مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2014-10-01

‏MEBAA تعزز قطاع الطيران الخاص في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا

استطاع اتحاد الطيران الخاص في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا MEBAA وخلال فترة قصيرة أن يجمع عدداً ضخماً من الشركات في قطاع الطيران الخاص في المنطقة. ويوجه الاتحاد جهوده حالياً لإدخال ما يُعرف بمدونة قواعد السلوك ومجموعة من القواعد والأنظمة للمساعدة على إرساء بعض النظام في هذه الصناعة.  وقد أجرت مجلة درع الوطن لقاء مع السيد علي أحمد النقبي الرئيس المؤسس لإتحاد الطيران الخاص في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا MEBAA، وفيما يلي نص اللقاء:
 
حوار:شاكا برامود
 
يتمثل أحد الأهداف الرئيسية لـ MEBAA في نقل اهتمامات مُشغليّ ومورديّ الطيران الخاص في الشرق الأوسط إلى الحكومات، ما مدى نجاحكم في هذا الأمر؟
تم إنشاء MEBAA في العام 2006 عندما أدركتُ أن هناك الكثير من الشركات كانت في طريقها للقدوم إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (وخاصة الإمارات والسعودية)، لإنشاء مؤسسات طيران خاصة، لكن في الحقيقة لم يكن الناس هنا على دراية بمفهوم الطيران الخاص، حيث كانوا يعتبرون أن استخدام الطائرات الخاصة هو حكر على الأثرياء فقط. أردنا إنشاء مؤسسة مهمتها رفع الوعي وتثقيف منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عن ماهيّة هذا الأمر، وخاصة أنه لم يكن هناك هكذا مؤسسة آنذاك.
 
عندما أطلقت الـ "رويال جيت" في العام 2003، كان هناك الكثير من سوء الفهم حول هذه الصناعة. يعتبر الطيران الخاص واحداً من الأدوات الفاعلة لرفع إنتاجية الشركات. لقد حققت MEBAA حتى الآن العديد من الأهداف الرئيسية، حيث تمكنا وخلال خمسة أشهر من انطلاقتنا من أن نصبح اتحاداً دولياً من خلال الحصول على عضوية مجلس الطيران الخاص العالمي IBAC. وتعمل حكومات كل من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومملكة البحرين وكل دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على الاستفادة منا كوسيلة اتصال لإرسال رسائل للمُشغلين
 
لقد تمكنا من أن نرفع الوعي بأهمية الطيران الخاص، وبالتالي تعزيز الاقتصاد في مختلف القطاعات. كما تمكنا من تغير المفهوم الخاطئ للطيران الخاص على أنه حالة ترفيه فقط. لقد بدءنا العمل بوجود ستة أعضاء فقط، بينما يبلغ عددهم حالياً أكثر من 225 عضو، وهم لا يستقرون فقط في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بل هم من كل أنحاء العالم. لكن، لا يزال هناك الكثير لننجزه.
 
ما هي العوامل الرئيسية التي تدفع الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نحو الطيران الخاص؟
هناك العديد من العوامل التي تدفع النمو في قطاع الطيران الخاص في الشرق الأوسط؛ حيث قامت الحكومة الإماراتية باستثمار مبالغ ضخمة لخلق بنية تحتية قوية. في دول أُخرى في المنطقة، أنت تحتاج إلى مدة تصل إلى خمسة أشهر لإنشاء شركة، بينما يمكنك القيام بذلك وبكل سهولة هنا في مدة أسبوع أو اثنين. لدينا هنا عدة خيارات تُقَدَّمُ للمستثمر، حيث يستطيع العمل مع شريك مواطن أو يعمل منفرداً في المنطقة الحرة. لذلك نجد أن العديد من الشركات قد بدأت بنقل مشاريعها إلى هنا، وحتى في قطاع النفط، من مختلف أرجاء العالم، وهو الأمر الذي يساعدنا في رفع عدد الطائرات في المنطقة إضافة إلى النشاطات الأُخرى.
 
تُعتبر منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مستقرة جداً بالمقارنة مع مناطق أُخرى في العالم، وهذا القطاع لديه أصول منقولة، وهي الطائرات، والتي يمكن نقلها بسهولة من منطقة إلى أُخرى. إضافة لذلك، ليس لدينا هنا مشاكل ضريبية - كل هذا أسهم في رفع عدد الشركات القادمة للعمل في المنطقة.
 
يُعتبر موضوع السلامة أحد اهتماماتكم الرئيسية، إلى أي مدى تمكنتم من تحقيق هذا الهدف حتى الآن؟
السلامة هي دائماً أولوية وهذا واحد من الأسباب التي دعت إلى إنشاء MEBAA. لقد تضافرت جهودنا نحن وهيئة الطيران المدني في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ونحن نعمل الآن مع الدول الأعضاء الـ 24 الأخرى لتعزيز السلامة. يُعتبر هذا الأمر أحد معاييرنا الأساسية لقبول شركة جديدة كعضو معنا - حيث يتوجب عليهم تلبية معايير السلامة لدينا. بدوره، يساعد هذا الأمر هيئات الطيران المدني من خلال ضمان أن جميع أعضائنا لديهم معايير عالية فيما يتعلق بالسلامة.
 
لقد تنامت العضويات لديكم وبانتظام خلال السنوات السابقة. ما الذي يجنيه الأعضاء من MEBAA؟
إن ازدياد عدد الأعضاء لدينا لهو دليل على الثقة التي يوليها المشغلون والشركات لـ MEBAA. نحن نُعتبر الممثلون الرسميون للأعضاء أمام الحكومة، ووسائل الإعلام والمُجتمع الدولي. تقوم MEBAA بوضع مشاكلهم أمام السُلطات، حيث أننا نظرياً نُمثل صوتهم في المنطقة. وعلى عكس المُشغل الفردي، تتمتع MEBAA بأعضائها البالغ عددهم 225 عضو بصوت جماعي أقوى، وبدورها تقوم السُلطات بالاستماع إلينا وإيجاد حلول سريعة للمشاكل. لقد أطلقنا مؤخراً خطة تأمين جوي لأعضائنا تُدعى MAIS، مع وضع العديد من المشاريع على جدول الأعمال ليتم إطلاقها في المستقبل القريب، بما فيها خُطط تتعلق بإعادة التزود بالوقود، وقطع الغيار، والصيانة، كُلها تصب في مصلحة أعضاء MEBAA.
 
إلى أي مدى نجحتم في تكوين وتعزيز العضوية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في قطاع الطيران والفضاء؟
يستضيف إتحاد الطيران الخاص في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا معرض الطيران الخاص كل سنتين وهو يُدعى MEBA، وأنا أعتقد أنّ هذا المعرض يضع الشرق الأقصى، والغرب، والشمال، والجنوب معاً تحت سقف واحد، هنا في دبي، حيث سيعقد في نسخته الثانية في ديسمبر في مقرنا الجديد في مركز دبي العالمي DWC. يوجد العديد من الشركات الكبيرة التي تود الاستثمار في الإمارات العربية المتحدة ونحن نُعرّفهم على شركاء موثوقين في هذا المعرض، وتكون النتيجة أن العديد من هذه الشركات تفتتح فروعا لها هنا.
 
لذلك، نحن نحاول اليوم أن نفتح سوق شمال أفريقيا في أماكن مثل المغرب - وهو جسر قوي بين الشرق الأقصى وأوربا - وقد نجحنا في جلب عدد من الشركات الكبيرة للاستثمار هنا.
 
ما هي فعالياتكم ومشاريعكم المستقبلية؟
ستستضيف MEBAA العديد من الفعاليات خلال الأشهر الستة القادمة. MEBAA في سباق مع زمن المتغيرات، ونحن سنستمر في عقد اللقاءات وجمع مُختلف أطياف الناس ذوي الإلهام والحوافز معاً خلال الفعاليات التي نقيمها، وذلك للتأكد من بقاء صناعة الطيران الخاص في صدارة هذه الصناعة دائمة التغير. وسنكون في أكتوبر الحالي في العاصمة الأردنية عمان لعقد النسخة الثانية من مؤتمر MEBAA ونحن نُخطط لعقد مؤتمرات في السعودية وتونس والمغرب وربما في مصر في العام 2015.
 
أما النسخة السادسة على التوالي من معرض MEBA الذي يُقام كل عامين - فستكون هذه المرة في مقرنا الجديد (في معرض دبي للطيران) في مركز دبي العالمي، بين 10-8 ديسمبر 2014.
سنعقد خلال معرض MEBA "جمعية عمومية" للاتحاد، وذلك بالتزامن مع مؤتمر "الأعمال حول العالم" والذي يُعقد للمرة الأولى، ونادي الجناح التجاري. كما سيقوم مجلس الطيران الخاص العالمي IBAC بعقد مؤتمره السنوي للمرة الثانية هُنا في دبي خلال معرض MEBA.
 
أمّا فيما يتعلق بالمشاريع، فنحن في طور إعداد مسودة السياسات والإجراءات الخاصة بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
 
كيف يُساهم بنك المعلومات الذي تملكونه في مساعدة أعضاء MEBAA والمُهتمين بالموضوع؟
أحد المُعضلات التي نواجهها تتمثل في غياب الإحصائيات والبيانات والمعلومات. إنّ طبيعة السكان العرب هنا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هي عدم مشاركة المعلومات مع الآخرين، وقد انعكس هذا الأمر على الشركات التي تريد العمل هنا. وعلى الرغم من تأكيدنا الواضح لهم بأن هذه البيانات ستُستخدم وفق أُسس السرية والخصوصية فقط من أجل تعزيز أعمالهم وجعل حصتهم السوقية أكبر، فإن الثقافة السائدة هي التي تغلب ولا يزال رفض مشاركة المعلومات هو السمة الغالبة.
 
المعلومات التي نطلبها تتمثل في عدد الركاب المُغادرين والواصلين إلى الإمارات العربية المتحدة، وعدد ساعات الطيران، وعدد الطائرات المُستقرة هنا وما إلى ذلك. يوجد 124 طائرة خاصة مُسجلة في الإمارات العربية المتحدة، مع 500 طائرة للطيران الخاص مُستقرة هنا في الإمارات العربية المتحدة، لكنها مُسجلة في مكان آخر.
 
يوجد حوالي 160 طائرة مُسجلة في السعودية ولكن يوجد أكثر من 700 طائرة تعمل هناك وهي مسجلة في مكان آخر. بناء على ذلك، نحن نفتقد البيانات التي تساعدنا في تعزيز سوق الطيران الخاص في الإمارات العربية المتحدة وعبر العالم. اليوم، تأتي الإحصائيات الخاصة بالشرق الأوسط وشمال أفريقا من أوربا والولايات المتحدة، لا يزال رفض مُشاركة المعلومات شائعا لكننا نحاول جمع البيانات بطريقة غير مباشرة.
 
وخلال معرض MEBA سنقوم بإطلاق مشروع يتمثل في وضع مسودة قوانين كما هو الحال في أوروبا والولايات المتحدة بحيث يمكننا أن نطلب من الشركات أن تقوم بالتسجيل هنا. ما بين الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، فنحن نمثل 70 % من سوق الطيران الخاص في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. لذلك، يمكننا البدء من هذه النقطة على أمل أن يتبعنا الآخرون.
 
لقد قمتم بصياغة ما يعرف بـ مدونة قواعد السلوك ضمن أعضاء MEBAA، وشركات الشحن، والوكلاء، ومشغلي الطيران الخاص الآخرين في كل المنطقة. وبغض النظر عن أنها فكرة جيدة، كيف كان تقبّل الصناعة لها؟ 
اليوم، إذا لم يكن لديك مدونة قواعد السلوك بين المشغلين، فَجُلَّ ما ستحصل عليه في النهاية هو تدمير سوق العمل خاصتك بيديك أنت. إنهم يقومون بتحطيم الأسعار، وسرقة الموظفين من الشركات المنافسة. وبينما يعتبر موضوع خلق مدونة سلوك بين الأعضاء أمراً في غاية الضرورة، وجدنا أنه من الصعب جداً الالتزام بها.
 
هناك الكثير من النقاط المتعلقة بالشفافية حيث يحاول البعض أخذ حصتك من السوق، كما أن بعض الشركات تخفض الأسعار لتستحوذ على السوق. نحن نعالج الأمر بطريقة متروية، لأنه وما لم يتم صياغة القوانين بعناية بالغة فسيتم تطبيقها بالشكل الخاطئ.
 
كما أننا نحارب السوق الموازية حيث يقوم بعض مالكي الطائرات الخاصة باستخدامها للطيران التجاري وهو أمر غير قانوني. كما أن هذا الأمر ينطوي على مخاطر جمة بالنسبة للمسافرين نتيجة عدم وجود تأمين. يوجد في أوروبا قواعد صارمة لمنع هكذا نوع من إساءة استخدام الطائرات - بكل بساطة، هذا النوع من المشغلين سيدمر السوق.
 
لديكم في مجلس الإدارة أسماء لامعة في عالم الطيران مثل Bombardier، وإيرباص، والسعودية. هل كان الجمع بين هذه الأسماء مفيداً لقطاع الطيران؟ 
بالفعل، إن مقدرة MEBAA على جلب كل هؤلاء المتنافسين معاً حول طاولة مستديرة لمناقشة مواضيع هامة تتعلق بسوقنا ليس مفيداً للاتحاد فقط، بل للصناعة أيضاً. يمثل هؤلاء المدراء التنفيذيون مختلف الحقول مثل خطوط الطيران، والمصنعين، والصيانة، إلخ، وبالتالي فإن نقاشاتهم وقراراتهم ستفيد السوق بشكل كبير. لدينا مجلس إدارة قوي جداً ولهذا السبب تجد أن MEBAA تتطور بشكل سريع.
 
عندما يجلس المتنافسون حول الطاولة لاجتماع مجلس الإدارة، فإن اهتمامهم الرئيسي يكون منصباً على تعزيز سوق الطيران الخاص، ويمكنني القول هنا أننا الاتحاد الأول في العالم الذي يحوي هذا الكم من التنوع حول طاولة واحدة. لدينا ما يقرب من 16 شركة في مجلس الإدارة، همهم الأول ليس تعزيز مشاريعهم الخاصة، بل تعزيز مصالح الطيران الخاص في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
 
موضوع نقص العمالة يزداد سوءاً وهو يمثل أحد المعضلات التي يواجهها قطاع الطيران. كيف تعالج MEBAA هذا الأمر؟
نحن نعالج هذا الموضوع من زوايا مختلفة، حيث أننا ندرك أن الطيران الخاص سيواجه في القريب العاجل نقصاً في القوة العاملة، وسنقوم هذه السنة في معرض MEBA برعاية يوم تعليمي لتعريف طلاب الطيران بهذا القطاع. قمنا في السنة الماضية بإطلاق فئة عضوية جديدة للجامعات والكليات كأعضاء في MEBAA.
 
وعلى الرغم من أنه لدينا شركات تطير منذ 50 عاماً، فنحن صناعة حديثة نسبياً بالمقارنة مع الصناعات الأخرى مثل النفط والزراعة، لذلك فنحن نعمل بجد لاستقطاب مواهب جديدة لنواجه هذا النقص. يحتاج قطاع الطيران ليس فقط لطيارين ومهندسين، بل أيضاً لمراقبين جويين، ومُشغلين، ومُشغلي رادار، ومشغلي أبراج مراقبة جوية، والكثير غيرهم.
 
كنتم قد بدأتم العمل على سياسة الطيران الخاص الإقليمية، هل تمكنتم من صياغة الشكل النهائي لها؟
كما قُلت سابقاً، لا زال سوق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يفتقد للقواعد والأنظمة للطيران الخاص. السلامة هي الموضوع الأول بلا منازع. قواعد الطيران المدني لا تنطبق على الطيران الخاص حيث أننا نعمل بشكل مختلف. نحن ننقل المسافرين إلى مطارات ومدن لا تستطيع الخطوط الجوية الوصول إليها، لذلك لا يمكن تطبيق نفس القواعد ونفس حدود أوقات الرحلة، على الخطوط الجوية التي تُسيّر طيران خاص. وبينما نُطلق مشرع تطوير القوانين في MEBAA، فنحن نأخذ خطوة مهمة في إدخال القواعد والأنظمة في هـذا القطاع الهــام .


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره