مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2014-02-01

الزياني: قادة التعاون حريصون على أن يكون المواطن الخليجي هدف التنمية ومحورها

أكد التوصل إلى الخطوات المطلوبة لإنشاء الأكاديمية الخليجية في الإمارات 

حوار:الرائدالركن/ يوسف جمعة الحداد
رئيس تحرير مجلة درع الوطن
 
أكد الدكتور عبداللطيف الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية أنه تم التوصل إلى الخطوات المطلوبة للبدء في تنفيذ قرار إنشاء الأكاديمية الخليجية للدراسات الاستراتيجية والدفاعية والأمنية في الإمارات من أجل تدريب قادة المستقبل على المستوى الخليجي وإعدادهم وتأهيلهم على نحو ينعكس إيجابياً على القدرات الاستراتيجية والدفاعية لدول المجلس كافة.
 
وقال في حواره مع مجلة "درع الوطن" إن أصحاب الجلالة والسمو قادة مجلس التعاون  مهتمون على الدوام بموضوع التنمية البشرية، وهم حريصون على أن يكون المواطن الخليجي هدف التنمية ومحورها .  
 
كما أكد الزياني بأن مصر دولة مهمة بالنسبة إلى دول مجلس التعاون وكذلك إلى الدول العربية والشرق الأوسط، واستقرارها مهم، وهو من استقرار المنطقة، وأمنها مهم بالنسبة إلى أمن المنطقة وأمن جميع الدول العربية، ودول المجلس تتطلع إلى عودتها من جديد حتى تأخذ دورها التاريخي والطبيعي المعروف في الأمة العربية، وفيما يلي نص الحوار :
 
بحكم منصبك معاليكم، تتجولون كثيراً في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية كافة لبحث ملفات عدة، فهل لكم أن تطلعونا على السبب الرئيس لزيارة دولة الإمارات العربية المتحدة؟
تأتي زيارتي في إطار متابعة تنفيذ قرارات المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، ولاسيما تلك التي صدرت مؤخراً في قمة الكويت الأخيرة، والتي كان من ضمنها قرار إنشاء الأكاديمية الخليجية للدراسات الاستراتيجية والدفاعية والأمنية. وقد تقدمت دولة الإمارات العربية المتحدة مشكورة بطلب استضافة الأكاديمية، ووافق أصحاب الجلالة والسمو القادة على هذا المقترح. وقد تشرفت بمقابلة سعادة الفريق الركن حمد محمد ثاني الرميثي، رئيس أركان القوات المسلحة في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تم التطرق إلى موضوع إنشاء الأكاديمية، وتم التوصل إلى الخطوات المطلوبة للبدء في تنفيذ هذا القرار المهم من أجل تدريب قادة المستقبل على المستوى الخليجي وإعدادهم وتأهيلهم على نحو ينعكس إيجابياً على القدرات الاستراتيجية والدفاعية لدول المجلس كافة.
 
إلى أي حد يتم الاهتمام بالموارد البشرية، ولاسيما فئة الشباب، باعتبار أن ذلك من أهم أولويات قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية؟
أصحاب الجلالة والسمو القادة مهتمون على الدوام بموضوع التنمية البشرية، وهم حريصون على أن يكون المواطن الخليجي هدف التنمية ومحورها. التنمية البشرية هي أهم الأهداف الاستراتيجية لدى مجلس التعاون لدول الخليج العربية، علماً بأن أكثر من 66% من المواطنين في دول المجلس من الشباب، وقد بات الاهتمام بالشباب أمراً مهماً لأنهم الشريحة الأكثر أهمية في أي مجتمع، وإذا كانوا اليوم يمثلون أكثر من نصف المجتمع الخليجي فإنهم سيمثلون في الغد المستقبل كله، وهم كذلك الأكثر طموحاً، ما يجعل عملية التغيير والتقدم لا تقف عند حد معيّن لديهم، وهذا ما يجعلهم موضع اهتمام أصحاب الجلالة والسمو قادة مجلس التعاون.
 
وفي قمة الصخير بالبحرين كان هناك قرار من المجلس الأعلى بالاهتمام والتواصل مع الشباب للوقوف على مجالات اهتماماتهم وتطلعاتهم، وكيفية توفير البيئة التي تخدم تحقيق أهداف الشباب وتطلعاتهم. وقد تم تكليف الأمانة العامة بعقد ورشة عمل أو مؤتمر للشباب، وإعداد استبيان لتحديد كيفية دعم الشباب في العمل الخليجي المشترك، وتعزيز الجهود المحلية والوطنية في دول المجلس. وقد عُقد المؤتمر بحضور أكثر من 800 شاب وشخصية مهتمة بموضوع الموارد البشرية، وتم النقاش في محاور عدة، سواء في التعليم أو الصحة أو العمل أو الجانب الأمني، وتم توزيع الاستبيان على المشاركين. والآن بارك المجلس الأعلى هذه الجهود وأمر بدراسة إنشاء صندوق لزيادة الأعمال للشباب، وهو صندوق على مستوى المجلس كله، ويتركز دوره في إكمال الجهود التي تبذلها كل دولة على حدة. وأمر المجلس بإعداد برنامج لتشجيع العمل المشترك بين الشباب الخليجي وخدمة المنطقة والتواصل الاجتماعي أيضاً. وقد بدأنا الآن بوضع الخطوط العريضة لهذا البرنامج. كما أمر المجلس بالاستمرار بعقد الورش والمؤتمرات بحيث يكون هناك مؤتمر في كل دولة من دول المجلس، يتناول محوراً من أهم المحاور الرئيسية لاهتمامات الشباب.
 
تحدثتم عن توجيهات كثيرة لأصحاب الجلالة والسمو قادة المجلس، وعن خطوات كثيرة بدأ العمل بها. ما الذي يمثله كل ذلك لمعاليكم بوصفكم أميناً عاماً لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وبوصفكم مواطناً خليجياً قبل ذلك؟
الشيء الذي يشرح الصدر، ويجعلني، بصفتي أميناً عاماً لمجلس التعاون لدول الخليج العربية مواطناً خليجياً وأباً أيضاً، فخوراً بأن هؤلاء الشباب يتطلعون إلى رفع مستواهم التعليمي وزيادة مستوى تأهيلهم حتى يكونوا قادرين على مواكبة التطور الكبير في المعايير الدولية. كما وجدت لديهم رغبة في أن تكون دول مجلس التعاون متقدمة في النواحي التقنية، وهذه أمور في الحقيقة تشرح الصدر وتثلج. وإذا كنا في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية نملك مثل هذا الشباب الطموح فإنني واثق بأن مستقبلاً باهراً ينتظرهم وينتظر دول المجلس، ولاسيما في ظل الدعم اللامحدود الذي يحظون به من أصحاب الجلالة والسمو.
 
ما أبرز ملامح القيادة الدفاعية الخليجية المشتركة؟ وممَّ تتكون؟ وما آليات عملها؟
بصورة عامة، هناك تأكيد من القادة ومن مجلس الدفاع المشترك لأهمية وحدة القيادة. ولاشك في أن وحدة القيادة من أهم مبادئ الحرب. وأيّ عمل مشترك لا بد له من وجود قيادة موحدة، والقوات تحتاج إلى قيادة مشتركة للعمل المشترك، ولا بد لأي عمل خليجي مشترك من خطط مشتركة وتطوير العقيدة الدفاعية المشتركة ودراسة مسرح العمليات.
 
كيف ترون مستقبل الاقتراح الخاص بالاتحاد الخليجي في ضوء تباين مواقف دول مجلس التعاون حيال هذا الاقتراح؟
مبادرة خادم الحرمين الشريفين كانت في الحقيقة في سياق الهدف الرئيسي للمادة الرابعة في النظام الأساسي لمجلس التعاون. والآباء المؤسسون وضعوا هدف تحقيق التنسيق والتكامل والترابط فيما بين دول المجلس في مختلف المجالات وصولاً إلى وحدتها.
وتهدف مبادرة خادم الحرمين الشريفين إلى الانتقال من التعاون إلى مرحلة الاتحاد في كيان واحد بما يعود بالخير على الدول الأعضاء والمواطنين الخليجيين، وقد تم تشكيل هيئة لدراسة المبادرة وتم الترحيب والمباركة من قبل أصحاب الجلالة والسمو القادة، ومن ثم تم رفع الملاحظات والمرئيات للمجلس الأعلى الذي أمر بدوره مجلس وزراء الخارجية مع رئيس الهيئة بمواصلة التشاور فيما بين الدول، وما تزال المشاورات مستمرة، وسيتم تقديم ما يُتوصل إليه إلى قمة الرياض المقبلة لمناقشة الموضوع، وعليه فالعمل مستمر لتعميق التكامل من خلال المشاورات المستمرة.
 
هل تعتقدون أن هناك إمكانية لتجاوز الخلافات الراهنة بشأن الاتحاد الخليجي، وتحديداً فيما يتعلق بمواقف بعض دول المجلس؟
لقد أكدت مسيرة مجلس التعاون دائماً قوة الترابط ومتانته بين دول المجلس، فخلال الثلاثين سنة الماضية من عمر المجلس هناك الكثير من الآراء التي شهدت بعض التباين والاختلاف، إلا أن أصحاب الجلالة والسمو القادة وكعادتهم يتخذون القرار الذي يعمق العلاقات أكثر فأكثر، ويزيد التضامن والتماسك والترابط فيما بين دول المجلس، وأنا متفائل بشكل كبير جداً بمتانة العلاقة بين دول المجلس وأرى أنها ستكون أفضل في المستقبل.
 
ما وجهة نظر معاليكم فيما يخص مستقبل الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي في ضوء الاتفاق الأخير بين إيران والغرب حول الملف النووي الإيراني؟
نحن نرحب بأي جهد واتفاق يؤدي إلى استقرار المنطقة وتجنيبها المخاطر، ونأمل أن يُنفَّذ هذا الاتفاق بالفعل على أرض الواقع، وأن يتحول إلى عمل ملموس يؤدي في النهاية إلى تحقيق النتائج التي يتم الحديث عنها.
 
كيف تنظرون إلى تطورات الأمور في كل من مصر وسوريا؟ وإلى أي مدى تنعكس الأوضاع في هذين البلدين على دول مجلس التعاون؟
مصر دولة مهمة بالنسبة إلى دول مجلس التعاون وكذلك إلى الدول العربية والشرق الأوسط، واستقرارها مهم، وهو من استقرار المنطقة، وأمنها مهم بالنسبة إلى أمن المنطقة وأمن جميع الدول العربية، ونحن نتطلع إلى عودتها من جديد حتى تأخذ دورها التاريخي والطبيعي المعروف في الأمة العربية، وهي تستحق منا كل الدعم لتعود كما كانت. أما فيما يتعلق بسوريا فنحن مع الحل السياسي إن وجد ومع «جنيف2» على أن يكون مبنياً على «جنيف 1»، ونأمل أن يكون هناك جهود من المجتمع الدولي، لاسيما مجلس الأمن، لتحقيق الأجواء المناسبة التي تمكّن الائتلاف من حضور «جنيف 2» حتى يأخذ مكانه في التفاوض، ولا شك في أن سحب قوات حزب الله من سوريا يرسل رسالة إيجابية لدعم هذه العملية. ونأمل ألا يقتصر حل المسألة على مسألة السلاح الكيماوي، بل ينبغي دائماً أن يكون هدفنا وقف القتل والدمار في سوريا، فما يحدث في هذا البلد الغالي علينا جميعاً لا يرضي أي إنسان ولا يسرّه.
 
كيف تنظرون إلى التغيرات المتوقعة في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط؟ وهل استعدت منظومة مجلس التعاون لاحتواء أي تأثيرات سلبية لأي تغيرات محتملة؟
الولايات المتحدة الأمريكية صديق استراتيجي تربطنا به علاقات قديمة، ومصالح مشتركة أيضاً. وهذه العلاقة نرى أنها ستستمر في الجانب الاستراتيجي، وكذلك في تحقيق المصالح المشتركة والمحافظة عليها.
 
برأيكم، ما أبرز التحديات التي تواجه دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في الآونة الأخيرة؟
التحديات عديدة ومتنوعة، فهناك تحديات محلية وإقليمية ودولية، فمن التحديات المحلية على سبيل المثال: الإرهاب، والجريمة المنظمة، وحماية المجتمع من الطائفية وخطرها، والعمالة وكيفية التعامل معها. أما التحديات الإقليمية فهناك التدخل من بعض الدول في شؤوننا الداخلية، وما يتم في بعض الدول الشقيقة وخاصة سوريا من المآسي يؤثر على دول مجلس التعاون ومواطنيها. أما التحديات الدولية فهناك التحديات البيئية، والإرهاب المدعوم من الدول والمنظمات، وكيفية التعامل مع المتغيرات البيئية والمناخية.
لكننا بصورة عامة نرى هذه التحديات فرصة لنا لنرى كيف تزيد من قوتنا ومن إصرارنا وعزمنا في توفير البيئة الآمنة المستقرة المزدهرة لشعوب دول المجلس، ونحن نؤكد استدامتها والمحافظة عليها.
 
من ضمن التحديات التي تواجه دول المنطقة في الوقت الحاضر البيئة والمياه، برأيكم كيف ستستطيع دول مجلس التعاون مواجهة هذه التحديات؟ وهل هناك خطوات حقيقية تم اتخاذها للتعامل معها؟
هناك جهود كبيرة تبذل في هذا المجال. ويتبين لنا من خلال البيان الأخير حرص أصحاب الجلالة والسمو القادة على الأمن والأمن المائي والأمن الغذائي، وكذلك من خلال توجيه الأمانة العامة بالعمل على الانتهاء من دراسة الأمن المائي بين دول المجلس.
وقبل قدومي إلى الإمارات بأيام التقيت بأحد المسؤولين عن إعداد الاستراتيجية الموحدة للأمن المائي بدول مجلس التعاون، وبحثت معه الجهود التي تقوم بها دول مجلس التعاون لتحقيق الأمن المائي، كما تم استعراض نتائج الدراسات والبحوث التي تقوم بها المراكز البحثية الوطنية بدول المجلس في هذا الشأن. ولاشك في أن هذه الجهود التي تقوم بها المراكز البحثية الخليجية في مجال تحقيق الأمن المائي وإعداد الاستراتيجيات الخاصة بهذا الشأن تصب جميعاً في خدمة اهتمام دول المجلس البالغ بموضوع الأمن المائي نظراً لأهمية المياه في حياة المجتمعات الخليجية.
 
ماذا أضافت شخصيتكم العسكرية إلى شخصيتكم بوصفكم أميناً عاماً لمجلس التعاون لدول الخليج العربية؟
لا شك في أن أي تجربة أو مرحلة من حياة المرء ستراكم خبرة لديه تكون عوناً له في أي عمل جديد يقوم به. والجيش يعلّم الإنسان الانضباط، والحزم المقترن بالمرونة، وكذلك العمل ضمن فريق، والتشاور، والصبر والأناة في التعامل مع الأمور، وهذه كلها خبرات استفدت منها، ولا أزال، خلال ممارستي عملي في الأمانة العامة لمجلس التعاون. وما أرجوه أن أكون عند حسن ظن القادة وإخواني وزملائي في المجال العسكري.
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره