مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2017-05-02

الشيطان 2 سلاح نووى روسي جديد قادر علي تدمير دول

تختبر روسيا في تكتم شديد ومنذ عدة أشهر نظام عملاق لحمل الرؤؤس النووية الضخمة التي تكفي لمحو دولة بحجم فرنسا من خريطة الوجود. ورغم التقدم الذي أحرزته روسيا إلا أن اختبار النظام الصاروخي البالستي العابر للقارات والذي يعرف باسم (أر أس -28 سارمات) (RS-28 Sarmat ) تأجل عدة مرات ما يشير إلي أن موسكو تواجه تحديات شديدة في تحديث ترسانتها النووية.
 
وفي الحقيقة فإن روسيا بدأت في اختبار الصاروخ سارمات الذي يعرف محليا بأسم “الشيطان -2” في العام الماضي وكان من المقرر أن يدخل الخدمة بحلول عام 2012 ليصبح بذلك أول صاروخ جديد عابر للقارات تطلقه روسيا منذ عقود.
ويعد الصاروخ الروسي الذي يمكنه حمل عشرة رؤؤس نووية أكبر بما يزيد عن ثلاثة أمثال الصاروخ الأمريكي المناظر المعروف باسم (ماينيوتمان 111) (Minuteman111) والذي لا يمكنه سوي حمل ثلاث رؤؤس نووية فقط .
ويهدف الصاروخ الروسي إلى فتح ثغرات في شبكة الدفاع الصاروخي الأمريكية وسيحل هذا الصاروخ محل الصاروخ RS-36m والذي أطلق عليه حلف الناتو اسم الشيطان في مطلع السبعينات.
ومن غير الواضح حني الآن متى سيدخل الصاروخ الجديد إلي الخدمة في الأسطول الروسي فالاختبارات الجديدة قد لا تستكمل حني نهاية العام الجاري.
 
وفي الواقع فإن مكتب تصميم الصواريخ الروسي المعروف باسم ( مكاييف – Makeyev) رفع الحظر عن أول صور للصاروخ سارمات في أكتوبر الماضي، وكانت الصورة مصحوبة بتعليق موجز يقول «أن مكتب تصميم الصواريخ الروس مكاييف تلقي تعليمات بالبدء في تصميم وتطوير سارمات تماشيا مع قرار الحكومية الروسية المتعلق بالنظام الدفاعي الروسي».
وفي يونيو 2011 وقعت وزارة الدفاع الروسية عقد تطوير الصاروخ سارمات ويهدف تطوير النظام الصاروخي الاستراتيجي الجديد إلي خلق رادع نووى قوى ومؤكد لخصوم روسيا الاستراتيجيين.
 وتملك روسيا أكبر ترسانة نووية في العالم تضم أكثر من 7300 رأس نووي فيما تأتي الولايات المتحدة في المرتبة الثانية برصيد 6970 رأس نووي.
وانخفض عدد الأسلحة النووية في العالم بشدة من 70300 رأس نووي في قمة الحرب الباردة عام 1986 إلي 14900 مطلع عام 2017.
ورغم الانخفاض في العدد إلا أن القدرة الإجمالية التدميرية في تصاعد بسبب عمليات التحديث والتطوير، ومن بين 14900 سلاح نووي موجود في العالم، هناك 940 فقط من المخزونات العسكري، أما الباقي فينتظر دوره للتخلص منه وفقا لاتفاقات الحد من التسلح.
 
وبعبارة أدق فان 3600 سلاح نووي فقط بحوزة القوات العاملة من بينها 1800 من روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا في حالة التأهب القصوى والتي تعني القابلة للإطلاق بمجرد تلقي الأوامر.
وعلي المستوي العالمي لا توجد سوى سبع دول أخري تمتلك أسلحة نووية، وما تملكه هذه الدول السبع من رؤؤس نووية يقل عما تملكه إي من روسيا أو الولايات المتحدة، وهذه الدول السبع هي فرنسا والصين وبريطانيا وباكستان والهند وإسرائيل وكوريا الشمالية وفقا للحملة الدولية للتخلص من الأسلحة النووية.
 
أهداف إستراتجية
السؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا تطور روسيا هذا السلاح النووى الخطير ؟ وفي الواقع فإن الصاروخ سارمات له نفس قدرات الصاروخ RS-36M وكل منهما قادر علي الوصول إلي الشاطئ الشرقي أو الغربي للولايات المتحدة، وكلاهما قادر علي قطع عدة أميال في الثانية ما يجعلهما أسرع من الصوت بعدة مرات، وكلاهما قادر علي حمل رؤؤس نووية متعددة بصورة منفصلة وقابلة للتوجيه. 
وكلاهما أيضا يعمل بمزيج من الوقود السائل الأقل استقرارا والأكثر تطايرا مقارنة مع الوقود الصلب الذي تعمل به الصواريخ الأمريكية. 
ورغم انه يمكن وقف الصاروخين باستخدام القدرات الحالية لشبكة الدفاع الصاروخي الأمريكية، إلا أن الأجهزة الالكترونية للتوجيه والموثوقية التي يحتوى عليها الصاروخ الجديد تتفوق بشدة علي نظيرتها في النسخة القديمة من الصاروخ.
 
الوقود السائل
ويقول البروفيسور جيفيري لويس مؤسس مركز مونك للحد من التسلح أن أحدث سلاح نووي روسي لا يهدد الاستقرار الدولي فقط ولكنه هو ذاته غير مستقر. 
ويشير لويس إلي أن الأمريكيين لا يعتقدون أن الصواريخ التي تصل بالوقود السائل فكرة جيدة علي عكس الروس الذين يعيشون الوقود السائل. 
إن الروس يفضلون استخدام الصواريخ التي تعمل بالوقود السائل رغم أنها أكثر عرضه للانفجار مقارنة مع الصواريخ التي تصل بالوقود الصلب بسبب قدرتها علي حمل رؤؤس نووية متعددة في نفس الوقت وهو ما يجعل الترسانة النووية الروسية أكثر كفاءة.
 
إن هذه الكفاءة تنطوي أيضا علي مخاطر لان روسيا تضع بهذه الطريقة كل البيض النووي في سلة واحدة ما يجعلها أكثر عرضة للهجوم عليها.
ويضيف لويس أن الولايات المتحدة وبعكس الروس تفضل توزيع ترسانتها علي أكبر مساحة جغرافية ممكنة في الأراضي الأمريكية مستخدمة صواريخ يحمل كل منها رأس نووي واحد فقط مستخدمة القواعد العسكرية ومنصات الإطلاق المختلفة.
ويؤكد لويس أن روسيا تملك قدرات هائلة فيما يتعلق بإطلاق الصواريخ النووية سواء في الغواصات او في منصات الإطلاق الأرضية. 
ويوضح لويس أن روسيا تملك عدة مكاتب لتصميم الصواريخ وليس مكتيا واحدا وكل منها يتخصص في تطوير نوع من الصواريخ ما يخلق وضع تسابق فيه المكاتب علي طرح أفكار جديدة للتطوير تلقي استحسان في القيادة الروسية. 
ويؤكد لويس أن قرار روسيا بتحديث ترسانتها النووية الإستراتيجية يأتي في وقت وصل فيه التوتر في علاقاتها مع الغرب إلي أعلي مستوياته ورغم المزايا التي يوفرها الصاروخ الجديد إلا أن يضع عبثا ثقيلا علي عاتق.
 
شكوك عميقة  
والسؤال المهم هل حقا يستطيع السلاح الروسي الجديد محو دولة بحجم فرنسا. 
وبادئ ذي بدء لابد من الإقرار بأن ما يهم هو الرأس النووي وليس الصاروخ فالنسخة الأولي من الصاروخ الشيطان موجودة منذ مطلع السبعينات.
وحتى لو استطاعت روسيا أن تحمل أكبر رأس نووي حراري موجود لديها والتي تعرف باسم القنبلة القيصر والتي تصل قوتها التدميرية ألي 50 ميغا طن علي الصاروخ الجديد، فأنها لا تستطيع تدمير دولة بحجم فرنسا.
ووفقا لخبراء الأسلحة النووية يصل القطر الإشعاعي المدمر للقنبلة القيصر نحو 60 كيلو متر وهذا من الناحية النظرية يغطي مساحة جغرافية تقدر بنحو 11 ألف كيلو متر، فيما تصل مساحة فرنسا إلي 550 إلف كيلو متر، وبعبارة أدق فأنه حتي القنبلة النووية القيصر لا يمكنها تدمير سوي مساحة 1.78في المئة من مساحة فرنسا 
 
ورغم أن الاتحاد السوفيتي طور نسخة من القنبلة القيصر تصل قوتها التدميرية إلي 100 ميغا طن ويصل قطرها الإشعاعي المدمر إلي 73.7 كيلو متر ما يغطي مساحة 17080كيلو منذ أو 2.69 في المئة في مساحة فرنسا 
وهناك عقبات فنية هائلة تعترض تركيب القنبلة القيصر علي رأس الصاروخ الشيطان فحتى النسخة الأقل وزنا من القيصر تصل إلي 30 طن، فيما تصل الحمولة القصوى للصاروخ 8.8 طن.
وبلغة الحسابات فأن الصاروخ لا يمكنه حمل سوى قنبلة 20 ميغا طن تغطي مساحة 6120 كيلو متر مربع ، اي أقل من 0.0096 في مساحة فرنسا، أما إذا انخفضت القوة التدميرية للقنبلة ألي 10 ميغا طن فقط فأن المساحة القابلة للتدمير لن تتجاوز 0.0057 من مساحة فرنسا.
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره