مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2012-02-01

رئيس أركان القوات الأسترالية إلتزامنا بالشرق الأوسط دائم ومستمر

في مقابلة حصرية مع مجلة "درع الوطن" صرح الفريق أول ديفيد هيرلي رئيس أركان القوات  الأسترالية بأن انسحاب القوات الأسترالية من أفغانستان أمر غير وارد في الوقت الحالي.
 
حوار:الرائد جاسم شاهين
وفيما يلي مقتطفات من تلك المقابلة التي غطت موضوعات كثيرة ومتنوعة:
 
ثمة تقارير تتحدث عن انسحاب القوات الأسترالية من أفغانستان، فما هو الموقف الحالي؟
تعتبر التقارير التي تحدثت عن انسحاب القوات الأسترالية من أفغانستان تقارير مضللة، فالحقيقة هي أننا، مثلنا مثل بقية الدول المشاركة في قوة المساعدات الأمنية الدولية (إيساف) بالتعاون مع الحكومة الأفغانية، بصدد نقل مسؤولية الأمن من (إيساف) التابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى الحكومة الأفغانية، ولذلك، تقوم الدول المشاركة في (إيساف) بمراجعة متطلبات هذه العملية. 
من الناحية الاستراتيجية أعلنت أستراليا على لسان رئيس الحكومة التزامها بالتعاون مع أفغانستان خلال العقد القادم، الأمر الذي يعني التزامنا أمام الجيش بعملية تقديم الدعم اللازم خلال العقد الحالي والعقد القادم على أقل تقدير. 
أما من الناحية العسكرية فنحن نعمل في إقليم أوروزجان من خلال التعاون مع اللواء الرابع للجيش الأفغاني، وبمجرد الانتهاء من عملية نقل مسؤولية الأمن إلى الجيش الأفغاني سندرك ساعتها حجم وشكل القوة الجديدة، وبعد نقل السلطة سيكون دورنا أكثر تركيزاً على تقديم خدمات الدعم اللازمة عن طريق التدريب الأساسي، والتعاون مع القوات الخاصة وتقديم المزيد من المساعدات للحكومة الأفغانية من أجل تنمية المجتمع، لذلك، فالأمر المؤكد هو أن انسحاب القوات الأسترالية من أفغانستان غير وارد في الوقت الحالي.
 
بعيداً عن منطقة جنوب شرق آسيا، هل توشك أستراليا على لعب دور عسكري أكثر أهمية في منطقة الشرق الأوسط؟
ترتبط أستراليا بمنطقة الشرق الأوسط منذ حرب الخليج الأولى عام 1991. وظلت أستراليا على التزامها بالمنطقة منذ ذلك التاريخ، والحقيقة هي أن الفرقاطات الأسترالية تتواجد في المنطقة منذ عشرين عاماً بناء على دعوة دول المنطقة من أجل دعم الأمن البحري في المنطقة.
 ولدينا في الوقت الحالي أيضا طائرات P-3 لدعم الأمن البحري، وأثناء الحرب في العراق وأفغانستان لعبت أستراليا دوراً مهماً في منطقة الشرق الأوسط ، فهي تمثل منطقة مهمة بالنسبة لأستراليا، وثمة اهتمام مشترك بتطوير هذه المنطقة، ومن الصحيح أن الشرق الأوسط يمثل أهمية كبرى بالنسبة لأستراليا، ونحن نستكشف الفرص الأخرى بحكم القيم والمبادئ المشتركة التي تربطنا بدول المنطقة.
 
قامت أستراليا والولايات المتحدة بتعزيز علاقاتهما مؤخراً، ثمة تقارير تفيد بأن الهدف من هذه الخطوة هو مواجهة النفوذ الصيني المتزايد، فما مدى صحة هذه التقارير؟
في شهر نوفمبر 2011 زار الرئيس الأمريكي باراك أوباما أستراليا حيث أعلن أمام رئيس وزراء أستراليا أننا سنزيد جرعة التدريب مع القوات البرية والبحرية والجوية الأمريكية كماً وكيفاً. والحقيقة هي أن الولايات المتحدة تعمل على زيادة مناورات تدريب سلاح مشاة البحرية (المارينز) مع أستراليا، ولا يوجد أي جديد في ذلك، ولكننا نأمل خلال السنوات الأربع إلى الست القادمة في تعزيز هذه العلاقة تدريجياً من أجل تشكيل قوة كاملة قوامها 2500 فرد من أفرع القوات المسلحة الثلاثة، وهذا أمر عادي ومألوف بالنسبة لنا.
 
وقد قمنا بزيادة الجرعة التدريبية مع القوات الأمريكية كل عامين، حيث يأتي حوالي 30000 جندي أمريكي من القوات البرية والمارينز للتدريب في أستراليا، كما تتعاون القوات الجوية لدى أستراليا والولايات المتحدة، وبدأنا لتونا في رفع وتيرة هذا التعاون، ومن المؤكد أن تكثيف الوجود الجوي الأمريكي في منطقة غربي المحيط الهادئ وجنوب شرق آسيا سيؤدي إلى زيادة التعاون الاقتصادي وزيادة الإنتاجية في المنطقة، ويربطنا بالولايات المتحدة تحالف ANZUS alliance منذ ستين عامــــاً الذي يمثل اتفاقيـــة يقوم كل طرف فيها بتلبية المتطلبــــات الدفاعية والأمنية للطرف الآخر.
ويعتبر هذا التحالف خطوة أخرى لتعزيز العلاقات مع الدول من أصحاب المصالح المشتركة، فمصلحة الصين لا تقل عن مصلحة أستراليا أو أي من الدول الأخرى في منطقة غربي المحيط الهادئ من حيث الاستقرار الاقتصادي في المنطقة، خاصة فيما يتعلق بحرية الملاحة الدولية، فنحن نسعى لتكريس الوجود الأمريكي في المنطقة من أجل مساعدة الدول، وليس لاستهداف أي دولة، فالأمر يتعلق بالعلاقات الأمريكية-الأسترالية أكثر مما يتعلق بوجودنا في المنطقة.
 
هل تسعى أستراليا لبناء قوة بحرية أكبر بعد أن أصبحت السيطرة على البحار أداة رئيسية في لعب أي دور استراتيجي مهم في منطقتي جنوب وشرق آسيا؟
إن حرية الملاحة التجارية والتحرك عبر أرخبيل إندونيسيا مروراً إلى منطقة غربي المحيط الهادئ أمر مهم للغاية بالنسبة لكل الدول، وظلت أستراليا تتمتع ببحرية قوية دائماً باعتبارها مجموعة من الجزر، ويمكن وصف إستراتيجيتنا الأمنية حالياً بأنها استراتيجية بحرية، وهو ما يدفعنا للبحث عن سبل التعاون مع جيراننا من أجل تحقيق الأمن، وإذا أطلعت على الخطاب الأبيض لعام 2009 فسيتضح لك كم هو مهم بالنسبة لنا تبني استراتيجية بحرية تنطلق من أستراليا إلى المنطقة، وتبني قوة بحرية قادرة على تقديم المساعدة في أي أزمة، سيكون لدينا فرقاطات ومدمرات وغواصات وطائرات قادرة على الانطلاق من سواحل أستراليا.
 
كيف يمكن لدول الشرق الأوسط، لاسيما دولة الإمارات، التعاون مع أستراليا من أجل تكريس الأمن الإقليمي والدولي؟
تبدي أستراليا اهتماماً خاصاً بمنطقة الشرق الأوسط، وهي منطقة مهمة للغاية بالنسبة لنا من الناحية الاقتصادية، ولا تبخل أستراليا بأي جهد لمساعدة دول العالم عند اللزوم، وقد لعبنا دوراً بناءاً في منطقة الشرق الأوسط، خاصة دول مجلس التعاون الخليجي من أجل تكريس لغة الحوار وتناول بعض القضايا الأخرى، ونحن نشعر أن تلك هي أفضل وسيلة لتحقيق الاستقرار، صحيح أن المسافة بين الخليج العربي وأستراليا مسافة طويلة ولكن مصالحنا في المنطقة مهمة، ونحن ملتزمون بالأمن البحري وبكل القضايا الدولية والثنائية الأخرى.
 
كيف تقيمون التعاون بين دولة الإمارات وأستراليا في المجال العسكري؟
تجمعنا علاقات قوية بالإمارات حيث تواجدنا منذ سنوات. ومع زيادة التقارب نبحث سبل الدعم والتفاعل فيما بيننا، ونحن نتعاون مع القوات المسلحة في دولة الإمارات طبقاً لخطة مرسومة وموضوعة سلفاً وتبعاً للفرص التي تظهر أمامنا، وسنشعر بسعادة غامرة إذا أحسسنا أنه يمكننا تقديم المساعدة بأي شكل، خصوصاً إذا تم ذلك من خلال تعاون مشترك. صحيح أنه ليس لدينا قوات بحرية كبيرة ولكن لدينا الكثير من المهام، كما أن المسافة بين الدولتين مسافة طويلة، وهو ما يشكل عائقاً لوجستياً أمام إجراء مناورات مشتركة، ما لدينا هو علاقات قوية وإيجابية مبنية على أساس حسن النوايا.
 
تلعب دولة الإمارات دوراً فعالاً في مجال تقديم المساعدات على الساحة الدولية، كيف تقيمون هذا الدور؟
لابد من الإشادة بقوة بدولة الإمارات وبعد نظرها، خاصة في مجال تقديم المساعدات الإنسانية، قد يكون من الصعب على دول مثل الإمارات وأستراليا تحريك قواتها العسكرية أو المدنية على نطاق واسع، ولكن دولة الإمارات لها مساهمات مالية ضخمة، بالإضافة إلى الدعم العسكري والمدني الذي تقدمه، فقد قدمت الإمارات تبرعات سخية عندما تعرضت كوينزلاند الأسترالية لفيضانات مدمرة، وهو ما يعكس روح الكرم الكبير الذي تتمتع به الإمارات حكومة وشعباً.
 
تعتبر دولة الإمارات لاعباً أساسياً في مجال المعارض الدولية، حيث تقيم معرض آيدكس ومعرض دبي للطيران، كيف تقيمون تلك المعارض؟
لم يسعدني الحظ بكل أسف لمشاهدة معرض آيدكس أو معرض دبي للطيران، ولكن سلاح البحرية الأسترالية عرض إحدى السفن في NAVDEX، وحضر قائد سلاح الجو معرض دبي للطيران. ونحن نؤمن بأهمية تلك المعارض، وهو ما يدفعنا لإرسال ممثلينا وسفننا، ليس من أجل عرض المعدات والأجهزة العسكرية فحسب، وإنما من أجل اغتنام الفرصة للاجتماع مع نظرائنا وبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك، وقبل سنوات طويلة كنت رئيس هيئة تطوير الأسلحة في أستراليا، وكان من عادتي حضور معرض فرانبرا ومعرض باريس الجوي، ومن المؤكد أن معارض مثل آيدكس ودبي للطيران تشكل فرصة سانحة لمعرفة اتجاهات العملاء وتوجهاتهم، والإطلاع على أحدث التقنيات وبحث القضايا مع نظرائنا، وآمل أن تسنح لي الفرصة لحضور معرض آيدكس القادم.
 
هل من رسالة خاصة توجهونها لقراء "درع الوطن"؟
تمثل العلاقة مع دولة الإمارات أهمية كبيرة بالنسبة لأستراليا، والهدف الرئيسي من هذه الزيارة هو أن تسنح لي الفرصة للاجتماع مع القادة والمسؤولين في الدولة، وأن تسنح الفرصة للقاء المسؤولين لبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك، ونحن نتمتع بعلاقات قوية مع دولة الإمارات، ونتطلع إلى إقامة علاقة دائمة مع هذا البلد وهذا الشعب المميز .
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره