مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2014-04-01

جمال السويدي : القيادة وفرت كل احتياجات المواطن وحققت جوهر الديمقراطية

أكد الدكتور جمال سند السويدي مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية أن هناك العديد من الدول التي تمارس شعوبها حق التصويت في صناديق الاقتراع، لكن لا تتوافر لديها الخدمات التي توفرها دولة الإمارات العربية المتحدة لشعبها، فالقيادة الرشيدة في الدولة وفرت كل الاحتياجات للمواطن وحققت جوهر العملية الديمقراطية.
 
حوار:الرائد الركن/ يوسف جمعة الحداد
وقال في حواره مع مجلة «درع الوطن» إن هناك بالفعل تغيرات جذرية في القوات المسلحة، وهذا يعود إلى الاستثمار في العنصر البشري؛ والاستثمار في التسليح، وهذا الذي أدى إلى التطور النوعي في قواتنا المسلحة ووصولها إلى مصاف الدول المتقدمة.
 
وأضاف أن كلية الدفاع الوطني استطاعت أن تجمع عناصر وكوادر بشرية عسكرية ومدنية، وهو أمر في غاية الأهمية، وهذا ولله الحمد تحقق من خلال منتسبي الدفعة الأولى. وستتابع الدفعات القادمة المسيرة إن شاء الله، وكذلك الحصول على دراسات عليا لعناصر من القوات المسلحة ومن خارج القوات المسلحة، كما أن الجانب العلمي للكلية في غاية الأهمية.
وفيما يتعلق بالبحث العلمي على المستوى العربي أشار سعادته بأنه جِدُّ متشائم، فالوطن العربي لا يهتم بشكل صحيح بالبحث العلمي، وأضاف لقد أجريت في كتابي الأخير مقارنات بين الدول العربية والدول المتقدمة في هذا الصدد، أوضحت أن وضع العالم العربي سيئ.
 
وأشار مدير عام مركز الإمارات للدراسات بأن لدى جماعات «الدين السياسي» مشكلة جذرية، وهي أنهم يعتقدون أنهم حاصلون على «وكالة الدين»، وهذا في غاية الصعوبة، فلا أحد يستطيع أن يحصل على وكالة الدين، ولاسيما الدين الإسلامي؛ لأنه الوحيد الذي تكون العلاقة فيه بين الخالق والمخلوق علاقة مباشرة لا تحتاج إلى أي وكالة،  فهؤلاء ليسوا أوصياء على الدين. 
 
وفيما يلي نص الحوار:
نهنئ سعادتكم بمرور عشرين عاماً على إنشاء «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية» الذي أصبح قصة نجاح وإنجاز على المستوى المحلي والإقليمي والدولي. وبهذه المناسبة نود أن نستمع من سعادتكم إلى أبرز العوامل التي صنعت هذا النجاح، وكيف حافظتم على استدامته طيلة هذه السنوات؟ وباعتبار أنكم من أبرز من يتطلعون دائماً إلى المستقبل، فما هي الخطط المستقبلية التي وضعتموها لتحقيق المزيد من التفوق والتميز للمركز؟
 
من وجهة نظري، هناك سببان رئيسيان وراء النجاح الذي حققه المركز،وهما: الدعم اللامحدود من سيدي الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المركز.أما السبب الآخر فهو العاملون في المركز. هذا بالإضافة إلى إصرارنا على الاستمرارية والنجاح منذ عام 1994، وحتى يومنا هذا.أما فيما يتعلق بالخطط المستقبلية، فأتمنى أن يصل عدد الإصدارات إلى نحو 3000 إصدار، والمؤتمرات والمحاضرات والندوات إلى أكثر من 1000، وكذلك أن ننجز أكثر من 1000 استطلاع رأي، كما أتطلع إلى زيادة الدراسات والبحوث والتقارير الصادرة من المركز.
 
تخطو دولة الإمارات العربية المتحدة خطوات عملاقة في كل المجالات تحت قيادة سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ولا يكاد يمر يوم دون أن تكشف المؤشرات والتقارير العالمية عن تقدم ملموس وباهر لدولة الإمارات؛ فما أهم العوامل التي أسهمت في تحقيق هذا التطور من وجهة نظركم؟ وكيف يمكن الإبقاء على وتيرة التطور والتقدم هذه في المستقبل؟
أعتقد أن هناك عوامل كثيرة أسهمت بشكل فعال في التطوير؛ وفي مقدمتها القيادة الرشيدة المتمثلة في سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وأصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
 
لقد حققت دولة الإمارات العربية المتحدة جوهر الديمقراطية. فإذا توافر للإنسان الصحة والتعليم والزواج، وهو سعيد في حياته، وتم توفير كل الخدمات له بأعلى المستويات، فقد تحقق الهدف من الديمقراطية، فالديمقراطية ليست غاية. إن هناك العديد من الدول التي تمارس شعوبها حق التصويت في صناديق الاقتراع، لكن لا تتوافر لديها الخدمات التي توفرها دولة الإمارات العربية المتحدة لشعبها، فالقيادة في الدولة وفرت كل الاحتياجات للمواطن. هناك الكثير من الدول لديها المال، لكنها لم تحقق لشعوبها ما حققته دولة الإمارات لشعبها.
 
شهدت القوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة تطورات نوعية خلال الفترة الماضية، تساعدها على الاضطلاع بمهمتها في توفير الحماية الفاعلة للمعجزة التنموية التي تشهدها الدولة، والدفاع عن حدود الدولة وأرضها وسمائها ومياهها ضد أي اعتداء، ولاسيما في بيئة حافلة بالتهديدات والأخطار والتقلبات، فما هي رؤيتكم لآفاق هذا التطور؟ وكيف تنظرون إلى قانون الخدمة الوطنية وانعكاساته على القوات المسلحة والمجتمع بشكل عام؟
أتيحت لي الفرصة لمشاهدة التغيرات منذ البداية وحتى الآن، بالفعل هناك تغيرات جذرية، وهذا يعود لسببين: الاستثمار في العنصر البشري؛ والاستثمار في التسليح، وهذا الذي أدى إلى التطور النوعي في قواتنا المسلحة ووصولها إلى مصاف الدول المتقدمة، وهذا يعود إلى سيدي الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
 
وقانون الخدمة الوطنية هو قانون غاية في الأهمية على المستوى المحلي والعالمي، وأعتقد أن القانون الذي أقره مجلس الوزراء مؤخراً مهم جداً بالنسبة إلى الناس من ناحية الانضباط، وهذا سيعود بالخير والفائدة على قواتنا المسلحة؛ لأنه استثمار حقيقي في القوى البشرية بالدولة وهو الأهم. والعنصر البشري المواطن، سواء كان عسكرياً أو مدنياً، مهم للوطن. أعتقد أن الخدمة الوطنية استثمار مهم، وستظهر نتائجه الإيجابية في المستقبل.
 
تمثل «كلية الدفاع الوطني» إضافة نوعية إلى الجهود الأكاديمية ومؤسسات التفكير الاستراتيجي في دولة الإمارات العربية المتحدة، وباعتبار سعادتكم عضواً في مجلس إدارة الكلية، برئاسة سيدي الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، فكيف ترون مهمتها على المدى القريب والمتوسط والبعيد؟ وما أهم المجالات البحثية والعلمية التي تخطط الكلية لتغطيتها خلال السنوات المقبلة؟
الكلية حققت شيئاً مهماً جداً. في السابق كان يُنظر إلى منتسبي القوات المسلحة وكأنهم من كوكب آخر، الكلية استطاعت أن تجمع عناصر وكوادر بشرية عسكرية ومدنية، وهو أمر في غاية الأهمية، وهذا ولله الحمد تحقق من خلال منتسبي الدفعة الأولى. وستتابع الدفعات القادمة المسيرة إن شاء الله، وكذلك الحصول على دراسات عليا لعناصر من القوات المسلحة ومن خارج القوات المسلحة، كما أن الجانب العلمي للكلية في غاية الأهمية.
في السابق كان الاهتمام بالجانب التدريبي والمهني، أما الآن فالاهتمام بالجانب الأمني والاستراتيجي. إن الجوانب الأمنية والاستراتيجية التي ستغطيها الكلية بالغة الأهمية، فالكلية تهتم بتأهيل وتدريب كل العناصر من داخل القوات المسلحة وخارجها في مختلف الجوانب الأمنية والاستراتيجية.
 
 
كان لسعادتكم إسهام مهم في ترسيخ ثقافة البحث العلمي بدولة الإمارات العربية المتحدة، فما تقييمكم لأوضاع البحث العلمي في دولة الإمارات في الوقت الحالي؟ وهل حقق تقدماً يلبي تطلعاتكم؟ وما هو تقييمكم له على المستوى العربي؟ وكيف يمكن التغلب على المعوقات التي تحول دون الوصول بالبحث العلمي في العالم العربي إلى المستوى الذي نرجوه له؟
دولة الإمارات العربية المتحدة تعيش في محيط العالم العربي، والعالم العربي نسبة البحث العلمي فيه قليلة جداً مقارنة بالدول المتقدمة. هناك اقتراحات عديدة في هذا الجانب، منها تخصيص نسبة من رواتب العاملين في القوات المسلحة ووزارة الداخلية والقطاع العام والقطاع الخاص لتذهب إلى مجلس يمكن تسميته «مجلس البحث العلمي»، وهو مجلس يتولى الصرف على البحوث العلمية في مختلف التخصصات الطبية والهندسة وعلم النفس وعلم الاجتماع وغيرها، ويستطيع الاستفادة من عناصر من الخبراء من داخل الدولة وخارجها لتقييم أي اقتراح، ويمكن أن يطور الكثير من البحوث، على سبيل المثال،حول الأمراض السارية التي تصل نسبتها إلى نحو 30%، وهي نسبة كبيرة جداً. فهذا المجلس يستطيع دعم هذه البحوث وعلاج مختلف الأمراض السارية.
 
كما سيتم من خلال هذا المجلس دعم المشاريع والاقتراحات ذات الصلة،إذ سيكون مسؤولاً عن كل البحوث العلمية سواء في الطب أو الهندسة وغيرها وسيكون هذا المجلس مسؤولاً مسؤولية كاملة عن تطوير البحث العلمي في الدولة.
 
على المستوى العربي أنا جِدُّ متشائم، فالوطن العربي لا يهتم بشكل صحيح بالبحث العلمي. لقد أجريت في كتابي الأخير مقارنات بين الدول العربية والدول المتقدمة في هذا الصدد، أوضحت أن وضع العالم العربي سيئ.
 
ومثلما ذكر سيدي الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، فإن أحسن كتاب عربي وُزع منه نحو 5000 نسخة، في مقابل كتب تباع منها ملايين النسخ باللغة الإنجليزية وغيرها. وهذه مقارنة واضحة في البحث العلمي بين الدول العربية والأجنبية.
 
نحن بصدد عقد «ملتقى القلم العربي» الأول في نوفمبر المقبل، فكل باحث وأكاديمي ومتخصص سيأتي إلى العاصمة أبوظبي لمناقشة ودعم الثقافة العربية، وهذا الملتقى هو الأول من نوعه. وقد فوجئت بذلك، إذ كنت أتوقع أنه العشرون أو الثلاثون.
 
هذه مبادرة كريمة من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لتنشيط البحث العلمي في الوطن العربي. كما أقترح أن يتم عقد قمة ثقافية على المستوى العلمي،يجري خلالها مناقشة العديد من الموضوعات، ومنها: لماذا يعيش المثقف العربي ويموت هكذا؟ أنا شخصياً أعتقد أنه من المهم عقد مثل هذه القمة لإحياء الثقافة العربية.
 
يواجه العالم العربي في الوقت الحالي تهديداً من الجماعات التي تتخذ من الشعارات والمسوح الدينية ستاراً للوصول إلى السلطة، مدعومة ببعض الدول العربية وبعض القوى الإقليمية، ولا تتردد هذه الجماعات في سبيل تحقيق أهدافها في تخريب الدول العربية ونشر الفوضى والعنف فيها، واستخدام الإرهاب سلاحاً في حربها ضد المجتمعات والدول، وحتى محاولة هدم كيان الدول ذاته على النحو الذي نراه في المنطقة من حولنا، فما أبعاد هذا التهديد؟ وكيف يمكن لدولة الإمارات العربية المتحدة والدول العربية الأخرى مواجهته والتغلب عليه؟
أعتقد أن لدى جماعات «الدين السياسي» مشكلة جذرية، وهي أنهم يعتقدون أنهم حاصلون على «وكالة الدين»، وهذا في غاية الصعوبة، فأنا يمكن أن أحصل على وكالة أي منتج كالسيارات أو مواد البناء، لكن لا أحد يستطيع أن يحصل على وكالة الدين، ولاسيما الدين الإسلامي؛ لأنه الوحيد الذي تكون العلاقة فيه بين الخالق والمخلوق علاقة مباشرة لا تحتاج إلى أي وكالة،  فهؤلاء ليسوا أوصياء على الدين.
الأوروبيون في القرنين الخامس عشر والسادس عشر حاولوا أن يفصلوا الدين عن الدولة (العلمانية) إلا أن الذي تحاول جماعة الدين السياسي أن تفعله أسوأ من العلمانية، فهم سخروا الدين لخدمة مصالحهم الشخصية والسياسية والحزبية.
هناك آيات صريحة في القرآن الكريم تدعو إلى عدم التكفير، فالعبد لا يُكفِّر العبد، وليس هناك أي شخص له حق تكفير شخص آخر، لذلك ينبغي على الدول العربية جميعاً أن تعمل وتقف يداً واحدة لمواجهة هذه الحركات لأنها جماعات تكفيرية.
 
ما هي رؤيتكم لمسارات ما يسمى «الربيع العربي» في ضوء ما آلت إليه الأمور في الآونة الأخيرة؟
مصطلح «الربيع العربي» استُخدم لأغراض غير صحيحة؛ فمثلاً جمعيات «حقوق الإنسان المختلفة» تعمل لأهداف غير مشروعة غالباً. الربيع العربي الذي حدث في عدد من الدول صحيّ، أما الذين قادوه من جماعات الدين السياسي فقد حرفوه عن مساره الصحيح خدمة لمصالحهم الشخصية والحزبية. القيادة ينبغي أن تكون للشعب وليس لجماعات الدين السياسي التي استغلت غضب الشعب لمصالحها.
 
ما هو تقييمكم لمستقبل جماعات الإسلام السياسي في المنطقة؟ وهل انتهى طموح هذه الجماعات في الحكم بفشل حكم جماعة الإخوان المسلمين في مصر؟ وهل تأثر هذا المستقبل عربياً بالتجربة الفاشلة للإخوان في مصر؟
جماعات الدين السياسي تحاول منذ سقوط الدولة العثمانية في العشرينيات من القرن الماضي الوصول إلى الحكم، ولكنها لا تملك برامج أو رؤية سياسية واضحة، فهي لا تملك سوى فكرة «الخلافة»، ولم تضع أي برامج اقتصادية أو اجتماعية أوغيرها من البرامج الهادفة التي تخدم الصالح العالم، أعتقد أن الخلط بين الإسلام وجماعات الدين السياسي أمر شديد الخطورة، ويجب الفصل بينهما.
أما فيما يتعلق بتأثير تجربتهم الفاشلة في الحكم مستقبلاً، فمن المؤكد أنها ستؤثر؛ لأنها أظهرت أنه ليس لديهم أي برنامج سياسي واضح. وأنا شخصياً أتحدى أي شخصية دينية في العالم أن يكون لها برنامج سياسي ثقافي اجتماعي اقتصادي، فأنا متابع بشكل جيد لحركات «الدين السياسي» منذ نحو أربعين سنة، ولم أجد مع الأسف لديهم أي برنامج واضح سوى الخلافة.
 
يتسم المشهد الاستراتيجي في المنطقة بسيادة الفوضى والاضطراب وعدم اليقين، وتنتشر الصراعات العسكرية بأشكال مختلفة، وتتغير خريطة التحالفات والأمن في منطقة الخليج مع تحولات الموقف الأمريكي الملموسة، والمستقبل مفتوح على احتمالات غامضة، فما هو تقييمكم لهذا المشهد المعقد؟ وما توقعاتكم لما يمكن أن تتطور إليه الأوضاع في منطقة الخليج والشرق الأوسط بشكل عام؟
أعتقد أن المستقبل غامض جداً. اليوم يجب أن تكون مسألة التغيير واضحة، ولكن من يستطيع التغيير؟ نحن نعرف أن المستقبل ستسوده الفوضى والتغيير، فما هو التغيير؟ ومن المسؤول عنه؟ هذه مسائل في غاية الأهمية.
 
ما هي آفاق العلاقات مع إيران في ضوء الاتفاق النووي الذي وقعته طهران مع القوى الكبرى؟ وهل يمكن أن يكون هذا الاتفاق مقدمة لتقارب أمريكي- إيراني في المدى المنظور؟
أعتقد أن الوضع المعقّد للعلاقة مع إيران والشيعة ليس بجديد، واستشهاد الملازم طارق الشحي، وهو يؤدي واجبه في البحرين، ما هو إلا دليل واضح وقاطع على أن العلاقة بين السنة والشيعة علاقة خطيرة جداً. في الماضي لم تكن الطائفية موجودة، فلماذا ظهرت الآن ونمَت؟ لماذا تزج إيران بحزب الله في سوريا؟ أعتقد أن الطائفية يجب أن تنتهي. في السابق كان هناك حالات زواج كثيرة في مملكة البحرين بين السنة والشيعة، وفي العراق أيضاً، أما الآن فأصبحت هناك حساسية كبيرة بين الطوائف والأديان والثقافات. أعتقد أن ذلك ينبغي أن ينتهي.
أما فيما يتعلق بالتقارب الأمريكي - الإيراني فهو حاصل من دون شك، وهذا يحتم على دول مجلس التعاون والدول العربية الاهتمام بهذا الموضوع والاستعداد لأي سيناريو محتمل؛ لأنه لا أحد يعرف النتائج البعيدة التي سيُفضي إليها هذا التقارب.
 
تابعت الأوساط الأكاديمية العربية باهتمام شديد صدور كتابكم الأخير «آفاق العصر الأمريكي: السيادة والنفوذ في النظام العالمي الجديد»، في ضوء ما طرحتموه في هذا الكتاب ورؤيتكم لمستقبل النظام العالمي الجديد: ما هي رؤيتكم للوضع في المنطقة بشكل عام وما هي الاتجاهات المتوقعة في العلاقات العربية الأمريكية ودور الولايات المتحدة في المنطقة بشكل عام؟ وهل هناك مشروعات مستقبلية لكتب أو دراسات جديدة، ولاسيما أن كتابكم السابق «من القبيلة إلى الفيس بوك» كان قد لقي، ولا يزال، الاهتمام ذاته؟
أمريكا قوة كبرى ودورها في المنطقة واضح، والكتاب يناقش هذا الأمر بالتفصيل. أما بالنسبة إلى مستقبل المنطقة فإن أمن الخليج هو مسؤولية الحكام والشعوب في دول الخليج، وليس البنتاجون أو البيت الأبيض أو الكرملين.
هناك مشروع كتاب يحمل عنوان «السراب»، يختلف عن الكتابين الأول والثاني؛ فالأول يناقش وسائل التواصل الاجتماعي وأهميتها بالنسبة إلى العالم العربي، أما الثاني فيناقش القوى الدولية الكبرى مثل الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي والهند واليابان والبرازيل. أما كتاب «السراب» فسيناقش القضايا المهمة في الساحتين المحلية والعربية بالدرجة الأولى.
 
يحتل الإعلام موقعاً مهماً بين أدوات القوة والتأثير والنفوذ في الوقت الحالي، ولاسيما الإعلام الجديد الذي يدخل ضمن نطاق اهتماماتكم، والذي خصصتم كثيراً من الفعاليات البحثية لمناقشته، فكيف يمكن الاستفادة من إمكانيات الإعلام عموماً، والإعلام الجديد الذي يتنامى تأثيره، ليكون قوة بناء وتعمير بدلاً من أن يكون أداة هدم وتدمير؟
يجب على الحكومات المحلية والعربية والدولية أن تهتم بالإعلام. في السابق كنا نتحدث عن التلفزيون الأبيض والأسود، ثم تحول إلى التلفزيون الملون، والهاتف العادي تحول إلى الهاتف المحمول. الآن هناك وسائل التواصل الاجتماعي، وكل شخص يمكن أن يكون وسيلة إعلام مستقلة.
الشيء السلبي في وسائل التواصل الاجتماعي هو الشائعات، فيجب أن يكون هناك معيار ثابت للقضاء على الشائعات التي تنتشر من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
فمثلاً صورة استشهاد الضابط الإماراتي طارق الشحي، رحمه الله، في مملكة البحرين وصلتني خلال أقل من نصف ساعة، بينما في السابق كان ينبغي أن أنتظر حتى اليوم التالي حتى يتم نشرها عبر وسائل الإعلام.
 
الدول التي ألغت وزارة الإعلام ارتكبت خطأً، وأنا أعتقد أن وزارة الإعلام مهمة للغاية، ولاسيما مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الجديد. ويجب أن نجري أبحاثاً عن الإعلام الجديد، وإذا ما تم تجاهله في المستقبل- والمستقبل هنا من سنتين إلى ثلاث سنوات فقط- فستكون له نتائج سلبية.
ونحن في مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية عقدنا سلسلة من المحاضرات والندوات حول وسائل التواصل الاجتماعي، لنقول للعالم وللمعنيين: انتبهوا لوسائل التواصل الاجتماعي؛ لأنها ستطغى على الإعلام التقليدي.
 
أخيراً، ما هي النصائح التي تودون تقديمها، من واقع تجربتكم البحثية والإدارية الطويلة، لشباب القوات المسلحة في دولة الإمارات العربية المتحدة وشباب الوطن بشكل عام؟ 
نحن نعيش في عالم متغير، فيجب أن نتكيف مع المتغيرات. في «العالم القادم»سيكون التعليم مختلفاً، وكذلك الصحة والإعلام.. إلخ. ويجب التكيف مع هذه التغييرات، فنحن لا نستطيع أن نكون ضدها؛ لأننا إذا فعلنا ذلك فسيتم نسياننا.
 
السيرة الذاتية
حصل سعادة الدكتور جمال سند السويدي على درجة الدكتوراه من جامعة ويسكونسن، في الولايات المتحدة الأمريكية. ويشغل سعادته حالياً منصب المدير العام لمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية. كما أنه أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإمارات العربية المتحدة.
يرأس الدكتور جمال السويدي مجلس إدارة مكتب البعثات الدراسية التابع لوزارة شؤون الرئاسة، وعضواً في مجلس إدارة معهد الإمارات الدبلوماسي في عام 2001. كما أنه ترأس مجلس إدارة مدرسة الإمارات الوطنية، وكان عضوا في مجلس جامعة زايد لعدة سنوات. وفي  2006 عين جمال السويدي عضواً في المجلس الوطني للإعلام . وهو عضو في المجلس الاستشاري لكلية السياسة والشؤون الدولية في جامعة مين بالولايات المتحدة، وكذلك في المجلس الاستشاري لمركز الدراسات العربية المعاصرة في جامعة جورج تاون. وتم تعيين الدكتور جمال السويدي رئيسا للجنة العليا لإعداد الاستراتيجية الوطنية للأمومة والطفولة في دولة الإمارات العربية المتحدة بقرار أصدرته سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيس المجلس الأعلى للأمومة والطفولـة في سبتمبر 2009. والدكتور جمال السويدي عضو مجلس الأمناء في منبر الصداقة الإماراتية- السويسرية، وعضو في المجلس الاستشاري للبيت العربي في إسبانيا. كما تم تعيينه عضواً في اللجنة الاستشارية لإدارة دراسات الترجمة في جامعة الإمارات العربية المتحدة.
وفي الثاني من ديسمبر 2013، كرّم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة - حفظه الله - سعادة الدكتور جمال سند السويدي، بمنحه وسام «جائزة رئيس الدولة التقديرية» تقديراً للسيرة الوطنية الطيبة.
شارك الدكتور جمال السويدي بالعديد من الدراسات والمقالات البحثية حول الكثير من الموضوعات؛ منها: أمن منطقة الخليج العربي، ومفاهيم الديمقراطية في المجتمعات العربية والغربية، والمرأة والتنمية، ومواقف الرأي العام في دولة الإمارات العربية المتحدة من أزمة الخليج.
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره