مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2015-08-01

١١ عامــا علــى رحيل « حكيم العرب »

يوافق التاسع عشر من شهر رمضان المبارك ذكرى رحيل مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة وباني نهضتها وعزتها المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي ستظل روحه حية وخالدة في ذاكرة ووجدان الوطن والمواطنين، وقلوب ونفوس الأمتين العربية والإسلامية، بعد حياة مشهودة حافلة بالعطاء، نذر خلالها نفسه، وكرس كل جهده، وعمل بتفان وإخلاص لخدمة وطنه وشعبه وأمتيه العربية والإسلامية والإنسانية جمعاء، ونقش سيرته في التاريخ كنموذج للقيادات الملهمة الحكيمة، التي تجمعت وتوحدت قلوب الناس جميعاً حولها، وأجمعت على مبادلته الحب والوفاء والولاء المطلق. 
 
اعداد:  الرائد جميل خميس السعدي 
 
وقد حفل سجله بصفحات ثرية ناصعة من المنجزات الوطنية الباهرة التي سطرها التاريخ بأحرف من نور على مدى نحو 66 عاماً متواصلة من العطاء في العمل الوطني والقومي، منذ تعيينه حاكماً لمدينة العين في المنطقة الشرقية في عام 1946، إلى توليه مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي في السادس من أغسطس 1966، وحتى انتخابه رئيساً للبلاد بعد إعلان اتحاد دولة الإمارات في الثاني من ديسمبر1971.
 
لقد وهب زايد نفسه لبناء وطنه وخدمة مواطنيه وتحقيق طموحاتهم وتطلعاتهم في الحياة الكريمة الرغدة، وقاد ملحمة البناء من مرحلة الصفر بإقامة المدارس ونشر التعليم، وتوفير أرقى الخدمات الصحية ببناء أحدث المستشفيات والعيادات العلاجية في كل أرجاء الوطن، وإنجاز المئات من مشاريع البنية الأساسية العصرية والمستوطنات البشرية التي شكلت منظومة من المدن العصرية الحديثة التي حققت الاستقرار للمواطنين.
 
كما ثمّن العالم، بتقدير كبير، الجهود المتصلة لزايد في الدعوة إلى نشر ثقافة التسامح والوسطية والاعتدال في الإسلام، وإلى الحوار والتقارب بين الثقافات والحضارات والأديان من أجل بناء مستقبل آمن ومزدهر للإنسانية. وقد صدم العالم وفجع عندما وقع عليه نبأ رحيل زايد كالصاعقة، لما يكنه له من احترام كأحد الزعماء البارزين في سمائه.
 
وراء الحق دائماً جيش قوي
 إن سعي زايد الحثيث وجهوده لم تتوقف لحظة منذ قيام دولة الامارات العربية المتحدة لبناء الجيش الوطني القادر ، تحسباً كل طارئ ، وليكون هذا الجيش سنداً للامة العربية. فقد بدأ قبل قيام الامارات وبالتحديد منذ تولي السلطة في أبوظبي بتكوين قوة دفاع أبوظبي ، وتزويدها بأحدث المعدات ، مما جعلها في فترة قصيرة قوق عسكرية ذاتية قادرة على المحافظة على سيادة البلاد .
 
ولعل من أبرز المراسيم التي أصدرها سموه خلال عملية بناء قوة دفاع أبوظبي المرسوم الذي صدر في عام 1969م ، بتعيين سمو ولي العهد الشيخ خليفة بن زايد رئيساً لدائرة الدفاع التي أصبحت فيما بعد وزارة للدفاع في أبوظبي.  وفي السادس من مايو 1976م، عقد مجلس الدفاع الأعلى لدولة الامارات اجتماعاً برئاسة الشيخ زايد ، حضره الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، وأسفر الاجتماع عن الموافقة على دمج القوات المسلحة للامارات، تحت قيادة مركزية واحدة، وعلم واحد. 
 
وفي ذلك اليوم أعلن زايد ( أن هذه الخطوة تعطي القوات المسلحة بالامارات دفعة جديدة، في سبل وحدتها ومنعتها، كما أن عملية دمج القوات تعطي لدولة الامارات ثقلاً كانت تفتقر إليه، ولم يبخل الشيخ زايد على القوات المسلحة بمختلف الإمكانيات والطاقات، وقام بتزويدها بأحدث المعدات.
 
يوم زايد للعمل الانساني
في 27 من نوفمبر من عام 2012م، أصدر مجلس الوزراء في اجتماعه الذي عقد بدار الاتحاد قراراً بتسمية يوم التاسع عشر من رمضان من كل عام والموافق لذكرى رحيل مؤسس الدولة المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، بيوم العمل الإنساني الإماراتي، وفي التاسع عشر من رمضان الماضي احتفلت دولة الإمارات العربية المتحدة بذكرى يوم زايد للعمل الإنساني، التي صادفت ذكرى رحيل باني الدولة الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. 
 
ويعتبر هذا اليوم علامة فارقة في تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة، إذ إن هذا الاحتفال يعبر عن مجموعة من الإنجازات التي حققتها الدولة على صعيد العمل الإنساني من خلال المساعدات التي تقدمها للدول والشعوب الأخرى.
 
فقد قامت دولة الإمارات خلال السنوات الماضية بالعديد من المبادرات الإنسانية العالمية التي تخدم وتعزز قدرات الملايين من البشر من الشرائح المستهدفة في العديد من الدول والمناطق الجغرافية الهشة والمهمشة والساحات الملتهبة من ضحايا الكوارث الطبيعية والنزاعات المسلحة والعنف والحروب والجوع والفقر والمرض والعوز.
 
القائد المؤسس
لقد أصبح الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان منذ عام 1971 الأب المؤسس لدولة العربية المتحدة، ومضى لبناء أمة حقيقية زاهرة، واستطاع كرجل دولة أن يتجاوز حدود الإمارات العربية المتحدة،  ففي أشد المحن برز الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان كزعيم وداعية سلام يمتد نفوذه السياسي إلى كافة أصقاع الأرض، لذا ظل على مدار 33 عاماً من الرئاسة، يؤدي أدواراً سياسية وإنسانية على الصعيد العالمي فيتوسط لإيقاف الحروب، ويضغط على المجتمع الدولي للتصرف في منعطفات حاسمة من تاريخه, وبفطرته تحول زايد إلى قائد بر وإحسان على الصعيد العالمي، وعلى صعيد العمل الخيري، فكان عطاؤه على ضوء تعاليم الدين الإسلامي بعيداً عن التباهي والتفاخر، لذا ليس من الممكن الإحاطة، بما بلغته أياديه البيضاء وما وصل إليه عمله الخيري.
 
ولم يقتصر العمل الخيري أو الجود الذي عرف به الشيخ زايد على دولة الإمارات العربية المتحدة، وإنما أمتد إلى خارج حدودها ليصبح أعظم محسن في العالم على الإطلاق، وكان له – رحمه الله – دور كبير في مساعدة مئات ملايين البشر، لينهضوا بمستوياتهم الحياتية في البلدان النامية.
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره