مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2014-08-01

روميــــل ثعلـــب الصحــراء البطـــل الذي مــــات منتحــــراً

إروين جوها نيس إيوجين روميل (15 نوفمبر 1891 – 14 أكتوبر 1944) اشتهر بلقب ثعلب الصحراء Wusten Fuchs واكتسب روميل احترام القوات التي عملت تحت إمرته كما اكتسب احترام أعدائه.
 
إعداد: محمد المشرف خليفة
 
نال روميل عدداً من أعلى الأوسمة تقديراً لشجاعته خلال الحرب العالمية الأولى كما نال أعظم الأوسمة خلال حربه في الجبهة الإيطالية، وعرف بحنكته في قيادة فرقة النمور السابعة خلال غزو فرنسا عام 1940، وكانت قيادته الناجحة في حملة شمال أفريقيا، وتوليه قيادة القوات الألمانية والإيطالية خلال هذه الحملة قد أكسبته سمعة كأحد القادة العظام، وأكتسب بسبب دهائه لقب "ثعلب الصحراء"، مما هيأ له فيما بعد قيادة القوات الألمانية ضد الحلفاء في غزو نورماندي، خلال الحرب العالمية الثانية.واعتبر روميل قائداً محترفاً، وإنسانياً في سلوكه، ولهذا لم يحدث أن اتهم خلال قيادته فيلق الصحراء بجرائم حرب ذلك لأنه كان يعامل أسراه بإنسانية، وكان يتجاهل أي أوامر تصدر إليه لقتل الأسرى من الجنود أو المدنيين.
 
بداية حياة
كان روميل يأمل في أن يتحول إلى مهندس، ولكن ما أن بلع الثامنة عشرة من عمره حتى استجاب لرغبة والده والتحق بفرقة المشاة، ثم ألحق بمدرسة المرشحين ليتخرج في 15 نوفمبر 1911، وفي يناير من عام 1912 تم تعيينه ضابطاً برتبة ملازم.
خلال الحرب العالمية الأولى قاتل روميل في فرنسا ثم في كل من رومانيا وإيطاليا واكتسب سمعة كمقاتل شجاع يتميز باتخاذ قرارات تكتيكية سريعة، ويستفيد من ارتباك العدو، وقد منح لبسالته الصليب الحديدي من الدرجة الثانية عام 1914، ثم من الدرجة الأولى عام 1915، واكتسب نجاحاً من خلال قيادة مجموعات صغيرة والتسلل بها عبر الخطوط تحت جنح الظلام، والتحرك سريعاً إلى ما خلف خطوط العدو وشن هجوم يفاجئ العدو.
في عام 1918 تسلم "صليب فارس" أحد أعلى الأوسمة الألمانية الذي يقابله: صليب فكتوريا، ووسام الشرف، وذلك لقيادته قوة والقتال بمعركة اسونزو بجبال الألب، وقد أصيب روميل ثلاث مرات خلال الحرب.
 
بين حربين عالميتين
قاد روميل سرية مشاة، ثم عين معلماً ومدرباً في مدرسة المشاة بمنطقة دريسدن من 1929-1933، وكتب خلال ذلك كتابه: "مرجع للضباط وحول تدريب المشاة"، ثم أصدر كتاباً عن هجوم المشاة مستفيداً من تجربته في الحرب وملاحظاته خلالها.
 
في عام 1933 كلف بقيادة كتيبة وكانت فرصته ليلتقي بهتلر لأول مرة، وكتب روميل بعد ذلك مذكراته الحربية وقد أعجب هتلر بهذه المذكرات، وفي عام 1935 تم تعيين روميل في فرع من وزارة الحرب له صلة بشباب هتلر Hitler Youth، ثم إلى مركز قيادة الرياضة العسكرية المسؤولة عن أنشطة القوات شبه العسكرية، وتمارين الرماية، وفي عام 1938 وقد أصبح روميل في منصب أكبر وبرتبة المقدم تم تعيينه قائداً للأكاديمية الحربية، وقرر هتلر بعد ذلك تعيين روميل لقيادة الكتيبة الموكل إليها حماية هتلر شخصياً، وكان يرافق هذه الكتيبة أينما ذهب هتلر بالقطار المخصص له، وهنا تعرف روميل على جوزيف جوبلز الوزير المسؤول عن الدعاية.
 
الحرب العالمية الثانية
ظل روميل مع هتلر مع بداية الحرب، وخلال غزو بولندا. ثم عاد إلى برلين لينظم الأمن خلال العرض العسكري لهتلر بمناسبة انتصاره في بولندا، وحين سأل هتلر روميل عن رغبته في تولي أية قيادة. فضل روميل قيادة "الفرقة السابعة"، وكان جنوده يشكون في مدى قدرته على قيادة وحدة ميكانيكية، ولكنه كعادته فاجأ الجميع بنجاحه فقد كان خبيراً من الحرب العالمية الأولى في عنصري المفاجأة والمناورة، وفد عرفت فرقته خلال غزو فرنسا عام 1940 باسم الفرقة الشبح نسبة لسرعتها في الهجوم والتقدم.
 
شمال أفريقيا 1941 – 1943 
شهدت الصحراء الغربية أول هجوم لروميل في الفترة ما بين 24 مارس -15 يونيو لعام 1941، ونتيجة لنجاحات روميل تم ترفيعه لرتبة اللواء وكانت سمعته قد سبقته كقائد للقوة المتحركة، وفي 6 فبراير لعام 1941 تم تعيينه قائداً للفرقة الأفريقية - الألمانية وتم تكليفها بالذهاب إلى ليبيا لمساعدة القوات الإيطالية التي تعرضت لهزيمة من قبل قوات الكومنولث، ونجاحه في شمال أفريقيا أكسب روميل لقب " ثعلب الصحراء" من قبل الصحافة البريطانية.
 
في 15 يونيو وصلت قوات المحور الساحل لمنع هروب قوات دول الكومنولث، واستطاع روميل أن يتحرك إلى طبرق مستفيداً من اضطراب العدو وسوء تنظيمه، وتمكن روميل من إسقاط طبرق في يوم واحد كما استطاع أسر 33000 من حماة المدينة، والحصول على مؤن انجليزية، ولم يكن قد سقط مثل هذا العدد من الجنود البريطانيين إلا في سنغافورة، وسرعان ما أمر هتلر بترفيع روميل إلى رتبة المشير Field Marshal.
 
وفي الرابع من نوفمبر هاجم مونتجمري قوات روميل بقوة 500 دبابة في مواجهة عشرين مما اضطر روميل للتراجع، وفي الخامس من الشهر تلقى روميل أمراً من هتلر بالانسحاب، وأحس روميل بأن هتلر لا يعبأ بجنوده وبدأت من ثم ثقته تقل في هتلر، وعندما استدعى روميل عام 1943 كان يشعر بالمرارة تجاه هتلر ولكن ظل يعتمد على دعمه له سياسياً.
 
نهاية حملة أفريقيا
عندما حاول روميل الانسحاب بقواته قبل أن يعرقل ذلك البريطانيون اضطر لخوض معارك جانبية، وأنقذه سقوط الأمطار وظل ينسحب تجاه تونس ودافع عن موقعه لأنه إذا حاول أخذ موقف المدافع فإن الحلفاء كانوا سيدمرون قواته، ولكن الانسحاب أنقذ قواته وبوصوله إلى تونس حز في نفسه وجود الفرقة الألمانية العاشرة إذا لو كانت معه لقاتل في العلمين، ومع هذا استطاع من تونس مواجهة بعض القوات الأمريكية التي حاولت قطع خطوط إمداداته، وألحق بها خسائر كبيرة في منطقة ممر القصرين في فبراير، وكانت تلك آخر انتصارات روميل وأول معركة له مع القوات المسلحة الأمريكية.
 
في الثالث والعشرين من فبراير تشكلت فرقة أفريقية جديدة وتولى روميل قيادتها، وكانت آخر مشاركات روميل في أفريقيا في السادس من مارس لعام 1943 عندما هاجم الجيش الثامن البريطاني، وفي التاسع من شهر مارس عاد روميل إلى ألمانيا، وحاول إقناع هتلر بحقيقة التغيرات التي بدأت تحدث، ولكنه لم ينجح في إقناعه، ولم يعد روميل ثانية لأفريقيا، رغم أن الحرب ظلت دائرة لحوالي شهرين بعد ذلك، وفي الثالث عشر من مايو سلم الجنرال ميسي ما تبقى من الفرقة الألمانية الأفريقية للحلفاء.
 
إيطاليا 1943
في اليـــوم الثالث والعشــرين مـــن شهــر يوليــو 1943 انتقــل روميــل لليونــان كقــائد لمجمــوعـة Army Group E لمواجهة هجوم محتمل لساحل اليونان من قبل البريطانيين غير أن هذا لم يحدث، وعاد روميل في 17 أغسطس إلى ألمانيا ومنها إلى شمال إيطاليا لإعداد خط دفاعي، ومنها إلى نورماندي في فرنسا لحماية الساحل الفرنسي ضد هجوم محتمل من قبل الحلفاء، وكان روميل بحكم خبرته في شمال أفريقيا يعتقد أن الفرصة المتاحة لضرب الحلفاء هي منع أي نزول في الساحل، حتى لا تتمكن قوات الحلفاء من إيجاد موضع قدم لغزو نورماندي، مع العمل على وضع دفاعات عند الساحل. غير أن هذا الاقتراح لم يؤخذ به وكانت النتيجة نزول الحلفاء في نورماندي كما توقع روميل.
 
في 17 من يوليو 1944 كان روميل عائداً من إحدى الزيارات لبعض المواقع، وحاول السائق أن يبعد من الشارع الرئيسي ولكن طلقة من رشاش أصابت يد السائق واصطدمت السيارة بشجرة، وسقط روميل من السيارة وأصيب بجروح في الجانب الأيسر من وجهه، ورأسه ونقل على أثر ذلك للمستشفى.
 
بين محاولة قتل هتلر وانتحار روميل
كان روميل قد أيد إبعاد هتلر لا قتله إذ اعتبر أن اغتيال هتلر قد يقود إلى حرب أهلية في ألمانيا والنمسا، ويكفي اعتقاله ومحاكمته عن ما ارتكب من جرائم، ونجا هتلر وتم اعتقال المتآمرين واعترف أحد المتآمرين بأن روميل كان مشتركاً، وذهب رجال الجستابو "المخابرات" إلى منزل روميل واحتجزوه، وقررت المحكمة إدانة روميل بالتآمر ولكن هتلر أحس بأن إدانة روميل بالخيانة ستؤثر في الروح المعنوية للجنود وفي جبهات القتال، ولهذا قرر هتلر أن يمنح روميل فرصة للانتحار بدلاً من مواجهة المحكمة كما وأن عائلته ستعاني إذا حكم عليه، ولكن في حالة الانتحار ستمنح العائلة معاشاً، وستقام له مراسم الجنازة باعتبار أنه مات كبطل، واختار روميل الانتحار، وتجرع السم "السايونايد" وبعد عشر دقائق اتصل أحدهم بزوجته ليعلمها بوفاته .
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره