مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2022-06-01

مرحلة جديدة في المسيرة التاريخية: الامارات في ظل قـيادة محمـد بـن زايـد آل نهيان

«فارس يحمل سراج أبيه»....القائـد الانسـان على خطى الوالد المؤسس
 
في عملية انتقال سلس للسلطة كعهد العالم بالممارسات السياسية التشاورية المتحضرة في دولة الامارات، انتخب المجلس الأعلى للاتحاد، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ـ حفظه الله ـ رئيساً للدولة، خلفاً للمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، الذي توفاه الله يوم الثالث عشر من مايو عام 2022، لتبدأ دولة الامارات مرحلة جديدة في تاريخها يقودها «فارس يحمل سراج أبيه» القائد المؤسس، وتجمعت فيه صفات الكرم والنبل والشجاعة والعدل والحكمة والانسانية، التي يحمل بعضها في جيناته الوراثية (الابن سر أبيه) كامتداد لزايد، طيب الله ثراه، بينما اكتسب بعضها الآخر من البيئة التربوية والتعليمية وخبراته الهائلة ومسيرته العسكرية والسياسية التي لعبت الدور الأبرز في بلوغ دولة الامارات ما ارتقت إليه من تقدم وتطور.
 
إعداد: هيئة التحرير
 
وفي هذا العدد تسلط «درع الوطن» الضوء على بعض المحطات والمواقف المضيئة في مسيرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ـ حفظه الله، استبشاراً وحماساً وطاقة تدفعنا جميعاً لمزيد من العمل والعطاء نتطلع إلى حلم جديد ومجد متجدد ينتظر الامارات وشعبها الغالي في ظل قيادة سموه.
 
يبدو تنوع السياسة الخارجية لدولة الامارات وحرصها على امتلاك علاقات قوية مع القوى الاقليمية والدولية كافة، واضحاً في رسائل النعي والعزاء التي وصلت إلى أبوظبي من الدول كافة، حلفاء وفرقاء، حيث نعى الرئيس الأمريكي جو بايدن الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وكذلك تقدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وملكة بريطانيا ورئيس وزراء إسرائيل نفتالي بينيت وكذلك الرئيس الايراني إبراهيم رئيسي، الذي بعث ببرقية عزاء إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ـ حفظه الله ـ قدم فيها تعازيه لدولة الإمارات «الصديقة والشقيقة»، حكومة وشعبا بوفاة رئيسها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، كما بعث وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، برقية عزاء الى سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، قدم فيها تعازيه الحارة لدولة الإمارات الصديقة والشقيقة، حكومة وشعبا بوفاة رئيسها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ما يعكس في مجمله تنوع علاقات الامارات الدولية وقدرتها على بناء التوازن الصعب بين الشركاء والفرقاء. وتأكد الأمر في تهنئة الرئيس الأمريكي جو بايدن لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ـ حفظه الله ـ بمناسبة انتخابه رئيساً، حيث قال في بيان إن «الامارات شريك أساسي للولايات المتحدة»، مؤكدا أنه يتطلع الى «تعزيز العلاقات» بين البلدين، وبالمناسبة ذاتها، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «أنا على يقين أن نشاطك على رأس الدولة سيسهم في تعزيز علاقاتنا الودية الروسية الإماراتية والتعاون المشترك»، بينما قام كل من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بزيارة لدولة الامارات لتقديم واجب العزاء والاعراب عن دعمه لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ـ حفظه الله، وكذلك قام رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بزيارة مماثلة بينما قامت نائبة الرئيس الاميركي كامالا هاريس بزيارة للإمارات.
 
وتعكس المؤشرات السابقة قدرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ـ حفظه الله ـ على بناء علاقات متوازنة مع القوى الدولية كافة، ووضع سياسة تنويع الشركاء موضع تنفيذ فعلي يضمن لدولة الامارات تحقق مصالحها الاستراتيجية، كما يعزز مكانتها وثقلها الاقليمي والدولي بما يعزز قدرتها على لعب دور حيوي في تسوية الأزمات وانهاء الصراعات. وقد انعكست هذه النجاحات في محطات بارزة:
 
  • بناء شراكات استراتيجية مع روسيا وكوريا الجنوبية والصين والهند وفرنسا جنباً إلى جنب مع الولايات المتحدة.
  • عقد اتفاق سلام مع اسرائيل من دون المساس بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، مع السعي لتفادي الصدام مع الجار الايراني.
  • بناء تحالف قوي مع المملكة العربية السعودية والانخراط الفاعل في التحالف العربي لدعم الشرعية بقيادة المملكة، ما أسهم في الحفاظ على عروبة الدولة اليمنية والحيلولة دون سقوطها في المخطط الحوثي الذي يستهدف إخضاع اليمن للنفوذ الايراني.
  • الانخراط الفاعل في جهود مكافحة تنظيمات الارهاب اقليمياً ودولياً، ودعم كفاح الشعوب العربية للخلاص من حكم هذه التنظيمات عقب الفوضى والاضطرابات التي عمت المنطقة في عام 2011، وفتحت الباب أمام وصول بعض الجماعات الارهابية للحكم كما حدث في جمهورية مصر العربية، بوصول تنظيم “الإخوان المسلمين” الارهابي للحكم ثم ثورة الشعب المصري على حكم هذه الجماعة في الثلاثين من يونيو عام 2013، وهي الثورة التي حظيت بدعم ومساندة دولة الامارات. وقد نجحت جهود دولة الامارات بقيادة سموه في إفشال مخطط إخضاع المنطقة لحكم التنظيمات المتطرفة.
  • دور دولة الامارات الفاعل في مساندة ودعم اللاجئين السوريين ثم إعادة بناء الجسور مع نظام الرئيس بشار الأسد والسعي لإعادة دمج سوريا في محيطها القومي والنظام الاقليمي العربي مجدداً رغم معارضة قوى كبرى كالولايات المتحدة للتوجه الإماراتي في هذا الشأن. فضلاً عن سعي دولة الامارات لتحقيق الاستقرار في ليبيا والتصدي للتدخلات الأجنبية في هذا البلد العربي.
  • اتجاه دولة الامارات إلى تبني سياسة بناء الجسور مع القوى الاقليمية بعد مضي عقد كامل من الخلافات والتوترات، حيث تم طي صفحة الخلافات مع تركيا،  وفتح باب الحوار مع إيران، والسعي لإعادة بناء علاقات اقليمية قائمة على تبادل المصالح والنأي بالمنطقة عن أسباب وعوامل الصراع والتوتر.
  • نجاح دولة الامارات في غرس سياسات قائمة على نشر التسامح والاعتدال والتعايش في منطقة الشرق الأوسط، حيث لعبت هذه السياسات دوراً مهماً في احتواء خطر التطرف والتشدد والارهاب، والترويج لنموذج التعايش الاماراتي القائم على الانفتاح وقبول الآخر، بكل ما يمتلك من جاذبية وقدرة على توفير الأجواء اللازمة للتنميـة وصناعـة نمـوذج العيش الذي يحلـم به ويطمـح إليـه ملايين الشباب في المنطقـة العربيـة والعالم. 
  • كما أصبحت الامارات أيقونة عالمية للتعايش والتسامح ورمزاً للتعددية وملتقى لحوار الأديان، الذي يأتي في توقيت بالغ الدقة عالمياً في ظل صعود التطرف والتشدد الديني وتفشي الارهاب في مناطق شتى من العالم.
  • يعتبر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ـ حفظه الله ـ رائداً للتحديث والنهضة في دولة الامارات، حيث نجح في العبور بالدولة إلى أجواء التنافسية العالمية في القرن الحادي والعشرين من خلال سلسلة متلاحقة ومتنوعة من الانجازات التنموية الكبرى في مختلف المجالات: استكشاف الفضاء، الطاقة النووية السلمية، اقتصاد المعرفة، التحول الرقمي، التكنولوجيا المتقدمة، الطاقة المتجددة، البنى التحتية، وقد حقق سموه بموازاة ذلك كله طفرة هائلة في بناء الوعي الوطني لدى أجيال الشباب من خلال برنامج الخدمة الوطنية في القوات المسلحة، والذي أحدث نقلة نوعية بالغة الأهمية في تشكيل وتكوين وعي الشباب الاماراتي بأجندة وطنية والتحديات التي تواجه دولته وشعبه.
  • نجحت الامارات في التحول إلى عاصمة للانسانية، واعتلاء عرش تقديم المساعدات الانسانية عالمياً، بما يضفي على سياستها الخارجية المزيد من الاحترام والتقدير العالميين، لاسيما أنها اثبتت بالفعل قناعاتها بالمبادىء الانسانية والحضارية وتجذر هذه المبادىء التي تترجم إلى خطط عمل لنشر الأيادي البيضاء لمساعدة المحتاجين واغاثة الملهوفين من دون تفرقة بين لون وجنس وعرق ودين.
جوانب في شخصية القائد 
 خلال السنوات الماضية التي غيب المرض فيها القائد الراحل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، برز دور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ـ حفظه الله ـ وتجلت سمات قيادته في جوانبها الانسانية والسياسية والحضارية والاستراتيجية، وهنا نشير إلى ومضات أو لقطات لا يمكن القفز عليها خلال استقراء السمات القيادية لسموه: 
 
 
 
الجانب الانساني: يُعرف صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بمبادراته الإنسانية، إذ أسهم في تعزيز الجهود الدولية لاستئصال الأمراض المعدية مثل الملاريا ودودة غينيا وغيرها من الأوبئة الفتّاكة، ووفقا لما تم الإعلان عنه وما هو متوفر من أرقام، فقد بلغت تبرعات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد لدعم جهود الصحة العالمية الموجّهة أساسًا للأطفال خلال أقل من 5 سنوات نحو 235 مليون دولار خُصص منها 167 مليون دولار دعمًا لجهود استئصال مرض شلل الأطفال، و30 مليون دولار لدعم جهود القضاء على مرض الملاريا، كما عززت مبادرات الشيخ محمد بن زايد قدرات هيئة الهلال الأحمر الإماراتي حتى أصبحت واحدة من المنظمات الإنسانية الفاعلة والمؤثرة إقليميًا ودوليًا ومكنتها من ترقية وتطوير أنشطتها وتعزيز مسيرتها الإنسانية.
وخلال ذروة تفشي فيروس «كورونا» عالمياً، وفي مايو عام 2020، برز بعمق البعد الانساني لدى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ـ حفظه الله ـ حيث التقى سموه إحدى الممرضات الأجنبيات، اللاتي يتصدين لخطر فيروس «كورونا» في مستشفيات دولة الامارات، حيث تجلت في هذا اللقاء الفريد صورة القيادة في بساطتها ومدى قربها من الجميع من دون استثناء، ومدى احترامها لقيمة العمل، ورسالة مهمة من قائد يدرك حجم الجهود والمسؤوليات التي تتحملها شريحة من السكان في مواجهة ظروف تفشي وباء «كورونا»، وهي شريحة الممرضات اللاتي يقفن في الصف الأول في مواجهة الخطر، ويتحملن بإخلاص نلمسه جميعاً مسؤولية مواجهة الخطر ودعم ومساندة المصابين بالفيروس خلال رحلة العلاج وحتى اكتمال الشفاء بإذن الله.
حيث عكس اللقاء وعي القائد بأهمية تحفيز العنصر البشري في هذه الظروف لأداء مهامه بكفاءة عالية، وبالتالي جاء اللقاء كرسالة دعم مؤثرة لتشجيع آلاف الأطباء والممرضات العاملات في مستشفيات الدولة، والحث على مواصلة أداء رسالتهم الانسانية بالكفاءة والمثابرة التي تليق بدولة الامارات وتقديرها واحترامها للانسان، وهذا ما قالته الممرضة الفلبينية بالفعل «عندما قدر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان جهودي، شعرت أنه يقدر جهود كل الممرضين الذين يزرعون الأمل».، وأضافت “لقد ألهمتني كلمات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أنا وزملائي الممرضين لنشر الأمل بين المرضى وفي المجتمع ككل، إذ شعرنا نحن الممرضين بأننا أبطال». كما تابع الكثيرين مدى انتشار التقدير الشعبي الاماراتي والخليجي والعربي الواسع لمواقف سموه الإنسانية حين قام بزيارة لمنزل طفلة استشعر أنها تأثرت نفسياً بسبب عدم تمكنها من مصافحة سموه أثناء مراسم استقبال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال زيارته إلى أبوظبي، وكيف أن هذه الزيارة قد عكست مدى ما تتمتع به القيادة الإماراتية من جوانب إنسانية تجعلها مثار احترام وتقدير عالميين. كما انطوت مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ـ حفظه الله ـ الخاصة بتحصين ملايين الأطفال الباكستانيين ضد مرض شلل الأطفال على أهمية كبيرة، ليس فقط لأنها تعكس الوجه الإنساني لدولة الإمارات، وتمثل ترجمة ميدانية لتوجيهاتها بتعزيز الجهود العالمية الرامية للحد من انتشار الأوبئة والوقاية من التداعيات الصحية السلبية التي يعانيها الأطفال منها، وإنما أيضاً لأنها تجسيد واضح لالتزام دولة الإمارات العربية المتحدة بالنهج والمبادئ الإنسانية لمساعدة الشعوب المحتاجة والفقيرة وتطوير برامج التنمية البشرية، والاهتمام بسلامة صحة الإنسان وفئة الأطفال المحتاجين للرعاية الصحية الوقائية في مختلف دول العالم. وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قد قدم منذ عام 2011 مبلغ 167 مليون دولار مساهمة من سموه في دعم الجهود العالمية لاستئصال مرض شلل الأطفال مع التركيز بشكل خاص على باكستان وأفغانستان.
 
وتأتي مساهمات سموه في إطار النهج الإنساني لدولة الإمارات العربية المتحدة في التعاون مع المنظمات والمؤسسات الدولية المعنية بتوفير الخدمات الإنسانية والصحية للمجتمعات والشعوب المحتاجة وتقديم المساعدات لهم، ودعم الجهود العالمية لاستئصال مرض شلل الأطفال والتقليل من حالات الإصابة به بنسبة كبيرة في الدول المستهدفة بالمبادرة وهي باكستان وأفغانستان. وقد عبرت تصريحات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بمناسبة انعقاد قمة اللقاحات في أبوظبي في أبريل 2013 عن حس إنساني عميق، وتجاوب كبير مع التحديات التي تهدد حياة الأطفال في العالم، حينما قال سموه: إن «إنقاذ الأطفال من أمراض يمكن الوقاية منها عمل إنساني عظيم، لا يتحقق إلا بتكاتف وتعاون الجميع، وأن دولة الإمارات تسعى دائماً إلى إقامة شراكات عالمية لحل هذه القضايا الدولية المهمة».  
 
أيادي الخير البيضاء  تمتد للجميع: الامارات هي رائدة العمل الانساني عالمياً، والدولة الأكثر عطاء في العالم، وتؤكد الاحصاءات أن   المساعدات الخارجية التي قدمتها دولة الإمارات خلال الفترة من 2010 وحتى 2021 قد بلغت نحو 206 مليارات و34 مليون درهم، بما يعادل 56.14 مليار دولار أمريكي. وحافظت دولة الامارات على مدار الأعوام الماضية على ارتفاع نسبة مساعداتها الإنمائية قياساً إلى دخلها القومي الإجمالي، محققة مرتبة متقدمة بين أعلى الجهات المانحة. وبذلك، حلّت الإمارات في المرتبة الأولى لأعلى المانحين الدوليين للمساعدات الإنمائية مقارنة بالدخل القومي الإجمالي لأربع مرات، كما جاءت في المرتبتين الثانية والرابعة لبعض السنوات خلال الفترة نفسها. وأشار تقرير رسمي إلى أنّ المساعدات الخارجية الإماراتية تندرج ضمن 3 فئات رئيسية: تنموية وإنسانية وخيرية، حيث شكّلت المساعدات التنموية نحو 87.7% من إجمالي المعونات الخارجية المقدمة، بينما حصلت فئتا المساعدات الإنسانية والخيرية على 9.9% و2.4%.. وقدمت نحو 59.1% من المساعدات الخارجية على شكل منح، بينما شكّلت القروض الميسّرة للدول النامية دفعة قوية لحافظة تمويلاتهم الداخلية وبنسبة بلغت 40.9% من إجمالي مدفوعات المعونات التنموية. وبالنسبة للتوزيع الجغرافي للمساعدات الخارجية الإماراتية في الفترة بين 2010 - 2021، أوضح التقرير أنّ أفريقيا تلقت ما يقارب من نصف الإجمالي، بينما حصلت الدول الآسيوية على 40%.
 
القبول الشعبي الواسع والعلاقة القوية مع شعب الامارات: يلاحظ الجميع أن هناك علاقة قوية للغاية تجمع بين شعب الامارات وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ـ حفظه الله ـ منذ بدايات ظهور على الساحة السياسية، وقد تعمقت هذه العلاقة بمرور الوقت والسنوات، حتى أصبح سموه رمزاً للولاء والانتماء وملهماً لشباب الامارات وشيوخها، حيث يجسد سموه السمات الفريدة لتجربة الحكم التشاوري المتجذرة في دولة الامارات، وهي تجربة لها خصوصية سياسية فريدة، رسم ملامحها ووضع ركائزها المغفور له - بإذن الله تعالى - الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حيث أسس طيب الله ثراه  نهجاً استثنائياً وأسلوباً متفرداً في الحكم والعلاقة بين القائد والشعب، منطلقاً من محورية دور المواطن باعتباره محور التنمية وهدفها، وما يعنيه ذلك من أبعاد إنسانية في ممارسة دور القيادة، ويمضى على هذا النهج الرشيد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ـ حفظه الله ـ حيث يعمل سموه على تكريس هذا النهج وتعميقه وتطويره من خلال الحرص على التواصل المستمر مع جموع المواطنين وتلبية احتياجاتهم والتفاعل المباشر معهم، دون أية قيود أو حواجز، فأبواب سموه مفتوحة دائماً أمام المواطنين طوال العام.
 
وقد نجح سموه في تطوير نموذج الدواوين أو المجالس بكل ما يمتلك من جذور عريقة وتقاليد وفلسفة عمل مستمدة من ثقافة البيئة المحلية ، وإدارته عبر آليات غاية في التقدم التقني والتكنولوجي، تتضمن محاضرات وندوات تناقش أحدث ما وصل إليه العلم والعلوم الحديثة في المجالات التطبيقية والإنسانية، وخير مثال لذلك مجلس صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي يمتلك برنامجاً للندوات والمحاضرات، ويستضيف الخبراء العالميين المتخصصين في مختلف المجالات لإثراء المجلس بأفكارهم ونقاشاتهم، وبالتالي بات مجلس سموه بمنزلة خليط من المجالس التشاورية التقليدية ومراكز التفكير العلمي، ومطابخ صناعة القرار في موقع الحدث وغير ذلك من مفاهيم مؤسساتية باتت تنصهر وتتجسد في مجلس ذي فاعلية ملموسة.
ولا يكتفي سموه بجعل أبواب مجلسه مفتوحة أمام المواطنين، بل يحرص كذلك على الذهاب إليهم في مختلف إمارات ومناطق الدولة للتعرف على طبيعة احتياجاتهم على أرض الواقع، وهذا يتجسد في الجولات التفقدية والزيارات الميدانية التي يقوم بها بهدف التعرف على الأوضاع المعيشية للمواطنين عن قرب، والتوجيه باتخاذ السياسات التي تضمن الارتقاء بجودة الحياة لهم على المستويات كافة.  
 
التميز في الاستثمار البشري: يمكن القطع بأن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ـ حفظه الله ـ يمتلك سجلاً متميزاً في الاستثمار في الانسان، حيث كثفت الدولة في السنوات الأخيرة جهودها الرامية إلى تطوير منظومة التعليم بمراحلها المختلفة، واعتمد مجلس الوزراء في عام 2019 إنشاء صندوق دعم التعليم، الهادف إلى تعزيز الشراكات مع القطاع الخاص ورجال الأعمال لتطوير التعليم وتوفير موارد مالية إضافية تدعم البرامج التطويرية النوعية في التعليم بكافة مراحله وأشكاله. ويستهدف الصندوق ضمان استدامة برامج التطوير والتحديث النوعي للتعليم وسيتم حوكمته من الجهات والوزارات المعنية في الدولة كما سيخضع للتدقيق الداخلي ورقابة ديوان المحاسبة. كما تم في العام ذاته الاعلان عن تأسيس “جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي”، 2019 لتدشن مرحلة جديدة في مسيرة العلوم والتكنولوجيا في  دولة الإمارات، ليس فقط لأن هذه الجامعة تعد الأولى من نوعها على مستوى العالم في الدراسات العليا المتخصصة ببحوث الذكاء الاصطناعي، وإنما أيضاً لأنها تواكب النهضة الحضارية الشاملة لدولة الإمارات العربية المتحدة، وطموحاتها التنموية لمرحلة ما بعد النفط التي ترتكز على اقتصاد المعرفة القائم على العلوم والمعارف والتكنولوجيا العصرية الحديثة. 
 
 
وتواكب” جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي” جهود الإمارات الرامية إلى بناء اقتصاد معرفي تنافسي عالي الإنتاجية، قائم على الابتكار والبحث العلمي والتقنية الحديثة، كما تواكب “جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي” في أهدافها العامة التوجه العالمي المتنامي والمتسارع نحو الاهتمام بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وتوظيف مخرجاتها في خدمة التنمية والرفاه لشعوب العالم أجمع، خاصة إذا ما تم الأخذ في الاعتبار التقديرات التي تتوقع أن يسهم الذكاء الاصطناعي في إحداث تأثير جذري في الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030، وأن حجم هذا الإسهام قد يصل نحو 16 تريليون دولار.
 
 
ويمثل عام 2019 نقطة فاصلة في تاريخ الإنجازات الإماراتية، حيث  كانت دولة الإمارات على موعد مع المستقبل يوم الخامس والعشرين من سبتمبر 2019، حينما شارك هزاع المنصوري أول رائد فضاء إماراتي في رحلة مركبة “سويوز إم. إس 15” إلى محطة الفضاء الدولية ، لتسطر بذلك صفحة جديدة من تاريخها، عنوانها عيال زايد يحققون حلم زايد بمعانقة الفضاء. وفي الوقت الذي يؤكد فيه هذا الإنجاز التاريخي أن ثروة الإمارات الحقيقية هي أبناءها المتسلحون بالعلم والمعرفة والإرادة القوية القادرة على تحدي المستحيل، فإنه يمثل أيضاً مصدر إلهام لشباب الإمارات، ويرفع سقف طموحاتهم من أجل أن تكون أحلامهم دائماً عند مستوى هذا الإنجاز الذي يعانق عنان السماء. وتدشن أيضاً لمرحلة جديدة تضع فيها الإمارات العالمين العربي والإسلامي بقوة على خارطة صناعة الفضاء العالمية، بإسهامات نوعية تعزز من جهود البشرية لبلوغ هدفها في اكتشاف الفضاء وتعزيز المعرفة بالكون من حولنا، وكيفية توظيف علوم الفضاء في خدمة مسيرة الإنسانية وتنميتها المستدامة.
 
 
 
ويعتبر القطاع الفضائي الإماراتي الأكبر في المنطقة من حيث الحجم والتنوع والاستثمارات المباشرة، ويتسم القطاع بالحيوية والنشاط والتنظيم والخطط الواضحة للبرامج المستقبلية حيث يضم منظومة تشريعية وتنظيمية تجعلها من القطاعات الأسرع نمواً، فقد تم إصدار السياسة الوطنية للفضاء، واعتماد القانون الفضائي، إلى جانب اعتماد الاستراتيجية الوطنية للفضاء والتي تمثل خارطة الطريق للعلوم والتقنيات والابتكار الفضائي. وتولي دولة الإمارات ضمن رؤيتها التنموية المستقبلية، اهتماما استثنائيا بإعداد القيادات الشابة في مختلف مواقع العمل الوطني، وتحرص على توفير البرامج التي تسهم في الارتقاء بقدراتهم، حتى يكونوا قادرين على المشاركة بفاعلية في مسيرة التنمية والتطور، وتحمل مسؤولية القيادة في المستقبل. وهذا ما عبر عنه بوضوح صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ـ حفظه الله ـ خلال حضوره جانبا من فعاليات الدورة الثانية لـ”مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل” التي عقدت في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، في شهر أكتوبر 2018 حيث قال سموه “ نثق بدور شباب الإمارات الطموح ونؤمن بقدراتهم وإمكاناتهم في صناعة حاضر ومستقبل البلاد، ونسعى دائما إلى تأهيلهم وتحفيزهم وتمكينهم لاستلام راية الوطن والمضي بها إلى فضاء المجد ترفرف في مختلف الميادين”. و”مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل” مبادرة نوعية ملهمة تتجاوز كونها منصة للتفاعل بين الطلاب ورواد العلوم والمعارف العصرية والتكنولوجية الحديثة من دول العالم المختلفة، إلى ملتقى لإثراء الأفكار وطرح المبادرات الخلاقة في المجالات التي تنمي معارف الشباب وتسهم في تمكينهم من مهارات القرن الحادي والعشرين، حيث يهدف هذا المجلس إلى تحقيق مجموعة من الأهداف، أهمها اكتساب مهارات القرن الحادي والعشرين من خلال تطوير استراتيجيات التعليم والمناهج الدراسية والابتكار لإعداد طلاب قادرين على مواكبة العالم المتطور، والانفتاح على الثقافات المختلفة، والتفكير النقدي الخلاق، واستيعاب العلوم العصرية الحديثة، وامتلاك أدوات التكنولوجيا المتقدمة. ومن المقولات المأثورة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ـ حفظه الله ـ تلك التي تضمنتها كلمته الرئيسية في ختام فعاليات “مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل”، في دورتها الأولى في شهر مارس من العام الماضي 2017، والتي خاطب فيها أبناؤه الطلاب، قائلاً:”  رحلتكم رحلة جيل من أجل وطن، عليه أن يجاهد ويتسلح بالعلم ثم يعود ليتسلم الراية، أنتم جيل مهم”. وهذه الكلمات العميقة في جوهرها والدقيقة في معانيها تؤكد بوضوح أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ـ حفظه الله ـ ينظر إلى أجيال المستقبل باعتبارهم ثروة الوطن الحقيقية التي ينبغي الاستثمار فيها جيداً من الآن، والعمل على تأهيلهم كي يكونوا قادة الغد الذين يتحملون المسئولية في كل مواقع العمل الوطني، والذين يمكن الرهان عليهم في خوض غمار سباق التقدم ، وتعزيز تنافسية الإمارات على الصعيد العالمي.
 
 
يؤمن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ـ حفظه الله ـ بأن أي أمة تريد أن تحجز لنفسها مكانة مرموقة وموقعاً متميزاً فإن عليها أن تضع التعليم في مقدمة أولوياتها، لأنه هو الاستثمار الحقيقي الذي يمكن من خلاله بناء أجيال المستقبل، التي تمتلك الطموح والقدرة على تحمل أعباء القيادة وفي الوقت ذاته تعتز بهويتها الوطنية. إنها رؤية قائد ملهم يدرك جيداً بأن قوة الدول والمجتمعات تكمن في إرادة أبنائها وما يمتلكونه من مهارات ومعارف وعلوم وليس بحجم سكانها أو مساحتها الجغرافية، ولهذا استطاعت الإمارات أن تقدم نموذجاً ملهماً في بناء أجيال المستقبل الذين يمكن الرهان عليهم في الانتقال  إلى مرحلة ما بعد النفط، مرحلة عنوانها “الإمارات قادرة بأجيال المستقبل على صنع المستحيل وخوض رحلة التقدم الإنساني والحضاري”.
 
 
تطوير القوات المسلحة: تبدو بصمات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ـ حفظه الله ـ واضحة على خطط تطوير قواتنا المسلحة، حيث قاد سموه جهود متابعة تكليفات القيادة الرشيدة بشأن تطوير قواتنا المسلحة، حتى تجلى هذا التطوير في الأداء البطولي لهذه القوات خلال جميع المشاركات الخارجية التي أسهمت فيها، حيث كان أداء وسلوك أفراد قواتنا المسلحة الباسلة، مبعث فخر واعتزاز ليس فقط لشعب الإمارات، وإنما للشعوب العربية والإسلامية قاطبة، حيث أثبتت أنها قوة احترافية قادرة على صون القيم والمبادىء، والدفاع عن مصالح وأمن واستقرار ومصالح الشعوب العربية، و تثبيت أسس الأمن والاستقرار في مناطق الأزمات والصراعات، وردع أي تهديد لأمن المنطقة واستقرارها، وكبح جماح أي أطماع خارجية. وقد سطرّت القوات المسلحة لدولة الإمارات خلال مشاركتها في اليمن ملاحم إنسانية عظيمة باتت نموذجا يدرس في التعامل الحضاري أثناء العمليات العسكرية بالتزامها بالمواثيق الدولية وقواعد الاشتباك المتفقة مع القانون الدولي الإنساني، كما قادت عملية تأمين وصول المساعدات الإنسانية وتكفلت بإيصالها إلى مختلف المناطق وأخلت آلاف الجرحى من مختلف المحافظات للعلاج في خارج اليمن كما أشرفت على عملية تأمين وصول فرق الهلال الأحمر الإماراتي والمنظمات الإنسانية العاملة إلى مناطق الصراع، للتعرف إلى احتياجات الناس والإسهام في إعادة تأهيل القطاعات الخدمية..
 
كما قدمت المساعدات الإغاثية العاجلةَ في المناطق المحررة إلى جانب فتح الطرقات والمعابر الآمنة وتمشيط المناطق ونزع الألغام والعبوات الناسفة التي تعيق تحركات المدنيين وتهدد حياتَهم بالخطر. وقد كان للدور الإنساني والإغاثي الذي قامت به القوات المسلحة في اليمن كان له عظيم الأثر في التخفيف من معاناة الشعب اليمني الشقيق، خاصة أن هذا الدور تكامل مع الجهود والمبادرات التي تقوم بها الجهات والجمعيات الخيرية الإماراتية، التي لعبت دوراً إيجابياً بارزاً وما تزال، كهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية، بجانب مؤسسات زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، ومؤسسة سلطان بن خليفة آل نهيان الإنسانية والعلمية، وسقيا الإمارات، والرحمة للأعمال الخيرية، وبيت الشارقة الخيري، وغيرها من مؤسسات وجمعيات الدولة الإنسانية، حيث ساعدت القوات المسلحة هذه الجمعيات والهيئات الخيرية على القيام بدورها الإنساني في اليمن على الوجه الأكمل.
 
 
 
 
تنويع التحالفات والعلاقات الدولية وتعزيز مكانة الامارات اقليمياً وعالمياً: نجحت الدبلوماسية الإماراتية خلال  الأعوام الأخيرة في تحقيق حضور متزايد، ليس على الصعيد الاقليمي فقط، بل على الصعيد الدولي أيضاً. ويتفق المراقبون والمتخصصون على أن الدبلوماسية الاماراتية قد استطاعت أن تحقق أهداف الدولة في الخارج، وضمنت لها حضوراً مؤثراً من خلال المشاركة في القمم والاجتماعات الدولية الكبرى، كما نجحت في  توظيف ثقل ومكانة دولة الامارات كقوة صاعدة تنموياً واقتصادياً وتكنولوجياً من أجل لعب دور حيوي في  ترسيخ أسس الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، حيث أظهرت الدبلوماسية الإماراتية قدرة كبيرة في التعامل مع أزمات المنطقة، والعمل على احتواء تداعياتها السلبية على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، وهو ما رسخ مكانة الإمارات ضمن حسابات العواصم الدولية الكبرى، أو ما يعرف بعواصم صنع القرار العالمي، حيث تحرص القوى الكبرى على التعرف على رؤى الإمارات ومواقفها المتوازنة تجاه مختلف القضايا، والاستفادة منها في معرفة وتقييم تطورات الأوضاع في المنطقة. كما نجحت دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال دبلوماسيتها النشيطة، وعلاقاتها القوية مع جميع دول العالم، من دون استثناء، إلى جانب اعتمادها مبدأ تسوية النزاعات بالطرق السلمية، كأحد المبادئ والثوابت في سياستها الخارجية، في إثبات نفسها كإحدى أبرز القوى الفاعلة ذات التأثير على الصعيدين الإقليمي والدولي، وإحدى الدول ذات الدور الحيوي في إقرار السلم والأمن العالميين، ويبدو هذا جلياً في الدور الذي تضطلع به في إدارة الأزمات التي تموج بها منطقة الشرق الأوسط في المرحلة الراهنة.
 
كما قامت الدبلوماسية الإماراتية الهادئة بأدوار وساطة فاعلة كتلك التي نجح من خلالها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ـ حفظه الله ـ في انهاء الصراع وحالة التأزم بين اثيوبيا واريتريا، وقد أبرزت هذه الوساطة الناجحة دوراً دولياً جديداً للإمارات كصانع سلام ووسيط دولي يعتد به، كما ابرزت حكمة وحنكة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ومكانته السياسية الكبيرة لدى قادة الدول الأخرى. 
 
 
دبلوماسية بناء الجسور: لاشك أن الطموحات التنموية الكبرى التي تمتلكها دولة الامارات، تحتاج إلى بيئة آمنة ومستقرة من أجل تهيئة الأجواء للعمل والبناء والانتاج وتحقيق سقف التطلعات، الذي يتطلب بدوره تكثيف معدلات التعاون والتواصل مع دول العالم كافة في مختلف المجالات. الامارات الآن تمضي نحو المستقبل وفق رؤى استراتيجية مدروسة تتضمن أهدافاً طموحة للغاية تسعى الدولة لتحقيقها وفق وثيقة «مبادىء الخمسين»وهي خارطة طريق استراتيجية للسنوات المقبلة، وتتضمن عشرة مبادىء رئيسية تحدد المسار المستقبلي للدولة. وتؤكد مبادئها على أن «التركيز بشكل كامل خلال الفترة المقبلة على بناء الاقتصاد الأفضل والأنشط في العالم. التنمية الاقتصادية للدولة هي المصلحة الوطنية الأعلى، وجميع مؤسسات الدولة في كافة تخصصاتها وعبر مستوياتها الاتحادية والمحلية ستكون مسؤوليتها بناء أفضل بيئة اقتصادية عالمية والحفاظ على المكتسبات التي تم تحقيقها خلال الخمسين عاما السابقة»، وأن «السياسة الخارجية لدولة الإمارات هي أداة لخدمة الأهداف الوطنية العليا وعلى رأسها المصالح الاقتصادية لدولة الإمارات، هدف السياسة هو خدمة الاقتصاد وهدف الاقتصاد هو توفير أفضل حياة لشعب الإمارات». لذا تركز الامارات حالياً على استراتيجية بناء الجسور ورأب الصدوعات والتعاون والاستفادة من المزايا النسبية والقدرات النوعية لكل الدول بما يضمن للجميع التطور والتقدم.
 

 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره