مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2014-01-01

المتحدث الرسمـي..صوت القـوات المسلحة في السلم والحـرب

ظهر اسم المتحدث الرسمي ليعبر عن الرجل المتحدث Spokes Man ثم المرأة المتحدثة Spokes Woman فالشخص المتحدث Spokes Person وكان في البداية يعني المترجم The Interpreter ثم أصبح يعني الشخص المتحدث نيابة عن شخص آخر أو مجموعة من البشر، أو باسم منظمة ما.
 
 
وترجع بداية هذا التعريف إلى العام 1519 وتعني المترجم، كما ظهر في عام 1540 وتعني الشخص المتكلم الذي يتحدث نيابة عن الآخرين، كما ظهر باسم المرأة المتحدثة عام 1654، والرجل المتحدث عام 1972، ثم ظهرت تسمية المتحدث النموذج Spokes Model عام 1990 وقد ارتبط ذلك بالقوات المسلحة حين ظهر الشخص المخول من قبل القيادة العسكرية للتحدث باسمها.
 
إعداد:محمد المشرف خليفة
 
الناطق/ المتحدث الرسمي
لا يمكن أن نتحدث عن المتحدث الرسمي دون أن نذكر الناطق الرسمي خاصة وأن هذه الوظيفة أصبحت لها أهمية استثنائية منذ مراحل مبكرة لقيام الأنظمة السياسية، وقبل تطور وسائل الإعلام الحديثة إذ تشير السجلات التاريخية إلى أن أكثر الملوك والسلاطين والحكام كانوا يخصون «موظفاً» معيناً ليقوم بدور الناطق الرسمي، كما عرفت في الأنظمة السياسية الشرقية وظيفة المنادي أو المذيع وهو رجل كان يقوم بإعلان القرارات التي يصدرها الحاكم مصاحباً ذلك بضرب الدف أو الطبل ليلفت انتباه الناس، ومن المحتمل أن الحضارة الصينية عرفت ذلك قبل الغرب فهم الذين عرفوا أشكالاً متطورة من الطباعة وصناعة الأخبار قبل دول الغرب بمئات السنين.
 
وعرفت وظيفة الناطق الرسمي بأنه ذلك الشخص المكلف بإذاعة ما يراه مناسباً من أخبار ومعلومات وقرارات تتعلق بالحكومة وسياستها ومواقفها إزاء القضايا المختلفة التي تهم الرأي العام ووسائل الإعلام، وهناك من الدول من استخدمت الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة.
 
هذا وقد جرت العادة على اختيار المتحدث الرسمي ممن لهم خلفية صحفية لأنهم الأقدر على فهم كيفية عمل الإعلام ولهم القدرة على التواصل مع رجال الإعلام والرأي العام.
 
وتحرص الجيوش الحديثة على اختيار متحدث رسمي ذي كفاءة عالية لأنه يتحدث باسمها ويكون مخولاً بإيصال المعلومة وإطلاق التصريحات بالتنسيق مع الجهة ذات الاختصاص ووفقاً لمعايير وضوابط خاصة، والتزاماً بخطة استراتيجية موضوعة سلفاً، ويتم تحديد أدواره ومسؤولياته وفق منهجية واضحة وإجراءات موحدة لضمان مصداقية ومرجعية المعلومات الصادرة عن القوات المسلحة، وبالتالي تحقيق سهولة تدفق المعلومات وشفافية التعامل مع الإعلاميين والصحفيين والتواصل المنهجي والمستمر معهم من خلال فرق اتصال في مختلف وحدات الجيوش، كما يمكنه دوره من بناء علاقات جيدة مع كافة وسائل الإعلام والنظر في كافة طلبات إجراء المقابلات الإعلامية، والمبادرة بتنظيم هذه المقابلات الإعلامية والمؤتمرات الصحفية.
 
من هو المتحدث الرسمي؟
هو الشخص المخول من قبل القيادة العسكرية «أو من ينوب عنها» للتحدث باسمها في زمني السلم والحرب، لهذا يتم اختيار شخص «محترف» للقيام بهذه المهمة وفقاً لمواصفات خاصة ويفضل أن تنطبق عليه المواصفات والشروط التالية:
 أن يكون عسكرياً محترفاً،  وأن يكون مطلعاً على الشؤون العسكرية وبخاصة العمليات في القوات المسلحة، ويكون له قبول وحرفيه وذكاء ومرونة في التعامل مع حسن التصرف، ولدية مهارات في الاتصال، ايجابياً مع كافة وسائل الإعلام والعلاقات العامة، وأن يكون على صلة كبيرة أو مميزة بمتخذي القرارات في القوات المسلحة، ويتفرغ ما أمكن لأداء هذه المهمة، وأن يتميز بحسن التعبير باللغة التي يتحدث بها واللباقة ويستحسن أن يجيد لغة ثانية على الأقل، كما ينبغي أن يكون مهيئاً للتنسيق مع الأمن العسكري.
 
صفات المتحدث الرسمي
يتطلب أن يتحلى المتحدث الرسمي بعدد من الصفات ومنها:
أن يكون على قدر كبير من الكفاءة والثقافة، وأن يكون متفهماً لطبيعة العمل، كما ينبغي أن يكون شريكاً في اتخاذ القرار، وأن يكون فريقاً معلوماتياً يعتبر مصدراً من المصادر التي يلجأ إليها لأخذ ما قد يحتاج من معلومات، وعلى قدر عالٍ من الشفافية، ويساوي بين وسائل الإعلام في التعامل، وأن يكون على إطلاع جيد ولديه معلومات أوسع وأشمل عن القوات المسلحة، كما يتطلب أن يرد بمصداقية على الأنباء التي تنشر وتفتقر إلى المصداقية بدبلوماسية وذكاء،كما ينبغي أن يكون مستعداً دائماً سواء في أوقات السلم أو في زمن الصراعات والحروب والأزمات الإنسانية.
 
الهدف من اختيار المتحدث
 يتلخص الهدف من إختيار المتحدث الرسمي في ضمان السرية، وضمان ورود التصريحات والتعليقات والتقارير بطريقة صحيحة ومن خلال قنوات متخصصة وذلك لإحداث الأثر المطلوب منها، وتحقيق الموضوعية والشفافية في عرض البيانات والمعلومات الإخبارية والتقريرية، وإنهاء أي فرص لتداول الشائعات والأخبار المغلوطة والتكهنات غير المؤكدة.
 
من واجبات المتحدث الرسمي
للمتحدث الرسمي الكثير من الواجبات ومنها القيام بمتابعة أنشطة وفعاليات القوات المسلحة ليكون ملماً بطبيعة العمل في كل وحدات القوات المسلحة وعلى دراية بكل ما يستجد من تغيرات، والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة المتمثلة عادة في الأمن والتوجيه المعنوي، والإدلاء بالتصريحات الصحفية والإعلامية الخاصة بالقوات المسلحة، وكذلك القيام بتزويد وسائل الإعلام بالتقارير الإعلامية والإحصائيات وما يصدر إليه من القيادة من بيانات في حالات خاصة، وتوفير المعلومات لوسائل الإعلام والرد على الاستفسارات كتابة أو عن طريق تصريح علني أو من خلال عقد مؤتمر صحفي، وتسهيل مهمة الإعلاميين للحصول على المعلومات المراد نشرها، كما من واجباته تعزيز قنوات الاتصال الداخلي والخارجي، وإدارة طلبات اجراء المقابلات الصحفية والإعلامية مع القادة، ونظيم المؤتمرات الصحفية والإعلامية، ملتزماً في كل تصرفاته بالخطة الاستراتيجية للإعلام.
 
نصائح للمتحدث الرسمي
يتطلب نجاح المتحدث الرسمي في إقناع محدثيه الالتزام بعدد من الضوابط لعل أهمها: التخلص من عقبة الخوف من الخطأ، إذ أن أكبر عقبة أمام المتحدث هي الخوف من أن يخطئ، أو لا يحسن التعبير السليم فيتعرض لسخرية الآخرين.
- ومن العوائق الأخرى الحاجه لأن يبرهن قدرته على التأثير ولكي يكون المتحدث مؤثراً عليه أن يركز على المستمعين لا على نفسه ومخاوفه.
- ويقترح المتخصصون ثلاثة أمور يمكن القيام بها للتغلب على خوف مواجهة المستمعين أو المشاهدين:
- أعد النظر في وضعك «وقفتك» وأنت تتحدث: قف وأجعل بين قدميك مسافة قدم.
- رتب أفكارك قبل أن تبدأ بالحديث.
- خذ نفساً عميقاً وأخرجه ببطء.
- وأعلم أن الشجاعة ليست غياب الخوف وإنما التحكم في الخوف.
 أسباب نجاح المتحدث الرسمي
يتوقف نجاح المتحدث الرسمي على الالتزام بعدد كبير من النصائح منها: 
-يضع عينه في عيني من يتوجه إليه بالسؤال، وعند الإجابة على السؤال يجب أن يوجه نظره لكل المستمعين «حتى لا يتحول السؤال والجواب إلى حوار بين شخصين».
- يجعل كل المستمعين يستمعون للسؤال وإعادة السؤال من قبله، مما يعطيه فرصة لمعرفة السؤال وفترة للرد عليه.
- لا يخشى أن يقول للسائل: «إني لا أعرف الإجابة على هذا السؤال ولكني سأجد الإجابة إن منحتني فرصة للرد هاتفياً أو على عنوانك فيما بعد» وبهذا يبدو ذكياً ومتواضعاً.
- عدم الكذب على مستمعيه وعدم التهرب من السؤال بكلام غير مفهوم.
- لا يلوم أو يحرج أو يحبط من همة أو يخطئ أحداً من المستمعين ويراقب حركات وجهه وجسده فهذه تعبر أكثر عن استجابة للسؤال من الكلام – ويجب على المتحدث الرسمي أن يعامل كل مستمع باحترام وعلى قدر المساواة – أياً كان نوع السؤال.
- لا يغضب – ولكن ليس هناك ما يمنع أن يكون حازماً.
- يجعل أجوبته قصيرة وايجابية وإذا كان السؤال يتطلب إجابة طويلة فيجب عليه أن يطلب من السائل أن يتحدث إليه بعد الجلسة «أو المحاضرة». 
- عدم الإجابة على أسئلة غير لائقة أو غير مناسبة أو شخصية، ويرد بعبارة: «هذا لا يدخل في موضوع النقاش».
- يوجه بصره لكل القاعة ويسمح بالأسئلة من كل أنحاء القاعة ويجعل الحديث «أسئلة وأجوبة» مستمراً والكل مهتماً.
- إذا لم يوجه السائل سؤالاً، بل كان يتحدث حديثاً غير مفهوم، كأن يكون غاضباً، ينصت له، وكأنه يتجاوب معه.
– فإذا أسهب وأطنب وبدأ الضيق على وجوه المستمعين يجب على المتحدث الرسمي أن يتدخل ويأشر له بيده: «هذا يكفي» . 
- لا يقف موقفاً دفاعياً، ولكن ايجابياً لا سلبياً في ردوده.
- استخدام قصة شخصية لإيضاح وجهة نظره: يعتبر أسلوباً ناجحاً فهي تقلل من التوتر لدى المستمعين بإحساسهم أنه بشر مثلهم يخطئ ويصيب.
- يحذر السائل الأشبه بالمدفع الرشاش الذي يسأل عدداً من الأسئلة مرة واحدة والإجابة عليه بلباقة: «أفضل إجابة كل سؤال على حدة، ولنبدأ بالسؤال الأول».
- يتذكر أنه كمتحدث له حقوق أيضاً – كأن يتعامل باعتدال على نحو حسن وله الحق في أن يكون مسؤولاً عن الجلسة، وأن ينقل وجهة نظره للمستمعين.
- لا يسمح لأحد بأن يقوله ما لم لا يقل «كأن يقول: أنت قلت هذا مع أنك لم تقل ذلك» وإنما فهم وجهة نظرك بطريقة غير صحيحة.
- عدم الإجابة على الأسئلة الافتراضية والفلسفية.
.- الابتعاد عن استخدام لغة البيروقراطية «لغة المكاتب» أو الاصطلاحات العلمية عندما تتحدث إلى الجمهور، واستخدم جملاً قصيرة ولغة مبسطة.
-  يجب أن يكون صريحاً ومباشراً وحيوياً ومسيطراً على الموقف حتى نهاية جلسة السؤال والإجابة.
-  يجعل خاتمة حديثه مؤثرة وموضوعية – فهذا ما سيبقى في ذاكرة المستمعين.
- عند إعداده للجلسة – يتوقع أسوأ عشرة اسئلة يمكن أن توجه إليه ويسجل «أجوبته المحتملة على مسجل ويستمع إليها – ويحفظ بعض عبارات، أقوال، أو تصريحات ليعود إليها أثناء الحديث وتكون في نفس موضوع حديثه ويتذكر مقولة: «لم يضرني قط تصريح لم أقله».
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-02-26 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره