مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2012-07-01

سيف بن زايد: الحفاظ على مكتسبات الاستقرار الأمني من أولويات قيادتنا الحكيمة

مع شخصيات لا تعرف الكلل أو الملل، ولا تبتغي شعاراً سوى النجاح في العمل، ومع قادة لم يرتضوا سوى بالتميز والتفرد عنواناً لمسيرتهم وسير عملهم، كان لمجلة درع الوطن صفحات مضاءة للقاء مع شخصية وطنية فذّة، ساهمت ولا تزال في دعم أمن وآمان وطنها، بما تراه وتضعه من خطط طموحة تتسق والنهج الذي تتولاه القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان حفظه الله، إنه الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية.

حوار: مقدم ركن محمد خميس الحساني
صرح الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان بأن الإمارات تعد نموذجاً للتعايش السلمي، وذلك بفضل المنهجية الإنسانية والحضارية الراقية التي أسس قواعدها المغفور له باذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "رحمه الله"، حيث حرص على أن يعيش الجميع بسلام وطمأنينة وأمان.
 
 وأشار سموه بأن الحفاظ على مكتسبات الاستقرار الأمني الذي تنعم به البلاد، يعد من أولويات قيادتنا الحكيمة التي لا تتوانى لحظة عن تقديم كافة سبل الدعم والتمكين لخططنا وبرامجنا التطويرية الخاصة بالحكومة ومنها وزارة الداخلية.
كما ذكر سموه أن فكرة التعاون والتقارب بين المؤسسات الاتحادية والحكومات والمؤسسات المحلية تستمد رؤيتها من سياسة ورؤية سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" ولاننسى في هذا المقام دعوة سموه المستمرة لتحقيق علاقة تفاعلية بين المؤسسات الحكومية بإعتبار أن هذه المؤسسات وجدت لخدمتهم وتلبية مطالبهم والوفاء باحتياجاتهم.
وأشار سموه بأن الدولة حرصت على دعم الأجهزة الأمنية بأحدث المعدات التقنية، لتمكينها من تطوير أدائها العام وفق أعلى المعايير العالمية الرامية إلى الارتقاء بأداء الجهاز الشرطي والأمني، وذلك من أجل تعزيز مسيرة الأمن والأمان، وإرساء قيم الحق والعدل والمساواة.

كما أكد سموه بأن هناك تعاون مستمر ومشترك بين القوات المسلحة ووزارة الداخلية وفي مجالات متعددة منها تبادل الخبرات في مجالات التدريب، فالقوات المسلحة لها باعها الطويل وتجاربها الناجحة في التعامل مع الكوارث الطبيعية والأزمات الطارئة من حوادث جسيمة وغيرها، ونحن سعيدون حقاً بمستوى التقارب الدائم والتفاهم المشترك حول الأدوار والأهداف المشتركة التي نقوم بها جنباً إلى جنب.
وفي ختام الحوار توجه سمو نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية بالشكر والتقدير للمسؤولين في كلية القيادة والأركان المشتركة على ما يبذلونه من جهد آتى ثماره جلياً بتخريج دفعة جديدة من الضباط تضاف إلى لائحة الشرف التي تضم رجالاً صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
 
وتالياً نص حديث سمو نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية:
 بفضل الله تعالى ثم بفضل قيادتنا الحكيمة تنعم دولة الإمارات بالتقدم والإزدهار في مختلف المجالات وعلى رأسها الاستقرار الأمني، كــيف يرى سموكم مقومات وأسباب النجاح في المرحلــة الماضية، وما هي رؤيتكم للمستقبل فيما يخص مجال الأمن ؟ 
مما لا شك فيه أن الحفاظ على مكتسبات الاستقرار الأمني الذي تنعم به البلاد، يعد من أولويات قيادتنا الحكيمة التي لا تتوانى لحظة عن تقديم كافة سبل الدعم والتمكين لخططنا وبرامجنا التطويرية الخاصة بالحكومة ومنها وزارة الداخلية، وبدورنا نحرص على النهوض بمسؤولياتنا للحفاظ على تلك المكتسبات بإعتبارها ركيزة من ركائز ديمومة النهضة الوطنية الشاملة، إضافة إلى سعينا لتوظيف العنصر البشري المؤهل، وحفزه على الإبداع والابتكار لتحسين وتطوير أداء المؤسسة الشرطية، لتكون وإلى جانب باقي مؤسساتنا الوطنية على قدر ما وصلت إليه الإمارات من تطور وتحديث، وتكون أيضاً عند حسن الظن بها سواء من قبل قيادتنا التي أولتنا كل مقومات التميز والنجاح، أو المجتمع الذي أوكلنا الحفاظ على أمنه وسلامته، ولا يمكننا تحقيق تلك الغايات إلا عبر السعي الدائم والدؤوب نحو إدخال أحدث الوسائل التقنية لبناء مؤسسة شرطية ذات تخطيط علمي واستراتيجي ومنهجي سليم، يواكب المستجدات والمتغيرات التي يشهدها عالم اليوم.
 
وبكلمات أخرى فإن من يحصل على مثل هذا الدعم الكريم من القيادة الرشيدة لا بد له أن ينجز وأن يسعى إلى التميز وينجح في مسعاه لا محالة.
أما فيما يخص الجزء الثاني من السؤال، فإنه لا يسعني إلا أن أعرب عن أماني وتفاؤلي فيما يخص المستقبل، إذ أن بلادنا ( وطناً وقيادة وشعباً ) تتمتع بكل مقومات البقاء والإزدهار والاستقرار، إنها تلك الروح الخلاقة وما تحمله من ثقافة الانفتاح والتسامح التي تصبغ بصبغتها القوية كل من تطأ قدمه هذا التراب الطيب، ليغدوا على شاكلة البيئة الفريدة التي تأسست عليها دولة الإمارات، إنه الأمر الذي لاحظناه خلال عملنا الطويل مع هذا التنوع الثقافي والعرقي الهائل في نسيج المقيمين والزائرين إلى الدولة، إذ سرعان ما يتخلوا طوعاً عن أي سلوكيات صدامية أو أفكار عبثية لينخرطوا في عجلة العمل والإنتاج بما يدره عليهم من دخل وفير ويحقق طموحاتهم وآمالهم بالعيش الهانئ الكريم في هذا البلد المضياف.
 
 لقد كانت رؤية المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد طيب الله ثراه أن الإمارات بلد للجميع، وهي ملاذ آمن لكل من أراد العيش بسلام ، كيف يرى سموكم مدى سهولة تطبيق قوانين الدولة المستمدة من الشريعة الإسلامية ومن الأعراف والتقاليد على المقيمين والزائرين في الدولة بمختلف أعراقهم ولغاتهم ودياناتهم ؟
تعد دولة الامارات - وبحمد الله - نموذجاً للتعايش السلمي، وذلك بفضل المنهجية الإنسانية والحضارية الراقية التي أسس قواعدها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "رحمه الله"، حيث حرص على أن يعيش الجميع بسلام وطمأنينة وأمان وفقاً لقوانين تستمد جوهرها من الشريعة الاسلامية، والأعراف، والعادات والتقاليد العربية الأصيلة في مجتمعنا، إلى جانب المواثيق والمعاهدات الدولية، مما مكن دولة الإمارات من انجاز نموذجاً رائد تتسارع فيه الخطى نحو الريادة بفضل "خير الخلف" الذي سار على خطى خير السلف، سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة" حفظه الله" وإخوانه أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، فضلاً عما يقدمه سيدي الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، من دعم ومتابعة حثيثة للنهوض بالأمن وحماية الوطن. 
فالاستقرار السياسي والاعتدال الفكري والازدهار الاقتصادي، علاوة على التعايش السلمي بين الجاليات، من الأمور السائدة في دولة الإمارات التي تستقطب أكثر من ثمانية ملايين سائح سنوياً والعدد آخذ بالإزدياد على نحو مضطرد، كما مكنها هذا الوضع الفريد من أن تكون مركزاً دولياً واقليمياً للعديد من المناشط السياحية والاقتصادية والرياضية وحتى الإعلامية، إن ذلك كله ما كان ليتحقق لولا وجود تلك الأنظمة والقوانين العادلة للجميع، والمؤسسات الوطنية الملتزمة بأهداف النهضة والبناء، بطابع شفاف يؤمن بحق الجميع في الحصول على الخدمة المطلوبة، فتقدم للجميع تلك الخدمات الراقية بشرف وأمانة وعدل. 
 
 التعاون والتقارب بين المؤسسات الاتحادية والحكومات والمؤسسات المحلية وخاصة في المجال الأمني موضوع في غاية الأهمية، ولقد لاحظنا أن سموكم في الفترة الأخيرة تؤكدون على هذا التقارب، كيف يرى سموكم هذا التكامل في المرحلة الحالية ومدى التغلب على المعوقات والصعوبات إن وجدت ؟
إننا نستمد فكرة التعاون والتقارب بين المؤسسات الاتحادية والحكومات والمؤسسات المحلية من سياسة ورؤية سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" ولاننسى في هذا المقام دعوة سموه المستمرة لتحقيق علاقة تفاعلية بين المؤسسات الحكومية بإعتبار أن هذه المؤسسات وجدت لخدمتهم وتلبية مطالبهم والوفاء باحتياجاتهم، ومن خلال هذا التعاون والتعاضد يمكننا في النهاية التغلب على كل المعوقات التي قد تعترض سير العملية التكاملية نحو تحقيق تطلعات وآمال الوطن والمواطنين، التي تحرص على تلبية احتياجات كافة المقيمين والزائرين. 
 
ولقد كان للتوجيهات الحكومية السامية والممارسات الإدارية العصرية لسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، والرامية إلى تقليص الفجوة ما أمكن بين المسؤولين في الحكومة والمتعاملين معها من جهة والعلاقات الحكومية "البينية" لمختلف التشكيلات والقطاعات العامة من جهة، الخروج من الأنماط الروتينية إلى رحابة الأنظمة الإلكترونية مما انعكس بمجمله على مستوى العمل وجودته بل وترابط آلياته التي تصب أخيراً في صالح الناس وتلبي احتياجاتهم.
 
من الواضح للعيان الجهد المبذول من قبل وزارة الداخلية لبناء وتعزيز قدرات رجال الأمن في مجالات محاربة الجريمة ومكافحة الإرهاب ومواجهة التحديات الأمنية المختلفة، وبرغم ذلك الجهد يلاحظ انتشار الاحتيالات والجرائم الالكترونية في الآونة الأخيرة، كيف تقيمون سموكم دور وزارة الداخلية في التصدي لهذا النوع من الجرائم ؟
لقد حرصت الدولة على دعم الأجهزة الأمنية بأحدث المعدات التقنية، لتمكينها من تطوير أدائها العام وفق أعلى المعايير العالمية الرامية إلى الارتقاء بأداء الجهاز الشرطي والأمني، وذلك من أجل تعزيز مسيرة الأمن والأمان، وإرساء قيم الحق والعدل والمساواة. وتسعى وزارة الداخلية إلى التصدي للجرائم الإلكترونية التي تعتبر من الجرائم العابرة للحدود وتحتاج إلى تضافر جهود كل الدول للقضاء عليها، كما وتعمل بإستمرار على تطوير مختبر الجرائم الالكترونية للتعامل مع الأدلة الرقمية والجرائم الالكترونية، فضلاً عن سعينا المستمر لتطوير الكوادر الشرطية عبر الحاقهم بالدورات التدريبية التخصصية والمتقدمة، للقيام بواجبها على أكمل وجه، من أجل مجتمع أكثر أماناً وسلامة.
هذا على الصعيد الداخلي للوزارة، أما على الصعيد الخارجي وأقصد به المجتمع الذي نعتبره رديفاً لعملية الأمن وشريكاً أساسياً فيها، فقد أطلقت الوزارة عدة حملات إعلامية توعوية لنشر ثقافة وسبل الوقاية من هذه الجرائم وفق ما تراكم لنا من خبرات بأساليب عمل المجرمين في تلك الجرائم، ولقد عكست هذه الحملات نوعاً من التراجع الإيجابي في عدد الجرائم رغم تطور أدواتها المستمر، ويبقى الأمل يحدونا في أن تسارع كافة قوى المجتمع ومؤسساته المدنية إلى بذل المزيد من الجهود للتصدي لمثل تلك الجرائم التي تتعلق بشكل أو بآخر بأنماط معيشة الناس ومستويات الوعي لديهم.
 
بفضل توجيهات قيادتنا الرشيدة نحو تحقيق النماء للوطن والأمن والرخاء للمواطنين والمقيمين على أرض دولتنا الحبيبة، زادت درجة الانسجام والفهم المشترك والمتبادل بين كل من القوات المسلحة ووزارة الداخلية في مختلف المجالات، ما مدى رضى سموكم عن هذا التعاون ؟ وكيف يرى سموكم الأدوات التي تساعد على تعزيز العمل المشترك ؟
مسيرة الإمارات تتقدم بخطى واثقة وثابتة نحو المستقبل المشرق بقيادة سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" وأخيه سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" وأخوانهما أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للإتحاد حكام الإمارات .
وفي إطار الجهود المبذولة من جميع الجهات والتي تصب في خدمة الوطن والمواطن، هناك تعاون مستمر ومشترك بين القوات المسلحة ووزارة الداخلية وفي مجالات متعددة منها تبادل الخبرات في مجالات التدريب، ومن أمثلة ذلك لا الحصر "حصاد الحق" وغيرها من البرامج وهي لا شك برامج مهمة بالنسبة لنا في الداخلية، فالقوات المسلحة لها باعها الطويل وتجاربها الناجحة في التعامل مع الكوارث الطبيعية والأزمات الطارئة من حوادث جسيمة وغيرها، ونحن سعيدون حقاً بمستوى التقارب الدائم والتفاهم المشترك حول الأدوار والأهداف المشتركة التي نقوم بها جنباً إلى جنب، ومن البديهي أن نلتقي دوماً على تلك القواسم المشتركة بيننا؛ لأن المحصلة واحدة، فالقوات المسلحة ووزارة الداخلية تعملان يداً بيد، لأجل حماية أمن الوطن وأبنائه، ومرد هذا النجاح في العلاقة - برأيي- إلى نوعية الوعي والإدراك لدى كلى العاملين في القوات المسلحة ووزارة الداخلية لطبيعة وأهمية العلاقة التكاملية بينهما، خلافاً لما نجده في بعض الدول الأخرى ذات الطبيعة التنافسية بين مؤسساتها الأمنية والدفاعية، والتي لاحظنا أنها إنعكست لديها سلباً على مصلحة الوطن ككل. 
 
تتجه دولة الإمارات بخطى ثابتة نحو التقدم في العملية الديمقراطية والمشاركة السياسية من قبل المواطنين، ما هو رأي سموكم في التجربة الانتخابية الثانية للمجلس الوطني، وما هي وجهة نظر سموكم تجاه المجلس الوطني بحلته الجديدة ؟
رسخت قيادة الإمارات منذ تأسيسها مبدأ الشورى تأكيداً لأهمية ذلك في إتخاذ القرارات التي تهم الوطن والمواطن، ولذا شكل المجلس الوطني الاتحـــادي في ذلك الوقت وواكب المسيرة الإتحادية، وانتخابات نصف أعضاء المجلس الوطني الإتحادي الذي جرى مؤخراً للمرة الثانية بمشاركة المــرأة من حيث الترشح والإنتخاب وفازت بها إحدى المرشحات، عكست الرؤية الثاقبة لدولة الإمارات وقـــيادتها الرشيــدة في تفعيل وتطوير العمل البرلماني، وبالتأكيــد تعد بكـــل المقاييس خطوة مهــمة من حيث تطوير العمل السياسي وتجسيداً للمشاركة وعملية التمكين بإعتبارها جزء من التطور الوطني.
ويجب علينا أن لا ننسى أن مبدأ الشورى والمشاركة في إتخاذ القرار ليس بجديد على نظام الحكم في الإمارات، فكانت وما زالت أبواب ومجالس الحكام مفتوحة أمام الناس، وهناك سياسة الأبواب المفتوحة والشفافية وسهولة التواصل بين الجمهور والمسؤولين وصولاً إلى المواقع الإلكترونية الحديثة لكبار المسؤولين ليبقوا على إطلاع وتواصل مستمر مع الناس دون حواجز.
 
أثبتت المرأة في دولة الإمارات نجاحها في جميع المجالات التي عملت بها لتؤكد بذلك أنها أهل للثقة التي منحتها إياها القيادة الرشيدة في دولة الإمارات، ما تقييمكم لما وصلت إليه المرأة في المجالين العسكري والمدني ؟
تسعى قيادتنا العليا إلى تعزيز دور المرأة في جميع المجالات من خلال إتاحة الفرصة أمامها للقيام بدور محوري في عملية التنمية، وإشراكها في مراكز صنع واتخاذ القرار، وأثبتت المرأة الإماراتية نجاحها لتكون على قدر تلك المسؤولية الملقاة على عاتقها كشريكة في بناء المجتمع، وباعتبارها جزءاً أساسياً في عملية التحديث والتطوير، فالإنجازات التي حققتها المرأة الإماراتية، إنجازات كمية ونوعية، إذ نجحت في ترك بصمات واضحة وجلية في جميع المجالات، وإننا نفخر بالمرأة الإماراتية لما وصلت إليه ولدورها الكبير في المسيرة التنموية ومشاركتها الفاعلة في عملية البناء والتطوير التي تشهدها الإمارات.
لقد رفعت المرأة الإماراتية راية وطنها عالية في عدة محافل دولية حتى غدت نموذجاً يحتذى به على جميع المستويات، وما كان لتلك النجاحات أن تتحقق لولا ذلك الدعم الحثيث لأم الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة.
وعلى صعيد وزارة الداخلية، فإنني شخصياً أشعر بالسعادة عندما أرى الإماراتيات في شتى مجالات العمل الشرطي، بل ويبرعن بها أيما براعة، فنجد الفتاة تدرّب الكلاب البوليسية وتحمي الشخصيات المهمة، وتدرس وتحلل البيانات، ونتائج المختبرات إلى جانب العديد من المهام التي لم تعد حكراً على الرجال.
 
حققت دولة الإمارات في الفترة الماضية إنجازات في مختلف الأنشطة الرياضية، إلا أن منتخباتنا الكروية مازالت بعيدة عن البطولات الدولية وتحقيق الطموحات التي ترضي الشارع الرياضي الإماراتي، كيف تقيمون سموكم تجارب المنتحب الوطني في البطولات العالمية ؟ وما مدى رضاكم عن مستوى الدوري المحلي ؟
مازلنا نطمح إلى المزيد من المنجزات الرياضية لمنتخباتنا الوطنية في الرياضات المختلفة، سواء على المستوى الإقليمي أو العالمي، ونحن على ثقة بقدرات أبناء الوطن في تحقيق ذلك، وهنالك الكثير من المنجزات التي تمت في هذا المجال، أما بشأن منتخبنا الكروي أبدأ بالإنجاز الذي حققه منتخبنا الأولمبي "أخيراً" بالتأهل إلى أولمبياد لندن، وهو إنجاز لأول مرة في تاريخنا الكروي، وتحول كبير في مسيرتنا الرياضية ، ولكننا نأمل المزيد لتحقيق طموحات جماهيرنا في البطولات العالمية بما يتناسب وما تبذله الدولة من جهود للإرتقاء بالمناشط الرياضية، وهنا لا يسعنى إلا أن أعرب عن أملي أيضاً في أن تضع كافة الأندية الرياضية مصلحة منتخباتنا الوطنية فوق كل إعتبار آخر، ليتمكن لنا الخروج الدائم من الإطار المحلي إلى المجال الإقليمي والعالمي.
 
تعمل جامعات وكليات الدفاع الوطني في كثير من الدول على إعداد القيادات الإستراتيجية ومدها بالدراسات والمناهج البحثية التي تكون ركائز لصنع القرارات الإستراتيجية في مجالات الأمن الوطني وفي تحقيق المصالح الوطنية العليا للدول، ما رأي سموكم حول مدى أهمية مثل هذه الكليات في قواتنا المسلحة ؟
تشكل جامعات وكليات الدفاع الوطني رافداً كبيراً للقوات المسلحة بالتحاق خريجيها الأكفاء بصفوفها، لتسخير ما تلقوا من علم وتدريبات عسكرية مختلفة في العمل العسكري، للمساهمة في ازدهار البلاد، ونحن نقدر مسيرة تلك المؤسسات الوطنية، ودورها في الحفاظ على مكتسباتنا الوطنية في جميع القطاعات.
لا شك أن الدرس والتعلم يبقى عاملاً مهماً في نقل العنصر البشري من الممارسة الميدانية الذاتية إلى رحابة العمل الممنهج ضمن الفريق المتكامل، هذا على صعيد، وعلى صعيد آخر، فإن الدراسة في جامعات وكليات الدفاع الوطني تقدم الإطار النظري ببعده الإستراتيجي الأشمل. 
 
دأبت كلية القيادة والأركان المشتركة منذ الدورة السادسة وحتى الدورة (21) الحالية على استقبال ضباط من وزارة الداخلية بين طلابها والذين يعملون جنباً إلى جنب مع زملائهم في القوات المسلحة والذين وصل عددهم حتى الآن إلى (17) ضابطاً، ما هو تقييم سموكم للفائدة من هذه التجربة ؟
استقبال كلية القيادة والأركان المشتركة لضباط من وزارة الداخلية بين طلابها للعمل جنباً إلى جنب مع زملائهم في القوات المسلحة يشكل تجربة فريدة، ونقلة نوعية في مجال التعاون وتبادل الخبرات بين وزارة الداخلية والقوات المسلحة، إضافة إلى ذلك فهذه الاستضافة تمنح طلاب وزارة الداخلية فرصة جيدة لإكتساب مهارات جديدة وعلوم حديثة، وما من شك أن أي تقارب متزايد بين منتسبي المؤسستين سواء عبر كليات الدراسة أو الورش والندوات والدورات والزيارات الميدانية والتدريبات المشتركة وغيرها، سيؤتي بثماره الأكيدة لكلى الجانبين وخاصة إذا ما عاودنا التذكير بأن الهدف بينهما واحد، يتمثل في حرصهما على عزة الوطن ورفعة شأنه.
 
الارتباط الأكاديمي لكلية القيادة والأركان المشتركة مع جامعة أبوظبي كان له هدف رئيس يسمح للضباط بالحصول على مؤهل علمي يمكنهم من إكمال دراستهم العليا، ما رأيكم في تجربة الارتباط الأكاديمي بين الكليات العسكرية والجامعات ؟
فكرة الارتباط الأكاديمي المشترك بين كلية القيادة والأركان المشتركة، والجامعات، تصب في مصلحة الضباط حتماً، إذ لا تمكنهم من مواصلة تعليهم فحسب بل تؤهلهم للحصول على معارف وخبرات جديدة ،لا سيما وأن العالم يتطور كل يوم، ولكي نواكب ما يجري في العالم من تطورات ومتغيرات لابد من التسلح بالعلم والمعرفة، وعدم الوقوف عند محطة معينة، والاكتفاء بذلك، فالمعطيات الراهنة، والخطوات العلمية المتسارعة تتطلب مواكبة الحدث بالاستناد إلى المرجعية العلمية بإعتبارها الحل الوحيد لمواجهة عالم يتغير بإستمرار.
وكم أنا فخور اليوم وأنا أرى المستوى التعليمي العالي الذي يسود بين كافة منتسبي مؤسساتنا الوطنية، وفي مختلف التخصصات الحديثة حيث راحوا يقرنون ما إكتسبوه أكاديمياً مع ممارساتهم اليومية (ميدانياً) ، ولم يتأت هذا من فراغ لولا الإيمان العميق لدى قيادة الوطن بأهمية العلم والتعليم وتسخيره لخدمة الوطن والمواطن.
 
 قبل أيام احتفلت كلية القيادة والأركــان المشتركة بتخريج دفعتها الجديدة في دورتها الحادية والعشرين, فهل من كلمة يوجهها سموكم للخريجين بهذه المناسبة؟ 
نعم، أتوجه بالشكر والتقدير للمسؤولين في كلية القيادة والأركان المشتركة على ما يبذلونه من جهد آتى ثماره جلياً بتخريج دفعة جديدة من الضباط تضاف إلى لائحة الشرف التي تضم رجالاً صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، وأتمنى للخريجين الجدد، حياة عملية حافلة بالإنجازات والنجاحات التي تكون محط فخر وإعجاب الجميع.
وإنني على يقين تام بفاعلية حماة الوطن، ما داموا قد تسلحوا بالعلم والإيمان العميق، سواء بواجبهم تجاه الوطن وقيادته وشعبه، أو إيمانهم بقدسية الواجب الوطني الملقى على عاتقهم، فلا رديف للقمة العيش إلا الأمن، ولننظر كيف قابل الذكر الحكيم بين هاتين الحاجتين، حين منّ الله على قوم نبيه الكريم، قائلاً وهو أصدق القائلين ( فليعبدوا رب هذا البيت، الذي أطعمهم من جوعٍ وآمنهم من خوف) صدق الله العظيم.
 
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره