مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2014-01-01

الطنيجي: نسعى إلى إثراء الفكر العسكري من خلال تنظيم الملتقيات المتخصصة

خطوط المواصلات البحرية تواجه العديد من التهديدات والتحديات الأمنية
 
 
 
 
حوار: مريم الرميثي
 
أكد اللواء الركن بحري (م) أحمد محمد السبب الطنيجي قائد القوات البحرية الإماراتية السابق، رئيس ملتقى سفن الدورية البحرية في الشرق الأوسط على أهمية الجهود التي تبذلها دولة الإمارات في إيجاد حلول جذرية لتجفيف منابع جريمة القرصنة البحرية ومواجهة التحديات والتهديدات التي تواجه الأمن البحري في المنطقة، جاء ذلك في لقاء خاص له مع مجلة درع الوطن على هامش ملتقى سفن الدورية البحرية في الشرق الأوسط الذي عقد في أبراج الاتحاد في أبوظبي في الفترة من 9 – 11 ديسمبر 2013، ونظمه المركز العالمي للجودة والإنتاجية IQPC، وفيما يلي نص اللقاء:
 
 
هلا حدثتنا عن أهمية ملتقى سفن الدورية البحرية في الشرق الأوسط؟ وما هي أبرز محاوره؟
تنبع أهمية هذا الملتقى كونه يسعى لإيجاد السبل  مع المختصين من محاضرين استراتيجين وشركات بناء السفن وحضور المؤتمر من الضباط البحريين في كيفية رفع مستوى الأمن البحري في منطقة الشرق الأوسط، فالكل يدرك بأن خطوط المواصلات البحرية تواجه العديد من التحديات الأمنية البحرية.
ويركز هذا الملتقى على ثلاثة محاور أساسية، وهي كيفية ايجاد الحلول لتحقيق التعاون الإقليمي من خلال تطلعات وأهداف مشتركة، وما هي النشاطات والاحتياجات التي تتطلبها بحريات المنطقة، ثم أفضل التطبيقات لمواجهة  التحديات الأمنية البحرية.
 
 
ما هي أبرز نتائج الملتقى وأهدافه؟
نحن فخورون بما تحقق خلال هذا المؤتمر، فلو نظرنا إلى المشاركين كمحاضرين لاستطعنا أن نقيم أهمية المؤتمر، حيث كان من ضمن المتحدثين قائد القوات البحرية المصرية والقائد السابق للبحرية الكويتية وقائد الأسطول الخامس قائد القيادة الوسطى بالبحرين، بالاضافة إلى العديد من المتحدثين والشركات التي طرحت العديد من الحلول التي تساهم في تحقيق الأمن البحري، والعدد الكبير من المشاركين كمحاضرين والذي تجاوز إجمالي العدد إلى 200 مشارك يعتبر هو النجاح الحقيقي للمؤتمر.
 
 
ما هو حجم المساهمة التي تقدمونها لتنظيم مثل هذه الفعاليات وإثراء الفكر العسكري بهذه الملتقيات المتخصصة والمؤتمرات؟
لا يمكن أن تقاس المساهمة بالحجم، ويمكن إيجازها بأننا نساهم بالفكر والمشورة مع مركز IQPC، وواجبنا يتطلب المساهمة في النهوض بهذا الوطن، نحن نعمل وبما يتلاءم ورؤية قيادة الدولة الحكيمة نحو تسريع التنمية في كافة المجالات، والذي يعنينا هنا هو الأمن الإقليمي فنحن بالإضافة إلى أننا نسعى إلى إثراء الفكر العسكري البحري بجلب المختصين، كذلك نعمل على دعوة الشركات المتخصصة كونها شريك أساسي في وضع الحلول للمشاكل المتعلقة بالأمن البحري، ولذا يتم الاهتمام بجمع المعلومات والبيانات ودراسة التطورات المحلية والإقليمية التي تهم البيئة البحرية ومتابعة ودراسة القضايا والتطورات ذات العلاقة بغرض التنسيق مع أصحاب الاختصاص بغرض إعداد الدراسات لمواجهة التحديات البحرية، وطرحها على المهتمين للنقاش والاستفادة.
 
 
ما هي أبرز التحديات والتهديدات التي تواجهها القوات البحرية في المنطقة؟ وما هي طرق مواجهتها والسبيل للقضاء عليها أو التقليل من آثارها؟
تعتبر عمليات القرصنة من أهم التهديدات التي تحصل في خليج عدن وقبالة الساحل الصومالي فاختطاف السفن التجارية الدولية مقابل الساحل الصومالي على مدى السنوات الأخيرة، والهجمات التي يقوم بها القراصنة في المحيط الهندي تهدد ممرات الشحن الدولية، وهذا يشكل تهديداً متصاعداً للتجارة البحرية في الخليج العربي والبحر الأحمر.
 
 
وبلا أدنى شك إن دول الخليج العربي وباقي الدول العربية، لها مصلحة قوية جداً في حماية ممرات التجارة البحرية في المنطقة من أجل ضمان تصدير منتجاتها النفطية وغير النفطية، واستيراد البضائع من مختلف دول العالم.
أما في منطقة الخليج العربي يأخذ التهديد منحى آخر، فبالإضافة إلى الجرائم البحرية الشرطية كالتسلل والتهريب والسطو المسلح إلا إن هناك بعض التهديدات مستمرة كبث الألغام البحرية التقليدية والذكية والتي تساعد طبيعة مياه الخليج على زراعتها وبثها لضحالة المياه في الخليج العربي، هذه التهديدات وغيرها عززت من تحديات الأمن البحري في منطقة الخليج العربي وشكل بعداً آخر من أشكال التهديد للأمن البحري.
 
 
ما هي أهمية سفن الدورية البحرية ودورها في السلامة البحرية والأمن البحري؟
يدفع الواقع العملياتي والتجارة البحرية إلى ضرورة اجتياز الممرات المائية الرئيسية في المنطقة للوصول إلى مناطق الخليج العربي، وبحر العرب، وخليج عدن والبحر الأحمر، وهذا يعني أن كل البحريات في المنطقة لها مصلحة إستراتيجية في الحصول على النظم والمعدات المطلوبة وتشغيلها للحفاظ على انتقال التجارة البحرية عبر نقاط الاختناق كمضيق هرمز وباب المندب بكل سهولة وحرية.
 
 
وهذا يعني إن سفن الدورية بعيداً عن الشاطئ يمكن أن تلبي متطلبات القوات البحرية، وتقتضي عمليات الأمن البحري تعاون وتنسيق وثيقين مع نظم المراقبة المحمولة جواً وشبكات القيادة لضمان استعمال الإمكانيات بفعالية قصوى.
 
 
شبح القرصنة البحرية لازال هاجساً ماثلاً أمام ناقلات النفط والغاز والسفن التجارية؟ هل من جديد في سبيل مكافحته ومنعه؟
القرصنة البحرية واقع موجود، وهي موجودة منذ القدم وترتفع وتيرتها بين حين وآخر طبقاً للظروف، وعلى الرغم من الجهود التي بذلت في الحد من خطر القرصنة البحرية وانخفاض حدتها، إلا أنها مازالت موجودة ومؤرقة للملاحة البحرية وخطوط مواصلاتها. ولكن مع استمرار الجهود البحرية وبالحلول السياسية والدبلوماسية الساعية لإعادة استقرار الصومال سيتم القضاء على هذه الظاهرة.
 
 
هلا حدثتنا عن جهود الإمارات ودورها في جهود مكافحة القرصنة البحرية؟
دولة الإمارات دولة سلام ومحبة وتعاون، لذا كانت تسعى دائماً إلى حل مشكلة الصومال، وإيجاد حلول جذرية لتجفيف منابع جريمة القرصنة، وبذلت الإمارات جهوداً كثيرة في هذا الشأن حيث أكدت دولة الإمارات أهمية معالجة الجذور الرئيسية المسببة لاستمرار ظاهرة القرصنة البحرية قبالة السواحل الصومالية، كما دعمت جهود المكافحة الدولية كافة لهذه الظاهرة التي تشكل تهديداً خطيراً للسلم والأمن والاستقرار الدولي.
كما أنه في عام 2009 وافقت دولة الإمارات على المشاركة في تشكيل قوة بحرية عربية ضمن الإطار المبذول في عمليات مكافحة القرصنة، إلا أنه ولظروف خاصة لدى بعض الدول العربية لم ترى هذه القوة النور على الرغم من جاهزية الإمارات للمشاركة.
 
 
ومن ضمن الجهود التي تبذلها دولة الإمارات لدعم جهود المكافحة تنظيم الدولة مؤتمر «استجابة إقليمية للقرصنة البحرية.. تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص وتفعيل المشاركة العالمية»، كما أن دولة الإمارات ساهمت بتقديم دعم شامل لإنشاء حرس السواحل الصومالية بما في ذلك توفير الزوارق والمحطات وغيرها من المعدات والموارد المالية.
 
 
كما أكدت الدولة على أن التصدي الدولي الشامل لكافة أعمال القرصنة لا يمكن أن يكون فاعلاً إلا من خلال إحداث التغيير الجوهري لظروف الاستقرار والأمن على البر الصومالي، مع ضرورة  توفير التمويل الكافي لمشاريع تطوير سبل العيش البديلة للصوماليين بما في ذلك مساعدة الصومال على الإنشاء المبكر لمنطقتها الاقتصادية الخالصة وسن تشريعاتها الوطنية اللازمة للمكافحة وأيضاً في مجال تنمية مصائد الأسماك والبنى التحتية لصادرات المواشي وغيرها من مشاريع إنعاش الاقتصاد المحلي وبما يمكنها من الحد من الظواهر السلبية التي تفشت بين أوساط شعبها نتيجة للفقر وانعدام الأمن والاستقرار.
 
 
كلمة أخيرة إلى مجلة درع الوطن؟
أهنىء مجلة درع الوطن على التطور الحاصل في المادة التي تقدمها المجلة لمواكبة المستجدات على الساحة العسكرية وتطوراتها من أجل إثراء منتسبي القوات المسلحة وتزويدهم بما هو جديد.
كما أحيي الجهود التي تبذلها أسرة تحرير المجلة لتغطية الفعاليات والأحداث التي تهم صنوف قواتنا المسلحة شاكراً هذه الاستضافة، فإلى الأمام دائماً متمنياً لكم التوفيق والنجاح والفلاح.
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره