مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2012-09-01

رئيس الأركان العراقي: الإمارات فتحت لنا أبوابها أيام تحرير العراق

أجرت مجلة "درع الوطن" حواراً شاملاً وحصرياً مع معالي الفريق أول بابكر بدرخان الزيباري رئيس أركان القوات المسلحة العراقية، تناول فيه علاقات التعاون العسكري بين الإمارات والعراق، والتحديات التي تواجه العراق بعد رحيل القوات الأمريكية، وثمن معاليه دعم الإمارات ومساعداتها اللامحدودة للعراق حتى يقف على قدميه.
 
حوار: الرائد جاسم شاهين
وفيما يلي نص اللقاء:
إلى أي مدى يمكن أن يساهم التعاون العسكري بين العراق ودول مجلس التعاون الخليجي على إعادة الاستقرار في العراق؟
من المؤكد أن عودة العراق إلى استئناف علاقاته الطبيعية مع دول الخليج العربية ستكون عاملاً مساعداً للغاية في عملية إعادة الاستقرار في العراق، هذا التعاون ستكون له آثار إيجابية من كل النواحي، فنحن بلد خليجي مثل بقية الدول الخليجية العربية، ولدينا إمكانيات متنوعة ومتعددة، وفي تصوري أنه إذا تبادلنا التعاون بصورة تكاملية أشمل فسيكون الأمر مفيداً للطرفين.
 
سبق وأن ذكرت أن الجيش العراقي لن يكون جاهزاً بالكامل للسيطرة على الأمن قبل عام 2020، هل يمكن أن توضح هذه النقطة بشيء من التفصيل؟
الجيش العراقي تقدم خطوات إلى الأمام في هذا الميدان، ولدينا خطة من عام 2008 حتى عام 2012 لدعم قدرات الجيش العراقي، ومن المعروف أن كل جيوش العالم لديها نواقص، ولكننا تقدمنا خطوات ممتازة، وبعد خروج الولايات المتحدة أمريكية تصور البعض رجوع "القاعدة"، ولكن الجيش العراقي تقدم للأمام دون تأخير، ويواصل خطوات الإعداد.
وتعتـبر مشكلـة الحدود بالنسبة لنا مشكلة أساسية للمحافظة على الأمن الداخلي، لدينا قوات الآن، ولكن بالتأكيد هناك هجوم على أهداف رخوة سهلة ضد المدنيين والأبرياء. وهناك خطط مرحلية معدة و مدروسة بصورة دقيقة وجيدة، لتدريب وتأهيل الكوادرالمواطنة كماً وكيفاً وفي جميع المجالات للقيام بالواجبات والمهام المنوطة بهم على الوجه الأكمل.
 
سعادة الفريق..دعوت إلى علاقات متينة مع إيران، فماذا كنت تعني بهذا؟
لدينا علاقات مع كل الجيران، فلدينا ست دول بجانبنا، ونريد أن نقيم توازناً وتعاوناً مع كل الجيران، نحن دولة ديمقراطية مؤمنة باحترام الشأن الداخلي، ولا نتدخل في شؤون الآخرين، ولا نقبل أن يتدخل أحد في شؤوننا، ولكن نبقى على مسافة واحدة مع كل دول الجيران وأبعد من ذلك، فالتعاون يوِلد استقراراً ورخاءً يصب في مصلحة جميع الأطراف.
 
في أي مجال تستطيع دول مجلس التعاون الخليجي، والإمارات تحديداً، زيادة التعاون فيما يختص المجال العسكري؟
بدأ تعاوننا مع دولة الإمارات العربية المتحدة منذ بداية عام 2004 فالإمارات فتحت لنا أبوابها أيام تحرير العراق، والتعاون فيما بيننا كان من خلال تبادل الخبرات بزيارة الوفود من الوحدات البرية والجوية والبحرية، كما قامت الإمارات بعقد عدد من الدورات في مجال التدريب العسكري لمختلف وحدات القوات المسلحة  العراقية، بالاضافة إلى تعاوننا مع دولة قطر والمملكة الاردنية الهاشمية.
 
ما يزال العراق يواجه عدداً من قضايا الأمن الداخلي، فماذا تستطيع دول الخليج العربية تقديمه في هذا المجال؟
نحن نواجه قضية الإرهاب، وهي قضية عالمية تحمل الخراب والقتل، وحتى نقضي على هذا الخطر لابد من التعاون، ويجب أن نشخص السبب فيما يختص بقضايا الأمن الداخلي وهي مهمة  ليست سهلة بكل تأكيد مما يتطلب التعاون مع دول الخليج العربية الشقيقة في هذا المجال.
لدينا في العراق مصالحة وطنية وعفو عام، وهناك أناس كثيرون عادوا إلى العراق بعد الهجرة، وما زالت الأبواب مفتوحة أمام كل من رحل من العراق لغياب الأمن في السابق للعودة إلى وطنهم.
 
ما هي التهديدات الأساسية التي تواجه العراق داخلياً وخارجياً في الوقت الحالي، وكيف يمكن معالجتها؟
أهم التهديدات التي تواجهنا هي مسألة الحدود مع الدول المجاورة وخاصة سوريا، فنحن جيران مع سوريا، وعندما يكون الوضع مضطرباً وغير مستقر هناك بلا شك سيؤثر على العراق، فالشظايا تطال الكل في حال حدوث تصادم لا قدر الله، كلنا جيران ومسلمون، أبرز التحديات هو الإرهاب كما أشرت، فهو خطر يواجهنا جميعاً، ولابد من المشاركة والتعاون للتغلب عليه.
 
ما هي المناطق التي استطاع العراق السيطرة على المشاكل الأمنية فيها عقب مغادرة القوات الأمريكية؟
كل العراق، وكل الطرق التي تؤدي إلى كل محافظات العراق، ما عدا بعض الخلايا المختفية التي تحاول أن تصل إلى هدف رخو أو سهل لضرب المدنيين، الإرهاب كان يهدد العراق ولكن شباب العراق تصدوا لهم بمساعدة إخوانهم.
 
فقد العراق عدداً  كبيراً من العلماء وغيرهم، فكيف ستعوضون ذلك؟
تلك خسارة كبيرة، فالعناصر الإرهابية وكل من لا يريد الخير للعراق، كان يستهدف العلماء والأطباء والمهندسين الذين استشهدوا، ولكن لدى العراق كم كبير من المثقفين في  جميع  التخصصات ولله الحمد،  ويستطيع العراق بمن بقي من علمائه وبعودة المهاجرين منهم كذلك  تعويض ما فاته بإذن الله. 
 
هل تعتبرون حرب المعلومات يمثل تحدياً إضافياً للقوات المسلحة العراقية؟
تعتبر حرب المعلومات سلاحاً ذو حدين يعتمد على كيفية استخدامها، وتمثل حرب المعلومات اليوم واقعاً حياً وملموساً، فالطرق التي يتم بها جمع المعلومات وتقييمها وتحليلها وكيفية تسخيرها يحقق الغاية المرجوة منها وبلا شك أن هذه العملية تمثل تحدياً كبيراً في عالمنا اليوم وقد زادها التقدم التقني تعقيداً مما جعل جميع جيوش اللعالم توليها إهتماما بالغاً.
 
كيف تنظرون إلى التطور الذي طرأ على التعاون العسكري بين دولة الإمارات والعراق في السنوات الأخيرة؟ وهل هناك خطط لتعزيز هذا التعاون في المرحلة القادمة؟
أستطيع أن أقول إن علاقات العراق العربية بدأت مع الإمارات التي كانت - بعد سقوط النظام العراقي السابق - من أوائل الدول التي تعاونت معنا، فالإمارات لم تبخل علينا بشيء؛ فزودتنا بالزوارق الدورية، وقدمت الدورات التدريبية لضباطنا وجنودنا في أحدث المعاهد والكليات العسكرية لديها، وقدمت يد العون والتعاون في مجال التشغيل والصيانة وإدارة المعدات، فنحن نتطلع إلى هذا التطور.
 
كيف يمكن للعراق أن يلعب دوراً في إزالة التوتر القائم بين إيران ودول الخليج؟
لا نريد أن يكون هناك توتراً بين إيران ودول الخليج العربية، فالحكومة العراقية تحاول باستمرار تهدئة الوضع، فالتوتر ليس في مصلحة إيران أو دول الخليج العربية، فأي توتر أو خلاف يؤثر على المنطقة بالكامل اقتصادياً وسياسياً، فالعالم كله بحاجة إلى هذه المنطقة، فعلى الكل أن يحاولوا التهدئة، وفي حال حدوث ما يعكر صفو العلاقة بين الأشقاء والأصدقاء يجب معالجتها وبالحوار الأخوي البناء وعدم ترك مجال لقوى قد تصطاد في المياه العكرة، وهنا يأتي دور الإعلام الإيجابي في المساهمة في معالجة هذه الأمور.
 
كلمة أخيرة تودون قولها؟
نرجو من كل الدول الشقيقة والصديقة للعراق أن تعمل جنباً الى جنب لإجتثاث بؤر الإرهاب من العالم أجمع وأن تتعاون مع بعضها البعض لتسود بينها أواصر الصداقة والوئام، فلا كراهية ولا عداء وأن يكون الإنسان في خدمة أخيه الإنسان، تلك هي أمنياتي إن شاء الله.
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره