مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2013-12-01

عاليا وليبقى شامخا مبادرة وطن في حب الوطن

يمثل العلم قيمة معنوية كبيرة، وهو يعتبر رمزاً من رموز الوطنية والكرامة، كما أنه يعد تاريخاً وبعداً ثقافياً وتراثياً لأي قطر أو وطن.
وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، «رعاه الله»، اعتمد "يوم العلم" كمناسبة وطنية سنوية، اعتباراً من هذا العام يحتفل فيها المواطنون والمقيمون على أرض الدولة بالتزامن مع الاحتفال بيوم تولي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» مقاليد الحكم، 
وتستمر فعاليات العلم ضمن احتفالات الدولة حكومة وشعبا ًبرفع علم الدولة في كل مؤسسة ومنزل كتعبير عن الانتماء إلى الإمارات وتقديراً لرمزية ومكانة العلم في قلوب أبناء الدولة.
 
العلم أو الراية
تعني كلمة "علم" بفتح العين واللام "الراية"، وهي عبارة عن قطعة من القماش منقوش عليها رمز أو رموز للدلالة على قبيلة أو عشيرة أو دولة معينة، وقد بدأت فكرة العلم منذ القدم حيث كانت البداية تستخدم أعمدة خشبية أو معدنية ملونة لتمييز الأماكن ومواقع المجتمعات، وبعد ذلك أضيف لها قطع ملونة مربعة ومستطيلة من المعدن، ثم استبدلت هذه القطع بالنسيج، وعرف المسلمون الرايات السوداء والبيضاء والخضراء التي كانت ترمز لهم على مختلف عصورهم، حيث تشكلت معظم أعلام الدول العربية والإسلامية من هذه الألوان إضافة إلى اللون الأحمر رمزاً لدماء الشهداء، وتختلف الأعلام بألوانها وأشكالها من دولة لأخرى، فهي تحمل رموز ومعان ودلالات وطنية متنوعة واسعة النطاق ولكل دولة علم يميزها عن غيرها من الدول.
 
وقد استخدمت الأعلام الأولى لمساعدة التنسيق العسكري في ميادين القتال أثناء المعارك والحروب، وتطورت الأعلام منذ ذلك الوقت إلى أداة عامة بدائية للإشارة وتحديد الهوية، لا سيما في بيئات يصعب التواصل فيها، وتستخدم الأعلام أيضاً للمراسلة، والدعاية، وللزينة، وتعرف دراسة الأعلام "بالفيكسيلولوجية" المأخوذة من الكلمة اللاتينية "فيكسيلوم"، وهو علم يُعنى بدراسة تاريخ ورمز واستخدام الأعلام أو أي شيء يتعلق بالرايات والأعلام بشكل عام، وقد أصبح لأعلام الدول بروتوكولات متعارف عليها يتم العمل بمقتضاها في كافة المحافل والمؤتمرات والقمم واللقاءات الداخلية والخارجية.
 
قواعد رفع الأعلام وتنكيسها 
نظرا لمكانة العَلَم وقيمته، بوصفه رمز الكرامة الوطنية، فإنه يُصمم، عادة، من ألوان ترمز إلى أشياء تعتز بها الدولة، ولذلك يقال عن الخدمة العسكرية إنها خدمة العلم، كما أن القسم بالوفاء تحت العلم، أو لف الشخص بعلم بلاده، أو رفع العلم فوق المناطق المحررة، أو رفع العلم على البعثات الوطنية في الخارج، وعلى السفن والطائرات، إعلان عن حماية الدولة لهذه المنشآت، وفي ضوء ذلك تقررت آداب وقواعد لرفع الأعلام، من حيث الزمان أو المكان الذي يُرفع فيه، وما تنكيس العلم إلا رمز لحزن الأمة كلها، لفقد إحدى الشخصيات الوطنية أو الأجنبية،  كما أن حرق العلم وإهانته، هو تعبير عن التحدي لدولة العلم والضيق بسياستها، والقاعدة أن يُرفع العلم الوطني فوق المباني الحكومية والرسمية، وليس المنشآت الخاصة، فيرفع العلم في الخارج فوق دور البعثات الدبلوماسية، وفوق السفن والطائرات التابعة للدولة، كما يُرفع في الطرق والمطارات عند الزيارات الرسمية لرؤوساء الدول، وكذلك فوق مباني المنظمات الدولية، أو أماكن انعقاد المؤتمرات الدولية، في العاصمة، وقد رخصت اتفاقيتا فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961، والقنصلية لعام 1963، برفع علم الدولة فوق مباني بعثتها الدبلوماسية والقنصلية، وسكن رئيسها، ووسائل النقل الخاصة بها، أما رفع علم الدولة على سيارة السفير أو القنصل العام، فيجب أن يكون للمناسبـات الرسمية وحدها، ويُرفع العلم على يسار مقدمة السيارة، كما يُرفع إذا كان السفير يقودها بنفسه للأغراض الرسمية، ولكن لا يجوز رفع العلم إذا لم يكن السفير بالسيارة، وقد جرت العادة أن تُرفع أعلام الدول الأعضاء، في منظمة دولية فوق مباني هذه المنظمة، وفى قاعات اجتماعاتها، وأن يُنزل علم الدولة الموقوفة عضويتها، أو المطرودة، أو المنسحبة، على أن يعاد رفعه عند عودتها، وتُرفع الأعلام الأجنبية كذلك، فوق دور البعثات الأجنبية، كما تُرفع فوق مقار المنظمات الدولية،  وفوق قصور الضيافة أو الفنادق، حيث إقامة رئيس الدولة الأجنبية، ويكون العلم الوطني على يمين العلم الأجنبي، أي على يسار الناظر إلى المبنى من الخارج، ويُرفع العلم الأجنبي كذلك فوق السيارة الرسمية المخصصة لتنقلات الرئيس الضيف، ويكون العلم الوطني دائماً على يمين الجانب الأمامي من السيارة، وعندما يقيم السفير حفلات في فندق أو منشأة، غير دور بعثته، فله الحق في رفع علم بلاده فوق مكان الحفل، ولا يجوز لأفراد الجاليات الأجنبية رفع أعلام بلادهم، فوق أماكن تجمعاتهم أو منازلهم، وعندما تُرفع أعلام أجنبية إلى جانب العلم الوطني في زيارة رئاسية، أو خلال اجتماع قمة، يراعى دائماً أن تكون جميع الأعلام من مقاس واحد، ويكون العلم الوطني دائماً وسط أعلام الدول الأخرى، حسب الترتيب الأبجدي لدولهم، فإذا كانت ثلاثة أعلام وضع العلم الوطني في الوسط، وفي حالة تعدد أعلام الدول الأخرى، يوضع العلم الوطني برقم 1، يليه على اليمن العلم الأجنبي الأول برقم 2، حسب الترتيب الأبجدي للدول، ثم العلم الأجنبي الثاني برقم 3، ثم العلم رقم 4 على اليمين، ثم رقم 5 على اليسار... وهكذا، وإذا رفع علم منظمة إقليمية، كجامعة الدول العربية، أو المؤتمر الإسلامي، أو الوحدة الأفريقية، خلال مؤتمر في إحدى الدول الأعضاء، تَصَدر علم المنظمة أعلام الدول الأعضاء، ولا يُرفع علم الدولة التي لم تحضر الاجتماع، ويتصدر علم الأمم المتحدة الأعلام الأعضاء، إذا اجتمعوا في مكان واحد، وإذا عُقد مؤتمر تحت رعاية الأمم المتحدة، فتقضى اللياقة ألا ترفع الأمم المتحدة أعلام دول لا تعترف بها الدول الداعية، أو قُطعت معها العلاقات الدبلوماسية، أو في حالة حرب معها،  لكن يجوز دعوة هذه الدول جميعاً إلى الاجتماع، مادامت الأمم المتحدة هي التي تنظمه، وسبب ذلك أن الاتفاق الموقع بين الدولة المضيفة والأمم المتحدة ينظم هذه الأمور جميعاً، أما في مقر المنظمة الدولية، فيجوز لهذه المنظمة أن تدعو من تشاء، مهما كان شكل العلاقة بين الدول المدعوة، وذلك تطبيقاً لحصانات وامتيازات الأمم المتحدة، بموجب اتفاقية المقر، واتفاقية الحصانات لعام 1947. 
 
تاريخ نشأة علم  دولة الإمارات
ترجع قصة تصميم علم كما يقول مصممه السيد/ عبدالله محمد المعينة إلى المصادفة البحتة وذلك عندما قرأ إعلاناً عن طرح مسابقة لتصميم علم خاص بإتحاد دولة الإمارات وذلك من قبل الديوان الأميري في أبوظبي والمنشور في صحيفة "الإتحاد" التي تصدر في أبوظبي وذلك قبل شهرين من إعلان إتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، وقد تقدم للمسابقة نحو 1030 تصميماً تم اختيار 6 منها كترشيح أولي فيما وقع الإختيار نهائياً على الشكل الحالي للعلم، وقد استلهم مصمم العلم ألوانه من الأبيات الشعرية التي كتبها الشاعر العربي صفي الدين الحلي التالية: 
بيض صنائعنا خضر مرابعنا                     سود وقائعنا حمر مواضينا
 
أول استخدام للعلم
كان الثاني من ديسمبر عام 1971 هو التاريخ الذي شهد استخدام ورفع علم الدولة لأول مرة، وكان أول من رفع العلم هو المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله في "دار الاتحاد" بإمارة دبي وذلك بمناسبة إعلان قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة وبحضور إخوانه المؤسسين رحمهم الله تعالى، وبعد الإعلان عن قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، توجه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ولي العهــد رئيـــس الوزراء - آنذاك-  إلى ساحة قصر المنهل العامر وأمر برفع العلم الاتحادي على سارية القصر، وقد قام اثنان من جنود الحرس الأميري برفع العلم مع سموه، ورفع سمو ولي العهد ورئيس الوزراء يده بالتحية لعلم الاتحاد الذي رفرف على البلاد لأول مرة، وكانت لحظة تاريخية في عمر الوطن.
 
شكل العلم وأبعاده
 لقد أوضح القانون الاتحادي رقم (2) لسنة 1971م لدولة الإمارات العربية المتحدة في مادته الأولى، شكل علم الدولة ومواصفاته الفنية، وبين بأن يكون العلم على شكل مستطيل طوله ضعف عرضه ومقسم إلى أربعة أقسام مستطيلة وذلك على النحو التالي:
- القسم الأول: لونه أحمر يشكل طرف العلم القريب من السارية طوله بعرض العلم، وعرضه مساوٍ لربع طول العلم.
- الأقسام الثلاثة الأخرى: تشكل باقي العلم وهي متساوية ومتوازية، حيث القسم العلوي لونه أخضر، والقسم الأوسط لونه أبيض، والقسم السفلي لونه أسود.
 
أنواع الأعلام المستخدمة في الدولة
- علم الدولة:  وهو العلم الرسمي للدولة والذي سبق ذكره سلفاً.
- علم رئيس الدولة: وهو نفس علم الدولة مع وجود شعار الدولة، (شعار الصقر) في منتصف المستطيل الأبيض.
- علم الإمارة: يوجد لبعض إمارات الدولة علم خاص بها، فعلم إمارة دبي مثلاً يتكون من اللونين الأحمر والأبيض، ويرفع إلى جانب علم الدولة.
- أعلام الوزارات والمؤسسات الحكومية: هناك أعلام تخص الوزارات والمؤسسات الحكومية تميزها عن بعضها، على سبيل المثال أعلام كل من وزارات: الدفاع، والداخلية، والصحة، ويتم رفعها إلى جانب علم الدولة.
- أعلام الكليات والوحدات العسكرية: وهي أعلام خاصة بالكليات والوحدات العسكرية، يتم رفعها على مبانيها وفي الطوابير الرسمية، كما تستخدم في مراسم التخريج، حيث تقوم الدفعة المتخرجة بتسليم علم الكلية للدفعة المتقدمة وتكون على سارية يمكن حملها.
ولحمل سارية العلم هناك قواعد يجب اتباعها وهي أن يحمل علم الدولة في حالة وجود عرض عسكري أو مشاركة مجموعة فرق تمثل الدولة في بطولة دولية، ويجوز حمل علم الدولة على سارية بحيث تكون موجّهة للسماء، أو مائلة للأمام قليلاً وبدون حواجز، على ألا يتم تخفيض السارية بشكل أفقي، وفي حالة وجود أكثر من علم يتم وضع علم دولة الإمارات العربية المتحدة في المقدمة، كما ويرفع علم الدولة كل صباح في المدارس، وتؤدى له التحية وينشد له النشيد الوطني.
 
جهات يرفع عليها العلم:
يرفع علم الدولة على عدّة جهات رسمية وذلك حسبما صدر في القانون الاتحادي رقم (2) لعام 1971م بشأن رفع علم الدولة على المباني التالية:
1. الوزارات والمؤسسات الحكومية.
2. الوحدات العسكرية والمعسكرات التابعة لها.
3. المراكز الحدودية.
4. يرفع علم الدولة في الخارج على مباني السفارات والقنصليات وملحقاتها.
 
أنواع علم الدولة ومقاساتها
تختلف أنواع ومقاسات علم دولة الإمارات العربية المتحدة على حسب نوع كل علم كما جاء بالمرسوم الخاص به في القانون الاتحادي وذلك كما يلي:
علم المباني: وهي أعلام توضع إما فوق المباني الحكومية ويكون مقاسها  3 1.5 متر، على سارية طولها من 8 - 10 أمتار، أوتنصب أمامها ويكون مقاسها 21 متر، على سارية طولها من 10- 12 متراً.
علم السيارة: وهو علم يركب في مقدمة السيارة على يمين السائق ويكون مقاسه 35 25 سم، على سارية طولها من 50 سم.
علم الطائرة: ويوضع على يمين قائد الطائرة، ويركب عند هبوط الطائرة على أرض المطار ويكون مقاسه60 30 سم، على سارية طولها من متر واحد.
علم السفينة: يرفع العلم على الجزء الخلفي على سارية مائلة للسفينة أثناء وجودها في المياه الإقليمية، وعندما تكون السفينة في البحر، يجوز رفع العلم على عمود في وسط السفينة، ويكون مقاسه2 1 متر، على سارية طولها من 2.5 متر.
علم القاعات: وهي أعلام يتم وضعها داخل مبنى القاعات أثناء المؤتمرات الدولية أو الاجتماعات الدورية للمنظمات الدولية، ويكون مقاسه 2 1 متر على سارية طولها من 4 - 6 أمتار.
علم المكتب: ويوضع خلف المكتب إلى ناحية اليمين (اليمين وهو جالس إلى المكتب)، ويكون مقاسه 2 1 متر مرفوعاً على سارية طولها 2.5 متر.
علم طاولة الاجتماعات: وهي أعلام صغيرة في الحجم يتم وضعها على الطاولة أمام رئيس الوفد، ويكون مقاسها 25 16 سم مرفوعاً على سارية طولها 30 سم.
أعلام الزينة والمراسم والطوابير: وهي الأعلام التي توضع على أعمدة الإنارة أو محاذاة الطريق، والأعلام الصغيرة التي يتم حملها عند استقبال ضيوف الدولة أو في المناسبات الوطنية، وتكون مقاسات أعلام المراسم والطوابير 120 95 سم مرفوعاً على سارية طولها 2.20 متر، في حين أن أعلام الزينة ليس لها مقاسات محددة ولكن لا بد من مراعاة الأبعاد الخاصة بالعلم.
ويبقى العلم رمز يجمع أبناء الوطن تحت رايته، يخفق في قلوبهم قبل السواري، وترعاه ذممهم قبل أقسام الولاء، فالعلم يعني الوطن، فهو الرمز والرمز دوماً مايحاط بالعناية والإهتمام والتقديس حد الولاء والعبادة.
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره