مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2013-01-01

أنظمـة الهاون المتطورة في عمليات الإسناد البرية والبحرية

إذا كان التحديث المستمر يعتبر صفة ملازمة للمعدات والتجهيزات العسكرية، وإذا كانت التكنولوجيا المتطورة تشكل دائماً أحد العناوين البارزة لهذا التحديث، فهناك أنظمة تسليحية متقادمة العهد بقي تحديثها بحكم الضرورة محدوداً، غير أنها لم تفقد دورها القتالي المهم، وأصبحت تشكل طيلة عقود وسنوات عنواناً للاستمرارية والفعالية معاً، وفي المرتبة الأولى من هذه النظم يأتي سلاح الهاون Mortar، أحد أقدم أسلحة المدفعية، وأوسعها انتشاراً، وأكثرها حضوراً منتظماً في مختلف المسارح القتالية.
 
إعداد:  د.شريف محمد علي
 
ولعل أي مقارنة موضوعية مع نظم أخرى برية أو غيرها، تثبت أن مدفع الهاون الذي تم استخدامه بكثافة خلال الحرب العالمية الأولى، واستعمل كأداة رئيسية في ما كان يطلق عليه اسم "حرب الخنادق"، ما يزال يشكل إلى اليوم أداة رئيسية أيضاً في الحرب البرية الحديثة، وليس هناك ما يشير مع ذلك إلى أن درجة أو نوعية استخدامه قابلة للتراجع في السنوات المقبلة، ولعل من المؤشرات التي تدل على استمرارية الاهتمام بهذا السلاح حضور طرازات الهاون الأكثر تطوراً في مجمل المعارض العسكرية للأسلحة البرية.وما يميز الهاون أيضاً علاقة التوازن المثالية بين الفعالية والكلفة، وهو ما ليس متوفراً بالضرورة لدى نظم أخرى من التسليح البري، بما فيها الأوسع انتشاراً، ومع أن نظم الهاون تتشابه- إلى حد كبير- نظراً لاستنادها إلى مبادئ موحدة، ففي ذلك ما يفسر أيضاً المنافسة الشديدة بين كبريات الشركات المصنعة، وغالباً ما تأتي التصميمات بما يراعي توفير استخدام الهاونات، انطلاقاً من عيارات 60 ملم و81 ملم و120 ملم.
 
والهاون عبارة عن مدفع بسيط وخفيف، يستخدم بشكل أساسي مع وحدات المشاة لإكسابها قوة نيران غير مباشرة، ولكن دون تحمل أعباء الوزن الثقيل، والتعقيدات الموجودة في مدافع الميدان التقليدية، وكان الشكل التقليدي لمدفع الهاون يتكون من المدفع نفسه، بالإضافة إلى الذخائر، ولكن مع تزايد برامج تطوير وإنتاج النظم الحديثة، أصبحت المنظومة تتكون من: المنصة، والمدفع المحمل عليها، والذخائر، ونظم التقاط الأهداف، ونظم إدارة النيران.
ولا تختلف الملامح الأساسية للهاونات المستخدمة حالياً عنها منذ عدة سنوات، فلا زالت- رغم ما أدخل عليها من أعمال التطوير- ذات ماسورة ملساء، وتعمر من الفوهة، وتحتاج إلى أطقم صغيرة من الأفراد لتشغيلها.
 
الأنظمة الأوروبية
يبقى المرجع الأساسي في تطوير الهاونات المحلزنة من عيار 120 ملم، ما تنتجه شركة TDA الفرنسية، وهو نظام هاون من الجيل الجديد، طراز Dragon Fire المتفرع عن الهاون من عيار 120 ملم، والذي اعتمده سلاح مشاة البحرية الأمريكية، وهذا الطراز المعتمد من قبل جيوش عديدة، في مقدمتها القوات التابعة لدول حلف شمال الأطلسي NATO، وله طاقم من شخصين، ويتمتع بحماية عالية، إضافة إلى أنه يشكل مدخلاً لتطوير جيل جديد من الأسلحة، لمواجهة متطلبات الدعم الناري في عمليات الاسناد البرية والبحرية، كما أن الحركية الفائقة للمدفع، وسرعة رد الفعل الآنية، ودقة الرمي تعتبر نتيجة طبيعية للأجهزة المساعدة المدمجة والمؤتمتة، وفي مقدمتها نظام تحديد الموقع عالمياً GPS، والحاسب الباليستي، والكاميرا الحرارية، وجهاز مقياس البعد Telemeter الليزري، وهذا الهاون يغطي بالنيران المركزة مساحة تتجاوز 20 ألف متر مربع، لمسافة سبعة كيلومترات ونصف، ويستخدم تكنولوجيا الأشعة تحت الحمراء للبحث عن الهدف.
 
ونظام "دراجون فاير" مصمم للتركيب على المركبات الخفيفة المدرعة، وفي مقدمتها الأكثر انتشاراً، مثل بيرانها 8x8 وM113، ومن ميزاته أيضاً التوجيه الآلي للقذائف، والتلقيم التلقائي إضافة إلى تنظيم المعطيات داخل شبكة معلوماتية بالغة الدقة والفعالية، ويمكن نقل هذا الهاون، الذي يزن طناً واحداً، بواسطة الطائرة العمودية طراز "أوسبري"  MV-22، ويمكنه إطلاق مختلف الذخائر التقليدية، بما فيها المضيئة والدخان، إلى جانب الذخائر "الذكية" Smart من الجيل الجديد، والتي تتميز بإيقاع رمي مرتفع، حتى مسافة 13 كم.
أما الطراز MO-81 LLR الذي تقترحه شركة TDA لمهمات الدعم الناري القريب بوزن 32.6 كلج، مع معدل رمي مرتفع حتى 20 طلقة في الدقيقة، لمسافة تتراوح من 5600 إلى ستة آلاف متر، فيعتبر من أهم المنتجات الحالية في هذه الفئة من الهاونات، خصوصاً وأنه قادر، على غرار المدافع من عيار 120 ملم، على إطلاق مختلف أنواع الذخائر المعروفة، بما فيها الذخائر "الذكية" لمهام متعددة.
 
وتنتج شركة TDA أيضاً مدفع الهاون المششخن المجرور عيار 120 ملم، طراز MO 120 RT  والموجود في الخدمة في 24 دولة، وكذلك تنتج المدفع 2R2M عيار 120 ملم، والذي يعد تطويراً للمدفع  MO 120 RT، ويستخدم نفس عائلة الذخائر، متضمنة الذخائر شديدة الانفجار، والمضيئة، والدخانية، والمضادة للأفراد، والتدريبية، والحاملة، والمزودة بدعم صاروخي، والتي يصل مداها إلى 13 كلم، والذخائر شديدة الانفجار المزودة بزعانف للحفاظ على الاتزان، والتي يصل مداها إلى 17 كلم، وهي مازالت قيد التطوير، ويتمتع المدفع بنظام هيدروليكي لامتصاص طاقة الارتداد مما يخفض الضغط، وكذلك نظام تلقيم نصف آلي من خلال الفوهة، ونظام يقوم بتحديد موقع المدفع بالنسبة للهدف، وتعديل زاوية ميل وارتفاع واتجاه المدفع، ويتم التحكم في نظام التوجيه من خلال عصا تحكم.
 
وتصل درجة دقة المدفع  2R2M إلى ضعف دقة المدفع MO 120 RT  وإلى أربعة أضعاف دقة مدافع الهاون العادية ذات الماسورة الملساء، وهذا المستوى من الدقة يرجع إلى ثبات المدفع عند الإطلاق، وعند الانتهاء من إطلاق النيران وعدم الحاجة إلى استخدام المدفع، فإنه يدخل في جسم المركبة، وتغلق فتحة السقف لتوفير الحماية الكاملة للطاقم تحت درع المركبة، وقد تم تركيب المدفع  2R2M في أثناء مرحلة الاختبارات على شاسيه المركبة المدرعة Piranha 8x8، وعلى شاسيه المركبة  M-113، ويوجد من المدفع أيضاً نموذج ذو ماسورة ملساء.
يتم تجهيز القوات المسلحة الألمانية بنظام الهاون IePzMrs، عيار 120 ملم، من شركة Rheinmetall الألمانية، والذي يتميز بالسرعة والحركية والاتصال الشبكي ودقة الإصابة وسهولة النقل، وهو محمل على مركبات Wiesel 2 المجنزرة، ويبلغ مداه 8 كلم، ويجمع ما بين قوة النيران، وتكنولوجيا الإمرة والتحكم المتطورة، مما يعزز الفعالية القتالية للقوات بشكل كبير، لتتمكن من التعامل مع  كل الأخطار الجديدة في الأحوال الميدانية التي كان يعوزها في السابق القدرة المناسبة للتعامل معها، وقد صمم هذا النظام، الذي يمكن نقله جواً، خصيصاً لعمليات الاسناد البرية، وعمليات النقل الجوي بواسطة عمودية النقل CH-53 أو طائرة النقل Transall C 160، ويتوقع أن يلعب هذا النظام دوراً مهماً في المواجهات غير المتناظرة Asymmetric دفاعاً عن قواعد ومواكب القوات الألمانية في أفغانستان، كذلك فإن مدى النظام الأطول، ودقته المحسنة، وقدرته المعززة، تجعله مثالياً في العمليات العسكرية في الأراضي شديدة التضاريس والمناطق المدنية.
 
وفي النظام IePzMrs يرّكب المدفع على سقف هيكل المركبة في الخلف، وهو مزّود بجهاز كمبيوتر ونظام ملاحة لتقليل الوقت المستغرق في التشغيل ومضاعفة دقة الإصابة، وهو مزّود أيضاً بنظام ارتداد، ووحدتي توازن لمنصة الإطلاق، ويمكنه أن يرمي ثلاث قذائف خلال 20 ثانية، وتحمل معه 20 قذيفة إضافية، وسوف تخصص مستقبلاً آلية لإعادة تزويده بالذخيرة.
وتنتج الشركة الأوروبية Alvis الهاون عيار 120ملم، ثنائي المواسير Advanced Mortar System: AMOS، وهو مزود بأجهزة ارتداد وساحب دخان ونظام تعمير آلي، ومحمل على شاسيه 6×6، كما يوجد منه نظام محمل على المركبة AMV، وقام الجيش السويدي بتحميل النظام على مركبة CV-90، ورغم ثقل وزنه، بالمقارنة بأنظمة الهاون الأخرى، إلا أنه يمتاز بمعدل ضرب النار العالي، حيث يمكنه إطلاق 12 قنبلة على هدف في رشقة واحدة، وبإمكانية مواءمة النظام مع أكثر من شاسيه.
وتطور الشركة اليونانية، "ايبو- هيلينيك"، الهاون عيار 120 ملم، بطول 160 سم، وبوزن عملياتي 117 كلج، ويوفر معدل رمي منتظم بمعدل 12 طلقة في الدقيقة، لمسافة تتجاوز ستة كيلومترات، ويمكن أيضاً مقارنة هذا المدفع، بالهاون الخفيف، عيار 120 ملم، من تطوير Lockheed Martin الأمريكية، المتوفر بنسختين مع جرارات، أو للتركيب على المركبة المدرعة والمجنزرة طراز M106A2 . 
 
أما الشركة النمساوية Noricom فتطور بدورها الهاون الفعال من العيار 81 ملم طراز M-8/424، كجزء من نظام تسليحي ذاتي الحركة، يتشكل من أربعة هاونات عيار 120 ملم، وقادر على إطلاق قذائف أو رشاقات دقيقة وسريعة.
وتطور الشركة الأسبانية المختصة بالتسليح البري Santa Barbara تطور الطراز LL من عيار 81 ملم أيضاً، الذي يتمتع بنمط رمي آلي فعال، ومبرمج، وبمعدل 15 طلقة في الدقيقة، لمسافة 4680 متراً في حال الرمي الآلي وهو هاون سهل النقل، وبسيط الاستعمال.
وقامت شركة  SM Swiss السويسرية  للصناعات الدفاعية بتطوير مدفع هاون جديد عيار 120 ملم ذو ماسورة ملساء يسمى Bighorn، وذلك لمواجهة المتطلبات المتزايدة للجيش السويسري لتركيب مدفع هاون عيار 120 ملم على أسطول مركبات نقل الجنود المدرعة طراز Piranha، وهذا المدفع دوار ويستخدم  نظاماً للملاحة ولتحديد المواقع باستخدام Gyro الليزري، الذى يوفر للمدفع توجيهاً آلياً دقيقاً خلال عملية إطلاق النيران، ويتم اختيار الأهداف من خلال لوحة وذراع تحكم، والمدفع مجهز أيضاً بنظام تلقيم نصف آلي من خلال الفوهة يسمح بمعدل إطلاق للنيران يصل إلى 4 قذائف في أول 20 ثانية، ثم بمعدل 6 قذائف في الدقيقة، ومدى المدفع يصل إلى حوالي 10 كلم، ولكنه يختلف حسب نوع الذخيرة المستخدمة. 
وقد أنتجت الصناعات الدفاعية البريطانية مدفع الهاون M252 المحسن، عيار 81 ملم، كبديل للمدافع الحالية M29A1، ويستطيع الهاون المحسن إطلاق كافة المقذوفات الموجودة حالياً، بمعدل رمي يصل إلى 15 طلقة في الدقيقة.
 
الأنظمة الأمريكية
بذلت جهود لتطوير مدفع هاون عيار 120 ملم كنظام دعم نيراني مدرع، وفى هذا الإطار طورت الشركة الأمريكية "ديلكو" Delco بالتعاون مع شركة "رويال أوردنانس" Royal Ordnance نظام الهاون المدرع  Armored Mortar System: AMS لدعم الرمي المنحني في الخطوط الأمامية، وسلاح الهاون في النظام قابل للتركيب تحت البريج، وملائم لجميع طرازات المركبات المدرعة الخفيفة، سواء كانت مدولبة أو مجنزرة، إضافة إلى أنه قابل للنقل جواً، ويحقق ذلك التمتع بحركية عالية، وسرعة تدخل واسعة، في خدمة وحدات المشاة، مع توفير قدرة نيران غزيرة، سواء في تقنية الرمي المباشر، أو الرمي المنحني، لأغراض الدعم.
 
ولتوفير الحماية المطلوبة من كل المقذوفات البالستية، يتكون البريج من مادة الصلب المصفح، المتنوع الكثافة، بزنة ثلاثة أطنان فقط، في وضعية القتال، مما يتناسب مع العديد من الآليات، وفي مقدمتها المدرعات الخفيفة، إلا أن ميزته الأساسية، تتمثل في تأمين دقة رمي ممتازة خارج مجال الكشف الراداري، وبالنسبة للحماية الكاملة، فإنها تتوفر من خلال مجموعة آليات تقاوم كل أنواع وآثار التلوث الكيميائي أو البيولوجي أو النووي، تكملها معدات للملاحظة النهارية والتصويب الليلي، ثم قاذف دخان، وفتحة تهوية لدفع الغاز إلى الخارج.
أما الهاون AMS II عيار 120ملم، الذي تم تطويره كمشروع مشترك بين شركتي General Dynamics وشركة "بريتش أيروسبيس" BAE، فهو مصمم بحيث يناسب برجاً يحمي أفراد الطاقم من القذائف عيار 7.62 ملم، وله أيضاً نظام كهربائي لعمل البرج، ونظام آلي لضبط النيران، ويستغرق تشغيل النظام 15 ثانية، وبإمكانه رماية كافة أنواع الذخائر القياسية للهاون 120ملم ذي السبطانة الملساء، ونظراً لخفة الوزن فيمكن تركيبه على مجموعة كبيرة من الآليات ذات العجلات والآليات المجنزرة، ومنها المركبة LAV 8x8.
وقامت شركة Allied Signal الأمريكية للأنظمة الدفاعية والفضائية بتطوير نظام إدارة نيران جديد لمدافع الهاون يعمل بالكمبيوتر بهدف زيادة سرعة رد الفعل بالنسبة للمدافع، وكذلك زيادة دقة الإصابة، وهذا النظام يستخدم مع مدفع الهاون ذاتي الحركة طراز M1064A3 ، ويتضمن شاشة عرض للسائق، وأخرى للمدفعجي ووحدة للقيادة، ومصادر للطاقة محمولة على المركبة، ونظام التوجيه، ويتوافق مع نظم الاتصالات الميدانية العاملة ضمن برنامج تحسين نظم الاتصالات الراديوية البرية والمحمولة جواً.
 
الأنظمة الروسية
تستخدم القوات الروسية المحمولة جواً الهاون عيار 120 ملم ذاتي الحركة، والمسمى 2S9Anona، وهو محمل على شاسيه معدل للمركبة BMD، والمدفع يتم تلقيمه من الفوهة، وهو مركب على برج، ويصل مدى المدفع عند استخدام الذخائر التقليدية شديدة الانفجار إلى 8855 متر، ومع استخدام الذخائر ذات الدفع الصاروخي يصل المدى إلى 13000 متر، كما يمكن استخدام ذخيرة مضادة للدروع لمهاجمة التشكيلات المدرعة، وهذه الذخيرة تستطيع اختراق 650 ملم من الصلب، والمركبة التي تحمل المدفع تعتبر جزءاً من نظام متكامل يحتوي أيضاً على مركبة للمراقبة طراز 1V118، ومركبة توجيه نيران المدفعية طراز  1V119، والنظام بكل قطعه برمائي، ويمكن إسقاطه من الجو بالمظلة.
والهاون الروسي الأكثر تطوراً هو المدفع 2S23  NONA-SVK عيار 120 ملم، والمركب على شاسيه معدل لمركبة نقل الجنود المدرعة المدولبة طراز BTR-80  8 x 8، ويتميز بسهولة نقله على المستوى الاستراتيجي، وانخفاض تكلفة صيانته والحفاظ عليه، وقد طلبت الصين شراء 100 مدفع من هذا الطراز.
 
والمدفع 2S31 عيار 120 ملم، هو المدفع الأكثر حداثة في روسيا، وإن كان لا يزال في مرحلة إنتاج النماذج الأولية، وهو مركب على شاسيه معدل لمركبة القتال المدرعة  BMP-3 ، ومدفع الهاون 2A80 عيار 120 ملم المششخن، والمركب على برج، يستخدم نفس الذخائر المستخدمة في الطرازين 2S9  و 2S23، ولكنه يتميز بنظام رؤية ليلي نهاري ووحدة تحديد المسافات بالليزر، ويبلغ مداه الأقصى عند استخدام ذخائر تقليدية شديدة الانفجار 18000 متر، كما يمكنه إطلاق ذخائر حاملة وصواريخ مضادة للدبابات موجهة ليزرياً.
 
الأنظمة الإسرائيلية
تقوم شركة Soltam الإسرائيلية بتصنيع عائلة كبيرة من مدافع الهاون من أعيرة مختلفة، منها 60 ملم، و81 ملم، و120 ملم، و160 ملم، وأحدث منتجات الشركة هو المدفع عيار 120 ملم المزود بكمبيوتر ونظام للارتداد الآلي يسمح بتركيب المدفع على المركبات الخفيفة، مثل المركبة  M-113  أو المركبة Piranha، والمدفع دوار أي يستطيع أن يغير اتجاهه بزاوية 360 درجة في أثناء التصويب على الهدف، وذلك عن طريق وحدة خاصة للتوجيه، ويصل مداه الأقصى إلى 9500 متر.
كما طورت مؤسسة Soltam الإسرائيلية نظام هاون عيار 120 ملم أملس، ومزود بآليات لتغيير الاتجاه والارتفاع هيدروليكياً، يتم التحكم فيها عن طريق عصا توجيه، بالإضافة إلى نظام الملاحة GPS.
 
الأنظمة الصينية
في الصين بدأت شركة الصناعات الشمالية الصينية Norinco في تسويق نظام الهاون/الهاوتزر 120ملم، الذي استجلبت بعض تقنيته من روسيا، وهو سلاح ذو برج مغلق تماماً، وله سبطانة طويلة، وقادر على الرماية المباشرة وغير المباشرة، ومزّود بنظام تعبئة شبه أوتوماتيكي، ويحمل 36 قذيفة، ويعمل نظام تدوير السلاح ورفعه بالطاقة الكهربائية أو يدوياً، ويستخدم ثلاثة أنواع من الذخيرة هي: قذيفة شديدة الانفجار إلى مدى 9.5 كلم، وقذيفة بمدى 8.5 كلم، وقذيفة شديدة الانفجار مضادة للدبابات للرماية المباشرة، بمدى حتى 1.2 كلم. 
 
الأنظمة التركية
تصنع شركة MKEK التركية المدفع عيار 120 ملم المركب على مركبة نقل الجنود المدرعة طراز  RN-94  6 x 6، وهو مدفع مششخن، مزود بنظام ارتداد خاص من إنتاج شركة Soltam الإسرائيلية، ويبلغ مداه حوالى 8300 متر، ويمكنه إطلاق الذخائر الحاملة MOD 258 التي تطورها شركة MKEK والتي تحمل 16 قنبلة ثانوية طراز M85 مزودة بمصهر للانفجار الذاتي من تصنيع شركة IMI الإسرائيلية.
 
أنظمة جنوب أفريقيا
تعرض شركة Denel في جنوب أفريقيا قوة نارية بعيدة المدى من خلال مدفع الهاون M6 عيار 60 ملم، ومداه ما بين 100 و 6000 متر، متكافئاً بذلك مع مدى الأسلحة الأثقل عياراً، وبينما يبلغ وزنه الإجمالي مع الركيزة الثنائية وصفيحة القاعدة حوالي 28.9 كلج، وذلك يعني أنه أخف وزناً بكثير من النظم المماثلة في المدى عيار 81 ملم.
وقامت شركة Denel بتطوير نظام لإدارة النيران لاستخدامه في توجيه الهاونات عيار 81 ملم، و120 ملم، ويتميز بسرعته في التقاط الأهداف ودقة التوجيه، فالمعالج الإلكتروني الموجود في النظام يعمل على تكامل البيانات بين نظام تحديد المدى الليزري، والمستشعرات، ووحدة تحديد المواقع بنظام GPS، ووحدة إدخال البيانات، من أجل تحقيق السرعة في الاشتباك، ويقوم المشغل من خلال وحدة عرض محمولة في اليد بإدخال البيانات، وكذلك انتقاء الأهداف، وتزويد المدافع بالأوامر.
 
الاتجاهات العامة للتطوير
يزداد الاهتمام بالهاون الخفيف والمتوسط لتحقيق استخدامات جديدة، للهجوم على الدبابات من أعلى، علاوة على استخدامات مبتكرة، تتمثل في إضاءة أرض المعركة، وتوليد الدخان، ونثر الألغام "الذكية"، المضادة للمدرعات، وفي أعمال الحرب الإلكترونية حيث تستخدم قنابل الهاون في أعمال الاستطلاع، وفي أعمال الإعاقة، بتوصيل أجهزة الإعاقة المبعثرة إلى أرض العدو، ولإعاقة أنظمة الاتصالات، علاوة على توفير الخداع بخراطيش الرقائق المعدنية CHAFF وبالفوانيس الحرارية، إضافة إلى الاستخدامات الخاصة في مجال الحرب الكيماوية، بتوصيل عبوات محدودة التأثير لأرض العدو.
وهناك أنواع أخرى من قنابل الهاون تنتج الدخان الكثيف، أو المشاعل المضيئة، أو الغازات السامة والحارقة، كما توجد قنابل للدعاية والحرب النفسية تحمل المنشورات والقصاصات.
ومن أجل الاستفادة من وجود المركبات المدرعة، ظهرت فكرة تركيب مدافع الهاون داخل هذه المركبات، مما يعطي مرونة أكبر في الحركة، وقدرة على الاستعداد لإطلاق النيران بسرعة كبيرة، دون الحاجة إلى نقل وتجهيز وتثبيت المدفع خارج المركبة، وذلك مع توفير أكبر قدر ممكن من الحماية للطاقم في أثناء الاشتباك.
 
وظهرت مدافع الهاون 120ملم مجهزة بنظم كابحة للارتداد، قادرة على امتصاص الصدمات المرتدة من اطلاق النيران، لكن بقيت المشكلة أنه في حيز ضيق مثل المركبة المدرعة، يبقى التلقيم السريع صعباً، رغم فتح الغطاء العلوي، فظهرت كذلك نظم مساعدة للتلقيم، تبقي الجنود محتمين بالتدريع، حيث تقدم القذيفة أمام الفوهة بواسطة نظام مغرفة رافعة، ولهذا النظام ميزة خفض عدد الطاقم إلى فردين أو ثلاثة، مع الحفاظ على معدل رماية مرتفع.
تهدف بعض الدراسات إلى خفض وزن الهاون عيار 120 ملم ما بين 50-25 % من خلال استخدام مواد جديدة، لاستخدامه في عمليات الاسناد البرية والبحرية السريعة، ولكي يصبح أكثر ملاءمة للحمل بواسطة أفراد المشاة المرتجلين، فشركة  Lockheed Martainمثلاً، طورت ماسورة أخف وزناً، ومصنوعة من المواد المركبة، وهي أكثر قوة وصلابة من الماسورة التقليدية المصنوعة من الصلب. 
 
وتطور الصناعة الفرنسية بمفردها، سلسلة هاونات من عيارات خفيفة أقل من 120 ملم، وفي مقدمتها الهاون الخفيف عيار 81 ملم، ومن مميزاته عدم ترك أي أثر خلال أو بعد عملية الإطلاق، واستحالة كشفه بالأشعة تحت الحمراء.
ومن اتجاهات التطوير الحديثة، إمكانية إطلاق نيران الهاون الثقيل من على مركبات خفيفة، فالتحديثات التي يسببها الوزن المتزايد، والتي ترافق نقل أنظمة الهاون المتوسط والثقيل مع ذخيرتها تزيد من أهمية سهولة الحركة في ساحة المعركة.
 
وخطة تطوير مدافع الهاون الأمريكية تشتمل على مدفع هاون عيار 120 ملم محمول على مركبة ذات عجلات متعددة الأغراض وخفيفة الحركة، ويتضمن النظام جهاز كمبيوتر يمكنه التعامل مع نظام الملاحة الكوني GPS، ويحقق هذا المدفع خفض عدد أفراد الطاقم إلى ثلاثة بدلاً من خمسة.
لقد أصبحت الأنظمة المساعدة أكثر من مجرد عنصر مكمل لفعاليات الهاون، في المدى والدقة والكشف عن الأهداف وقابلية الاختراق، وفي أحيان كثيرة، فإن الشركات نفسها التي تطور المدافع تعمل على تصميم وإنتاج المكملات التسليحية الأكثر ملاءمة معها، أو مع طرازات قريبة منها أو مشابهة لها، ونظام مدفع الهاون المتطور المستخدم في عمليات الاسناد البرية والبحرية يرمي إلى درجات عليا من الاندماج  والتكامل، لا سيما وأن وسائل الاتصالات والمراقبة من جهة، وتقنيات إدارة الرمي من جهة ثانية، قابلة للمقارنة مع طرازات مدفعية الميدان.
 
يبذل الكثير من الشركات العالمية جهوداً حثيثة من أجل تحسين مستوى دقة الإصابة وزمن الاستجابة لمدافع الهاون، ففي الوحدات المدرعة والميكانيكية يحمل نظام إدارة نيران الهاون على مركبات مدرعة على نفس مستوى باقي مركبات الوحدة، من حيث الحماية والقدرة الحركية، وتتكون وحدة إدارة النيران بشكلها التقليدي في الجيوش الحديثة من نظام للرؤية الليلية، وجهاز لتحديد المسافات بالليزر، ونظام للاتصالات. ويتم تغيير نظم الرؤية الليلية التي تعتمد على تقنية تكثيف الصورة بنظم رؤية حرارية لمزاياها من الناحية التكتيكية، كما تم إضافة وحدات تحديد المواقع العاملة بنظام تحديد الموقع العالمي GPS  ومدمج معه خرائط لعرض المعلومات حول موقع الوحدة، بالإضافة إلى تحديد مواقع الوحدات الصديقة والأهداف المعادية، وإضافة وحدات تحديد المواقع لنظم إدارة النيران المزودة بأجهزة تحديد المدى بالليزر، وفر قدرة كبيرة على التقاط الأهداف وسرعة تزويد المدافع بالبيانات الدقيقة.
 
استخدمت الهاونات لأول مرة في الحرب العالمية الأولى، وبقيت أحد أبسط الأسلحة المتوفرة لقوات المشاة وللقوات الخاصة، والشواهد تؤكد استمرار بقائها وتطويرها وزيادة فعاليتها، خاصة مع تزايد الدور الهام لقوات الانتشار السريع وعمليات القوات الخاصة سريعة الحركة، حيث ينظر الجميع إلى الهاون، وخصوصاً الأخف وزناً، والأطول مدى، والأخف حركة، لتوفير أنظمة محمولة في عمليات الاسناد البرية والبحرية.
لا شك أن التغييرات في التكنولوجيا والتكتيكات تفتح مجالات لزيادة دور مدافع الهاون في المستقبل، ومن المعروف أن إدخال تقنية جديدة أو مطورة في أنظمة مدافع الهاون سوف يؤدي إلى دعم قدرات ساحة المعركة لدى قوات المشاة.
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره