مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2012-05-01

نائب رئيس الأركان قواتنا المسلحة درع لحماية المكتسبات

إن يوم السادس من مايو عام 1976 يوم مجيد في تاريخ قواتنا المسلحة، ففي هذا اليوم تم توحيد قواتنا ودمجها تحت علم واحد وقيادة واحدة لتكون الحصن المنيع والدرع الذي يحمي الوطن ويذود عن حياضه ويحفظ منجزاته ومكتسباته. وبهذه المناسبة التقت مجلة «درع الوطن» سعادة اللواء الركن  عيسى سيف المزروعي نائب رئيس أركان القوات المسلحة.   
 
حوار: الرائد ركن يوسف جمعة الحداد
 
وصرح سعادته في حديث خاص للمجلة إن قواتنا المسلحة تقف اليوم وبعد مسيرة أربعة عقود في مصاف جيوش الدول المتقدمة تسليحاً وتدريباً وتقنية، وذلك بفضل دعم القيادة الرشيدة لهذه القوات منذ أن كانت تعرف بقوة ساحل عمان إلى ما وصلت إليه اليوم، وذلك إيماناً بأن الحق يحتاج إلى قوة تحميه، واستمرار مسيرة تطوير قواتنا المسلحة في ظل قيادة سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة - حفظه الله- ليس موجهاً ضد أحد أو للعدوان، وإنما مسيرة طبيعية للدفاع عن مكتسباتنا وحقوقنا العادلة، والدفاع عن الحقوق العربية والوقوف إلى جانب الشعوب المتضررة من الحروب والكوارث دون تفريق أو تصنيف بين عرق أو لون، والمساهمة في دعم المشاريع التي تخدم الإنسان وتخفف معاناته، وذلك انطلاقاً من ايماننا بأن السلام يحتاج إلى قوة تحميه وتدعمه وتدافع عنه.
 
وقال إن الإمارات في ظل السياسة الحكيمة لسيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة «حفظه الله» دولة محبة للسلام وتعمل على دعم الأمن والسلم الدوليين، والحرص على بناء جيش عصري وقوي، يعتمد في الأساس على الكفاءات الوطنية المتسلحة بالعلم والإيمان بوطنها وبرسالتها الوطنية والدولية والإنسانية، الأمر الذي ينسجم تماماً مع الأسس التي أرساها الأب والقائد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «رحمه الله» حيث واكبت عملية  بناء قواتنا المسلحة مسيرة النهضـة الشاملة التي تشهدها بلادنا اليوم، وسارت عملية بناء الجيش جنباً إلى جنب مـع عملية البناء الحضاري والإنساني التي تخوضها الإمارات اليوم بعـزة وشرف وإباء في ظل قيادة سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «حفظه الله». وقال سعادة اللواء الركن عيسى المزروعي إن ما يحدث من حولنا من تطورات متسارعة إقليمياً وعلى صعيد الشرق الأوسط يؤكد الرؤية الصائبة والحكيمة لقيادتنا الرشيدة التي أعطت كل جهدها واهتمامها وسخرت كل الإمكانيات لتطوير قواتنا المسلحة، وبما يعطي الأولوية لحماية مكتسباتنا ومسيرتنا التنموية ونهضتنا وكرامتنا، في مواجهة أي قدرات هجومية طارئة، ما يجعلنا رقماً مهماً في المنظومة الأمنية الإقليمية والدولية. 
 
وأكد سعادته أننا لسنا بمعزل عما يدور من حولنا، ونواكب كل التطورات والمستجدات، لافتاً إلى أن ما قامت به إيران مؤخراً من استعراض واستفزاز في جزيرة أبوموسى الإماراتية المحتلة، وزيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الاستفزازية لهذه الجزيرة التي تحتلها إيران منذ عام 1971، يعد خرقاً واضحاً للتفاهمات التي تمت بين البلدين لايجاد حل سلمي لقضية احتلال إيران لجزر الإمارات الثلاث "طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى"، كما يتنافى  مع مبادىء حسن الجوار. ولم يخف نائب رئيس الأركان تزايد القلق الإماراتي والخليجي والدولي من سياسة إيران الاستفزازية  تجاه مواقف الإمارات السلمية لحل هذه القضية، وكذلك تجاه تنامي البرنامج النووي الإيراني، والمخاوف من دخول المنطقة في سباق للتسلح النووي، مؤكداً أن هذه المخاوف تستند في الأساس إلى ضرورة العمل على إبعاد المنطقة عن أي شكل من أشكال التسلح النووي، مؤكداً أن استمرار إيران في  برنامجها النووي سيؤدي إلى اختلال في المنظومة الأمنية بالمنطقة، وامتلاك إيران لهذا السلاح سيمثل ردة فعل يشوبها التوتر والاستكبار بسبب إصرار إيران على احتلال جزر الإمارات الثلاث، واعتبار القضية شأناً داخلياً بالرغم من كونها إحدى القضايا الثابتة على جداول أعمال القمم الخليجية والعربية والاسلامية، كما تحظى هذه القضية بدعم دولي لحق الإمارات في جزرها ولجهودها وموقفها لحل هذه القضية بالطرق السلمية. وأكد  نائب رئيس الأركان أن الأمن الخليجي المشترك هو خيار استراتيجي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بل هو الخيار الوحيد الذي يؤمن استقرار وأمن دول الخليج على الصعيد الجماعي وعلى الصعيد الفردي، بمعنى أن تعرض أي دولة لاعتداء يمثل اعتداء على كل دول المجلس، فالأمن الخليجي كل لا يتجزأ، لافتاً إلى موقف قوات درع الجزيرة في مملكة البحرين الشقيقة ودورها في حماية أمن واستقرار وطمأنينة هذا البلد.
 
 وتالياً نص حديث نائب رئيس الأركان:   
منذ بداياتها في سبعينيات القرن الماضي كانت قواتنا المسلحة وما زالت المدرسة الأولى في غرس قيم الولاء والانتماء، هل لنا ونحن نحتفل بالذكرى السادسة والثلاثين لتوحيدها أن نتحدث عن بداية هذه القوات ومسيرتها في التطوير ودورها في استقطاب أبناء الوطن والمعايير التي تحددها في جذب المزيد من المواطنين؟
 سؤالك تطرق إلى ما قبل السبعينيات حول القوات المسلحة، والآن نحن نحتفل بالذكرى السادسة والثلاثين لتوحيد قواتنا المسلحة، ونتحدث عن بداية هذه القوة ومسيرتها في التطوير ودورها في استقطاب أبناء الوطن. في الحقيقة أنا لم أعاصر بدايات انطلاقة قواتنا المسلحة، ولكن يمكن القول أن مسيرتها المشرفة ركزت منذ بدايتها على المورد البشري الذي يشكل عصب البناء لأي قوة مسلحة تريد أن تصل إلى الأهداف التي رسمتها لتكون درعاً للوطن وحماية مكتسباته وإنجازاته، واستيعاب التطورات السريعة التي تشهدها الجيوش تدريباً وتسليحاً وتأهيلاً لاستيعاب التقنيات والعلوم العسكرية.
 
من البدايات وحتى اليــوم قطعت مسيرة قواتـــنا المسلحة خطوات مهمة في هذا المضمـــار، ويمكن الإشارة إلى أن بداية هذه القوات شملت عدداً من المراحل، إذ كانت تعرف في بداياتها باسم مجندي كشافة ساحل عمـــان، ثم الإمـــارات المتصالحة، ثم قوة ساحل عمان، ثم قوة الدفاع لكل إمارة حتى وصلت إلى ما وصلت إليه الآن. ويعود الفضل في هذا التدرج وهذه النقلات النوعية لقواتنا المسلحة، إلى المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"  الأب والقائد المؤسس للاتحاد، وقد أرسى رحمه الله الفكر والعقيدة العسكرية التي تسير عليها قواتنا المسلحة حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم من تطور ومواكبة للمستجدات.  ولقد واكب بناء قواتنا المسلحة بدايات تأسيس الاتحاد منذ عام 1971، فهذه القوات هي التوأم لخطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وسارت عملية بناء قواتنا المسلحة جنباً إلى جنب  وفي توازن تام مع عملية البناء الحضاري التي تخوضها الإمارات اليوم بعزة وشرف في كل القطاعات وكافة مناحي الحياة.   والمتابع لهذه المسيرة يجد أن قواتنا المسلحة عبرت بكل صدق وانتماء عن المراحل التي شهدتها بلادنا من تطور للحاق بمسيرة العصر والحديث بلغته والتعامل بأدواته. 
 
الفكر الثاقب  
عند الحديث عن تطوير القوات المسلحة لابد أن نعيد الفضل في هذا الأمر إلى الله سبحانه وتعالى، ثم إلى المغفور له بإذن الله تعالى الشيـــخ زايد بن سلطـــان آل نهيان، الأب والقائد المؤسس، حيث كان لفكره الثاقب ورؤيته البعيدة للمستقبل الفضل في بناء وتطوير قواتنا المسلحة وما وصلت إليه من قدرة، وجاهزية وتسلح بالعلم والمعرفة والإيمان بالرسالة التي تؤديها.
 وكان ولا يزال سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة «حفظه الله» الذي له الدور الأساس في تنفيذ رؤية الأب والقائد المؤسس في بناء قواتنا المسلحة، يعطي كل فكره وجهده لتطوير قواتنا المسلحة بكل فروعها، وإنشاء المعاهد والكليات العسكرية لتسليح أبناء الوطن بالعلوم العسكرية الحديثة، لافتاً إلى دخول قواتنا المسلحة بثقة واقتدار عصر التكنولوجيا العسكرية التي تشكل اليوم عصباً مهماً في تشكيل الجيوش الحديثة، مع التطور الذي تشهده الأسلحة بكل درجاتها. 
 
استقطاب أبناء الوطن 
الحديث عن دور قواتنا المسلحة في استقطاب الكوادر الوطنية أمر مشرف ويستحق أن نتوقف عنده بكثير من التقدير والاحترام، خصوصاً وأنها قدمت نهجاً جديداً بل متفرداً في معنى الجندية وشرف الانضمام إلى صفوف قواتنا المسلحة بكل فروعها.  
وأحب هنا أن أضرب مثلاً بنفسي، فأنا دخلت الجيش لأن في أحد الأيام قام بزيارتنا في المدرسة الثانوية بالعين قبل إجراء الامتحانات العامة ضابط كان على رأس فريق القوات المسلحة الزائر للمدرسة، أعجبني طرح هذا الفريق عن القوات المسلحة وفرص الالتحاق بها التي تهيىء للملتحق كل السبل من أجل أن يحقق حلمه كمهندس أو طيار أو طبيب، وكان هذا في أواخر السبعينيات. وكان هذا بالنسبة لنا أشبه بحلم، وهكذا ومن تلك الأيام كانت هناك فرق من قواتنا المسلحة  تزور بشكل دوري المدارس لاستقطاب المواطنين، وقد كنت واحداً من الذين نالهم شرف الانضمام لقواتنا المسلحة، والتحقت في القوات المسلحة بالقوات الجوية، وتخرجت برتبة ملازم، وكان لي أيضاً شرف مرافقة  الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في جولة بالمدارس، تحدثنا خلالها عن القوات المسلحة، وأعتقد أن هذه كانت سياسة ناجحة، ضمت إلى صفوف قواتنا المسلحة خيرة شباب الوطن، وما زالت قواتنا المسلحة تسير على هذا النهج وإن اختلفت الطرق مع التطور الذي تشهده بلادنا في وسائل الاتصال والتواصل، لتظل قواتنا المسلحة على الدوام مدرسة ينهل منها أبناء الوطن معنى الحرية والانتماء والإخلاص لتراب هذا الوطن وقيادته الرشيدة التي تبذل الغالي  والنفيس في سبيل توفير الحياة الكريمة والعزيزة لأبناء الوطن تحت راية الاتحاد الخفاقة التي تنقل أبناء الامارات يوماً بعد يوم الى قمم المجد والعز. 
 
التدريب العسكري
 ما هو تقييمكم للتدريب العسكري داخل المدارس، وهل هناك توجه مستقبلي لتطوير هذه التجربة باعتبارها دعامة لغرس قيم المواطنة والانتماء لدى النشء، فضلاً عن دورها في تفادي الآثار السلبية للعولمة الثقافية والقيم الوافدة التي لا تتماشى مع مجتمعنا؟ 
 لو طلبت مني تقييم  تجربة التدريب العسكري في المدارس لمنحته بين الجيد والجيد جداً، من ناحية ثقافة المجتمع، أما من ناحية تحقيق الهدف منه فأعتبره ممتازاً، وقد يعمم في المستقبل على كل المدارس، من جهة أخرى لا أرغب في تسميته بـ " التدريب العسكري" بل أفضل أن يعتبر نوعاً من أنواع تثقيف النشء، وغرس القيم الأصيلة لمجتمعنا العربي الأصيل في نفوس ووجدان الأجيال المقبلة، خصوصاً ونحن نعيش عصر العولمة، وما لها من آثار سلبية وإيجابية، إن العولمة اليوم قد جعلت الخطوط الفاصلة بين الثقافات هلامية ومتحركة بحيث لا تكاد تجد حداً فاصلاً بين ثقافة وأخرى، وقبل العولمة كانت الحدود واضحة، ولم تعد كذلك اليوم.
وهذا يتطلب منا  كآباء وكمسؤولين عسكريين أو مدنيين أو كقادة ومربين أن نوضح للأجيال القادمة ونعرفها قبل أن يخطف أحد عقولهم أو ثقافتهم، ومن ثم يصبح هذا النشء وبدون أن يدري منتمياً لمكان آخر أو طرف آخر أو فكر آخر.  ولهذا أقول أن التدريب في المدارس تجربة ناجحة، وستكون ثمرتها غرس المواطنة الحقيقية بين أبنائنا، وفي سؤالك عن التوجه أقول أن التوجه موجود لتغيير المنهاج بما يناسب العصر، خصوصاً وأن المدخلات تغيرت، بمعنى أن المؤثرات على فكر النشء تعددت، ولم تعد الأسرة أو المدرسة فقط هي مصدر التأثير والتوجيه وغرس القيم والمفاهيم، وهذا بالتأكيد لابد أن يدعونا إلى تغيير المناهج للحصول على المخرجات التي نريدها من أبنائنا وأجيالنا المقبلة. 
 
التعاون مع المؤسسات المدنية 
شهدت القوات المسلحة توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم مع الكثير من الجهات المدنية بالدولة، ما هي الأهداف المرجوة من ذلك؟ 
كما ذكرت آنفاً العالم في ظل مفاهيم العولمة الجديدة أضحى قرية واحدة لا توجد بينها فواصل، وهذا التطور أحدث ما يعرف بالتخصص، والتخصص الدقيق جداً، ونجد هذا مثلاً في عالم الطب، فلا يستطيع اليوم طبيب عام أن يفتي في أمراض الشرايين الدقيقة، وبالتالي عندما تتحدث عن بناء دولة ومجتمع فأنت تحتاج إلى مؤسسات تعمل معاً لكي تؤمن لهذا المجتمع أو الدولة ما تصل به إلى تطلعاتها، ولا بد من عمل جماعي، وأعطيك مثالاً بسيطاً، أنت كرب أسرة عندما ترزق بمولود لا تستطيع أن تقوم على تربيته بمفردك دون وجود الأم، وهو يحتاج إلى رعاية شاملة تستدعي وجود منظومة رعاية  صحية واجتماعية وبيئة صالحة لكي ينمو بشكل طبيعي وصحي.
 ولهذا فإن إجابتي على هذا السؤال تنصرف إلى ضرورة العمل مع الجهات والمؤسسات المدنية للتفاهم معهم لتحقيق آمال وتطلعات الدولة، وصولاً إلى طموحات المجتمع في كل القطاعات وفق منظومة متكاملة تضع في الاعتبار احتياجات المجتمع وتلبيتها سواء الاحتياجات المدنية أو العسكرية، وفق رؤية واضحة وخطة تستند إلى قواعد معرفية بيانية تكون هادياً وسراجاً منيراً للقائمين على تحقيق الرؤية المستقبلية، والآمال والطموحات البعيدة المدى. 
المرأة بالقوات المسلحة
 
 ندرك جميعاً أن المرأة الإماراتية تحظى باهتمام قيادتنا الرشيدة، وندرك أيضاً أنها تضطلع حالياً بدور حيوي في المؤسسة العسكرية الوطنية، فهل لديكم خطط للتوسع مستقبلاً في الاعتماد على العنصر النسائي في صفوف قواتنا المسلحة؟
 مما لا شك فيه أن المرأة اليوم قد لاقت الدعم والاهتمام  من قبل قيادتنا الرشيدة، والتي آمنت بدورها ومنحتها الثقة، وكانت المرأة عند حسن ظن القيادة والوطن بها، وهي اليوم نراها في كافة الميادين تعمل جنباً إلى جنب مع أخيها الرجل لتعزيز صروح التنمية.
وعندما نتطلع اليوم إلى ميادين العمل والانتاج نجد أن المرأة موجودة في كل قطاعات العمل، وأثبتت جدارة عندما خاضت غمار العمل في القوات المسلحة، ونحن نفخر بوجودها في قطاعات قواتنا المختلفة. وأود أن أشير هنا  إلى دور سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك  رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيس المجلس الأعلى للأمومة والطفولة في تعزيز مسيرة المرأة ونهضتها، كما أشير الى دور مدرسة  خولة بنت الأزور التي أنشئت في عام 1991 لتأهيل المنتسبات إلى  المدرسة عن طريق استقبال المجندات وإعدادهن عسكرياً وبدنياً لتحويلهن إلى الصبغة العسكرية، كما نشاهد اليوم كلياتنا ومعاهدنا العسكرية تخرج العديد من بنات الوطن برتب عسكرية مختلفة. وأنوه بدور المرأة في تربية الأجيال مما جعلها تحظى بدعم القيادة وثقتها، فالمرأة اليوم في القوات المسلحة تحظى بالدعم اللازم، وهناك أيضاً خطط من قبل هيئة الإدارة والقوى البشرية لإعداد دراسة وتوثيق للتوسع  مستقبلاً في الاعتماد على المرأة في القوات المسلحة، من أجل الاستفادة القصوى من ساعات عمل المرأة العاملة بالشكل الذي يتناسب وقدراتها وإمكانياتها الكبيرة جداً. 
 
مخرجات التعليم 
هل ترون أن مخرجات التعليم في الوقت الراهن تؤهل المواطنين للانخراط بفاعلية ضمن صفوف قواتنا المسلحة واستيعاب العلوم العسكرية المتقدمة بالفاعلية المنشودة؟
  مخرجات التعليم اليوم غير مؤهلة لأسباب كثيرة أهمها: أن المناهج عندما وضعت من قبل كانت لخدمة مبادئ وشرائح معينة، ثم تم إعادة صياغة المناهج من جديد، وأعتقد بأنها تعــافت عمــا كانت عليه بنسبة 70 إلى 80 %، ولكن الأجيال القادمة ستكون أكثر حظاً، والدولة يخدمها أبناؤها ولابد من تهيئتهم لذلك، ونعتقد أنه من الضروري التركيز في المرحلة المقبلة على تعزيز الهوية الوطنية لدى النشء واعتبار التربية الوطنية والثقافة العسكرية في صلب هذه المناهج.
 
 رسالة للشباب
ما هي رسالتكم للشباب من المواطنين والمواطنات؟ وهل ترون أن إقبالهم على الانخراط في صفوف قواتنا المسلحة يتناسب مع الطموحات؟ وهل هناك عراقيل أو معوقات في هذا الإطار؟ 
تملك دولة الامارات البترول، ونحن في القوات المسلحة ثروتنا الحقيقية هي الموارد البشرية وشباب الوطن الذين هم المستقبل والأمل، وتعول عليهم القيادة الرشيدة الكثير، وإذا كنا نملك النفط فإن ثروتنا الحقيقية هي الشباب فهم رأسمالنا، ونحن نفتخر بهم، ونرحب بانضمامهم للقوات المسلحة بكافة فروعها،  وأؤكد أنهم إذا ما انضموا للقوات المسلحة سيفتخرون بها فهم يسعون لخدمة وطنهم، وأعتقد جازماً بأن الإنسان عندما يفتخر بخدمة وطنه فهو يعتز بأن يقدم في أي لحظة من اللحظات دماءه فداء لهذه الأرض، والقوات المسلحة هي الجهة الوحيدة التي تتيح له هذه الفرصة.
أما إذا سألت عن إقبال الشباب، فنحن دائماً نرحب بهم، ولكن العدد المتقدم أقل مما نطمح إليه، وهذا واقع نعترف به، وأعني هنا التقدم لكل التخصصات كطياريين ومهندسين وفي كل مجالات القوات المسلحة البرية والبحرية والجوية، وهناك أكثر من سبب، فالدولة تتيح لكل المواطنين الفرصة للعمل في كافة الاتجاهات، والعامل الوحيد لمن يحرص على الالتحاق بالقوات المسلحة أن تكون لديه رغبة بداخله لخدمة القوات المسلحة، حيث التحدي أكثر، والتميز في خدمة الوطن، فالشاب حين يضع على رأسه (البيريه) يحس بأن هناك فرقاً، وبأنه متميز، ونحن نتطلع في المستقبل إلى إعداد برامج لتعزيز انضمام شبابنا للقوات المسلحة خصوصاً في ظل الفرص الوظيفية المتعددة التي تقدمها الدولة لأبناء الوطن في كل الميادين.
 
المعارض العسكرية
تلقى معارض الدفاع وخاصة معرضي آيدكس ودبي للطيران اهتماماً من القوات المسلحة، ماذا تشكل هذه المعارض من الناحية العسكرية؟ وما هي الإضافة التي حققتها؟ 
إن فكرة إقامة المعـارض بالدولة فكرة تميزت بالذكاء، ويرجع الفضل فيها لسيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة  «حفظه الله» وللحق أقول أننا في البداية لم نستوعب الفكرة، ونحن اليوم بفضلها نطلع على أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا العسكرية، ونختار منها ما يناسبنا.
المعارض تضعنا في مصاف الدول التي تكون على علم بآخر ما توصلت إليه المنتجات في العالم، إذ تنقل إلينا أحدث ما أنتجته التكنولوجيا من الشرق والغرب، وفي جميع التخصصات البرية والبحرية والجوية والدفاع الجوي، وهذا أوفر لنا، إذ أننا إذا أردنا التعرف على آخر المنتجات العالمية بأسلوب آخر فمعنى هذا أن نتجول في العالم مما يكلفنا الملايين من الدولارات، إضافة لإضاعة الوقت والجهد، من ناحية أخرى يكتسب قادتنا وضباطنا معرفة عسكرية لا تقدر بثمن من خلال هذه المعارض. وهناك أبعاد أخرى، فصناعة المعارض في الدولة لها أكثر من عائد، وعلى سبيل المثال لا الحصر التطور السياحي، ونقل هذه الأحداث العالمية من الإمارات إلى العالم، أي إننا نعرَف العالم بدولتنا وإنجازاتنا عبر فعاليات يشارك فيها العالم من كل قاراته، وهذا أمر ليس بالبسيط، ومردوده يفوق كل التوقعات لأن الرسالة الإعلامية تكون طبيعية ومباشرة على مستوى العالم تتحدث عن الوجه الحضاري لدولة الإمارات، يضاف لهذا استفادتنا كقوات مسلحة من خلال التشاور والتفاهم بين ضباط القوات المسلحة والمنتجين والمستهلكين،  وما يقام من ورش عمل ويطرح من أوراق، وما في هذا من إثراء للمعرفة، حيث تعد هذه المعارض ملتقى لتبادل الأفكار والخبرات بما توفره من فرصة سانحة للالتقاء والتجمع تحت مظلة واحدة، ففيه يجتمع أقطاب ورموز صناعة الطيران والأسلحة الأخرى للتواصل وتبادل الخبرات ودراسة ما هو جديد، مع إبرام العديد من الصفقات والاتفاقيات، كما تؤكد هذه المعارض على ثقة العالم بأسره في قدرة وكفاءة أبناء الدولة على تنظيم مثل هذه الأحداث العالمية بكل كفاءة واقتدار، يضاف لكل هذا وجود تناغم كبير بين معرضي آيدكس ودبي للطيران حيث يكملان بعضهما البعض لما فيه خدمة لهذا الوطن الغالي. 
 
الأكاديميات العسكرية
 تمثل الأكاديميات العسكرية في الدولة رافداً حيوياً يدعم خطط تطوير قواتنا المسلحة، إلى أي مدى نجحت هذه الأكاديميات في مسايرة نظيراتها على المستوى العالمي، وهل نجحت في تأهيل الكوادر المواطنة بالقدر الكافي؟ وهل هناك خطط لبناء مزيد من الأكاديميات العسكرية خلال السنوات المقبلة؟
أستطيع القول أن الأكاديميات الموجودة حالياً لتأهيل الضباط قد قامت بدورها، وأدت ذلك على أكمل وجه، وبهذا تحقق الهدف الذي أنشئت من أجله، كما استطاعت مسايرة مثيلاتها من الأكاديميات العالمية العريقة، ولعل هذا من أسباب التنافس من قبل الدول الشقيقة والصديقة للحصول على مقاعد في أكاديمياتنا العسكرية، وبالإشارة للدول الغربية لمسنا من الذين مروا علينا وقيموا أكاديمياتنا العسكرية المختلفة إشادة كبيرة جداً بجميع الأكاديميات لدينا (البرية والبحرية والجوية)، ونحن عندما نتحدث عن كلية القيادة والأركان المشتركة مثلاً نجد أن هذه الإشادة تنطبق عليها.
 
وهناك خطط لمزيد من الأكاديميات، وقد وجهت تعليمات بهذا الخصوص، والمؤسسة  العسكرية تسعى للتنفيذ، وكمثال كلية الدفاع الوطني التي نأمل أن نشهد أول دفعة منها السنة القادمة، علماً بأن أكاديمية الدفاع الوطني على مستوى التعليم الاستراتيجي والعسكري تعتبر من الأكاديميات التي يشارك فيها المدنيون والعسكريون المناط بهم تسلم مناصب قيادية بالدولة  في المرحلة المقبلة. أما عن الدراسة باللغة العربية بدلاً عن الإنجليزية فإني أحترم وجهة النظر هذه ولكني أختلف معها، ولأعطيك مثالاً بسيطاً، خذ مثلاً ينبوعاً من الماء لم يتم الاعتناء به أو لم يلقى اهتماما،ً فمخرج هذا الينبوع سيكون بلا شك بطيئاً، بينما الآخر الذي رعيته واهتممت به سيكون إنتاجه أكبر وأكثر نقاوة وأكثر ملاءمة للاستخدام، فاللغة العربية عزيزة علينا، ولكن ينبوعها لم يتطور بعد، ومعظم المؤلفات العلمية الحديثة في كافة العلوم العسكرية والمدنية هي باللغة الإنجليزية، وإذا أردت أن تعرف ما هو الجديد في العالم خصوصاً العلوم التقنية وشؤون التسلح والدفاع ستجدها باللغة الإنجليزية، وهذا ما عنيته بالينبوع، هذا بالإضافة إلى المصطلحات فهناك علوم دخلت العصر الحديث لها مصطلحات لا نجدها باللغة العربية، ونحاول أن نترجم ولا نجد المقابل، المهم أن كلية الدفاع الوطني تخرج من يستطيعون نقل الدولة إلى مصاف أحدث الدول، فهم يتحدثون ويتخاطبون معهم بلغتهم، نريد تخريج من يفهمون عن الدفاع الوطني ويؤمنون وطنهم اقتصادياً وإعلامياً وعسكرياً. 
 
حققت القوات المسلحة الإماراتية نجاحات مشهودة في مكافحة القرصنة في بحر العرب والمحيط الهندي في الآونة  الأخيرة، ما هي رؤيتكم لهذا الأمر؟
هذا مجهود مشترك، ونحن فخورون بالمشاركة  فيه، كل السفن التابعة لنا والتي كانت تمر من خلال بحر العرب كانت تحت حماية قواتنا البحرية، واستطعنا أن نوفر لها الحماية كما استطعنا أن نحمي كل ممتلكاتنا، وكذلك استطعنا أن نحقق الثقة عند الملاك أثناء عبور سفنهم في بحر العرب، باختصار لدينا كامل الثقة في قدرة قواتنا المختلفة.
 
البرنامج النووي الإيراني
يثير البرنامج النووي الإيراني الكثير من الجدل على المستويين الإقليمي والعالمي، إلى أي مدى يشكل هذا البرنامج تهديداً لأمن المنطقة؟
البرنامج  النووي الإيراني يهدد أمن المنطقة، وتهديد الأمن يتم من أكثر من زاوية:
الزاوية الأولى: كون أن إيران تمتلك هذا السلاح، وهي ما تزال محتلة أراضي من دولة الإمارات، مما سيكون له أبعاد تؤثر على أمن المنطقة، خصوصاً وأن إيران ما زالت تنظر إلى قضية احتلالها لجزرنا الثلاث "طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى" على أنها سوء فهم، وإلا بماذا نفسر الزيارة الاستفزازية والمستنكرة للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لجزيرة أبو موسى الإماراتية المحتلة، والتي قوبلت باستنكار عربي وإسلامي ودولي، هل هذا من حقوق الجار التي يحث عليها ديننا الإسلامي الحنيف، وهي دولة إسلامية جارة، أو من المواثيق الدولية، أم أنه نوع من الاستفزاز والاستكبار وعدم الاكتراث بالأمن والسلم الدوليين، ونقض للاتفاقات التي توصلت فيها الإمارات وإيران على التهدئة للبحث في قضية جزر الإمارات المحتلة والعمل على التوصل إلى حل سلمي يرضي الطرفين، إذا كان سلوك إيران بهذا الشكل وعلى هذا النحو من الإستكبار والاستفزاز، فكيف سيكون سلوكها وهي تملك في المستقبل سلاحاً نووياً.  لا أعتقد أن الخطاب السياسي الإيراني تجاه دول الجوار مطمئناً رغم أن دول الجوار وخصوصاً دولة الامارات العربية المتحدة تتعامل مع إيران كدولة جارة مسلمة، وتحفظ دول التعاون حقوق هذه الجيرة، والمطلوب من إيران أن تغير من مواقفها الاستفزازية، وتحكم لغة العقل والحوار وحسن الجوار.
 
الزاوية الثانية: أن إيران أعلنت أكثر من مرة عن تصدير مبادئ الثورة الإيرانية، ونحن ليس لنا دخل في أن تكون لإيران ثورة، ولكن أن تقرر تصدير الثورة للإمارات فهذا حديث ينقصه التمعن والحكمة، إذ لا يجوز أن تجبر جارك أن يفعل ما تريد، كما لا يجوز أن تقرر إطعامه مما تأكل، وتفرض عليه أجندات هو لا يرغب فيها، فكل جار له حقه في داره، وإذا كانت إيران تصرح بهذا وهي لم تمتلك بعد السلاح النووي فماذا يحدث بعد أن يحصلوا عليه؟ بالتأكيد ستدخل المنطقة في سباق محموم لامتلاك أسلحة الدمار الشامل.
 
الزاوية الثالثة: وهي مخاوف دول المنطقة من أي تسرب نووي من المفاعلات النووية الإيرانية أو من محطات التخصيب، أو من عيوب فنية في البرنامج الايراني الذي يعتمد على تقنية غير متطورة في هذا المجال "وما زالت كارثة المفاعل النووي في تشرنوبل ماثلة للعيان" والتي امتدت آثارها الكارثية للعديد من دول الجوار، بل وصلت إلى هولندا و الدول  الاسكندنافية، وهنا تصبح دول الخليج في مرمى الخطر اذا ما حدث لا سمح الله أي تسرب، وهذا أمر وارد وحدث في عدد من الدول حتى المتقدمة منها.
الزاوية الرابعة: في المنطقة هناك طوائف وهناك حرب تحت الرماد، وقد تكون هناك حرب طائفية، ففي العراق مثلاً هناك حرب طائفية بين المتطرفين من السنة والمتطرفين من الشيعة، فإذا امتلكت إيران هذا النوع من السلاح فإنه سيولد ردة فعل لبعض الدول في المنطقة بأن تمتلك هي الأخرى هذا السلاح لخلق نوع من توازن القوى في المنطقة، وبالتالي سيتسابق عدد كبير من الدول في المنطقة لامتلاك هذا السلاح مما سيكون له تأثير سلبي على أمن واستقرار المنطقة، وعليه نرى أنه من غير الحكمة أن يكون هناك توجه لامتلاك السلاح النووي في المنطقة. 
 
الدرع الصاروخي الخليجي 
طرح مؤخراً برنامج الدرع الصاروخي الخليجي الذي تم إعلانه في الرياض مؤخراً، ما هي رؤيتكم لهذا الأمر؟
القصد من برنامج الدرع الصاروخي خلق منظومة متكاملة من الإنذار المبكر بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وردة الفعل تعني إذا انطلق صاروخ مثلاً تجاه الرياض فإن أجهزة أبوظبي سترصده وتبلغ عنه والعكس صحيح، فنحن نرى أن من حق كل دولة الدفاع عن نفسها،  وهذا حق مشروع تكفله القوانين الدولية، والدفاع الخليجي المشترك هو خيار استراتيجي  وقرار حكيم وعاقل ينسجم مع حق الإنسان في الدفاع عن نفسه وفقاً  للقوانين الدولية.
 
الأمن الخليجي 
ما هي رؤيتكم لمستقبل الأمن الخليجي في ضوء متطلبات الأمن الوطني الإماراتي وما تفرزه البيئة الراهنة من عوامل صراع وتنافس لدول المنطقة؟
كلمة الأمن الخليجي تعني كل دول مجلس التعاون، وهو خيار استراتيجي، وأعتقد رغم أني لست محللاً استراتيجياً أنه هو الخيار الاستراتيجي الوحيد الذي يؤمن أمن أي دولة من دول الخليج العربي واستقرارها، ويدعم ويزيد من استقرار دول المجلس مجتمعة، كما وأن زعزعة الأمن في دولة من دول الخليج العربي يزعزع الأمن لكل الدول،  فالأمن مرتبط ارتباطاً كلياً وجزئياً بأمن دول مجلس التعاون وهو لا يتجزأ، وقدمت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية نموذجاً لهذا المفهوم في مملكة البحرين الشقيقة حيث تواجدت قوات درع الجزيرة في المملكة لتعزيز الأمن والاستقرار.  
 
درع الجزيرة
ما هي العوامل والعناصر المشتركة التي تجعل قوة درع الجزيرة قوه خليجية مكتملة قادرة على التعامل مع مختلف التهديدات والأخطار والتحديات؟
ليس هناك سوى عنصر واحد هو رغبة قادة دول المجلس وشعوب المنطقة في تعزيز أمن واستقرار المنطقة والدفاع عن إنجازاتها وحماية مكتسباتها في مواجهة أي تهديد طارىء، وهذه الرغبة هي التي تعطي قوة درع الجزيرة دفعة لتنفيذ المطلوب منها بكل ثقة واقتدار، قوة درع الجزيرة موجودة، وعزيزة ومهابة الجانب، والقوات متفاهمة وهذا ما يعزز قدرتها على صد أي هجوم والتعامل مع كل المواقف.
 
الحالة البحرينية
أثبت التعاون الخليجي في الحالة البحرينية مؤخراً حاجة دول مجلس التعاون إلى تعزيز تعاونها الأمني والدفاعي المشترك، ما هي رؤيتكم لهذا التعاون؟
وما هي آليات تعزيزه، وما قد يواجه من تحديات؟
الإجابة على هذا السؤال تتمثل في كل ما سبق أن قلناه عن دول مجلس التعاون وقوة درع الجزيرة، ولا أعتقد أن هناك تحديات تواجه الرغبة في تعزيز الأمن بين الدول، فالرغبة موجودة، أما التحديات أو التغيرات فالكل على استعداد لمواجهتها، وواضح لدى الجميع أن الاستقرار في مملكة البحرين هو استقرار في الرياض وفي أبوظبي والكويت وبقية دول المجلس، الكل وصلته الرسالة وقرأها جيداً وفهم معناها، وكما قلت آنفاً أمن الخليج كلٌ لا يتجزأ، وأي عدوان على دولة من الدول يعتبر اعتداء على كل دولة.  
 
حروب المعلومات 
هل تعتبرون حروب المعلومات تمثل تحدياً إضافياً للقوات المسلحة في دول مجلس التعاون؟
حرب المعلومات هي تحد إضافي لأي دولة، وليس الإمارات أو دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية فحسب، وهو بعد جديد في معادلة  الأمن والاستقرار لأية دولة، ويعتبر تحدياً وتهديداً يتطلب من الدولة ككل أن تسعى لتحييد هذا التهديد سواء على مستوى القوات المسلحة أو الداخلية أو محطات الكهرباء وغيرها....الخ. 
 
المشاركات الإماراتية الدولية
 كيف تنظرون إلى المشاركات الإماراتية المتعددة ضمن قوات حفظ السلام الدولية في عدة دول، وأيضاً المشاركات في عمليات الإغاثة الإنسانية، وما هي أبرز الدروس المستفادة من هذه المشاركات؟ وما هو دور هذه المشاركات في بناء الفرد داخل قواتنا المسلحة؟ وماذا أضافت هذه المشاركات في تعزيز مكانة الدولة إقليمياً ودولياً؟
تعددت مشاركة قواتنا المسلحة ضمن قوات حفظ السلام وعمليات الإغاثة الإنسانية والتي كان لها دور كبير في دعم وتعزيز الأمن والسلم الدوليين في مختلف أنحاء العالم، مما أكسبها احترام العالم أجمع، منتهجة بذلك المبادئ الأصيلة والسياسة الحكيمة التي أرساها القائد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» والتي من شأنها نبذ الخلافات والصراعات وترسيخ الحكمة والدبلوماسية من أجل إشاعة الأمن والاستقرار في العالم، وسار على نهجه سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة "حفظه الله" خير خلف لخير سلف حيث كانت توجيهاته  الحافز والدافع لأبناء الإمارات لكي يمدوا أياديهم البيضاء لكل المحتاجين، ناشرين ثقافة السلام والمحبة في ربوع العالم بدون تمييز على أساس العرق أو اللون أو الدين، وقد أكسبت هذه المشاركات أبناء الإمارات خبرات واسعة في التعامل مع شعوب وبيئات مختلفة، وضمن المشاركات الدولية مما أكسبهم المزيد من الاحترام والتقدير لهذه الجهود المقدرة، فمن المشاركة ضمن قوات الردع العربية لحفظ السلام في لبنان إلى تقديم المساعدة إلى الشعب الصومالي في بداية التسعينات إلى المشاركة في جهود تحرير الكويت، وإلى المشاركة في قوات حفظ السلام وتقديم الإغاثة في كوسوفا و باكستان واليمن وإلى سلسلة من عمليات الإغاثة الإنسانية في عدد من دول العالم، حتى أصبحت قواتنا المسلحة اللاعب الرئيس في إيصال رسالة زايد الخير التي تدعو  للسلام والمحبة إلى جميع شعوب العالم.
 
الإعلام العسكري
ما هو تقييمكم لأداء الإعلام العسكري، وما هو طموحكم لهذا القطاع الحيوي ورؤيتكم لدوره على الصعيدين الثقافي والمعنوي داخل قواتنا المسلحة وعلى الصعيد المجتمعي؟
أنتم لم تقصروا في أداء رسالتكم، ولكن أمامكم تحديات كبيرة في ظل ثورة الإعلام الرقمي، ومطلوب مضاعفة الجهد وتحديد رؤية واضحة لمواجهة التحديات في عالم الإعلام المكتوب والمرئي وعبر الشبكة العنكبوتية العالمية.
 
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره