مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2021-05-01

أهميـة اعتماد التعليم والتدريب العسكري في الهيئة الوطنية للمؤهلات

بقلم : د/ عبدالله محمد الشيبة
باحث في الشؤون الاستراتيجية 
 
يحتل تطوير مهارات وخبرات مواطني دولة الإمارات العربية المتحدة أولوية قصوى لدى القوات المسلحة منذ إنشائها. والأمر الذي لا شك فيه أن الاعتراف بالمؤهلات المهنية العسكرية في المجال المدني من خلال اعتمادها في وزارة التربية والتعليم سوف تساهم بقوة في رفع الروح المعنوية لدى خريجي التعليم المهني العسكري وتشجعهم على إكمال دراستهم الجامعية.  وهذا ما حدث في قلة من دول العالم من أبرزها المملكة المتحدة، أستراليا، نيوزيلندا، جنوب أفريقيا وغيرهم. 
 
ومنذ العام 2010 وضعت دولة الإمارات العربية المتحدة بصمتها مع تلك الدول بعد إنشاء الهيئة الوطنية للمؤهلات، وهي الجهة الأولى على مستوى المنطقة، المنوط بها وضع ونشر وإدارة التشريعات والمعايير الخاصة بمعادلة شهادات مؤهلات التعليم المهني مع مثيلتها في التعليم العام والعالي في الدولة وقد أطلقت في سبيل ذلك المنظومة الوطنية للمؤهلات التي تنقسم إلى عشر مستويات بهدف تنظيم اعتماد والاعتراف بالتعليم والتدريب المهني. وحسب المنظومة، فإن الحاصل على مؤهل في المستوى الرابع منها، مثلا، فهو يعادل شهادة الثانوية العامة حسب نظام التعليم العام في الدولة، أما الحاصل على مؤهل في المستويين الخامس والسابع من المنظومة فهو يٌعادل شهادة الدبلوم الجامعي ودرجة البكالوريوس التطبيقي في التعليم العالي على التوالي. والانتقال من مستوى إلى أخر في المنظومة الوطنية للمؤهلات يعتمد في المقام الأول على التطور الذي يحرزه المواطن في اكتساب مهارات وخبرات جديدة. 
 
وقد قامت وزارة الدفاع في الدولة مؤخرا بتدشين نظام المؤهلات العسكرية والذي يقوم على معادلة المؤهلات التي ستطرحها كافة مؤسسات التعليم والتدريب العسكرية بالدرجات والشهادات في التعليم العام والعالي حسب معايير واشتراطات الهيئة الوطنية للمؤهلات تحت مظلة وزارة التربية والتعليم.
 
وهي المبادرة الأولى من نوعها في العالم من حيث شموليتها وتهدف إلى تعزيز القدرات الدفاعية للقوات المسلحة الإماراتية من خلال ضمان جودة التأهيل والمخرجات التدريبية وتحسين نوعية ومستوى الكوادر البشرية العاملة في مختلف وحدات وقيادات القوات المسلحة وتنظيم منظومة التعليم والتدريب المهني والفني لدى كافة جهات التدريب في القوات المسلحة. ويتم تنفيذ تلك الإجراءات من خلال تأسيس جهة مانحة للمؤهلات العسكرية والاعتراف بها من وزارة التربية والتعليم ممثلة بالهيئة الوطنية للمؤهلات واستحداث المسارات التأهيلية المناسبة لكافة المؤسسات التدريبية العسكرية بجانب توفير نظام تجميع وتحويل الساعات المعتمدة ودعم ترخيص المؤسسات التدريبية العسكرية ودعم نظام التوجيه الوظيفي للمتقاعدين العسكريين وفوق هذا كله استحداث نظام الاعتراف بالتعليم والخبرات السابقة لمنتسبي القوات المسلحة. 
 
وسوف يساهم هذا الإجراء في معالجة المعضلة الموجودة منذ عقود وهي انتهاء الخدمة العسكرية لمنتسبي القوات المسلحة وخروجهم إلى الحياة المدنية واتجاه غالبيتهم إلى البحث عن فرصة عمل جديدة، ولكن العقبة التي تواجههم هي عدم اعتراف جهات العمل المدنية بالشهادات والمؤهلات والخبرات التي حصل عليها أثناء خدمته العسكرية.
 
وبالتالي يتم تقديم عرض عمل له يستند على أخر مؤهل علمي حصل عليه اثناء خدمته العسكرية بالرغم من أن مؤهلاته ومهاراته وخبرته لسنوات طويلة تفوق بمراحل ذلك المؤهل العلمي. وبالتالي، مع نظام المؤهلات العسكرية، سيتم الاعتراف بالمؤهلات العسكرية المعتمدة لدى وزارة التربية والتعليم حسب المنظومة الوطنية للمؤهلات الأمر الذي سيساهم بقوة في تحفيز المواطنين على الانتساب لتلك المؤهلات واستكمال دراستهم الجامعية ثم الحصول على فرصة عمل أفضل في كافة الجوانب في حال تركهم للمجال العسكري والشروع في البحث عن مهنة مدنية الأمر الذي سيعود بالفائدة الكبرى على الاستقرار الاجتماعي والمهني للمواطنين العسكريين.
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره