آليات وسياسات وخطط وفرت للجميع القدر الأكبر من الثقة والاطمئنان والأمان، ولم تكتف القيادة الرشيدة بذلك، بل ركزت على تشجيع الأطقم الطبية على الثبات في مواجهة هذه الأزمة، وقدمت لهم كل ما يحتاجون من دعم وعون مادي وأدبي؛ وفي ذلك يقول صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ـ حفظه الله ـ في كلمته “إن هذه الجائحة، بالرغم من فداحة تكلفتها البشرية والمادية، إلا أنها كشفت عن كفاءة نظامنا الصحي، والجاهزية العالية لدولتنا في مواجهة حالات الطوارئ والأزمات، وأكدت تطور البنية التحتية لتقنيات المعلومات والاتصالات، بما مكن مؤسساتنا من التحول في يسر نحو العمل والتعليم عن بعد”، كما حرص سموه على أن تتضمن كلمته قضايا وموضوعات أخرى تهم المجتمع، حيث عرص لحصاد مسيرة التمكين السياسي التي تمضي جنباً إلى جنب مع التنمية باعتبار التنمية السياسية فرعاً لا غنى عنه للتنمية المستدامة للمجتمعات والدول، وقال سموه “لقد نجحنا في تحقيق منجزات مشهودة في مسيرة التنمية السياسية تمكينا ومشاركة وتعزيزا لدور المجلس الوطني الاتحادي، رفعنا نسبة تمثيل المرأة بداخله، وتمكين دور الشباب فيه، وسيظل برنامج التمكين السياسي نهجاً مستداماً، يتخذ من المجتمع الإماراتي وخصوصيته، دليلاً ومرجعاً، أما الإنجازات الاقتصادية فقد جسدتها جملة مؤشرات عالمية تنافسية، عكست صلابة اقتصادنا وقدرته العالية على مواجهة الصدمات والتقلبات والتحديات العالمية، وهي قدرة يستمدها اقتصادنا من جملة مقومات أبرزها سياسة تنويع اقتصادي ناجحة، أصول استثمارية كبيرة، علاقات تجارية واسعة، صادرات متنوعة، وقبل هذا إنسان متمكن، قادر على العطاء والإبداع”، والملاحظ أن الفقرات السابقة قد تضمنت مجمل عناصر التقدم والتطور التي ترتكز عليها الشعوب، وهي الصحة والتعليم وفرص العمل والاقتصاد والتجارة والتنمية البشرية والاهتمام بالانسان بشكل عام.
 
 
ثالثاً: عين على المستقبل (رؤية مابعد «كورونا»)
لا تكاد كلمة المستقبل تغيب عن مفردات الخطاب السياسي للقيادة الرشيدة في دولة الامارات في السنوات الأخيرة، فصياغة المستقبل والاستعداد له، هو الشغل الشاغل للقيادة، ولهذا نجد من الطبيعي أن تتمحور كلمات أصحاب السمو بمناسبة الذكرى التاسعة والأربعين لإعلان الاتحاد، حول عام الاحتفال باليوبيل الذهبي للاتحاد، والتخطيط وسبل الاستعداد للخمسينية المقبلة ومتطلبات المرحلة المستقبلية المقبلة، ومدى الحماس الذي يغلف نظرة القيادة تجاهها، وهو ماتعكسه كلمة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ـ حفظه الله ـ في هذه المناسبة، حيث حفلت الكلمة منذ بدايتها بما يشير إلى التفاؤل بالمستقبل «أنتم بعظيم التفاؤل تستقبلون سنة جديدة، تحـتـفلون في خواتيمهـا باليــوبيـــل الذهبـي لإعــلان اتحــادنا، وتسـتعدون في الوقــــت ذاته، لاسـتقبال الخمســـين ســـنة المقـبلة المكملـــــــة للمئويــة الأولى لتأســــيس دولتنــــــا، بـــرؤى مستقبلية تهيىء بلادنا لتحقيق قفزات نوعية في القطاعات كافة بما يؤهلها بحلول سنة 2071، إلى تبوئ المركز الأول عالميا في المؤشرات العالمية للرفاهية والسعادة وجودة الحياة» ويمضي سموه قائلاً في كلمته «إن التطلع إلى المستقبل بتفاؤل، استشرافا لآفاقه، وتخطيطا مسبقا لمساراته هو نهج إماراتي أصيل، أرسى ممارساته ـالمغفور له بإذن الله تعالى ـ الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وإخوانه الآباء البناة، الذين بقوة الإرادة صنعوا تجربة وحدوية فريدة، ووضعوا اللبنات الأساس لدولة اتحادية نحتفل اليوم بالذكرى التاسعة والأربعين لتأسيسها، ونفاخر بما قدمته للعالم من نموذج يحتذى في النهضة والتنمية المستدامة، وما رفدت به البشرية من مثال يقتدى به في التسامح والتعايش والانفتاح ونبذ الكراهية، وما وفرته لأبنائها من رفاهية وعدل ومساواة وأمن ورخاء». 
 
 
كما حرص سموه على الاشارة إلى متطلبات المستقبل محفزاً أبناء شعبه على استكمال مسيرة البناء والتنمية والتنافسية العالمية قائلاً: «إن صناعة المستقبل تتطلب رؤية واضحة، واستشرافا مبكرا للفرص والتحديات، وشجاعة في اتخاذ القرارات المعززة لجاهزية الدولة، وضمن مشروعنا لتصميم الخمسين سنة المقبلة، كانت القرارات التي اتخذناها بتغيير مسمى وزارات واستحداث أخريات، ودمج وزارات في بعضها، إلى جانب تخصيص وزراء دولة معنيين بملفات ذات أهمية مستقبلية قصوى، وعلى رأسها التطوير الحكومي والبحث العلمي، التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي، الأنظمة الذكية والاقتصاد الرقمي، تطبيقات العمل عن بعد، الطاقة المتجددة، الأمن الغذائي، رعاية الشباب، تمكين المرأة، إعداد جيل جديد من الكوادر الوطنية المؤهلة، وجذب أفضل الكفاءات والعقول إلى الدولة، كما أنشأنا مجلسا لعلماء الإمارات، ومجلسا لشبابها، ومجلسا أعلى للتعليم والموارد البشرية، وتقدمنا بخطوات متسارعة نحو عصر الطاقة النووية والمتجددة بتشغيل محطة «براكة» لإنتاج الطاقة النووية السلمية، ورسخنا من الدور الريادي لدولتنا في قطاع الفضاء بإطلاق «مسبار الأمل» إلى المريخ، كما شرعنا في بناء نماذج لمستقبل الصحة والتعليم والبنية التحتية والطاقة والنقل والمواصلات والخدمات وريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، ومستقبل العلاقات الدولية». 
 
 
وفي إطار أجواء التفاؤل والتحفيز وقوة الدفع التي تحرص القيادة الرشيدة على منحها لأبناء شعبها في مناسبة وطنية غالية كذكرى اليوم الوطني التاسع والأربعين، يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في كلمته بهذه المناسبة “هذه الثقة المتبادلة بين شعبنا وقيادته، ورسوخ ثقافة التغيير والتطوير ومواكبة الجديد في مجتمعنا، ستفتح لوطننا أبواب الأعوام الخمسين المقبلة على اتساعها، وستمكن شبابنا وشاباتنا وأجيالنا الصاعدة من تحقيق رؤيتنا لمئوية الإمارات، بأن تكون دولتنا في الصفوف الأولى بين دول العالم الأكثر تقدما وازدهاراً”، وبعد أن يحدد الهدف بدقة شديدة، وهو أن تكون الدولة في الصفوف الأولى بين دول العالم، يمضي سموه فيقول: “نتطلع إلى المستقبل بثقة وأمل، مسلحين برؤيتنا وخبراتنا وإنجازاتنا في بناء الانسان والعمران، مدركين أن نجاحاتنا في العقود الماضية تحققت بالجهد والعرق والعزيمة.. وسنحتاج في العقود الخمسة المقبلة إلى مضاعفة هذا الجهد وزيادة الإنتاج وتعزيز القدرات، فالطموح أكبر، والتحدي أصعب، والمنافسة أشد، والتحولات حولنا أسرع وأعمق”؛ وهنا يلاحظ اختيار الكلمات والجمل بعناية فائقة لتعبر عما تريده القيادة من أبناء وبنات الوطن، فالهدف واضح خلال التحدي المقبل، الذي وصفته بالأصعب، ويتطلب مضاعفة للجهد وتعزيزاً للقدرات وزيادة للانتاج، من أجل اثبات الذات الوطنية في مضمار التنافسية العالمية. 
 
 
وقد كان المستقبل أيضاً أحد محاور كلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بمناسبة اليوم الوطني التاسع والأربعين، حيث قال سموه (كانت حكومة دولة الإمارات، بقيادة أخي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ، ورؤيته الثاقبة، سباقة إلى وضع خطط وإستراتيجيات التعامل مع مرحلة ما بعد “ كورونا”، على أسس علمية وعبر حوار عميق واعتماداً على الخبراء والمتخصصين، لأن الإمارات تؤمن بأن هذه الأزمة ستمر، والمهم ليس فقط كفاءة إدارتها، وإنما أيضاً الاستعداد للتعامل مع نتائجها والمعطيات التي أفرزتها وستفرزها فضلاً عن الفرص التي تتيحها، لأن ما بعد كورونا لن يكون كما كان قبلها، في مجالات كثيرة، والإمارات دائماً لا تترك شيئاً للمصادفات، وإنما تستشرف المستقبل وتستعد له، وترى في كل محنة فرصة ومنحة.. وستكون الإمارات، بإذن الله تعالى، في مقدمة دول المنطقة والعالم تغلباً على آثار “كورونا”، وانطلاقاً نحو النمو والازدهار، بفضل اقتصادها القوي والمتنوع والمرن، وحزمة المحفزات التي قدمتها له، والخطط والرؤى والإستراتيجيات التنموية الشاملة التي تنوع الخيارات أمام الاقتصاد الوطني في الحاضر والمستقبل)، وجاءت هذه الكلمات بمثابة رسالة طمأنة قوية بشأن الاستعداد والجاهزية للمستقبل ومرحلة مابعد تفشي “كورونا” في دولة الامارات والعالم أجمع، وهي كلمات تنسج تماماً مع بقية رسائل الطمأنة التي بعث بها سموه منذ بدايات الأزمة في مارس 2020، وأهمها عبارة “لا تشلون هم”، التي كان لها مفعول وتأثير كبير في نفوس الملايين من مواطني دولة الامارات والمقيمين على أرضها، كونها جاءت في ذروة الأزمة وعبرت عن ثقة القائد في فاعلية أدوات إدارة الأزمة، وكذلك عن مستوى الثقة المتبادلة العميقة التي تربط الشعب بقيادته الرشيدة.
 
 
وإذا كانت رسائل التفاؤل والاستعداد والجاهزية للمستقبل جزءاً لا يتجزأ من خطاب القيادة الرشيدة ونحن على أعتاب الخمسينية الثانية، فإن هذه الرسائل لم تخل كذلك من رغبة القيادة في استنفار همم شعبها، ولاسيما الشباب، من أجل خوص التحديات التنموية القادمة، معتبرة إياها المرحلة الأصعب لأنها تخص التنافسية العالمية، وقد أكد صاحب السمو رئيس الدولة ـ حفظه الله ـ في كلمته على أن الهدف الوطني القادم هو تحقيق “قفزات نوعية في القطاعات كافة بما يؤهلها (الدولة) بحلول سنة 2071، إلى تبوئ المركز الأول عالميا في المؤشرات العالمية للرفاهية والسعادة وجودة الحياة”.
 
 
وقد تضمنت كلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، جانباً مهماً من الأمور المتعلقة بالحاضر والمستقبل معاً، حيث يحسب لسموه القدرة الفائقة على تحفيز شعبه، وغرس قيم الوفاء بين الأجيال الشابة، حيث كان لافتاً حرص سموه في كلمته بمناسبة اليوم الوطني التاسع والأربعين على تضمين إشارة مطولة للدور الذي قاقمت به الفرق الطبية والأمنية في مواجهة أزمة تفشي جائحة “كورونا”، حيث نوه سموه إلى أهمية دور “فرق الخط الأمامي في مواجهة كورونا، من أطباء وممرضين وأطقم إدارية ورجال أمن وغيرهم، وتضحياتها الكبيرة من أجل حماية المجتمع، هي محل اعتزازنا وفخرنا، وستظل محفورة في سجلات تاريخنا وذاكرة شعبنا”،  ووجّه سموه التحية والشكر لهؤلاء في كلمته قائلاً “في هذه المناسبة أوجه التحية والتقدير إلى عناصر هذه الفرق، وأشكرهم باسم كل مواطن ومقيم على هذه الأرض المعطاءة.. إن الإمارات لا تنسى أبداً من يضحون من أجلها، أو يخلصون العمل لها، خاصة في أوقات الشدائد والمحن، وقد كان إنشاء “ مكتب فخر الوطن ” الذي يهتم بشؤون عناصر خط الدفاع الأول وأسرهم ويعمل على مساعدتهم وتقديم الدعم لهم، تجسيدا لذلك، ومحاولة لرد جزء، ولو قليل، من جميل هذه الفئة المخلصة”، والمؤكد أن هذه الإشارة تمثل خير حافزاً لكل من يعمل في ميادين العمل الوطني، لأنها تقول ببساطة أن الامارات وقيادتها الرشيدة لا تنسى أبداً من يعمل ويضحى من أجل شعبها. 
 
 
رابعاً: الأمن والسلام والاستقرار أسس للتنمية المستقبلية 
تضمنت كلمات قيادتنا الرشيدة جوانب عديدة تتعلق بالمستقبل وأهدافه وطموحاته، ولكنها ركزت بشكل خاص على سعي الإمارات لنشر الأمن والسلام والاستقرار كركيزة ضرورية ملحّة للمضي على دروب التنمية والبناء، وفي ذلك جاءت إشارة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إلى متطلبات تحقيق الأمن والتقدم والاستقرار والسلام في أرجاء منطقتنا وعالمنا العربي، حيث قال «يحتاج عالمنا العربي أن يفكر بلغة ومعطيات العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين، وأن يدرك عمق المتغيرات السياسية والاقتصادية والقيمية التي اجتاحت عالمنا في السنوات الأخيرة، وأن يستشرف المستقبل ويتعرف على محركات التنمية فيه، وأن يوقن يقيناً تاماً بأن الوسائل القديمة وأنماط العمل والتفكير القديمة لن تفضي إلى نتائج جديدة، بل ستعيد إنتاج القديم ومعظمه لا يسر و لا يبني تنمية مستدامة، ولا يصنع سلاما ولا أمناً ولا استقراراً»، وقد عدّد سموه في كلمته مظاهر إسهام دولة الامارات في تحقيق السلام والاستقرار الاقليمي والدولي، مشيراً إلى مكافحة الارهاب والتطرف، وإحباط مخططات تغيير هوية اليمن وانتمائه العربي، وبناء قنوات الحوار بين الثقافات، وإطلاق وثيقة الأخوة الإنسانية بمشاركة أكبر مرجعيتين دينيتين في الإسلام والمسيحية.، وكذلك اتفاق السلام الموقع مع اسرائيل، حيث قال سموه “حين أبرمنا “الاتفاق الإبراهيمي” قدمنا لإقليمنا فرصة ثمينة لاختراق الجمود، وتحريك المياه الراكدة، وشق طرق تفضي إلى السلام والأمن والتعايش والتفرغ للتنمية. لقد أوقف الاتفاق قضم أراضي أشقائنا الفلسطينية وذكر العالم بقضيتهم العادلة بعد أن غيبتهما الأحداث والمستجدات، وفتح لهم أفقا نحو حقوقهم المشروعة في دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. 
 
 
وفي الإطار ذاته وتأكيداً على أهمية اتفاق السلام مع اسرائيل في تحقيق الأمن والاستقرار والسلام الاقليمي، يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في كلمته بمناسبة العيد الوطني التاسع والأربعين “لقد فتحت دولة الإمارات في عام 2020 باباً واسعاً للسلام والتنمية والاستقرار والأمل في منطقة الشرق الأوسط المشحونة بالتوترات والصراعات، من خلال اتفاقية السلام التي وقعتها مع دولة إسرائيل برعاية الولايات المتحدة الأميركية الصديقة، وأكدت شجاعتها في اتخاذ القرارات الكبيرة والتاريخية عندما يتعلق الأمر بمبادئها وما تؤمن به وما ينسجم مع نهجها الراسخ في الدعوة الى السلام والتسامح والتعايش بين مختلف الأمم والشعوب بصرف النظر عن اختلافات الدين والعرق والمذهب”.
 
 
وكان من المهم للغاية إشارة سموه إلى تطلع الشباب في منطقة الشرق الأوسط إلى التنمية والتطور، الذي لا يتحقق بدوره إلا “في ظل السلام وطي صفحة الصراع الطويل في المنطقة، وفتح أبواب المستقبل أمام الشعوب لتغيير واقعها إلى الأفضل في مختلف المجالات.. ودولة الإمارات تعمل وستعمل من أجل السلام الإقليمي الشامل الذي يستفيد منه الجميع ويحقق مصالح الجميع ويعزز أركان الاستقرار والأمن في المنطقة، ويوجه الموارد والطاقات لخدمة شعوبنا والارتقاء بها، وتمهيد الطريق أمام الأجيال القادمة نحو غد أفضل، انطلاقاً من توجهاتها الراسخة والمستقرة منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه”. وقدم سموه بعد ذلك رؤية دقيقة واضحة لتوجهات لدولة الامارات في التعاطي مع الأزمات والصراعات، حيث قال “عملت الإمارات ولا تزال، بصدق من أجل إيجاد تسويات مستقرة للأزمات التي تعاني منها المنطقة العربية والشرق الأوسط، بالتعاون مع أشقائها وشركائها وأصدقائها، ووقفت وتقف دائماً إلى جانب الحوار والوسائل الدبلوماسية طريقا للتعامل مع هذه الأزمات، لأنها تؤمن بأن هذا هو الطريق الوحيد لوضع حد لها وإيقاف نزيف الدم والموارد الذي تدفع ثمنه الشعوب من حاضرها ومستقبلها، وهو الطريق لتسوية كل النزاعات والمشاكل التي يعاني منها العالم”.
 
 
خاتمة
جاءت كلمات قيادتنا الرشيدة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ـ حفظه الله ـ وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في ذكرى اليوم الوطني التاسع والأربعين، ذات طابع وطني مميز، كون الذكرى تمثل بداية للعام الخمسين من عمر الدولة، وحيث تطوي صفحة من كتاب انجازاتها التنموية التاريخية وتستهل صفحة جديدة، تمثل بداية لحقبة مغايرة، تسعى الامارات خلالها لبناء مجد يتماهى مع تطلعات الخمسينية المقبلة، بما يضعها في مصاف الدول الأكثر تقدماً وتطوراً في العالم، لذا جاءت الكلمات معبرة وتمثل وثائق تاريخية لهذه الحقبة من عمر الاتحاد، وتسجل بدقة ماذا تم، وإلى أي فضاء جديد تتطلع قيادتنا الرشيدة في سعيها المتواصل لإسعاد شعبها وتحويل النموذج التنموي الاماراتي المُلهم إلى أحد أهم المتسابقين من أجل صدارة التنافسية العالمية في القرن الحادي والعشرين.
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره