مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2017-06-12

رحيل المشرف ... عميد الصحافة العسكرية

بقلم المقدم ركن/ يوسف الحداد
 
 
رئيس تحرير مجلة درع الوطن
 
الأرض التي يختار الإنسان أن يُدفن فيها هي الأقرب إلى روحه، وقد اختار الراحل العزيز على قلوبنا جميعاً الأستاذ محمد المشرف خليفة أن يحتضن تراب الإمارات جسده في رقدته الأخيرة، لتكون هذه رسالة حب وعرفان إلى البلد الذي عاش فيه نحو خمسة وأربعين عاماً، أعطى فيها الكثير من جهده ووقته وخبرته وموهبته وقلبه الطيب وحضوره العذب، ونال حباً خالصاً صادقاً يمازجه الاحترام والتقدير من أجيال متعاقبة من الصحفيين والاعلاميين والكتاب الإماراتيين الذين زاملوه وتتلمذوا على يديه ونهلوا من معرفته وخبرته الطويلة.
 
وصل المغفور له محمد المشرف خليفة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة في النصف الثاني من عام 1973، يحمل وراءه تاريخاً مهنياً مرموقاً، ليكون ثاني رئيس  تحرير لمجلة "درع الوطن"، بعد الراحل الأستاذ عبدالمنعم الملواني أول رئيس تحرير لدرع الوطن، وليضع هيكلها ويرسم لها طريقها الذي ضمن لها مكانة معتبرة في تاريخ الصحافة المتخصصة على مستوى الدولة وعلى المستوى العربي، وترك بصمات لا يزال يحسُّها من أتيح لهم أن يتابعوا مسيرة مجلة "درع الوطن".
 
كان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، طيب الله ثراه، يصطحب معه محمد المشرف خليفة في كثير من رحلاته وسفراته وجولاته الداخلية والخارجية في هذه السنوات المبكرة من عمر الاتحاد، وقد سجل قلم الصحفي الأنيق الراحل كثيراً من هذه الجولات بدقة وموضوعية ووعي يمازجهما حب عميق لهذه الأرض الطيبة، ويقين عميق بقدرتها على التقدم والتطور في كل المجالات، ولاسيما المجال العسكري الذي كانت الإنجازات فيه تتوالى يوماً بعد يوم، وتلاحقها "درع الوطن" بالتسجيل والمتابعة والتحليل واستكشاف آفاق التطور ونشر المعرفة العسكرية للجمهور وللعسكريين على حد سواء.
 
ظل محمد المشرف خليفة يعمل حتى وهو على أعتاب الثمانينات من عمره، وظل يكابر  ويجتهد في عطاءه ونكرانه لذاته رغم اعتلال صحته، وظلت "درع الوطن" تحظى بمساهماته القيمة التي تُقدم فيها المعلومات العسكرية في قالب أدبي عذب، ونفس هادئة هدوء نفسه المسالمة، وسلاسة في التعامل مع وقائع التاريخ الذي كان من بين اهتماماته، يستلهم منه الدروس والعبر، ويتطلع إلى المستقبل مسلحاً بمعرفة عميقة تشمل مجالات إنسانية شتى.
 
ترك محمد المشرف خليفة عميد الصحافة العسكرية، وراءه أصدقاء وتلاميذ كثيرين، وأتشرف أن أكون واحداً ممن تتلمذوا على يديه، ونهلوا من خبرته ومعرفته الصحفية العميقة، وقد رثاه الكثير ممن عملوا معه منذ سنوات طوال، بكلمات مؤثرة، اعترفوا فيها جميعاً بفضله وريادته. وقد شهد له كل من عرفوه، إلى جانب مهنيته العالية، بدماثة الخلق وطيب النفس، ونكران الذات، والإخلاص في الصداقة والعمل، والحضور الجميل، فضلاً عن حس الدعابة التي تصدر عنه رائقة وذكية جميلة لا تجرح ولا تسيء، والأهم ذلك كله حبه الكبير  للإمارات.
 
رحل محمد المشرف خليفة في شهر رمضان المبارك، وفي يوم الجمعة، وقد صلى عليه الآلاف من المصلين في مسجد مصعب بن عمير ، ودفن في مقبرة بني ياس في العاصمة أبوظبي، تاركاً وراءه أطيب ما يترك الإنسان من سيرة عطرة، وقلوب تُجمع على حبه، وألسنة تلهج بالدعاء له وتسأل الله له أن يجزيه بأحسن ما يجزي به عباده الطيبين المخلصين. وسيبقى للراحل الكبير مكانه الذي يستحقه في سماء الصحافة الإماراتية، وفي "درع الوطن" التي تذكر له فضله، وتدين له ولروادها الأوائل بما تحققه الآن من نجاح وتقدم، وسيبقى اسمه رمزاً للأداء المهني الرفيع، والخلق الكريم، والتفاني في أداء الواجب حتى اللحظة الأخيرة. رحم الله محمد المشرف خليفة، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله ومحبيه وأصدقاءه وقراءه الصبر والسلوان.
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

بواسطة ابومحمد 2017-06-14

انا لله وانا اليه راجعون الإمارات بلد طيب وشعبه كرام يستحق أن يقدم له كل الاحترام وكل الخير هنيئا لشعب يحتفي لضيوفه ويكرم من أقام علي ارضه

بواسطة احمد الدرعي 2017-06-12

إن الله وإن اليه راجعون ....اللهم اغفر له ورحمه وجعل ما اصابه تكفير لذنوبه ولهم اهله الصبر والسلوان

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-02-26 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره