مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2016-02-02

قائد مدرسة خولة بنت الازور.. رحلة كفاح وكفاءة وطنيـة

إماراتيه فريدة بمهنتها تتمتع بروح الشغف والإصرار، قررت بعد تخرجها تجاوز فكر المجتمع لتقتحم ميادين البطولة والريادة في السلك العسكري، فاختارت التميز عنوانها لذلك كانت أول قائد مدرسة عسكرية في منطقة الوطن العربي. لذلك جاء تكريمها من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيـــس الدولة رئيـــس مجلس الوزراء حاكم  دبي - رعاه الله- بمنحها ميدالية "أوائل الإمارات"  ضمن احتفالات الدولة باليوم الوطني الـ44.
 
حوار:أمل سالم الحوسني
تصوير:أحمد البلوشي
 
 
 وقامت مجلة "درع الوطن" بإجراء مقابلة مع العقيد ركن عفراء سعيد الفلاسي قائد مدرسة خولة بنت الازور لتسليط الضوء عن قرب على هذه الشخصية، وفيما يلي نص الحوار:
 
كيف كانت بداياتك في الإنخراط في القوات المسلحة؟
لقد حظيت المرأة الإماراتية بالدعم في جميع مجالات الحياة، وهاهي اليوم تقف بجانب الرجل في دفع عجلة التنمية في مجتمع الإمارات، لقد فتحت القيادة الرشيدة الأبواب أمامها للانخراط في كافة مجالات العمل، وقد كانت انطلاقتي في مسيرة حياتي المهنية حينما تخرجت من جامعة الإمارات العربية المتحدة وكنت مقبله على مرحله جديدة من حياتي أريد أن اثبت وجودي من خلال توظيف قدراتي ورد الجميل للوطن من خلال البحث عن وظيفة، وقد  قدمت أوراقي لعدة جهات منها وزارة الصحة ووزارة التربية والتعليم وكان ذلك في عام 1990 أثناء فترة حرب الخليج، وقد صادف خلال فترة بحثي عن العمل وجود اعلان في الصحف المحلية بأن القوات المسلحة ترغب بتجنيد العنصر النسائي من المواطنات كأول دورة عسكرية للإناث وقد لفت انتباهي هذا الإعلان واخذ حيز كبير من تفكيري لدرجة أني صرفت النظر عن الجهات التي قدمت فيها وبدأت أبحث واتصل بالأرقام التي في الإعلان وأصبح الموضوع كهاجس أريد الوصول إليه وتحقيقه.
 
هل وجدتي صعوبة في تقبل المجتمع وأسرتك للانخراط في هذا العمل؟
نعم وجدت صعوبة في تقبل المجتمع وأسرتي ويرجع ذلك إلى أن عمل المواطنة في القوات المسلحة بشكل نظامي فكرة جديدة على المجتمع، وأي شيء جديد على المجتمع لابد أن يكون هناك ردة فعل بين القبول والرفض والتخوف، وأمام إصراري ودعم شقيقتي التي ترغب أيضاً  بالالتحاق بالقوات المسلحة قمنا بتشجيع بعضنا والتواصل مع الجهات المعنية للتسجيل.
 
كيف وجدتي بيئة العمل العسكري؟ وما هي التحديات والصعوبات التي واجهتك خلال العمل؟
واجهت عدة تحديات مثل نظرة المجتمع التي تحمل التقدير في بعض الأحيان وعدم التقبل في أحياناً أخرى، فقد كان الأغلبية ينظرون للعنصر النسائي بنظرة التخوف والترقب من مدى قدرتنا على انجاح فكرة انضمام المرأة العسكرية لصفوفها. 
 
ومن أحدى الصعوبات التي واجهتها في بداياتي ان زميلاتي الجامعيات لم يستمرن بعد فترة التدريب وبقيت الجامعية الوحيدة في دورتي دورة التدريب الأساسي رقم/1 فكانت المشكلة ما هي الرتبة التي سوف أحصل عليها بعد التخرج بحكم كوني جامعية وانتظرت فترة برتبة مرشح ثم رشحت للذهاب إلى المملكة المتحدة البريطانية للالتحاق بالكلية الملكية سانت هيرست، أنا وإحدى الجامعيات من دورتي وبقينا هناك لدراسة اللغة قبل اللإلتحاق بالدورة لما يقارب الأربعة أشهر حيث كانت الأوضاع غير مستقرة خلال أزمة الخليج وفضلنا العودة وبعدها بفترة جاء المرسوم بترفيعي إلى رتبة ملازم/2.
 
 ماهي ابرز المحطات العملية في مسيرتك المهنية؟ 
مسيرتي المهنية حافلة بالمحطات المهمة، والتي عزمت على الانخراط بها لأضيف للمرأة الإماراتية تميزاً يسجل في تاريخها، ولله الحمد استطعت الانتساب لدورة الضباط الخاصة الأولى للعنصر النسائي التي عقدت في مدينة زايد العسكرية والتي تدربت فيها على أمور كثيرة وكنت أول عنصر نسائي يتدرب على آلية القتال بي أم بي3.
وبعدها مباشرة دخلت دورة قادة كتائب وهذه هي المرة الأولى التي تلتحق امرأة بدورة من هذا النوع في الإمارات وبعد انتهائي من دورة قادة الكتائب كان لي الشرف بأن التحق بكلية القيادة والأركان المشتركة كأول عنصر نسائي وأتخرج كأول ضابط ركن ولله الحمد بعد ذلك عينًت نائب قائد مدرسة خولة بن الأزور وبقيت في هذا المنصب لفترة ولم يكن خلالها في المدرسة قائد حيث تقاعد قائدنا حين ذاك وبعدها تم تعيني قائد للمدرسة.
كما تم تعيني حسب الأوامر الصادرة عن رئيس أركان القوات المسلحة بتاريخ 23/8/2010 نائب رئيس اللجنة النسائية في القوات المسلحة.
 
ما رأيك حول مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بإطلاق جائزة أوائل الإمارات؟
ليس بغريب على سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم  نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي -رعاه الله-، مثل هذه المبادرات لأنه دائماً من السباقين في تقدير شعبه وكل ما يسعدهم ويشجعهم ويحفزهم للإبداع فهو مصدر الهام لكل مبدع، لذلك نجد بعض شرائح المجتمع أو أغلبه وبشكل عام يحاول الإبداع والمنافسة وهذا ما زرعته حكومتنا في نفوسنا وهي تفتح لنا كل يوم مجال جديد وتدفعنا وتشجعنا وتدعمنــــا، لذلك جاءت الدورتين –الأولى والثانية_ من أوائل الإمارات لتكرم مسيرة الرواد المؤسسين الذين تفانوا في العطاء بمنحهم ميدالية أوائل الإمارات، والحمد لك يارب نحن شعب محظوظ بقيادة تتابع مسيرة المتميزين وتعطيك حقك وهذا يولد الشعور بالاستقرار النفسي فنحن نعمل من أجل الوطن وهذا الوطن يستحق منا ان نرد جميله علينا.
 
جاءت الدورة الثانية من أوائل الإمارات لتكرم مسيرة عطائكم، ماذا تمثل لكم ميدالية " أوائل الإمارات"؟
لقد تم تكريمي في الدورة الثانية لكوني أول قائد لمدرسة عسكرية بالدولة من العنصر النسائي، وهذه الميدالية "أوائل الإمارات" تعني لي الكثير فهي شيء مفرح ومشجع وأن أعمل لدولتي وحكومتي، وأن أحافظ على مستوى التقدم الذي وصلت إليه وارتقى به للأعلى، فإننا غير منسين وهناك من يفكر بنا ولا ينسانا، وهذا عامل يجعلنا نقدم الأفضل في العطاء لوطن العطاء. 
 
جاء تكريمكم ليثبت أن المرأة محل تقدير في مجتمع الإمارات، فما هو رأيك حول ما وصلت إليه المرأة الإماراتية؟
المرأة دائماً محل تقدير في هذا الوطن ونحن النساء محظوظين ولله الحمد، فأم الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك هي الداعم الحقيقي والقلب النابض لمدرسة خولة بنت الأزور والقدوة الأولى  للمرأة الإماراتية، ويكفينا فخراً حينما نقرأ مقولة سموها: "إن المرأة في بلادنا يجب أن تفتخر بأن أصبح لها دور فاعل في خدمة هذا الوطن والنهوض بمجتمعنا، إن المرأة هي شريكة الكفاح في الماضي والحاضر والمستقبل..." فهذه الكلمات تزيدنا فخراً وعزاً وتدفعنا للمزيد من العطاء لتحقيق الانجازات والتميز على مختلف المجالات.
 
ولابد أن أذكر هنا أن  سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، قد أعلنت تخصيص يوم للاحتفال بالمرأة الإماراتية من كل عام في الثامن والعشرين من أغسطس، وذلك في ذكرى تأسيس الاتحاد النسائي العام ، والذي خصص هذا العام للاحتفاء بالمرأة الإماراتية المنضوية في صفوف القوات المسلحة، تقديراً وتثميناً لدورها البطولي وتضحياتها وعطاءاتها النبيلة والشجاعة في هذا الميدان.
 
ما هو الدافع الحقيقي الذي أسهم في تميزك كإمرأة وقائد لمدرسة عسكرية؟
الحمد لله رضى والدي -رحمها الله- كان غاية أمنياتي وكانت سبب توفيقي في حياتي، وتميزي يرجع أيضاً لاهتمام سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وسمو الشيخه فاطمة بنت مبارك رئيسية الإتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيس المجلس الأعلى للأمومة والطفولة بمدرسة خولة بنت الأزور وهذه المتابعة منحتني الشعور وكأنهم يؤمنون بي ويؤمنوني بطريقة غير مباشرة فأصبح هاجسي نجاح وتميز مدرسة خولة بنت الازور ونجاح المرأة العسكرية في القوات المسلحة، ولا أنسى هنا تشجيع المسؤولين الذين لعبوا دوراً مهماً في وصولي إلى ما أنا عليه اليوم.
 
 نود أن نتعرف على الجانب الأخر من حياتك خارج إطار العمل؟
إنسانه جداً بسيطة، أحب الهدوء وأسرق وقتي لكي أمارس هواياتي المفضلة وهي القرآة وكتابة الخواطر، فالتزاماتي وارتباطاتي العملية تأخذ جل وقتي.
 
بكونك نموذج للمرأة العسكرية الإماراتية التي يقتدى بها، فما هي كلمتك لها  وللإجيال القادمة؟
الإمارات دره ثمينة منحنا الله إياها وهذه الحكومة الفريدة التي يغبضنا عليها الجميع تستحق منا أن نكون مميزين في مجالات عملنا، أن نضحي بالغالي والنفيس في العمل وبالإخلاص والمثابرة على تطوير النفس والذات وكما أوصيكم بالصبر والإصرار وعدم اليأس ومجاهدة النفس للوصول إلى أهدافكم السامية فنحن من يرسم خط سير مستقبلنا فقمة النجاح تحتاج الصبر والمحاولة، وان نزرع في قلوبنا أن كل يوم أمل وعمل، وأن نمضي في تحقيق أهدافنا المرسومة والمدروسة لخدمة المجتمع والجميع  فقيادتنا ملهمة تتابع تتقصى وتضحي وتكرم لذلك ادعوكم لتكونوا من رواد المستقبل.


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره