مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2014-11-30

القائد الفيتنامي تران هونج داوو

تران هونج داوو القائد الفيتنامي من سلالة "تران"، ولد عام 1228م وتوفي عام 1300م، وسمي بالأمير تران كيوك توان، وقاد الجيوش الفيتنامية التي صدت ثلاث محاولات لغزو فيتنام من قبل المغول في القرن الثالث عشر، واعتبرت انتصاراته من بين أعظم الانتصارات في التاريخ العالمي، كما أعتبر القائد من بين أعظم القادة الذين حققوا النجاح في مجال التكتيك العسكري.
 
إعداد: محمد المشرف خليفة
 
ولد الأمير تران عام 1225 ميلادي للأمير تران ليو الأخ الأكبر للإمبراطور تران ثاي تونج، وقد تلقى التعليم من قبل عدد من المعلمين على أمل أن يكون في يوم ما قائداً متعلماً ليحكم فيتنام بكفاءة، وفي تلك الأيام نجح المغول في غزو معظم دول آسيا الوسطى وشرق أوروبا، وبعد أن ألحقوا الهزيمة بعدد من أعدائهم بعثوا برسلهم إلى فيتنام ليسمحوا لجيوشهم بالمرور لمواصلة فتوحاتهم، ولكن الإمبراطور تران شك في أن طلب المرور الأمني إنما هو عبارة عن حيلة لغزو بلادهم، ولهذا رفض أن يسمح للمغول بالمرور عبر أراضيهم.
 
في عام 1258 غزا المغول رغم ذلك فيتنام في أول حرب في تاريخهم واحتلوا العاصمة ثانج لونج "هانوى الحالية"، وكان الفيتناميون قد أحرقوا العاصمة قبل استيلاء المغول عليها حتى لا يجد الغزاة ما يسلبونه من المدينة من مؤن أو متاع، وأخذ الفيتناميون أسرهم بعيداً عن المدينة، ولما شعروا بأن المغول قد أرهقهم التعب والجوع والأمراض استغل القائد ضعفهم وشن هجوماً عليهم، وعندما حاولوا الانسحاب والعودة لديارهم سلط عليهم أقواماً في الشمال فساموهم سوء العذاب.
 
غزو ثالث
في عام 1287 حاول المغول للمرة الثالثة غزو فيتنام لينتقموا لمن فقدوهم في حروبهم السابقة ضد الفيتناميين، وبحث الإمبراطور "كو بلاي خان" هذه المرة بأحد أفضل أبنائه الأمير توجهان على رأس الجيش، وكون المغول بالتعاون مع الصينيين هذه المرة قوة أكثر نفراً وعدة من المشاة والخيالة إضافة لأسطول بحري وبقوة 500,000 مقاتل حاولوا غزو فيتنام. 
 
في بداية الغزو الحق المغول الهزيمة بمعظم القوات الفيتنامية التي كانت مركزة عند الحدود، وقام الأمير توجهان بتدمير معظم الأسطول الفيتنامي الذي كان يقوده الجنرال تران خان، كما قاد الأمير آريك كابا خيالته وأسر الحامية التي كانت على حدود فيتنام والصين، ونتيجة لهذه الهزائم أمر الإمبراطور تران نهان تونج الجنرال تران خان بالعودة لمحاكمته عسكرياً على ما لحق به من هزائم ولكن الجنرال أجل العودة وجمع قواته من جديد واحتل حامية إستراتيجية، وفي انتظار الأمير توجهان الذي فوجئ لحظة قدومه بهجوم فيتنامي غير متوقع مما دفعه للاستسلام وأيقن قائد جيش الاحتلال المغولي أن الدعم الذي كان يتوقعه ومؤن الأسطول التي كان ينتظرها قد قطعت، ودمرت، وأدى ذلك إلى أن تصاب القوات المنغولية المتقدمة بالفزع والفوضى. واستغل الفيتناميون الفرصة واستخدموا حرب العصابات التي يجيدونها وألحقوا بالقوات المنغولية خسائر فادحة.
 
معركة نهر باخ دانج
لم يكن الأسطول المنغولي يعرف مخاطر تضاريس نهر باخ، وكان الجنرال الفيتنامي قبل وصول الحملة المنغولية للنهر قد أعد فخاخاً من الحديد الصلب وأعمدة خشبية لا ترى من خلال المد البحري وتعييق حركة المرور، وعندما تقدمت سفن المغول أصيبت في مقتل وأغرقت بسبب ما تعرضت له من أعمدة وفخاخ حديدية، وقامت القوات الفيتنامية بقيادة تران هنج داوو بحرق 400 سفينة منغولية وأسر ما تبقى من البحارة، وهكذا تحطم وتدمر كامل الأسطول المنغولي وتم أسر قائده، وكانت قوات فرسان الأمير توجهان أكثر حظاً إذا رغم التعرض لها إلا أنها استطاعت الهرب على دفعات إلى الصين وإن لم ينج بعضها من التعرض رغم ذلك للإصابة.
 
الولاء
رغم أن كل قوات الجيش كانت تحت سيطرة تران هنج داوو إلا أنه لم يفكر يوماً في أن ينشق عن الأسرة، وظل وفياً للإمبراطور، وبعد فوزه في ثلاث معارك ضد المغول، أصدر الإمبراطور أمراً بمنح تران هنج داوو لقب القائد الأعلى للجيش الفيتنامي، وصرح له بمنح من يشاء أي رتبة أو لقب دون الرجوع إليه، غير أنه لم يستغل هذه الفرصة، وكان يطلب من الأثرياء دعم الجيش ويمنحهم تقديراً لذلك ألقاباً رسمية.
 
القائد الشاعر
كان الجنرال تران يتميز بعدد من الصفات من بينها أنه كان شاعراً، غير أنه تفرغ للخدمة العسكرية عندما دعت الحاجة لذلك.
 
وفاته
في عام 1300م توفي الجنرال عن 73 عاماً، وبعثرت رفاته عند شجرة البلوط التي زرعها ودفن بالقرب منها استجابة لرغبته. وكان الراحل قد قاد جيشاً من المتطوعين الفقراء والفلاحين ضد جيوش المغول الجرارة التي غزت معظم دول آسيا، وهزمهم بأسلوب تكتيكي عسكري من خلال استغلال أسلوبهم في القتال الذي كان يعتمد على الضربات الصاعقة كالبرق والمناورة، واتبع أسلوب الكر والفر Hit and Run، وكان تران أستاذاً في فن القتال الاستراتيجي مستخدماً طبيعة الأرض لإدارة معاركه عبر الغابات الكثيفة ومجاري المياه حيث لا يكون للخيالة أثر يذكر.
 
من نصائحه لضباطه
"عندما يتقدم العدو كشعلة من نار ورياح يسهل التغلب عليه، وحين يستخدم الصبر مثل دودة الغز حين تقضم الأوراق بحثاً عن نصر سريع نحتاج لمواجهته بضباط أكفاء، وأساليب تكتيكية تماماً كما يحدث في لعبة الشطرنج، وفي كل الأحوال يجب أن يكون الجيش متوحداً، على قلب رجل واحد..مثل الأب والابن داخل الأسرة الواحدة، ويجب معاملة الناس بإنسانية لنضمن جذوراً عميقة، وقواعد معمرة".
ويعتبر جنرال تران كبطل قومي لدى الشعب الفيتنامي، ويحمل عدد من المدن اسمه تقديراً له.


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره