مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2021-02-11

لوكهيد مارتن تعزز شراكتها لخدمة الشرق الأوسط

احتفظت شركة لوكهيد مارتن بوجودها في منطقة الشرق الأوسط منذ أكثر من خمسة عقود. فبالإضافة إلى منتجاتها العسكرية وأنظمتها التكنولوجية، تتعاون الشركة مع شركائها في الشرق الأوسط عبر برامجها العديدة التي وضعتها من أجل مساعدة دول المنطقة في تحقيق أهدافها التنموية وهي تعيش عالما يتزايد صعوبة يوما بعد يوم. وقد تركت شركة لوكهيد مارتن بصمة قوية في دولة الإمارات العربية المتحدة على مدار أربعة عقود كاملة، كما ارتبطت بشراكة استراتيجية مع المملكة العربية السعودية منذ عام 1965.
 
 
إعداد: شاكا برامود
ففي الإمارات تتولى الشركة إدارة عدد من المشاريع المختلفة والمتنوعة في مجال الدفاع والتقنية المتقدمة والبرامج المتعلقة بنقل المعرفة. أما في السعودية فقد تجاوزت الشركة عتبة الأنظمة الدفاعية عن طريق تأمين المنتجات والخدمات وتقديم الدعم الفني والخبرات التعليمية لخدمة الصناعات العسكرية في المملكة التي تسعى جاهدة لتحويل الرؤية السعودية حتى عام 2030 إلى واقع. وقد أجرت مجلة «درع الوطن» مقابلة حصرية مع السيد/ روبرت (بوب) إس. هوارد، المدير التنفيذي لشركة لوكهيد مارتن الشرق الأوسط. فيما يلي مقتطفات من تلك المقابلة:
 
 
«درع الوطن»: من المقرر أن ينعقد معرض الأمن والدفاع (أيدكس) في نسخته الخامسة عشر في أبوظبي خلال الشهر الجاري، فهل يمكنكم مشاركتنا أفكاركم حول هذا المعرض وحول شراكتكم الاستراتيجية مع دولة الإمارات خلال السنوات القليلة الماضية؟
هوارد: يعتبر معرض الدفاع والأمن (أيدكس) حدثا مهما بالنسبة للصناعات العسكرية على مستوى العالم حيث يمثل فرصة ممتازة لتعزيز العلاقات التجارية والاطلاع على أحدث أساليب التكنولوجيا والتواصل مع كبار الشخصيات المسؤولة عن اتخاذ القرار بشأن القضايا الهامة.
 
وفيما يتعلق بشراكتنا الطويلة مع دولة الإمارات، فإن شركة لوكهيد مارتن تعتز أشد الاعتزاز بالبرامج والمشاريع التي نفذتها بالتعاون مع مؤسسات الدولة على مدار العقود الأربعة الماضية. وتحرص الشركة على مواصلة التزامها برفع مستوى الأداء وتعزيز قدرات القوات المسلحة الإماراتية، وتتطلع إلى إيجاد سبل جديدة للتعاون المشترك وسط المشهد الإقليمي المحفوف بالتهديدات والأخطار.
وقد تطورت علاقتنا المشتركة عبر السنين من مجرد تأمين الأنظمة الدفاعية إلى إقامة شراكة استراتيجية مع المؤسسات والهيئات الحكومية من أجل تنفيذ عدة مشاريع مختلفة في مجال التكنولوجيا المتقدمة ونقل المعرفة والتدريب. وقد ساهمنا معا في تعزيز أمن الإمارات وجعل القوات المسلحة الإماراتية أقوى جيوش المنطقة.
 
 
«درع الوطن»: شكلت أزمة فيروس كوفيد-19 المستجد تحديا غير مسبوق، فكيف تعاملت شركة لوكهيد مارتن مع هذا التحدي؟ وهل أثرت تلك الأزمة على قطاع الصناعات العسكرية؟
هوارد: تشهد دول العالم اليوم وقتا عصيبا للغاية حيث انتشر الفيروس المذكور بسرعة كبيرة وترك تأثيرا غير مسبوق على كافة مناحي الحياة، ما أدى إلى إصابة مؤسسات المجتمع بحالة من الشلل التام، علاوة على حدوث وفيات بأعداد كبيرة.
ومنذ نشوب هذه الأزمة، وضعت شركة لوكهيد مارتن ثلاث أولويات محددة، وهي توفير الحماية والسلامة للأفراد ومواصلة العمل مع شركائنا وتسخير خبرتنا وإمكانياتنا لمساعدة الدول التي نتعاون معها.
 
ويسرني أن أعبر عن رضائي عن الأسلوب الذي تعاملنا به مع هذه الأزمة. فرغم حدوث بعض التباطؤ في بعض المجالات إلا أننا أنفقنا أموالا هائلة من أجل حماية سلاسل الإمداد العالمية التي نتعامل معها، واتخذنا سلسلة من الإجراءات الاستباقية حتى نكون في وضع يمكننا من استعادة عافيتنا بسرعة.
وقد أثارت دولة الإمارات إعجابنا الشديد بفضل قدرة شركائنا وكبار مساهمينا المحليين على التحول سريعا إلى أساليب العمل عن بُعد وتطبيق بروتوكولات التخاطب عن بُعد (التليكونفرنس) واعتماد التحول الرقمي بطريقة لم يتصور الجميع إمكانية تحقيقها قبل ذلك. وساهمت تلك الخطوة في احتفاظ الخطط الرئيسية بإيقاعه التنفيذ المعتاد. 
 
 
«درع الوطن»: ما هي أبرز مجالات التعاون والمشاريع الراهنة بين دولة الإمارات وشركة لوكهيد مارتن؟
هوارد: تتعاون شركة لوكهيد مارتن مع أكبر المؤسسات الإماراتية العاملة في مجال الصناعات العسكرية. وتساهم الشركة في مساعدة الدولة على الدفاع عن مصالحها لأجيل عديدة قادمة عن طريق الاعتماد على أحدث جيل من الطائرات المقاتلة النفاثة وتقنيات الدفاع الجوي والدفاع الصاروخي المتقدمة وأحدث أنظمة القيادة والتحكم وأحدث أنظمة المحاكاة ودعم التدريب.
إن طبيعة علاقتنا بدولة الإمارات تفرض علينا ضرورة الاستمرار في التعاون معها في تنفيذ المشاريع الكبرى والمشاريع التي تهم الدولة.
 
 
«درع الوطن»: هل هناك مشاريع قادمة بين الإمارات وشركة لوكهيد مارتن في المستقبل القريب؟
هوارد: الأمر المؤكد هو أن قائمة التقنيات التي نعرضها على دولة الإمارات تتزايد يوما بعد يوم، وأصبحت تضم بعض المشاريع الكبرى في مجال الطاقة والأمن السبراني (الإلكتروني) والأنظمة الفضائية التي يمكن أن تساهم في تحقيق رؤية الإمارات التي تقوم على تنويع القاعدة الاقتصادية.
 
وفيما يتعلق بتطوير القوى البشرية، يعتبر «مركز الابتكارات والأنظمة الأمنية» التابع لشركة لوكهيد مارتن في مدينة مصدر مثالا قويا على التعاون المشترك بيننا للمساعدة في بناء المهارات والخبرات لدى المواهب والكوادر المواطنة من أجل بناء قاعدة من العلماء والمهندسين في المستقبل.
 
 
«درع الوطن»: لاحظنا أن شركة لوكهيد مارتن تقوم بتدريب عدد من مواطني الإمارات، فهل ما زالت برامج التدريب تلك قائمة ومستمرة؟ وكم عدد المتدربين؟ وكيف يتم تنفيذ البرامج التدريبية؟
هوارد: تدرك شركة لوكهيد مارتن وتثمن الأهمية الكبرى التي تعلقها القيادة السياسية في دولة الإمارات على ضرورة تطوير القوى البشرية. فكل الدول مطالبة بإكساب مواطنيها المهارات والخبرات اللازمة لدخول حلبة المنافسة في ظل الاقتصاد العالمي القائم على أحدث أساليب التكنولوجيا، ولكن عندما يتعلق الأمر بالصناعات العسكرية فإن الموهبة لا تعتبر قضية اقتصادية فحسب ولكن قضية أمن وطني أيضا.
 
وقد استضاف «مركز الابتكارات والأنظمة الأمنية» التابع لشركة لوكهيد مارتن في مدينة مصدر عددا من البرامج التدريبية القائمة على الجدارة والاستحقاق منذ عام 2017. وقد نفذنا سلسلة من برامج التطوير التقني ونجحنا في تدريب أكثر من 100 مهندسا والمهنيين الصناعيين. ونأمل خلال السنوات القليلة القادمة زيادة هذا العدد إلى عدة آلاف بالتعاون مع شركائنا في «شركة توازن القابضة» و «إدج» و «مبادلة».
وتقوم استراتيجيتنا على تدريب طلاب وخريجي كليات الهندسة من الشباب للإشراف على إدارة برامجنا، وبناء جيل من المهندسين والباحثين الشبان الذين سيشكلون عنصرا أساسيا فعالا بالنسبة لمستقبل الصناعات العسكرية في دولة الإمارات.
 
 
«درع الوطن»: هل لدى شركة لوكهيد مارتن أي خطط لاستقطاب مواطنين إماراتيين في المستقبل القريب؟
هوارد: تقوم شركة لوكهيد مارتن بتدريب وتوظيف المواطنين الإماراتيين، وستواصل سياسة توظيف الكوادر المواطنة وإلحاقهم برامج التشغيل في المستقبل. إن هدفنا الأسمى هو أن نرى الشباب الإماراتي قادرا على تصميم وتشغيل وصيانة الأجهزة والأنظمة التي تقوم الشركة بتأمينها.
 
 
«درع الوطن»: فيما نستعد للخمسين عاما القادمة في دولة الإمارات، كيف تقيمون تطور الإمارات بعد خمسين عاما؟
هوارد: تكمن قوة الإمارات في قيادتها الملهمة ونظرتها المستقبلية الثاقبة وقدرتها على تحديد وتحقيق الأهداف الصعبة التي تساهم في وضع مفاهيم ومعايير جديدة لبقية دول المنطقة ككل. فقادة الإمارات يتحلون دائما بالنظرة المستقبلية والقدرة على الابتكار وتلبية متطلبات شعبهم، ما يجعلهم يركزون على التنمية الاجتماعية وبناء اقتصاد مستدام ومتنوع قائم على المعرفة لإحراز النجاح. وقد قال سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إن الإمارات ستحتفل باليوم الذي تقوم فيه بتصدير آخر برميل للنفط.  ونحن نؤمن أنه بحلول هذا اليوم ستكون الإمارات دولة رائدة في مجال الابتكار والتكنولوجيا استنادا إلى الدعائم الأساسية التي يقوم عليها الاقتصاد العالمي. فالمستقبل مشرق ونحن نعتز بشراكتنا مع دولة الإمارات ومشاركتها طريق المستقبل.
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-02-26 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره