مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2012-11-01

الإنكــشـــــاريـــــة قـوام الجيـش العـثمـاني وعـمــاده

استمــرت الإمبراطوريــة الإسلاميــة العثمانيــــة لمــا يقــرب مـــن 600 عـــــام ( 1299م - 1923م)، وبلغت ذروة مجدها وقوتها خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر، فامتدت أراضيها لتشمل أنحاء واسعة من قارات العالم القديم الثلاثة: أوروبا وآسيا وأفريقيا، وخلال تلك الفترة الطويلة من الحكم مر الجيش العثماني بمراحل كثيرة، وتعرض لأحداث هامة.  
ومنذ نشأته حرص على إنشاء قوة عسكرية متطورة تواجه أعتى المعارك من خلال الفرق والمجموعات القتالية قوية الشكيمة، ومن ضمن هذه الفرق الفرقة الإنكشارية التي اتصفت بالقوة والشجاعة.
 
إعداد: حنان الذهب
 
 
نشأة وأهمية الإنكشارية
لا يعرف على وجه الدقة وقت ظهور هذه الفرقة، فقد أرجعها المؤرخون إلى عهد "أورخان الأول" سنة 1324 حين عرض عليه شقيقه الأكبر علاء الدين - وهو وزيره الأول أيضاً- بتبني أسرى الحروب من الغلمان والشباب وتدريبهم تدريباً عسكرياً وتربيتهم تربية إسلامية، وإحداث قطيعة بينهم وبين أصولهم، على أن يكون السلطان والدهم الروحي، وأن تكون الحرب صنعتهم الوحيدة، فقد أدرك من خلال معاركه حاجته إلى جيش من المشاة يستطيع فتح القلاع واقتحام الأسوار المنيعة، ولا يعرف أفراده حرفة سوى القتال، فأنشأ أول الأمر جيشاً نظامياً مؤلفاً من فرق متعددة، كل فرقة منقسمة إلى وحدات تتألف من عشرة أنفار، ومئة نفر، وألف نفر، ثم اختار ألفاً من أسرى الحروب، وأغلبهم من صغار السن، بين السابعة والعاشرة، وضمّ إليهم الأولاد المسيحيين المشردين والأيتام الذين توفي آباؤهم أو أمهاتهم خلال الغزوات والمعارك، ثم صهر الجميع في بوتقة واحدة، وأنشأهم على الدين الإسلامي وعلى التعلق بشخصه والإخلاص له وللدين والوطن، فكان هؤلاء هم نواة جيش الإنكشارية، ولقد أبلى ذلك الجيش بلاءً حسناً في كافة المعارك التي خاضها العثمانيون إبان قوتهم، فكانوا يندفعون كالأسود في ساحات القتال، وكان لهم الفضل في ترجيح كفة النصر في المعركة الحاسمة يوم فتح القسطنطينية وغيرها من المعارك الشهيرة، وقد أجمع المؤرخون على إطراء روح النظام التي تميّز بها هؤلاء الجنود في العصر الذهبي للدولة، فلم يكن عندهم مكان للخمر أو للقمار أو غير ذلك من الآفات التي عرفتها جيوش أوروبا في تلك العهود، ولكن الفساد ما لبث أن دبّ إلى هذا الجيش مع الزمن.
 
والإنكشارية تعني بالتركية العثمانية "يکيچرى"؛ أي الجيش الحديث أو الجديد، وتقرأ الكلمة على الصحيح "ينيجاري" فهي تكتب بالتركية: "يكني جاري" فقرأها الأزهريون: إنكشاري، لأنهم لم يدركوا أن الكاف لا تلفظ، وأن الجيم هي "Ch " باللغة الإنكليزية فقلبوها شيناً، فعمت الكتابات العربية الآن، في حين كان الناس يقرأونها " الينيجارية ".
عرف الإنكشاريون بكفايتهم القتالية ووفرتهم العددية، وضراوتهم في الحرب والقتال، وكانوا أداة رهيبة في يد الدولة العثمانية في حروبها التي خاضتها في أوروبا وآسيا وإفريقيا، وكان لنشأتهم العسكرية الخالصة أثر في اندفاعهم الشجاع في الحروب واستماتتهم في النزال، وتقدمهم الصفوف في طليعة الجيش، وكانوا يأخذون مكانهم في القلب، ويقف السلطان بأركان جيشه خلفهم، وقد استطاعت الدولة العثمانية بفضل هذه الفرقة الشجاعة أن تمد رقعتها، وتوسع حدودها بسرعة، ففتحت بلاداً في أوروبا كانت حتى ذلك الوقت خارج حوزة الإسلام.
 
وقد أشاد المؤرخون الغربيون بهذه الفرقة باعتبارها من أهم القوات الرئيسية التي اعتمدت عليها الدولة في فتوحاتها، فيقول"بروكلمان" بروكلمان" المستشرق الألماني: "إن الإنكشارية كانوا قوام الجيش العثماني وعماده"، ويضيف المؤرخ الإنجليزي "جرانت" بأن المشاة الإنكشارية كانوا أكثر أهمية من سلاح الفرسان، وكان مصير أو مستقبل الدولة العثمانية يعتمد إلى حد كبير عليهم.
 
أقسام الإنكشارية
كانت الإنشكارية تتألف من ثلاثة أقسام رئيسية هي: كورجي لر، و أورطق لر، وفودله خوركان.
 أما كورجي لر: فهي من عامة الإنكشارية، وظهرت نتيجة للفرز الذي يحصل في اسطنبول بين الأفراد الذين كانوا يقيمون في أدرنة وبورصة واسطنبول للحراسة.
- أما الأورطق لر: فقد أطلقت تلك التسمية على المتقاعدين من الإنكشارية أو على المعفيين من الخدمة، وإذا ما استدعى بعضهم للخدمة العسكرية يمنحون مقابل ذلك مكافأت خاصة.
- أما فودله خوركان: فهي تسمية أطلقت على العسكريين المعادين إلى الخدمة العسكرية، وكانوا يعطون رواتبهم من مخصصات الأوجاق، ويكلفون بتأمين أطفال الإنكشارية الذين مات آباؤهم أثناء الخدمة.
 
الطريقة الصوفية البكتاشية
ارتبطت الإنكشارية بالطريقة الصوفية البكتاشية وذلك لأنه عند بداية تأسيس الإنكشارية صادف أن جاء إلى تركيا من خراسان رجل صوفي علوي النسب اسمه محمد بكتاش ولي، فسكن القرية التي تسمى باسمه اليوم على بعد 180 كلم عن أنقرة، وقد حصل هذا الرجل على سمعة عالية وقصده الناس للتبرك به، وحين علم السلطان أورخان بأمره أراد أن ينتفع من بركته ليشمل بها جيشه الجديد، فقصده بنفسه ومعه أفراد من الجيش، فقام الحاج بكتاش بوضع يده على رأس أحد الجنود، وقال لهم : (فليكن اسمكم إنكشارية)، وقطع شيئاً من قبائه فجعله على رأس الجندي، ثم قدم لهم علماً أحمراً يتوسطه هلال وسيف، وأخذ يدعو "اللهم اجعل وجوههم بيضاء وسيوفهم فواصل، ورماحهم قاتلة، واجعلهم منتصرين قاهرين لأعدائهم"، واتخذ الجنود الحاج بكتاش شفيعاً لهم ورمزاً، وأخذ الناس يطلقون عليهم اسم أولاد الحاج بكتاش، ومن هنا سمى الإنكشارية أنفسهم بالبكتاشية، وتوثقت العرى بين الطريقة البكتاشية، وأقوى فرقة جيش في تركيا حينها، بل وفي السلطة العثمانية، وكانت التكايا البكتاشية المنتشرة في أرجاء السلطة العثمانية موئلاً للإنكشارية، وكان لكل ثكنة عسكرية إنكشارية مرشد بكتاشي، كما أقيمت تكية بكتاشية قرب كل معسكر للإنكشارية، وبذلك تسلطت البكتاشية على الإنكشارية تسلطاً تاماً إلى أن قضى السلطان محمود الثاني على نفوذ أتباع هذه الطريقة ومشايخها وعلى الإنكشارية عام 1826.
ومنذ نشأتهم التي تزامنت مع قيام الدولة، لم يكن الإنكشاريون يخرجون إلى الحرب إلا برفقة السلطان العثماني، وهو الأمر الذي أبطله سليمان القانوني حين أجاز لهم القتال تحت إمرة قائد منهم، وكان لذلك أثر في تقاعس السلاطين التالين عن الخروج إلى المعارك لقيادة الجيوش بأنفسهم.
 
حياة الإنكشارية
كانت الدولة تحرص على منع اتصال الإنكشارية بأقربائهم، وتفرض عليهم في وقت السلم أن يعيشوا في الثكنات، التي لم تكن تحوي فقط أماكن النوم لضباطهم وجنودهم، بل كانت تضم المطابخ ومخازن الأسلحة والذخائر وكافة حاجاتهم المدنية.
وخصصت الدولة لكل "أورطة" من الإنكشارية شارة توضع على أبواب ثكنتها، وعلى أعلامها وخيامها التي تقام في ساحة القتال، وجرت عادة الجنود أن ينقشوا شاراتهم المميزة على أذرعهم وسيقانهم بالوشم، وكانت ترقياتهم تتم طبقاً لقواعد الأقدمية، ويحالون إلى التقاعد إذا تقدمت بهم السن، أو أصابتهم عاهة تقعدهم عن العمل، ويصرف لهم معاش من قبل الدولة، وكانت الدولة تحرّم عليهم الاشتغال بالتجارة أو الصناعة حتى لا تخبوا عسكريتهم الصارمة، وينطفئ حماسهم المشبوب.
 
ويطلق على رئيس هذه الفئة "آغا الإنكشارية"، وهو يعد من أبرز الشخصيات في الدولة العثمانية، لأنه يقود أقوى فرقة عسكرية في سلاح المشاة، وكان بحكم منصبه يشغل وظيفتين أخرتين، فهو رئيس قوات الشرطة في إسطنبول، المسئول عن حفظ النظام واستتباب الأمن، وهو في الوقت نفسه عضو في مجلس الدولة.
وكان له مقر خاص في إسطنبول، ومكاتب في الجهات التي تعمل الفرقة بها، ويختاره السلطان من بين ضباط هذا السلاح، وظل هذا التقليد متبعاً حتى عهد السلطان سليمان القانوني، الذي جعل اختيار رئيس الإنكشارية من بين كبار ضباط القصر السلطاني، وذلك للحد من طغيان هذه الفرقة.
 
تمرد وطغيان
بعد مرور الزمن بدأ الوهن يتسرب إلى صفوفهم عندما عاشوا بين المدنيين وكثرت تعدياتهم بصفتهم العسكر المختص بهم السلطان، فما اختلط الجند بأهل المدن إلا وقد فسدت طبيعتهم وتغيرت أخلاقهم وتبدلت مهمتهم وأصبح البلاء في وجه الحكم منهم، والعداء للسكان من أعمالهم، وصاروا يتدخلون في شؤون الدولة وتعلقت أفئدتهم بشهوة السلطة وانغمسوا في الملذات والمحرمات وشق عليهم أن ينفروا في أوقات البرد الشديد ونظروا إلى العطايا السلطانية ومالوا إلى النهب والسلب حين غزو البلاد، فأثاروا الاضطرابات يريدون الحروب ولو كان جحيمها يصب فوق رؤوسهم ليواصلوا نهب البلاد المفتوحة، وأصبحوا ينقضون العهود ويخرقون الهدنة للذين تمت معهم عن طريق السلطان.
وبذلك نسوا الغاية التي وجدوا من أجلها، لقد كانت فاتحة أعمال السلطان مراد الثالث عام 982هـ، هي إصدار أمر بمنع شرب الخمور، فهاجوا وماجوا حتى اضطروه لإباحتها ضمن شروط لخوفه من نقمتهم، وهكذا فإن الجيوش لا تهزم إلا حينما تترك عقيدتها ولا تلتزم بمبادئها.
 
إن وثوب الانكشارية إلى مركز القيادة في الدولة العثمانية جعلها في حالة خطيرة من الفوضى فصاروا هم الآمرون والناهون، والسلطان ألعوبة بأيديهم، فظهر الفساد وضاعت البلاد،  ثاروا في إسطنبول والقاهرة وبودا، يطالبون بإشعال الحروب حينما تقتضي المصلحة ألا تكون هناك حروب، وقد أشار سنان باشا عام 997 هـ ، إلى إشعالها بمحاربة المجرمين تحت إلحاح شديد من قبلهم، وكانت النتيجة انهزام والي بودا العثماني، ومقتل حسن باشا والي الهرسك، وسقوط عدة قلاع عثمانية بأيدي النمسا، وفي عام 1027 هـ  حاول السلطان عثمان إبادتهم بإعداد العدة لحشد جيوش جديدة في ولايات آسيا الصغرى وتدريبها وتنظيمها، ولما حاول ذلك خلعوه وقتلوه وأعادوا مصطفى الأول الذي خلعوه عام 1032 هـ . 
واستمر الانكشارية في عهد السلطان مراد الرابع سنوات عشر، سائرين في طريق الضلال سادرين في غيهم وطغيانهم، فهم الذين نصبوه، فالأمر والنهى يجب أن يكون لهم ما دام رأس الدولة بأيديهم، وهم الذين قاموا بقتل السلطان إبراهيم الأول خنقاً حينما حاول التخلص منهم، وهم الذين اربكوا الدولة إذ وضعوها في حالة من الفوضى بقتلهم السلاطين وتولية أولادهم الصغار السن من بعدهم كالسلطان محمد الرابع، فقام الإفرنج باحتلال أجزاء من البلاد فاضطر الصدر الأعظم والعلماء إلى عزله، ثم ثار الانكشارية في عهد السلطان سليمان الثاني ودخلت جيوش الأعداء بعضاً من أراضي الدولة واحتلتها، وخلع الانكشارية السلاطين مصطفى الثاني، أحمد الثالث، مصطفى الرابع.
 
محمود الثاني والنظام الجديد
لما ضعفت الدولة العثمانية وحلت بها الهزائم، وفقدت كثيراً من الأراضي التابعة لها، لجأت إلى إدخال النظم الحديثة في قواتها العسكرية، حتى تساير جيوش الدول الأوروبية في التسليح والتدريب والنظام، وتسترجع ما كان لها من هيبة في أوروبا، وتسترد مكانتها التي بنتها على قوتها العسكرية، لكن الإنكشارية عارضت إدخال النظام الجديد في فيالقهم، وفشلت محاولات السلاطين العثمانيين في إقناعهم بضرورة التطوير والتحديث، ولم تنجح محاولات الدولة في إغرائهم للانضمام إلى الفرق العسكرية الجديدة، وقبول المعاش الذي تقرره الدولة لمن يرفض هذا النظام، ولم يكتف الإنكشاريون بمعارضة النظام الجديد، بل لجئوا إلى إعلان العصيان والتمرد في وجوه السلاطين والصدور العظام، ونجحوا في إكراه عدد من السلاطين على إلغاء هذا النظام الجديد.
بعد تولي السلطان محمود الثاني سلطنة الدولة العثمانية سنة 1808 أيد تطوير الجيش العثماني وضرورة تحديثه بجميع فرقه وأسلحته بما فيها الفيالق العسكرية، فحاول بالسياسة واللين إقناع الإنكشارية بضرورة التطوير وإدخال النظم الحديثة في فرقهم، حتى تساير باقي فرق الجيش العثماني، لكنهم رفضوا عرضه.
 
فحاول أن يلزم الإنكشارية بالنظام والانضباط العسكري، وملازمة ثكناتهم في أوقات السلم، وضرورة المواظبة على حضور التدريبات العسكرية، وتسليحهم بالأسلحة الحديثة، وعهد إلى صدره الأعظم مصطفى باشا البيرقدار بتنفيذ هذه الأوامر، غير أن هذه المحاولة لم تنجح وقاوموا رغبة السلطان وتحدوا أوامر الصدر الأعظم، وقاموا بحركة تمرد واسعة وثورة جامحة كان من نتيجتها أن فقد الصدر الأعظم حياته.
 
لم تنجح محاولة السلطان الأولى في فرض النظام الجديد على الإنكشارية، وصبر على عنادهم، وإن كانت فكرة الإصلاح لم تزل تراوده، وازداد اقتناعاً بها بعد أن رأى انتصارات محمد علي المتتابعة، وما أحدثته النظم الجديدة والتسليح الحديث والتدريب المنظم في جيشه، وطال صبر السلطان ثمانية عشر عاماً حتى عزم مرة أخرى على ضرورة إصلاح نظام الإنكشارية؛ فعقد اجتماعاً في (19 من شوال 1241هـ -27 مايو 1826) في دار شيخ الإسلام، حضره قادة أسلحة الجيش بما فيهم كبار ضباط فيالق الإنكشارية، ورجال الهيئة الدينية وكبار الموظفين، ونوقش في هذا الاجتماع ضرورة الأخذ بالنظم العسكرية الحديثة في الفيالق الإنكشارية، ووافق المجتمعون على ذلك، وتنفيذ مشروع إعادة تنظيم القوات الإنكشارية، وأصدر شيخ الإسلام فتوى بوجوب تنفيذ التعديلات الجديدة، ومعاقبة كل شخص تسول له نفسه الاعتراض عليها.
 
"الواقعة الخيرية" والنهاية 
الواقعة الخيرية أو مذبحة الإنكشارية هي مذبحة جرت بعد ثورة الإنكشارية بإسطنبول في 14-15 يونيو عام 1826، وكانت بدايتها في عدم التزام الإنكشاريين بما ترتب عليه الاجتماع، فأعلنوا تمردهم وانطلقوا في شوارع إسطنبول يشعلون النار في مبانيها، ويهاجمون المنازل ويحطمون المحلات التجارية، وحين سمع السلطان بخبر هذا التمرد عزم على وأده بأي ثمن والقضاء على فيالق الإنكشارية، فاستدعى السلطان عدة فرق عسكرية من بينها سلاح المدفعية الذي كان قد أعيد تنظيمه وتدريبه، ودعا السلطان الشعب إلى قتال الإنكشارية.
 
وفي صباح يوم 9 من ذي القعدة 1241هـ - 15 يونيو 1826، خرجت قوات السلطان إلى ميدان الخيل بإستانبول وكانت تطل عليه ثكنات الإنكشارية، وتحتشد فيه الفيالق الإنكشارية المتمردة، وأجبرت السباهية (وحدات الفرسان) الموالية للسلطان الإنكشارية على التراجع إلى ثكناتهم، ثم أطلقت المدفعية 15 طلقة على ثكناتهم، موقعة بهم خسائر فادحة فعجزوا عن المقاومة، وسقط منهم ستة آلاف جندي إنكشاري، وتم إعدام أو عزل الناجين، وبعد سنتين قام السلطان محمود الثاني بمصادرة آخر ممتلكات الإنكشارية، وفي اليوم الثاني من هذه المعركة التي سميت بـ"الواقعة الخيرية" أصدر السلطان محمود الثاني وكان ذا عزيمة شديدة، ودهاء عظيم، قراراً بإلغاء الفيالق الإنكشارية إلغاءً تاماً، شمل تنظيماتهم العسكرية وأسماء فيالقهم وشاراتهم، وإلغاء شعارهم وزيهم واستبداله بالعمامة والطربوش النمساوي، وانتهى بذلك تاريخ هذه الفرقة التي كانت في بدء أمرها شوكة في حلوق أعداء الدولة العثمانية.
 
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره