مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2015-05-01

وزير دفاع جمهورية فيجي: الإمارات باتت درع واقي لحفظ السلام وإقامة الشرعية الدولية

 أكد معالي تيموذي ليسي ناتوفا وزير الدفاع والهجرة والأمن الوطني في جمهورية جزر فيجي أن دولة الإمارات العربية المتحدة باتت درعاً واقياُ لحفظ السلام العالمي، وإقامة الشرعية الدولية، نظراً إلى دورها الجوهري في دعم مسيرة السلام وتعزيز الاستقرار في دول الجوار والبلدان الصديقة، وما تتمتع به من علاقات طيبة ذات جذور عميقة مع كل دول العالم. وقال في حوار خاص لـ"درع الوطن" إن دولة فيجي قيادة وشعباً حريصة على إقامة علاقات وثيقة مع دولة الإمارات العربية المتحدة، وتخطط مستقبلاً لعقد العديد من الاتفاقيات في المجالات كافة، ولاسيما العسكرية؛ لما تتمتع به الإمارات من تطور عسكري يحاكي العالمية، وموقفها الإنساني المشرق في مساندة جميع دول العالم في حال طلب المساعدة، وفيما يأتي نص الحوار:
 
حوار المقدم ركن/ يوسف جمعه الحداد
رئيس التحرير
 
في البداية هل لنا أن نتحدث عن أوجه التعاون بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية فيجي في إدارة مهام حفظ السلام الدولية؟
بكل تأكيد، لدينا بالفعل 100 جندي ناشط الآن في منطقة الشرق الأوسط، ولدينا الموارد والقوى البشرية لأداء مهام حفظ السلام، ولكننا نفتقر إلى المعدات المناسبة، فإذا أمكن أن تقوم دولة الإمارات العربية المتحدة بتزويدنا وإيجاد شراكة في تجهيزنا بما نحتاج إليه، في الواقع سيكون ذلك مفيداً للدولة وللمنطقة ككل.
 
وكيف تبلور العلاقة الاستراتيجية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية فيجي؟
هناك مسارات عدة لتوثيق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين، فقد تم توقيع مذكرة تفاهم بالفعل بين دولة الإمارات العربية المتحدة والقوات العسكرية الفيجية، وأعتقد أن الشراكة ستستمر نحو الأفضل في المستقبل، ولاسيما فيما يتعلق بالتعاون في مجال الدفاع، ومجال عرض الرشاشات الآلية التي يمكنك التحكم بها من الداخل، وسوف نحصل على زوارق دورية في عام 2016، إذ كان الطراز القديم لدينا 20 مم حيث يطلق الرجال النار من ظهر المركب، ونحن نسعى للحصول على زوارق دورية بطول 40 م؛ فهي في رأيي ستكون عوناً لنا.
 
والعلاقة بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية فيجي تتمتع بروابط متعمقة، وجذور قوية، ونلمس ذلك في الزيارة الأخيرة لسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، حيث التقى رئيس الوزراء لدينا وبحث معه سبل تعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين، وجمهورية فيجي تمثل نقطة محورية في المحيط الهادي، ونود أن نتوصل إلى مزيد من التنسيق حيث يمكن أن تساعدنا دولة الإمارات العربية المتحدة في التدريب وتقديم التوجيه وفي مجالات أخرى؛ فدولة الإمارات العربية المتحدة متقدمة، وبإمكانها تقديم النصح لنا فيما يتعلق بالقضايا والجرائم العابرة للحدود، وجرائم الإنترنت التي باتت تمثل مشكلة في جميع أنحاء العالم.
 
دعنا نتعرف على السبب الرئيسي لزيارتكم الأخيرة لمعرض الدفاع الدولي "آيدكس" 2015؟
أود أن أنتهز هذه الفرصة لأشكر حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة على الدعوة لوفدنا، وأشكر لكم عبارات الترحاب الطيبة، وتركز أهداف زيارتنا على الاطلاع للمتغيرات الحديثة للتكنولوجيا، والتوجهات المستقبلية عالمياً في المجال العسكري ومساراته كافة، وسبل الاستفادة من تلك التقنيات بما يخدم الأوطان، ولاسيما أننا في حاجة إلى مواكبة المسارات المتقدمة للتكنولوجيا عالميا، ونشهد أن دولة الإمارات العربية المتحدة استطاعت أن توظف الوقت والجهد والمال لمواكبة التطور التكنولوجي عالمياً، ونجحت في فترة وجيزة أن تمتطي ركب التطور، وتحاكي العالم من خلال إنجازاتها المبهرة، ليس في المجال العسكري فقط، بل في المجالات كافة، فتحية لدولة الإمارات العربية المتحدة قيادة وشعباً على تلك الجهود التي تعكس سلسلة إنجازات متوالية، يشهدها العالم حالياً، وينتظر منها المزيد مستقبلاً.
 
وما تعقيبكم على معرضي "آيدكس" و"دبي للطيران".. وكيف ترون التميز فيهما؟
إن ما يميز هذه المعارض هنا هو صناعات الدفاع، فهي تقدم حلولاً مصممة حسب الحاجة تلبي الاحتياجات الراهنة، وتحاكي التقدم العالمي، فعلى سبيل المثال، ننظر إلى زورق دورية لحرس السواحل، ونود استخدامه من قبل قوات الشرطة لدينا؛ لأنه يساعدنا على اعتراض المهربين. فأنا من دولة بحرية، وقد استخدمت جمهورية فيجي كنقطة التقاء يستطيع الناس الذهاب منها إلى أستراليا أو نيوزيلندا. ولذلك نسعى إلى تجهيز قوات الشرطة لدينا بالمعدات والمركبات والزوارق المناسبة. فمهربو المخدرات يملكون حالياً زوارق أسرع من زوارق الشرطة لدينا، وتبلغ سرعة زوارق حرس السواحل في دولة الإمارات العربية المتحدة نحو 60 عقدة، وهذه مناسبة لنا، فإذا حصلنا على أربعة أو خمسة زوارق منها في جمهورية فيجي، فسيكون بإمكاننا ردع تجار المخدرات.
 
أشرتم من خلال حديثكم إلى تقدم دولة الإمارات العربية المتحدة في المجالات كافة، فكيف ترون صناعتها العسكرية الوطنية؟
في الواقع، نتابع عن كثب الحراك التنموي للإمارات، والتقدم التصنيعي لها في المجالات كافة، ولاسيما الصناعة العسكرية، ونعتبرها نموذجاً يحتذى به عالمياً، لما حققته من إنجازات في هذا الجانب، فمناطق المحيط الهادي ودول صغيرة أخرى، تتطلع إلى تطوير صناعاتها الدفاعية كما هي الحال في دولة الإمارات العربية المتحدة؛ لأن معظم الصناعات الرئيسية في الوقت الحالي تركز على منتجات كبرى، كالطائرات مثلاً، فينبغي أن تنظر هذه الصناعات في مناطق أخرى من العالم وترى ما تحتاج إليه بالفعل، وما يمكنها أن تقدم؛ مما يسهم في توسعة نطاق الصناعة، وليس ثمة من يفعل ذلك في الوقت الحاضر. ودولة الإمارات العربية المتحدة نموذج واقعي لذلك، وعلى الجميع أن يحتذي بها كمثال مشرق تنطلق منه الدول الصغرى.  
 
ولكن، هل لنا أن نتعرف على دوركم العسكري الذي نشهده في عدد من الدول؟
سؤال جيد.. يركز دورنا العسكري على حفظ السلام وتحقيقه بين شعوب المنطقة، فلدينا مهام لحفظ السلام لأجل جمهورية فيجي؛ وتخدم قواتنا في مرتفعات الجولان وفي لبنان وفي صحراء سيناء، وتجهيزها بمعدات عصرية وأجهزة استشعار حديثة، تتماشى مع التكنولوجيا المعاصرة، أصبح أمر غاية في الأهمية، لكي تستطيع القيام بدورها، وواجباتها المنوطة، ولاسيما أن القوات المعادية لنا تتقدم تكنولوجياً، في وقت نسعى فيه إلى أن نكون أمة مسالمة، فينبغي أن نواكب هذا التقدم لحماية جنودنا في الميدان، والتغلب على تلك القوى المعادية، التي أسرت 45 من جنودنا في العام الماضي، مما أكد حاجتنا إلى التجهيز المناسب لجنودنا للتصدي للعدو، وأهمية دراسة سبل تسليحهم بشكل يواكب التطورات ليتمكنوا من أداء واجباتهم في عمليات حفظ السلام.
 
بصفتكم متابعاً جيداً لما آلت إليه دولتنا، كيف ترى دور دولة الإمارات العربية المتحدة في المساعدات الإنسانية للدول كافة؟
أود أن أهنئ دولة الإمارات العربية المتحدة على أداء ذلك الدور، وعلى رعاية البائسين والمحرومين، وأعتقد أن دولة الإمارات العربية المتحدة تضيء الطريق لكل من يستطيع تقديم الدعم في مساعدة المحرومين، فهناك دول في العالم اليوم تملك المال، ولكنها لا تملك الإرادة لمساعدة الآخرين، إننا نؤمن بمساعدة الآخرين؛ لأن الله ناظر إلينا ومن واجبنا أن نحظى بشرف وبركة مساعدة المحرومين والبائسين.
 
في العام الماضي، طبقت دولة الإمارات العربية المتحدة قانون الخدمة الوطنية، ما رأيكم في ذلك؟
في الواقع هذه خطوة غاية في الأهمية، فالخدمة الوطنية تجسد المعنى الحقيقي للواجب، وتعزز روح المواطنة والولاء وحب الوطن.
 ونحن في فيجي نبحث عن وسائل متعددة لإعارة جنودنا، فقد كنا في الشرق الأوسط، في لبنان، منذ عام 1978، وكنا في صحراء سيناء منذ عام 1982، وكنت أنا قائد قوة الطوارئ في العراق، عندما كانت قواتنا هناك، ولدينا قواتنا الخاصة القادرة على توفير السلامة لقوات الأمم المتحدة في العراق، ولا نزال نقوم بهذا الدور، ويبلغ معدل محو الأمية في فيجي نحو 96%، حيث يتلقى الجميع تعليمهم في المدارس، ونسعى للاستفادة من شعبنا في مجالات مثل الأمن ومجالات اختصاصاتنا. فقد قام جنود فيجي بتولي الدور في سيناء الذي كان الأمريكيون يقومون به في الحفاظ على أمن العاملين هناك.
 
ما أهمية وسائل الإعلام المقروءة، ولا سيما بالنسبة إلى القوات المسلحة؟
في الحقيقة وسائل الإعلام بصورها كافة، تلعب دوراً مهماً في المجتمعات المختلفة، فالوعي لعامة الشعب بات أمراً غاية في الأهمية لإدراك جميع الأمور التي تحدث من حوله، ولكن هذا مشروط بأهمية الشفافية والواقعية في طرح الموضوعات، ولاسيما العسكرية منها لكي يتعرف الجميع على الجهود المبذولة لحماية الأوطان. وبالنسبة إلى المعلومات الاستخباراتية فنحن بحاجة إلى أن يكون الشعب كله مشاركاً فيها، وعلينا أن نتبادل المعلومات - بدءاً من الوزراء، إلى العاملين في الحكومة، إلى عامة الشعب – من أجل حماية الوطن. والعرف القديم يؤكد أن المسؤولين وحدهم يهتمون بالمعلومات الاستخباراتية، أما الآن فالسبل ميسورة للجميع لتقديم المعلومات إلى الحكومة وتبادل المعلومات، فوسائل الإعلام تبلغ الرسالة الصحيحة للشعوب لمعرفة دورهم تجاه الأوطان.
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره