مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2016-06-01

طحنون بن زايد: الإمـارات تمتـلك رؤيـة دبلوماسيـة نمـوذجية وسـياسة خارجية حكيمة

خص سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني مجلة درع الوطن ومجلة كلية الدفاع الوطني بحوار صحفي أكد من خلاله بأن فكرة إنشاء المجلس الأعلى للأمن الوطني جاءت انسجاماً مع رؤية المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الاتحاد، و رؤية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة –حفظه الله- والتي تمكن دولة الإمارات العربية المتحدة من مواكبة التطورات والتغيرات التي تطرأ على البيئة الأمنية والاستراتيجية، و التي تشهدها المنطقة و العالم.
 
وأكد سموه بأن الإمارات وقفت إلى جانب الأشقاء في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية والتحالف العربي، من مبدأ مناصرة القضية العادلة و المشروعة للشعب اليمني، وحقه في العيش الكريم في أمن واستقرار وكرامة.
وأضاف سموه بأن شهدائنا مصدر فخر و اعتزاز، فهم الأبطال الذين بفضلهم- بعد الله سبحانه وتعالى- نستنشق العزة والكرامة والمجد، وهم من أعلوا راية الوطن وذادوا عن حماه بأرواحهم، وهم مصدر إلهام للأجيال القادمة، فهم يعلمون أبناءنا أسمى معاني التضحية بالنفس، كما أن أسر الشهداء تعد مصانع الرجال، فهي من ربَت أبنائها على حب الوطن والذود عن حياضه ومقدراته، والقيادة الرشيدة في دولة الإمارات تعتز بشهداء الوطن.
 
وأضاف سموه بأن دولة الإمارات رائدة في مجال المساعدات الإنسانية، وهي تستمد رؤيتها من النهج الذي أرساه -المغفور له بإذن الله تعالى- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الاتحاد، ويأتي هذا ليؤكد التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان  رئيس الدولة -حفظه الله- على رسالة الدولة الإنسانية العالمية والتي تشجع وتدعم كل المبادرات التي من شأنها أن تخفف معاناة شعوب العالم، وخاصة تلك التي وقعت ضحية للحروب و النزاعات، و لا تزال دولة الإمارات تحافظ – و للعام الثالث على التوالي- على مركزها ضمن أكبر المانحين الدوليين في مجال المساعدات التنموية وفي مقدمة الدول العشر الأكثر عطاءً في العالم،
 
وتاليا نص الحوار:
عندما نتحدث عن المجلس الأعلى للأمن الوطني، إنما نتحدث عن دور سموكم بصفتكم مستشار للأمن الوطني، حيث أصبح دور المجلس واضحاً في صناعة وصياغة القرار السيادي للدولة، و أصبح أمن الاتحاد بمفهومه الشامل جزء رئيس من واجبات المجلس الأعلى للأمن الوطني ، ماذا يقول سموكم في هذا المجال؟
إن فكرة إنشاء المجلس الأعلى للأمن الوطني جاءت انسجاماً مع رؤية المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الاتحاد، و رؤية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة –حفظه الله- والتي تمكن دولة الإمارات العربية المتحدة من مواكبة التطورات والتغيرات التي تطرأ على البيئة الأمنية والاستراتيجية، و التي تشهدها المنطقة و العالم، وهو ما يتطلب نظرة شمولية لمفهوم الأمن الوطني الهادف إلى تحقيق أمن الاتحاد وتماسكه وسلامته من جميع الجوانب الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية وغيرها، وذلك في إطار مواجهة التحديات و المخاطر على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي، ويسعى المجلس لتحقيق هذا الهدف السامي من خلال التنسيق و التعاون مع مختلف الأجهزة والقطاعات بالدولة المحلية منها و الاتحادية لتوحيد المفاهيم والإجراءات وسد الثغرات، كما يركز على مفهوم تعزيز دور الفرد و واجبه- بصفته نواة للمجتمع و شريك في المسؤولية تجاه الوطن، للمساهمة في الحفاظ على المكتسبات وحماية تراب الوطن ومقدراته، وصولاً إلى تحقيق الازدهار الاقتصادي، ورفاهية ورخاء المواطنين والمقيمين والزائرين في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله.
 
سيدي : تقع دولة الإمارات العربية المتحدة في منطقة جغرافية مهمة وغنية بالموارد الطبيعية و بالمقابل هناك دول كثيرة في الإقليم تعاني من عناصر عدم الاستقرار وحروب داخلية ومذهبية إضافة إلى تداعيات ثورات ما يسمى بـ»الربيع العربي» والإرهاب والتطرف ... كيف يرى سموكم أهم مرتكزات الأمن الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة من حيث الثبات والاستقرار؟
لم تعد التحديات المعاصرة بأبعادها المختلفة محصورة في نطاق الحدود الإقليمية للدولة بل تجاوزتها لتشمل دول الجوار الجغرافي المباشر، لتمتد إلى المستويين الإقليمي والدولي، وانطلاقاً من هذا فإن لدولة الإمارات العربية المتحدة فلسفتها في مفهوم الأمن الوطني الشامل، و التي تتجلى مرتكزاتها في تجسيد روح التلاحم بين القيادة الرشيدة وشعب دولة الإمارات، من خلال ركائز الأمن الوطني التي تتجلى في إعلاء شأن الكوادر البشرية المواطنة وتنميتها في شتى المجالات، لتقود مسيرة هذا الاتحاد وتحصنه في وجه هذه التحديات والتهديدات، و تحقيق الإنتاج المعرفي، والتنوع الاقتصادي، وبناء القدرات العسكرية، والتفوق النوعي، والعلاقات الدولية القائمة على مبدأ عدم التدخل في شئون الدول، و على مبدأ الوسطية و السلام والتسامح بين الشعوب والثقافات والحضارات.
 
سيدي : جاءت مشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة في التحالف العربي ” عاصفة الحزم « بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة لإعادة الشرعية في اليمن، وبناء على طلب رسمي من اليمن وبناء على توافق عربي إقليمي و دعم دولي ممثلاً بقرار مجلس الأمن رقم (2216)، فكيف تقيم سموكم الحالة اليمنية وتأثيرها على أمن دول مجلس التعاون الخليجي بشكل عام و الأمن الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة بشكل خاص؟
لقد وقفت دولة الإمارات العربية المتحدة إلى جانب الأشقاء في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية والتحالف العربي، من مبدأ مناصرة القضية العادلة و المشروعة للشعب اليمني، وحقه في العيش الكريم في أمن واستقرار وكرامة، ومن هنا جاءت رؤية القيادة الرشيدة بتقديم كل أنواع الدعم للأشقاء في اليمن لاستعادة الشرعية وتحريره من براثن الإنقلابيين، وذلك باعتبار أن اليمن جزء لا يتجزأ من مرتكزات الأمن الخليجي والعربي على الصعيد الإقليمي، كما أن دور دولة الإمارات في التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية ساهم في تحييد عوامل عدم الاستقرار الرئيسة في اليمن ممثلة في التدخلات الخارجية الأجنبية والتنظيمات الإرهابية، و ذلك لإرساء قواعد الاستقرار في اليمن، و بالتالي تعزيز مستوى الأمن في المنطقة، وجاءت الاستجابة لاحتواء تلك المخاطر على المدى القريب، والقضاء عليها نهائياً على المدى البعيد لضمان عدم زعزعة الأوضاع الأمنية في اليمن، و بالتالي انتقال تداعياتها السلبية إلى دول الجوار، كما يمكنني القول إن عاصفة الحزم قد غيرت قواعد اللعبة، حيث أرسل التحالف العربي رسالة واضحة للجميع تحدد الخطوط الحمراء، و تبين للعالم أجمع بأننا لن نقف موقف المتفرج، بل نمتلك زمام المبادرة و نمتلك القدرات والقوة اللازمة لتغيير الأوضاع في المنطقة إلى الأفضل بما يضمن حماية مصالحنا الوطنية، ويمنع أي تأثيرات خارجية تهدد أمننا الوطني.
 
سيدي : بفضل القيادة الحكيمة لسيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، القائد الأعلى للقوات المسلحة ” حفظه الله“ فإن دولة الإمارات العربية المتحدة تمتلك دبلوماسية و سياسة خارجية مميزة على المستوى الإقليمي والدولي ... فكيف يتم الاستثمار والبناء على هذه النجاحات لخدمة استراتيجية الأمن الوطني لتحقيق الأهداف والمصالح الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة والمحافظة عليها؟
تمتلك دولة الإمارات العربية المتحدة رؤية دبلوماسية نموذجية وسياسة خارجية حكيمة مستمدة من رؤية مؤسس الاتحاد -رحمه الله- تتسم بالحيوية والفاعلية والديناميكية و تقوم على مجموعة من الثوابت للسياسة المتوازنة والمعتدلة، وانطلاقاً من هذه المبادئ حققت الدبلوماسية الإماراتية نجاحات وفق رؤية مدروسة إلى فضاءات أرحب ساهمت في إدارة أزمات المنطقة، و لعب دور حيوي في مواجهة وتقويض تلك التهديدات والتحديات التي عصفت بالمنطقة من إشكاليات أمنية واضطرابات سياسية وأزمات اقتصادية وإنسانية على الصعيد الإقليمي والدولي،  و قد انتهجت السياسة الخارجية الإماراتية مبادرات بناءة ضمن أطر العمل الخليجي والعربي المشترك، وكذلك بناء الشراكات والتحالفات الإقليمية والدولية في سبيل المساهمة في حماية الأمن الوطني، و بما يحقق الأهداف والمصالح الوطنية لدولة الإمارات و دول المنطقة و استقرارها و نموها. 
 
سيدي: وقعت الدول اتفاق (5+1) مع إيران‏ حول ملفها النووي، هل ترون أن الاتفاق خطوة في تحقيق الاستقرار و الأمن؟ وهل هناك تحفظات من دول مجلس التعاون على الاتفاق؟
لدولة الإمارات علاقات تاريخية وثيقة مع الجارة إيران‏، كما تربطنا علاقات جوار وعلاقات تجارية مشتركة، ولقد عبرت دولة الإمارات العربية المتحدة عن ترحيبها بالاتفاق النووي بين إيران ‏و مجموعة (5+1)، كما أعربت عن أملها بأن يفتح هذا الاتفاق صفحة جديدة في المنطقة بالحد من طموحات إيران ‏النووية، حيث تتفق دول الخليج بأن التزام إيران ‏ يجب أن ينعكس على مدى التزامها بالحد من تدخلها في شؤون المنطقة، إن ذلك سيعطي مؤشراً ايجابياً نحو رغبة طهران في تعزيز السلم والاستقرار في المنطقة، ويلبي ذلك طموحات شعوب المنطقة للتوجه إلى تحقيق التنمية والنمو والازدهار. ونحن بالمقابل مستمرون في المتابعة، حيث علينا مراقبة سلوك إيران بعد رفع العقوبات، ونتمنى أن تستثمر تلك الموارد في تطوير اقتصادها وتحسين بنيتها التحتية، وتسخير تلك الإمكانيات لتحقيق رفاهية الشعب الإيراني ورخاءه.
 
سيدي: أثبت شباب دولة الإمارات إخلاصهم وتفانيهم في خدمة الوطن وقد ضربوا أروع الأمثلة في التضحية والفداء من أجل الوطن، ماذا تقول في شهدائنا الذين سقطوا في ساحات الوغى دفاعاً عن المصالح العليا للدولة؟ 
ننظر إلى شهدائنا بأنهم مصدر فخر و اعتزاز، فهم الأبطال الذين بفضلهم- بعد الله سبحانه وتعالى- نستنشق العزة والكرامة والمجد، وهم من أعلوا راية الوطن وذادوا عن حماه بأرواحهم، وهم مصدر إلهام للأجيال القادمة، فهم يعلمون أبناءنا أسمى معاني التضحية بالنفس، كما أن أسر الشهداء تعد مصانع الرجال، فهي من ربَت أبنائها على حب الوطن والذود عن حياضه ومقدراته، والقيادة الرشيدة في دولة الإمارات تعتز بشهداء الوطن، وتمثل مبادرات سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وأخيه سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة برعاية أسر الشهداء نموذجاً لالتزام و وفاء القيادة لهؤلاء الأبطال الذين سطروا بدمائهم الزكية صفحات مضيئة في تاريخ الوطن.
 
سيدي : تعد دولة الإمارات العربية المتحدة من الدول التي تخطط لتعزيز التنوع الاقتصادي و التقليل من الاعتماد على النفط كأحد مرتكزات الاقتصاد الوطني، فأين يقف الاقتصاد الوطني الإماراتي في هذا المجال في ظل انخفاض أسعار النفط وعناصر عدم الاستقرار في الإقليم؟
يعد الاقتصاد من أهم ركائز الأمن الوطني، و دولة الإمارات العربية المتحدة لم تتعامل مع هذا الملف من المنظور التقليدي، بل سعت منذ عقود لتعزيز الاقتصاد باتباع مفاهيم حديثة مثل الاستدامة والتنوع بالبحث عن بدائل للطاقة و مصادر متعددة للدخل، وفي هذا السياق من المهم الإشارة إلى مقولة سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي - نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة: ”إن دولة الإمارات ستحتفل بتصدير آخر برميل من النفط، والبدء في وضع برنامج وطني شامل لتحقيق اقتصاد مستدام للأجيال القادمة“، و تعتبر كلمة سموه ملهمة لنا و نستنبط منها جانباً مهماً من استراتيجيتنا الأمنية من المنظور الاقتصادي، ومن إدراك القيادة بضرورة تنويع مصادر الدخل وتعزيز الاقتصاد الوطني بروافد متعددة مثل السياحة و التجارة و الصناعة والاستثمار وغيرها لخلق اقتصاد وطني مستدام يعزز مفهوم الأمن الاقتصادي و يسهم في تعزيز الأمن الوطني من المنظور الاستراتيجي .
 
سيدي: تصدرت دولة الإمارات العربية المتحدة تقديم المساعدات الإنسانية المتنوعة للعالم، ومد يد العون بصمت للدول والشعوب المحتاجة، كيف تنظرون إلى دور الإمارات ومساهمتها عبر السنوات في تخفيف معاناة الملايين من البشر؟ 
تعد دولة الإمارات رائدة في مجال المساعدات الإنسانية، وهي تستمد رؤيتها من النهج الذي أرساه -المغفور له بإذن الله تعالى- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الاتحاد، ويأتي هذا ليؤكد التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان  رئيس الدولة -حفظه الله- على رسالة الدولة الإنسانية العالمية والتي تشجع وتدعم كل المبادرات التي من شأنها أن تخفف معاناة شعوب العالم، وخاصة تلك التي وقعت ضحية للحروب و النزاعات، و لا تزال دولة الإمارات تحافظ – و للعام الثالث على التوالي- على مركزها ضمن أكبر المانحين الدوليين في مجال المساعدات التنموية وفي مقدمة الدول العشر الأكثر عطاءً في العالم، ومساعي الدولة الإنسانية لعقود قد ترجمت في مساهمتها في حفظ الأمن وترسيخ دعائم الاستقرار، من خلال تخفيف معاناة الشعوب وخفض معدلات الفقر، و قد أصبحت الإمارات نموذجاً في تقديم يد العون للجميع، البعيد والقريب دون تمييز، مما جعل شعوب العالم تنظر إليها بعين التقدير والامتنان.


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره