مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2021-08-01

المرأة العسكرية في الإمارات والبحرين نموذج يحتذى به

بقلم/ عهدية احمد السيد
إذا تأملنا في وضعية المرأة البحرينية والإماراتية سنجد أن لها اسهامات كبيرة وفاعلة في حركة الحياة اليومية الإجتماعية والإقتصادية والاعلامية والرياضية وفي المجالات الطبية والصحية على وجه الخصوص نجدها تبذل الجهد الكبير الذي لا تخطئه العين، وتلك التي تتعلق بتطور المفاهيم التي ترتكز عليها اي ما دولة في العالم إلا وتعتمد على جهود المرأة، ومن أجل ذلك فإن منظمة الأمم المتحدة في كل خططها الرامية لإزدهار المجتمعات البشرية تعول على المرأة بشكل كبير، بل تعتقد أن عملية التطور وتحقيق أهداف التنمية المستدامة مرهون بمشاركة المرأة في المقام الأول.
 
ومن هنا تتجلى لنا  حِكمة قيادتنا الرشيدة في البحرين والإمارات ونظرتهم بعيدة الأمد عندما فتحوا الآفاق للمرأة في أن تقدم دورها مع اخيها الرجل فكان النهوض والتقدم والتتنمية عنوان بارز لبلدينا، فكانت السياسيات الحضارية التي أشادت بها الدول المتقدمة وأصبحت بلادنا قبلة لمن يريد أن يحدث تغييرا في بلاده وفي شعبه.
 
المجال العسكري
من أبرز وأصعب المجالات التي ارتادتها المرأة في البحرين والإمارات غير مجالات الإعلام المختلفة، فضلا عن الصحة والطب والرياضة والتعليم كان المجال العسكري الذي يشهد عليه الجميع بأنه من أصعب المهن والأعمال التي يشتغلها الانسان، ابدعت فيه المرأة وقدمت فيه مساهمات وابداعات لم تكن يوما في حسابات الذين يتابعون ويرصدون مراحل مسيرة المرأة العربية بشكل عام، هذا المجال اثبتت فيه المرأة كفاءتها وحضورها الواسع وكانت على قدر التحدي والطموحات الكبيرة التي عقدت عليها، ربما أن الانفتاح الحضاري لكل من البحرين والامارات على الحضارات والثقافات الأخرى جعل الأسر تشجع بناتها على الانخراط في سلك الخدمة الوطنية العسكرية، فكانن نجوما لامعات في سماء الإبداع.
 
المرأة العسكرية بقوة دفاع البحرين
بفضل التوجيهات السديدة من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى القائد الأعلى حفظه الله ورعاه،وتوجيهات القيادة العامة بقوة دفاع البحرين، المرأة العسكرية حظيت بكافة حقوقها في ظل تكافؤ الفرص،واعتلت مناصب قيادية وإدارية،ونالت الرتب العسكرية العليا،التي تتوجت مسيرتها في ركب مسيرة قوة دفاع البحرين إلى جانب الرجل في حمل السلاح، وعلى طول المسيرة التاريخية لمملكة البحرين كانت ولا زالت المرأة هي مكان احترام القيادة والدولة والمجتمع بكل شرائحه كونها تتصدى للمسؤوليات الكبيرة الملقاة على عاتقها على كل الصعد، وقبل أكثر من 40 عاما فتحت قوة دفاع البحرين باب العمل للمرأة في عدد من المهن وفي العديد من المواقع العسكرية،فتؤدي المرأة العسكرية مهامها وأعمالها بمقدرة كبيرة وإحتراف عالي،فأثبتت كفاءتها في القيام بواجباتها الوظيفية في جميع المجالات العسكرية و الإدارية والطيبة وغيرها.
 
دعم الأميرة سبيكة
من الطبيعي أن المرأة العسكرية في مملكة البحرين تحظى بدعم متواصل،وإهتمام بالغ من صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة التي تقف دائما مشجعة للمرأة ودافعة لها معنويا ونفسيا مشيدة على الدوام بما تحققه المرأة البحرينية من انجاز في السلك العسكري بمختلف قطاعاته الخدمية والمتنوعة التي تعكس كفاءتها على الدخول في جميع مجالات العمل ومساهمتها الفاعلة في مسيرة البناء الوطني.
 
فمنذ الضوء الأول لتأسيس قوة دفاع البحرين، والمرأة تساهم بكل ما تملك من طاقة وجهد في دفع مسيرة العمل العسكري والإداري والفني بمختلف أسلحة ووحدات قوة دفاع البحرين، فهي سبّاقة دائما لمشاركة أخينا الرجل في شتى المجالات بما فيه المجال العسكري، قوة دفاع البحرين من جانبها فقد أولت إهتماماً خاصاً بالمرأة،وذلك من خلال توجيهات صاحب المعالي المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة القائد العام لقوة دفاع البحرين،ومن معالي الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة وزير الدولة لشؤون الدفاع،ومعالي الفريق الركن الشيخ دعيج بن سلمان آل خليفة رئيس هيئة الأركان،وإستمرارهم في دعمها والتشجيع بتفعيل دورها داخل المؤسسة العسكرية الوطنية،الأمر الذي ساهم في إعطاءها الفرصة لإثبات وجودها وكينونتها فتقلدت مناصب عسكرية رفيعة عن جدارة واستحقاق.
 
زيادة الوعي الوطني
إنّ الإنجازات التي حققتها المرأة في كافة الميادين بقوة دفاع البحرين كانت نتاجا طبيعيا للبرامج والخطط المدروسة بأهدافها الواضحة،والدراسات المتكاملة ؛مما بلور شخصية المرأة كعسكرية ومدنية،وزاد من وعيها الوطني والإداري،والمعرفي والثقافي،فحصلت على العديد من الشهادات التخصصية وأسهمت في بناء المشاريع الصحية والوقائية والتطوير الإِداري،والأبحاث العلمية والارتقاء بالخدمات، والمشاركة في المؤتمرات  العلمية، والمحاضرات والدورات الإقليمية والعالمية، مما أهلّ الكثير منهن للوصول إلى المراكز القيادية والرتب العسكرية المختلفة.
 
اليوم أصبحت المرأة البحرينية رافداً رئيسياً،يرفد المؤسسات العسكرية في الوطن بالكوادر المؤهلة والطاقات المتجددة في شتى مجالات وأوجهة العمل العسكري حتى أضحت مساهماتها وأعمالها واجهة حضارية صادقة تعكس مستوى التطور والرقي الذي وصلت اليه المرأة البحرينية.
 
المرأة الإماراتية تاريخ في خدمة الوطن
يحكي تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة أن المرأة صالت وجالت في كل ميادين البناء والتعمير والتحديث منذ عهد بعيد قبل تأسيس الدولة، وكانت هي السند الحقيقي للآباء الذين وضعوا اللبنات الأولى لهذه الدولة الفتية التي أصبحت قبلة  للذين ينشدون الارتقاء بدولهم وتقدمها في جميع المجالات،فتحملت المسؤولية بكل اقتدار وتبوأت مختلف المناصب وعملت في جميع الميادين بل ساهمت بتطويرها، لتصبح سنداً للوطن وعضداً لأخيها الرجل الإماراتي وشريكاً استراتيجياً في بناء الدولة والنهوض بمؤسساتها.
 
إنّ ما وصلت إليه المرأة الإماراتية من تطور وتقدم هو نتاج الرؤية الاستشرافية للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه لقيمة ودور المرأة في إنجاح المجتمع حين أصر على ضرورة إتاحة تعليم الإناث وقدم لهن دعماً لا محدوداً وشاركته في ذلك سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات) حفظها الله ورعاها، حيث كان ولا يزال لسموها دورها البارز في دعم المرأة لتبدع في جميع القطاعات خاصة الأمن والدفاع.
 
في صفوف القوات المسلحة
إن ثقة المرأة في نفسها وفي قيادتها ووطنها العزيز مكّنها من تجاوز كل الحواجز النفسية وغيرها لتنخرط في صفوف القوات المسلحة الإماراتية قبل حوالي الثلاثة عقود من الزمان،بفضل الرؤية الثاقبة للراحل المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، ورعاية ودعم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، والمتابعه المستمره من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ال نهيان ولي عهد ابوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة  في إطار الاستراتيجيات التي تم تنفيذها لبناء القوات المسلحة وتطويرها وتحديثها، لتكون الإمارات في طليعة الدول الحديثة المتقدمة في العالم، وقد حرصت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك على متابعة مجندات القوات المسلحة وتوجيههن وتشجيعهن، مؤكدة في مقولة لسموها “أن المرأة في بلادنا يجب أن تفتخر بأن أصبح لها دور فاعل في خدمة هذا الوطن والنهوض بمجتمعنا، إن المرأة هي شريكة الكفاح في الماضي والحاضر والمستقبل”، إن كلمات سموها هذه مثلت للمرأة الإماراتية الحافز الكبير في خدمة الوطن العزيز من خلال أشرف ميادين العزة والكرامة.
 
الحفاظ على السلم العالمي
وأصبحت رقماً لا يستهان به، سواء من العسكريات أو المدنيات، من خلال ما وصلت له من مناصب ورتب ومساهمتها في المسيرة المظفرة للإنجازات المهمة والمتطورة في التحديث والجاهزية والكفاءة والاقتدار، التي شهدتها القوات المسلحة للدولة ومشاركتها بتميز وتفوق في الدورات التدريبية، وكذلك تفوقها في الإدارة ومختلف أنواع العمل العسكري، كما أنها انخرطت في مهام القوات المسلحة التي تستهدف الحفاظ على السلم العالمي في بقاع مختلفة من العالم، ومدت أيادي العون والمساعدة للشعوب المنكوبة.
 
القوات المسلحة بدولة الامارات العربية المتحدة تتيح المجال للمرأة للانخراط في المجال المدني لتتولى الوظائف الإدارية المتنوعة التي تزخر بها أقسام وشعب ومديريات القوات المسلحة وفي مختلف التخصصات العلمية والمهنية، فضلا عن مشاركتها القوية في مجالات إزكاء المعرفة التقنية والقيام بكتابة البحوث الاستراتيجية في أهم المجالات التي تتعلق بحماية الأمن الوطني للدولة، لذلك فالمرأة الإماراتية شريك استراتيجي بكل ما تحمل هذه الكلمات من معان في بناء الدولة واستشراف المستقبل ورسم ملامحه.
 
البحرينية والاماراتية..نموذج يحتذى به
إن أدبيات الأمم المتحدة تحفل بالكثير من المناشدات والدعوات بإتاحة الفرصة للنساء ليسهمن بدورهن في حركة الحياة لأن الخبراء والمختصين يدركون جيدا حجم الطاقة لدى النساء عموما إذا ما أعطين الفرصة للمشاركة، لا محالة فإن النتائج ستكون مبهرة للجميع وهذا ما حدث بالفعل في كل من مملكة البحرين ودولة الامارات العربية المتحدة، والكثير من الدول التي آمنت بالامكانيات التي تزخر بها النساء.
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره