مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2014-03-01

أسلحة الومضات الليزرية خصائص مميزة

قدرة عالية على التفجير دون صخب أعلنت مجلة "ميكانيكا" الشعبية العلمية الأميركية فى أحد أعدادها الصادره فى الخامس من شهر سبتمبر عام 2001م، أن تجربه تم إجراؤها في باطن الأرض على طاقة الليزر العالية  ALPHA الأمر الذى يبشر بتطوير سلاح مستقبلي تتوافر فيه كافة المعلومات عن كيفية توجيه أشعة الليزر ضد أهداف سابحة في الفضاء، وهذه التجربة وما يمكن أن تؤدي إليه إنما تعد أمراً هاماً للغاية في إنجاح برنامج تنظيم الدفاع الصاروخي الباليستي الذي تطلق عليه تسمية MDOB، ويقترح هذا البرنامج وجود نظام دفاع صاروخي تجريبي على إطلاق أشعة الليزر المرتفعة الطاقة تجاه صاروخ بعيد، وذلك قبيل مروره في مرحلة تعزيز قوة انطلاقته عالية الحساسية، أي عندما يكون في أبطأ مراحل انطلاقه، فهذه اللحظة هي أنسب المواقيت تماماً لمهاجمته وتفجيره ليسقط أشلاء، خاصة وأن أشعة الليزر تسير بسرعة الضوء أي أنها تقطع 186 ألف ميل /الثانيه وبما يعادل 300 الف كيلو متر/ثانية.
 
إعداد: رضا إبراهيم محمود
 
تؤكد العديد من المصادر أن أولى دراسات البحث في أشعة الليزر في يوغسلافيا وهي قد بدأت منذ نهاية الخمسينات من القرن الماضي، إلى أن تطورت دراساته عام 1960م في الولايات المتحدة وتحديداً في ولاية "كاليفورنيا" بواسطة بعض العلماء الذين قاموا ببحوثهم حول ذلك الأمر الجديد والهام، وذلك عندما ابتكر أحدهم قضيباً بلورياً من حجارة الياقوت الثمينة، ثم وضع أمام وهج الضوء العادي فانبعثت منه نبضات ضوئية أطلقوا عليها لاحقاً اسم ضوء "الليزر".
 
وانتشر استعمال هذا الضوء في المجالات الصناعية، ولم يعد محصوراً داخل المختبرات العلمية فقط، بل اتسع استخدام أشعة الليزر في المخازن الكبرى وفي المنازل وفي الصناعة والفن والطب وفي السلم والحرب كذلك، وتتولد أشعة الليزر نتيجة للبث بواسطة الحث، وهذا هو ما يميزها عن المصادر الضوئية التقليدية الأخرى التي تكون فيها العملية الأساسية، هي عملية البث التلقائي غير المتلاحم أو غير المركز.
 
والأمر المؤكد هو أن استخدام الليزر في عمليات الاستطلاع يمكن أن يساعد على كشف الأهداف المموهة بدقة كبيرة، كما أن التطور المحتمل في مجالات الكيمياء الحيوية، جعل من استخدام أشعة الليزر في هذا المجال يوفر مجالاً خصباً لتوظيفه وتطوير خصائصه، فقد أظهرت الدراسات الحديثة أنه من الممكن السيطرة على بعض التفاعلات الكيميائية داخل الخلايا الحيوانية بواسطة الأشعة تحت الحمراء التى تعمل كعامل مؤثر، أو كعامل مساعد يغير من اتجاه التفاعل، وهذا يعني أنه من الممكن استخدام شعاع الليزر كناقل للأوامر الخاصة بدفع عملية التطور داخل المنظومات الحية في اتجاه غير طبيعي، كما أصبحت أيضاً تطبيقات استخدام الليزر في مجال الاتصالات منتشرة على نطاق واسع في جيوش الدول المتقدمة صناعياً.
 
وفي أول جهاز قام العلماء باستخدامه، وضعت بداخله أنبوب كشف لولبية بداخلها قضيب الليزر، وهو وضع على طول المحور المركزي لزيادة تركيز الضوء المنطلق، كما وضع القضيب على طول خط بؤري واحد للعاكس، في حين يوضع مصباح التوهج على طول الخط البؤري الآخر، تلاه أن عمل نفر من العلماء على استعمال مستوى مناسب لزوم الفجوة الرنانة لليزر، حيث تتكون تلك الفجوة من زوج من الأسطح العاكسة التي تم وضعها بالتوازي - الكل يواجه الآخر .
 
والنظام الوحيد الذى له خرج كبير، هو النظام الذي تنتقل فيه الموجات ناحية الأمام وإلى الوراء وتكون عمودية على السطح المعاكس، إضافة إلى أن موجته تميل بزاوية على المحور سوف تترك الجهاز بعد عدة انعكاسات قليلة، أو ربما يدوم الاصطدام بإحدى المرايا حيث يتم الحصول على الخرج من خلال تلك الفجوة .
 
وتوالت الدراسات والأبحاث ومرت السنوات حتى جاء عام 1985م، الذي تمكنت فيه إحدى الشركات الأمريكية في صناعة أقوى وأضخم جهاز ليزر على مستوى العالم، والذي بإمكانه إنتاج طاقة تبلغ مائة مليار كيلووات وفي خلال جزء من مليار جزء/ ثانيه، وقد أعلن العلماء وقت تجربته أن تشغيل ذلك الجهاز يحتاج طاقه تعادل ما يستهلكه نحو مليون مصباح كهربائى بقوة كل مصباح منها ستين وات خلال ثانية واحدة.
 
الليزر يحرق القذيفة ويبيدها 
عند استخدام أشعة الليزر المركزة على الرؤوس النووية لتلك القذائف، يتم تحويل الذرات الغازية المتأينة التي تحيط بتلك الرؤوس عند وجودها داخل الغلاف الجوي إلى كرة نارية هائلة تحرق القذيفة وتبيدها مع الرأس النووي، هذا من حيث مقاومة الأسلحة النووية، أما إسهام أشعة الليزر في مجال الأسلحة النووية ذاتها فيعد أهم ما أمكن تحقيقه في شأن التطبيقات العملية في هذا المجال .
 
 حيث أنه أمكن عام 1969م إجراء تجربة الاندماج النووي بين ذرات الهيدروجين الثقيل باستخدام الليزر كوسيلة إشعال بدلاً من قنبلة اليورانيوم (235) وذلك نظراً للحرارة العالية التي أمكن توليدها بواسطته، والتي بلغت مئات الملايين من الدرجات المئوية، ففى حينها أمكن الاهتمام بأجهزة الليزر الكيماوية التي يتلاءم حجمها تماماً مع الاستخدامات العسكرية، والتي يتم توليد الطاقة فيها انطلاقاً من كتلة من الذرات والجزيئات المنشطة مسبقاً بواسطة التفاعلات الكيميائيه .
 
ذلك لأن هذا النوع من الليزر قادر على إشعال قنبلة هيدروجينية دون الحاجة إلى اليورانيوم (235)، وبالتالي يمكن الاستغناء عن المعامل الضخمة التي تنتجه، وهذا سوف يؤدي إلى أن كثيراً من الأقطار وحتى الأقطار النامية منها، سوف تكون قادرة على امتلاك أجهزة فصل لامركزية غازية لفصل النظائر مع بعض الفنيين المختصين وعدد مناسب من أجهزة الليزر الكيميائية، وبالتالي إمكانية صنع قنابل نووية خاصة بها ، وهذا بلا شك سيؤدي إلى انتشار الأسلحة النوويه على نطاق واسع مما هو عليه الآن، مع إحداث انقلاب في التوازن الذى يعتمد على الردع النووي.
 
عوضاً عن المتفجرات التقليدية
كما أن أحدث استخدام لأشعة الليزر هو أنه جرى استخدامها كسلاح للتدمير وذلك عوضاً عن استخدام المتفجرات التقليدية، ذلك لأن أشعة الليزر قادرة على تحرير طاقة عالية تتمكن من تبخير الكربون في درجة حرارة تبلغ ثمانية ألاف درجة مئوية، علماً بأن استخدام الليزر في الاتصالات العسكرية سوف يؤدي إلى تغطية الاحتياج القائم بضرورة وجود اتصالات بعيدة وسريعة وآمنة، ومع بدء استخدام وتطور الطائرات غير المأهوله (المسيرة آلياً) أدى ذلك بالطبع إلى تغير المفاهيم المتصلة باستخدام الطائرات غير المأهولة في الحروب المستقبلية.
 
إلى أن أتم ابتكار العلماء للبندقية الليزرية لتزويد جندي المشاة بها، علماً بأن هذه البندقية يبلغ وزنها اثني عشر كيلو جرام، إلا أنها قادرة على إطلاق قذائف الضوء أو ومضات ضوئية على الأهداف الحربية المطلوبة دون إحداث صوت، وبهذه الومضات الضوئية يمكن من بعد إشعال الملابس والأخشاب، بل وتفجير المواد المتفجرة، وكذلك فإنها قادرة على إصابة الجنود المعادين بالعمى المؤقت، وذلك في حالة ما إذا وجهت إليهم مباشرة تلك القذائف من مسافات بعيدة .
 
ولكنه في حالة ما إذا تم استخدامها في الرمي على الأهداف من مسافات قريبة، فإن حرارة الضوء المسلط الذي تطلقه تلك الومضات الليزرية ستكون بمثابة إشعاع مميت لمن يتعرض لها، ومها كانت درجة الوقاية التي يحتمي خلفها، ذلك لأن تلك الحرارة لها القدرة على اختراق أي جسم مهما بلغ سمكه، سواءً كانت أجسام معدنية أو دون ذلك، كما أنه قد بات ذلك السلاح الجديد أسهل وسائل القتل أو الإبادة دون إحداث صخب أو إزعاج يذكر بعكس الأسلحة التقليدية الأخرى.
 
كما توجد هناك أنواع عديدة من الليزر، فيوجد (الليزر النبضي) وذلك بجانب (ليزر الموجة المستمرة)، علماً بأن ليزر الموجة المستمرة من أهم خصائصه، هو مدى قدرته على زيادة حرارة الأهداف بسرعات كبيرة، في حين أن الليزر النبضي لا يملك تلك القدرة، وذلك على الرغم من الطاقة المرتفعه التي تنجم عن الليزر النبضي التي تسقط على الأهداف، بما يتيح تسريع تبخر سطح الهدف، لينتهي الأمر بحدوث انفجار في الهواء المحيط مباشرة بسطح الأهداف المهاجمة.
 
يصعب اعتراضه أو إعاقته
والجدير بالذكر أن الليزر باستطاعته نقل المعلومات الصوتية والبصرية على غرار طريقة النقل للتيار الكهربائى وبنفس الكفاءة ، كما أن له القدرة على إذابة الأجسام التي لا تتأثر بالنيران، مع صعوبة اعتراضه أو حتى إعاقته عند خروجه من مكمنه، نتيجة لعمله على حيز تردد محدد، وعدم رؤيته أيضاً بالعين المجردة، فقد باتت استعمالاته في المجالات العسكرية بطرائق شتى فهو اشبه بالسلاح الخفي .
 
فنلاحظ مدى جدوى اختراقه للأسطح والنوافذ الضوئية المصنوعة من اللدائن البلاستيكية، كما تعتمد قدرته التدميرية على طول موجة الشعاع وشدة طاقته وزمن تعريض الهدف لليزر ومكان التعرض، وأما عن قمرة القياده التي يقبع بها الطيار، فإن شعاع الليزر العالي يمكنه احراق ما فيها من أقمشة أو جلود، وتعطيل المعدات الاليكترونية وإضعاف الهياكل المعدات.
 
المدفع الليزري يضرب خلال ثواني
 ولقد أخرجت المعامل المتخصصة أخيراً ما عرف بـ "المدفع الليزري" ، وهو مدفع جديد يوضع على ناقلات الجند المدرعة ، كما تعد أهم مزايا ذلك المدفع المسمى بالمدفع المدفع الليزري الجوال، هو أن حزمة أشعة الليزر يمكن أن تضرب هدفها خلال ثوان فقط لا أكثر، أى أقل بكثير من الوقت الذى يستغرقه الصاروخ أو القذيفة التقليدية في رحلة إحداهما أو كلاهما للوصول إلى الهدف نفسه، لأن التطور المحتمل في مجال تقدير المسافة وكشف الأهداف قد ساعد الليزر على اختصار الزمن المطلوب لتقدير المدى ، كما أنه أسهم في تجاوز مشكلة الخطأ المسموح به أو المحتمل وقوعه.
 
 وبخلاف كل ذلك يمكن توجيه القنابل مثل الـ "بيف واى 2 – 3 " من خلال استخدام الليزر، وذلك عبر "ذبذبات مشفرة" تنعكس على الهدف مباشر، كما يمكن أيضاً توجيه الليزر من الطائرة المهاجمة إلى طائرة أخرى معادية في الأجواء وعلى مسافات تزيد في بعض الأحيان عن عشرة أميال، وتنعكس أشعة الليزر التي تم توجيهها على الهدف فيظهر على شكل مخروطي مقلوب، وتسقط الطائرة المهاجمة القنبلة في المخروط التي تتعرف عليه بتوجيه نفسها نحو الهدف وذلك باستخدام الأجنحة. 
 
وما أن يتم تصويب أجهزة الليزر على الهدف كي تحافظ على وضعها، حتى في حالة ما إذا تحرك الهدف أو المصدر الباعث لليزر من موقعه، ولكن القنبلة تحتاج لتحديد الهدف أن يظل مضاءً ليزرياً في جميع الأوقات حتى تقترب منه وإلا فقد تضل هدفها، وخير مثال على ذلك أن تعرقل عمليات هطول الأمطار والضباب والدخان الكثيف رؤية المخروط المنعكس أو تتسبب في حجبه نسبياً، مما يؤدي إلى أن تصبح القنبلة عمياء لا تقدر على رؤية هدفها .
 
مضاعفة المساحة المكتشفة
 كما أن استخدام الليزر أدى إلى مضاعفة المساحة المكتشفة بما يقارب عشرة أضعاف، فضلاً عن أن سرعة الكشف تزداد هي الأخرى بالنسبة نفسها، ويرجع ذلك إلى أن حزمة شعاع الرادار الذي يستخدم الليزر بالأشعة تحت الحمراء تستطيع أن تقوم بقياسات أكثر من عشرة آلاف مرة من حزمة شعاع رادار عادي، وهي حساسة إلى درجة تتمكن معها من قياس سرعة بطيئة للغاية كسرعة حركة الحلزون على سبيل المثال.
  
ويتم حالياً التركيز بشكل خاص على استخدام الليزر على نطاق واسع في أعمال كشف الأجسام والأهداف المموهة في الاستطلاع الجوي عن طريق استخدام كاميرات تصوير ليزرية ونظم الرصد المباشرة، وقد تبين أن تصميم هذه الأجهزة على سرعة ما لتوسيع حقل النظر لإشعاعات الليزر بزوايا كبيرة، لهو أمر يحقق الحصول على نطاق الرصد نفسه بواسطة التصوير الجوي مع استخدام زوايا تصوير جوي كبيرة.
 
ولقد اكتشف بعض الخبراء الروس ظاهرة أطلق عليها التأثير الضوئي الهيدروليكي، التي تتولد نتيجة عنها ضغط هائل داخل السوائل "المياه" التي تتعرض لأشعة الليزر، مما يعني أنه قد يتمكن سلاح يصمم على هذا الأساس من سحق الغواصات أو هياكل السفن بسهوله، ليستخدم بديلاً للقذائف المتفجرة. 
 
ونتيجة قدرة أشعة الليزر على صهر المعادن على بعد مئات الكيلومترات، فقد أصبحت أشعة الليزر مؤثرة جداً ولها قدرات خاصة في مجال اعتراض القذائف النووية العابرة للقارات، ذلك أن سرعة هذه المقذوفات تجعل منها هدفاً بطيئاً وفي متناول اليد بالنسبة لأشعة الليزر التي تبلغ سرعتها سرعة الضوء .
 
 تمييز العدو عن الصديق 
 هذا ويتم استخدام الليزر منخفض الطاقة مع الأجهزة المركبة على الأسلحة الصغيرة التي يحملها أفراد المشاة، وعند توجيهها للهدف يمكن معرفة موقعه حيث يمكن للأفراد الذين يستخدمون نظارات الرؤية الليلية الحساسة لتردد الليزر المستخدم أن يشاهدوا بقعة الليزر حتى في الظلام الحالك، وتقوم شركة "ليتون" الصانعة لأنظمة الليزر بإنتاج النسخة طراز AN – PEQ – 1 A  من جهاز تمييز الأهداف من خلال أشعة الليزر وذلك لصالح قوات العمليات الخاصة الأمريكية.
 
 ويحتوي هذا الجهاز على بصريات لها قوة تكبير عشر مرات ومنظار تسديد ليلي لشعاع ليزر، علماً بأن ذلك التمييز يوفر للعامل أن يرى بقعة الليزر على هدفه على مسافة تزيد عن ثلاثين كيلو متر ليلاً، وهو ما يزيد من احتمال التحديد الناجح للأهداف، وتسوق شركة "ليتون" هذا الجهاز تحت اسم الجهاز الأرضي لتعيين الأهداف بالليزر. 
 
كما تقوم شركة "ليتون" حالياً بتطوير جهاز الليزر الخفيف لتخصيص الأهداف وتقدير المسافة لصالح قوات الجيش ومشاة البحرية الأمريكيتين وذلك تنفيذاً لعقد قيمته تسعة ملايين دولار أمريكي، ولمدة زمنية تبلغ نحو ثلاثين شهراً ، تمهيداً لإنتاج ما يقرب من ألف جهاز، وهو ما ظهر إنتاجها الفعلي عام 2000م .  
 
ويحتوي هذا الجهاز على وحدة لتخصيص الأهداف بالليزر، ووحدة تقدير مسافة بالليزر غير الضار للعين، ووحدة لقياس الزوايا في الاتجاهين الأفقي والرأسي، ووحدة استقبال للنظام العالمي لتحديد الموقع الـ G P S، وأيضاً وحدة تصوير بالأشعة تحت الحمراء الحرارية وبصريات، ووحدات رقمية لتبادل البيانات، ويتم تحميل جميع تلك الوحدات في عبوتين يبلغ وزنهما سوياً أقل من  خمسة عشر كيلوجرام، وسيتم استخدام جهاز الليزر الخفيف لتعيين الأهداف وتقدير المسافة أيضاً مع قوات المشاة الميكانيكية، ليحل محل أجهزة تعيين الأهداف بالليزر المحملة على عربات التي تستخدم مع كلا من الجيش ومشاة البحرية الأمريكية "المارينز".
 
منظومة ليزرية للإنذار والتعقب 
وتطور شركة "لوكهيد" الأمريكية نظاماً فضائياً للجيل الثاني من منظومة الأقمار الصناعية للإنذار والتعقب، التي تعتمد على أشعة الليزر تحت مسمى  SPIRS، وسوف تقوم المنظومة بالإنذار عند بداية اكتشاف هجوم صاروخي باليستي على أراضي الولايات المتحدة الأمريكية أو أحد حلفائها التابعين لحلف شمال الأطلنطي المعروف بـ "الناتو" أو على قواتها المنتشرة فى العديد من الأراضي الأوروبية، ويقوم ذلك النظام بالإنذار والتحذير من الصواريخ في نفس وقت إطلاقها، ثم يمرر معلومات الإنذار إلى نظام إدارة المعارك والدفاع ضد الصواريخ، وسوف يحل نظام  SPIRSالفضائي للإنذار محل برنامج الأقمار الصناعية للدعم الدفاعي، وسوف يبدأ البرنامج بإطلاق خمسة أقمار متزامنة في المرحلة الأولى لنشر ذلك النظام.
 
إعاقته بستائر الدخان 
إن فكرة إعاقة اشعة الليزر تقوم في أساسها على منع وصول شعاع الليزر المعادي إلى الهدف، وذلك باستخدام العديد من الأساليب الفنية التي تحول دون استمرار تقدم الشعاع وانعكاسه من الهدف، وهي تشبه بقدر كبير الإعاقة الإلكترونية السلبية التي تستخدم مع الرادارات، ومن أبسط الأساليب التي تستخدم لمنع وصول شعاع الليزر إلى الهدف استخدام ستائر الدخان المختلفة، وهو أسلوب سهل وسريع الاستخدام يقوم على إطلاق خراطيش من الدخان من الآلة ذاتها المصوب نحوها الشعاع الليزري في اتجاه مصدر أشعة الليزر المعادية، فيعمل الدخان على امتصاص أكبر كمية من تلك الأشعة وبالقدر الذي يمنع وصول الشعاع ناحية هدفه .
 
 ويراعى أهمية التأكد من فاعلية هذه السواتر المختلفة في امتصاص الأشعة ، وفي الحيز المحدد الذي تعمل خلاله أجهزة الليزر، وتجدر الإشارة هنا إلى قدرة أشعة ليزر ثاني أكسيد الكربون على اختراق ستائر الدخان والضباب، الأمر الذي يستدعي عدم إمكانية الاعتماد على الدخان المستخدم لمواجهة هذا النوع من الليزر، مع ضرورة استخدام أنواع أخرى مختلفة من الدخان، ذات قدرة امتصاص أكبر خلال هذا الحيز من الترددات.
 
 وهناك أسلوب يشتت أشعة الليزر الذي يعتمد على استخدام ستائر من الأيروسولات التي تطلق في الجو، وهي عبارة عن جسيمات دقيقة ذات أحجام تتناسب مع الطول الموجي لأشعة الليزر التي تعمل على مقاومته، فتسبب تشتت أشعة الليزر الساقطة عليها قبل وصولها لأهدافها، بالإضافة إلى ما تسببه من امتصاص جزء من الأشعة الساقطة .
 
 هذا وتمتاز فكرة استخدام الأيروسولات كذلك بسهولة الاستخدام من خراطيش أو دانات ، مثل الدخان تماماً، كما قد تنثر من مستودعات في الطائرات، وهي تمتاز كذلك بطول فترة عملها، إذ تبقى في الجو بطبيعتها لفترات زمنية قد تطول إلى 80 ثانية، هذا وتقوم عدة شركات بتطوير نظم تشويش ليزرية عالية الشدة، لإعاقة الجيل الجديد من الصواريخ الذي يعمل على الموجة التي طولها أربعة إلى خمسة ميكرون.
 
 وهي موجة طويلة نسبياً وتتطلب عملية حماية الطائرات من خطر الصواريخ الحديثة التي تعمل على هذه الموجة عدداً من نظم التشويش الليزرية، فعلى سبيل المثال تحتاج طائرة النقل الأمريكية الشهيرة من طراز سي – 130 إلى وحدتين من ذلك النظام لحمايتها، كما أن حماية الطائرة المقاتلة من طراز إف – 15 يكون أكثر صعوبة نظراً لصغر حجمها.
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-02-26 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره