مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2016-08-01

القوة الحقيقية لدولة الامارات العربية المتحدة

‏إن القوة الحقيقية لدولة الإمارات العربية المتحدة لا تكمن في القدرات العسكرية، و لا في المساحة، و لا السكان، و الموارد المادية الأخرى، بل في القدرة على التأثير، والتلاحم الوطني .
 
بقلم : 
محمد خليفه بن كلفوت القبيسي
دارس بكلية الدفاع الوطني
 
 و عناصر هامة أخرى نبرزها فيما يأتي: 
‏أولاً: قيادة الدولة المعتمدة على أسس الحكم الرشيد، والتي جعلت من العلاقة بين الحاكم و المحكوم علاقة سلسة وعفوية، وقد جعلت من الحاكم أباً للشعب جميعاً، و فرداً ليس بأفضل حال منهم، من حيث تبادل الحب و الاحترام، و الثقة المتبادلة بين الطرفين، و ظل إنسان الإمارات و توفير العيش الكريم له هدفاً للقيادة، المستهدف في كل الخطط التنموية. 
 
‏ثانياً: وضعت دولة الإمارات منذ نشأتها بذور قوتها الحقيقية في إقرار مبدأ المساواة بين المواطنين جميعاً في الحقوق و الواجبات، و نص دستور الدولة في المادة (14) على تأكيد مبدأ المساواة و العدالة الاجتماعية، و تكافؤ الفرص لجميع المواطنين من دعامات المجتمع، و التعاضد و التزام الصلة و الثقة بينهم ، و أكد الدستور أيضاً في المادة (35) على مبدأ المساواة بين المواطنين في تولي الوظائف العامة.
 
‏ثالثاً: تكتسب دولة الامارات  قوتها من التكافل الاجتماعي والتلاحم الوطني و التي تعود جذوره إلى التقاليد العربية الأصيلة، و تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، حيث صار أبناء الإمارات جميعاً أسرة واحدة (البيت متوحد).
 
رابعاً: إن الطبيعة المتميزة لشعب الإمارات تمثل مصدراً من مصادر قوتها، حيث يتميز الشعب الإماراتي بدماثة الأخلاق، و الاحترام، وكرم الضيافة، و التمسك بتراث و تقاليد الأجداد و الآباء، و تقبل الشعوب الأخرى و ثقافتها، و قد ساهم ذلك في قيام مجتمع قوي متعدد الثقافات، يعيش فيه المواطنين الاماراتيون في تناغم و تسامح مع  وافدين قدموا إلى الدولة من جميع أنحاء العالم، و كان لمفهوم التسامح الذي يلخص روح دولة الامارات دور كبير في استقطاب رجال الأعمال من العرب من دول العالم، و أصبحت الإمارات مركزاً تجارياً إقليمياً  و عالمياً مما ساهم في تعزيز مصادر قوتها عالمياً، و لعلنا في هذا الإطار نشير إلى نتائج الاستطلاع الذي أجرى بين الشباب العربي على إمتداد وطننا العربي، و جاءت النتائج إلى أن الغالبية من الشباب العربي يتمنى أن يعمل و يعيش في دولة الإمارات العربية المتحدة بفضل ما يتوافر فيها من بيئة جاذبة، و ما يتميز به شعبها من تسامح. 
 
 ‏خامساً: التلاحم الوطني القائم بين القيادة و الشعب يعد من أكبر مصادر القوة الحقيقية لدولة الإمارات، فلقد أكدت الدولة منذ قيامها على إقرار مبدأ الشورى ، و إتاحة فرصة كاملة للمواطنين من اجل المشاركة الكاملة في عملية صنع القرار و المساهمة في مسيرة التنمية المستدامة في الدولة و  يمثل  المجلس الوطني الاتحادي باعتباره برلمان الدولة سلطة من سلطاتها ، و أداة التواصل بين المواطنين و السلطة التنفيذية، و يعبرون من خلالها عن آمالهم و طموحاتهم.
 
‏سادساً: يمثل الأمن والاستقرار بجميع أشكاله الذي تنعم به دولة الإمارات مصدرا من مصادر قوتها، وكان لهذا الاستقرار الفضل في إحداث التنمية الشاملة بالدولة، كما كان دافعا لجذب الباحثين عن الابداع و التطور و الابتكار لقد تحقق الإستقرار الأمني الذي تنعم به دولة الإمارات بفضل ما سخرته من إمكانيات هائلة لتطوير جهاز الشرطة بالدولة، و تأهيل كوادره للقيام بدورهم، حتى أصبحت الشرطة في دولة الإمارات رابع أفضل جهاز شرطة في العالم .
 
سابعاً: من مصادر قوة دولة الإمارات قيامها بدورها الإنساني إقليمياً و عالمياً، و تقديم المساعدات الدولية لجميع دول العالم ، التي تستحق هذه المساعدات في مجالات و قطاعات هامة ، من أجل المساهمة في تنمية المجتمعات و حياة البشر، و أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة الأولى عالمياً كأكبر جهة مانحة دولية للمساعدات الإنمائية الرسمية ، و في عام 2015م  قدمت مساعدات بلغت قيمتها 18.36 مليار درهم تمثل نسبة 1.26% من إجمالي الدخل القومي للدولة. و لقد كان لتلك المساعدات بالغ الأثر في أن تكتسب دولة الإمارات إحترام و تقدير دول العالم و شعوبها.  
 
‏الخلاصة : لقد أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة بفضل الله و ما ذكرناه من عناصر لقوتها الحقيقية ذات مكانة مرموقة في المجتمع الدولي ، و نموذجا يسعى الكثير من دول العالم إلى الاستفادة من تجربتها الرائدة، و ينظر إليها الجميع على إنها واحة للسعادة و التلاحم، و ها هي حكومتها الرشيدة تجسد هذا المفهوم العظيم في استخدامات حقيبتين وزاريتين لتسامح و السعادة من اجل ترسيخ التسامح و السلام و القيم العليا بين الناس، و المزيد من السعادة لشعبة، و في سبيل تحقيق ذلك أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد اَل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات و رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي أن دور الحكومة هو خلق البيئة التي يستطيع الناس من خلالها تحقيق أحلامهم، و طموحاتهم و تطلعاتهم، من خلال حاكمية جامعة لا مفرقة، حاكمة لا متحكمة. و تمكين الناس وليس التمكن منهم، و تمكينهم من أن يحققوا السعادة.
 
و استطرد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في كلمات مؤثرة قائلاً لقد غيرنا الحكومة، و أتمنى أن تكون نموذجاً يمكن أن يستفيد منه غيرنا، و معادلة التغيير لدى دولة الأمارات بسيطة تنمية تقوم على منظومة من القيم، و يقودها الشباب، تستشرف المستقبل، و تسعى لتحقيق السعادة للجميع. 
 
و من كل العناصر التي ذكرناها نستطيع القول بأن دولة الأمارات العربية حققت قوتها و مكانتها بين دول العالم ليس من خلال قوة عسكرية، أو من خلال ثروتها البترولية، بل من خلال منظومة قيم سادت بين الناس، و علاقات إنسانية مع دول العالم جعلتها نموذجاً جديراً بأن يهتدى به الاَخرين
لتصبح دولة الامارات العربية المتحدة علماً و معلماً و رسماً على خارطة العالم .


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره