مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2013-03-01

تطـور كبيـر في تقنيـات الرؤيـة الليليـة

أدت أجهزة الرؤية الليلية من كافة الأحجام والأشكال إلى ثورة في مسارح القتال خلال السنوات الأخيرة، وأصبح تسليح قوات الجيشين البريطاني والأمريكي في أفغانستان بنظارات الرؤية الليلية ومناظير البنادق العاملة بالأشعة تحت الحمراء أمراً روتينياً، وأصبحت أجهزة الرؤية الليلية أجهزة أساسية في كافة مقصورات القيادة في الطائرات الحربية وطائرات النقل، وتستطيع كافة الطائرات، بدءاً من المركبات الجوية غير المأهولة "الآلية" Predator UAVs وانتهاء بالطائرات الهجومية وطائرات الاستطلاع والتجسس، تحول الليل إلى نهار في معظم مسارح العمليات المعادية، ولا تستطيع أي قوة قتالية حديثة الاستغناء عن هذه الأجهزة.
 
إعداد: روبرت فوكس
 
تعتبر الظلمة من عناصر المفاجأة، وهي إحدى العناصر الحاسمة في القتال والحرب، فالكمائن والعمليات الهجومية المفاجئة عادة ما يتم ترتيبها وتنفيذها ليلاً، كما تعتبر عمليات الزحف في ساعات الظلمة عناصر أساسية في عمليات المناورة منذ بدء تاريخ الحروب، وقد أدى استغلال الظلمة والبرق في عمليات الهجوم عند الفجر والغسق، خاصة تلك التي نفذتها "قبائل الزولو" في القرن التاسع عشر، إلى تعليمنا واحداً من أشهر التمارين القتاليـة في الجيـش البريطاني، ولكن قوات العمليات ما زالت تتلقى أمراً بـ "الاستعداد" للهجـوم في أفضـل ساعـة وهـي الفجـر والغسـق.
 
حرب الفوكلاند
عادة ما كان الأمر بـ "الاستعداد" يصدر بصورة روتينية في حرب الفوكلاند عام 1982، وهي آخر حملة نفذتها القوات البريطانية وحدها دفاعاً عن جوهرة التاج البريطاني – أرخبيل جزر الفوكلاند جنوبي المحيط الهادئ، وبعد تراشق دام بين الطرفين في موقعة Goose Green التي دامت يوماً وليلة، قررت القيادة البريطانية خوض الحرب في الأيام التالية ليلاً، ومن الغريب أن بعض القوات الأرجنتينية كانت أفضل تجهيزاًَ من القوات البريطانية من حيث النظارات وأنظمة الرؤية الليلية.
 
وقد بدأ توزيع أجهزة الرؤية الليلية كمساعدات روتينية على الوحدات القتالية للجيش البريطاني، فخوض الحرب بدونها يعني ضرورة الاعتماد على الطلقات الكاشفة التي لم تكن تختلف كثيراً عن الطلقات التي تم إطلاقها بالملايين أثناء الحربين العالميتين الأولى والثانية، وقد أطلقت قطع المدفعية ومدافع الهاون "المورتر" الطلقات الكاشفة، دفعة وراء أخرى في موقعة Goose Green ، ولم تكن طلقات المدفعية تختلف كثيراً عن الدانات التقليدية القديمة التي تم استخدامها على الجبهة الغربية، وكانت تصدر صوتاً مميزاً لدى سقوطها فوق المظلات الصغيرة، وكان على القوات المتحركة فوق الأراضي المكشوفة أن تتوقف عن الحركة تماماً، وأن تتحول إلى تماثيل بشرية، حتى لا يرصدها أفراد القناصة.
 
أجهزة الرؤية الليلية في الجيش الأمريكي
استخدم الجيش الأمريكي مع حلول عام 1982 أجهزة الرؤية الليلية كإجراء روتيني، وقد بدأ استخدامها خلال الحرب العالمية الأولى، خاصة من جانب الجيش الألماني، ومع نهاية الحرب العالمية الثانية كانت القيادة الألمانية قد زودت 50 دبابة من دبابات Panther بمناظير تعمل بالأشعة تحت الحمراء مثبتة على أنظمة التحكم في النيران ومناظير المدافع، وقد قامت شركة AEG بتطوير مناظير مشابهة للرؤية الليلية تم توزيعها على أفراد القناصة التابعين لسلاح المشاة الذين يعتبرون ورثة أجهزة الرؤية الليلية الحديثة، وتعتمد النظارات الليلية والأجهزة البصرية الليلية إما على التصوير بالأشعة تحت الحمراء أو التصوير الحراري، وتعمل الأشعة تحت الحمراء كعين بشرية تلتقط جزئيات الضوء ثم تعمل على تقويتها، أما التصوير الحراري فيعمل على الحرارة، حيث يقوم برصد حرارة المصدر ثم كشفها، وهذا ما يحدث عادة في التصوير الفوتوغرافي للطبيعة، وأثبت نجاحاً كبيراً مع المخلوقات الليلية والمخلوقات التي تعيش تحت الأرض أو تختبئ أو تعيش في أعشاش بعيداً عن ضوء النهار. 
 
وقد كان استخدام النظارات التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء والمثبتة على البنادق وأسلحة المشاة شائعاً ومنتشراً في حرب فيتنام، ولكنها كانت نظارات ليلية بدائية ومكلفة وصعبة الاستخدام، ولكن مع تطور التكنولوجيا انخفضت الأسعار، الأمر الذي أثار قضية القيود المفروضة على النظارات الليلية، خاصة بالنسبة إلى أسلحة القناصة وأسلحة الصيد الطويلة المدى في الأسواق، وفي بعض الولايات الأمريكية نجد هناك قيوداً شديدة على استخدام النظارات الليلية، ونجد أن بيعها محظور تماماً على الجمهور في بعض الدول الأوروبية، وقد اعتمد الجيل الأول من النظارات الليلية المثبتة على البنادق والتي تم صرفها لأفراد الجيش الأمريكي، مثل المنظار AN/PV-2 Starlight، على الضوء الطبيعي دون تقنية الأشعة تحت الحمراء، وسرعان ما ظهرت عائلة الجيل الثاني من المناظير، وقد استخدمت تلك المناظير تقنية الصورة الكاثودية  S-25 photocathode القادرة على توفير صورة أفضل، والتي أتاحت للقناصة وأفراد المشاة فرصة العمل خلال الليالي غير المقمرة، ويستخدم الجيش الأمريكي حالياً الجيل الثالث وما بعد الثالث من المناظير، ورغم أن الجيل الرابع لم يظهر بعد إلا أن استخدام تلك المناظير ليس شائعاً في الجيش الأمريكي.
 
مصادر القلق
من بين أكبر مصادر القلق ضرورة وجود مصدر للطاقة بالنسبة إلى المناظير الحرارية والمناظير العاملة بالأشعة تحت الحمراء، ويواصل التقدم التكنولوجي مسيرته في خفض استهلاك طاقة البطاريات، ولكن استخدام الأجهزة البصرية الليلية يظل مرتبطاً بشدة بمدة الطاقة، وتعتبر الحاجة إلى حمل بطاريات إضافية مصدر قلق كبير بالنسبة إلى قوات الاقتحام الخفيفة، والقوات الخاصة على وجه الخصوص.
ويعتبر تصنيف المناظير الليلية مختلفاً في الولايات المتحدة وأوروبا، فالولايات المتحدة تبدي قلقها إزاء تصدير أكثر نظاراتها الليلية تطوراً، ولذلك لجأت إلى تطوير إجراء تصنيفي جديد أطلق عليه اسم  Figure Of Merit- FOM، وهو الإجراء الذي حددته وثيقة "جامعة الدفاع القومي" تحت عنوان "قوة الردع التابعة للناتو".
 
واعتباراً من عام 2001 طبقت الولايات المتحدة نظام FOM جديد لتحديد عملية الإفراج عن التكنولوجيا الخاصة بالرؤية الليلية، ويعتبر هذا النظام معيار لقياس أداء أنبوب الصورة Image Tube Performance، وهو مشتق من عدد الخطوط في المليمتر الواحد مضروباً في نسبة الإشارة إلى الضوء، ويُعتبر تصدير الأنابيب الأمريكية التي تزيد على  FOM 1400 محظوراً بحكم القانون، وإن كان لا يمنع من مراجعة كل حالة على حده.
 
أجهزة الرؤية الليلية لقوات المشاة
من المفيد أن نقارن بين التجربتين الأمريكية والبريطانية فيما يتعلق بأجهزة الرؤية الليلية لقوات المشاة، ويعتبر الجهاز القياسي للمشاة البريطانية الذي تم استحداثه بعد حرب الفوكلاند عام 1987 هو SA80 الذي تصنعه Heckler and Koch وهذا الجهاز معروف لدى القوات البريطانية باسم L85 وهو مكمل لسلاح دعم الضوء L86، وهو عبارة عن رشاش خفيف للمشاة، وقد كان الجهاز مثار جدل، وتعرض لانتقادات شديدة في المرحلة الأولى من جانب وسائل الإعلام، ولكن أول اختبار حقيقي له جاء مع عمليتي "عاصفة الصحراء" وعملية تحرير الكويت في ربيع عام 1991، ثم في عمليات حفظ السلام في  البلقان.
 
وقد اعتبر الكثيرون البندقية سلاحاً غير كاف بالنسبة إلى أفراد المشاة، على أساس أن البندقية لا تستطيع أن تصمد طويلاً أمام الاستخدام الصعب من جانب الجنود في العمليات القتالية، خاصة في ظل حرارة الصحراء حيث يعتبر الغبار الناعم والعواصف الرملية الشديدة من المشاكل المتكررة، علاوة على ذلك، كان للبندقية مشاكلها ومعارضوها أيضاً بسبب رطوبة وبرد فصل الشتاء في البلقان، وقد تم تطوير البندقية وتحسينها وأصبح يُطلق عليها اليوم L85A2 التي من المقرر أن تكون البندقية القياسية للجيش البريطاني لعشر سنوات أخرى على الأقل، ويبدو الجنود أكثر من سعداء بالبندقية وأدائها في أفغانستان اليوم، خاصة بعد إدخال تحسينات على قاذف القنابل.
 
ومنذ البداية، أحب الجنود النظارات الخاصة بالبندقية SA80، بغض النظر عن المشاكل والانتقادات الأخرى حول تعطلها ومشاكل الرمال والتنظيف، المنظار الحالي هو منظار Sight Unit Small Arms, Trilux- SUSAT الذي يكبر الصورة بمعدل أربع مرات، ويضيء مؤشر التصويب الذي يعمل بمصدر ضوئي تريليوني، وقد كان هذا هو السلاح القياسي منذ عام 2005، وهو يضم تحسينات كبيرة في الظروف الصعبة وعند تدني الرؤية، وهو يعمل بصورة جيدة عند الغسق وفي حالات البرق، وقد تم استبدال SUSAT بمنظار CWS للرؤية الليلية السلبية وجهاز تصويب يعمل بالليزر.
 
أفغانستان
لقد تم استبدال تلك المعدات في أفغانستان بمناظير الرؤية الليلية CW 4 x and Maxi-Kite 6 x، كما تستخدم القوات البريطانية أيضاً نظارة حرارية جديدة ضمن نطاق برنامج FIST، وذلك عقب الاستخدام الناجح لمنظار السلاح الحراري +VIPIR-2 في أفغانستان، وهذا يعني حدوث تطور كبير في المشاة البريطانية في مجال تقنية الرؤية الليلية منذ حرب الفوكلاند قبل ثلاثين عاماً عندما كانت معظم التحسينات التي جرت على الرؤية الليلية تعتمد على إضاءة مدافع الهاون "المورتر" والمدفعية، وهي أقرب إلى المستخدمة في Somme عام 1916 منها إلى المعدات المستخدمة اليوم.
غالباً ما تعتمد وحدات القوات الخاصة على أجهزة الرؤية الليلية التي كانت من الابتكارات العظيمة، وفي عام 2003 استحدثت قيادة العمليات الخاصة الأمريكية المنظار المزدوج الأدوار ELCAN Specter DR 1-4x للبنادق M4 التابعة للقوات الخاصة والتي تستخدمها وحدات SEAL، ويتميز هذا المنظار بدرجة عالية من المرونة والتكيف بحيث يلبي احتياجات الرمي البعيد المدى والقتال الالتحامي في المدن والمناطق الحضرية، ويمكن تحويله بسهولة إلى منظار للرؤية الليلية باستخدام منظار الرؤية الليلية المتحرك CNVD، وهو أمر جيد لأنه لم يعد يعني أن على الجندي المقاتل إزالة المنظار النهاري واستبداله بمنظار رؤية آخر مختلف، ولم يعد على الجندي إبدال العدسات وتخمين دقة السلاح بمنظار جديد، فهو يستخدم نفس العدسات، ومن بين الاستخدامات الرائعة لأجهزة الرؤية الليلية استخدامها في الطائرة المروحية الهجومية Apache AH-64D في أفغانستان، ويعتبر نظام التحكم في النيران الذي أنتجته شركة  Lockheed Martin من أكثر الأنظمة تقدماً والفريدة من نوعها المتاحة اليوم، حيث يتيح النظام لأطقم الطائرة Apache إمكانية العمل في الأحوال الجوية السيئة وعند تدني الرؤية، وقد ضاعف النظام معدل الأمن والسلامة بدرجة كبيرة ورفع أداء تحديد "استحواذ" الهدف بنسبة 150 % بالنسبة إلى الأنظمة القديمة التي ظلت مستخدمة حتى عام 2006، ومن المقرر تحسين النظام Arrowhead بإضافة تلفاز VNsight خفيف الوزن لتحسين قدرات الاستشعار ليلاً، وسيكون النظام قادراً على التقاط المصادر الخفيفة غير المستغلة بسهولة عن طريق استخدام أنظمة الرؤية الأمامية العاملة بالأشعة تحت الحمراء Forward Looking Infra RED systems –FLIR.
 
المجال التجاري المدني
لا يضاهي التطورات العسكرية في الأجهزة البصرية الليلية سوى التطورات في المجال التجاري المدني، وقد تحقق بعض من أعظم التطورات في مجال هذه الأنظمة في تصوير الطبيعة مثل تتبع عادات المخلوقات الليلية مثل الوطاويط، وقد ظهر التصوير الفوتوغرافي بالأشعة تحت الحمراء في العالم على نطاق واسع في عام 1910، وذلك على يد "روبرت وود" الذي نشر سلسلة من الصور الفوتوغرافية بالأشعة تحت الحمراء التي التقطها في إيطاليا عام 1911، وباستخدام صفائح معدة خصيصاً، وقد نجح "وود" في إظهار مجموعة مذهلة من الألوان المختلفة التي ألهبت خيال الفنانين وإلهامهم في ستينيات القرن الماضي، وقد تطورت الأجهزة البصرية الليلية بدرجة مذهلة بفضل تطور التصوير الفوتوغرافي الرقمي.
 
وقد استغل الجيش استخدام "وود" للأشعة تحت الحمراء خلال الحرب العالمية الأولى، خاصة المدفعية الأمريكية التي استخدمت التصوير الفوتوغرافي الجوي بالأشعة تحت الحمراء لتحديد الأهداف من وراء السحب، ويجري حالياً تسويق وبيع النظارات والمعدات الليلية داخل القطاع التجاري كله، وقد تم عرض نظارتين بريطانيتين للرؤية الليلية من نوع SA80 على أحد مواقع الإنترنت بسعر 2800 جنيه إسترليني لكل واحدة في العام الماضي، ويشهد العالم حالياً تطوراً كبيراً في تقنيات الرؤية الليلية التي من الصعب أن نعرف عنها شيئاً لسنوات طويلة، أحدث مجالات التقنية يتعلق بأنظمة الاستشعار "الحساسات" عن بُعد، والمركبات الجوية غير المأهولة UAVs والطائرات الآلية القادرة على رصد وتتبع التحركات عبر مسافات كبيرة باستخدام التصوير الحراري.
 
ولا يعتبر استخدام أجهزة الرؤية الليلية في التصوير التليفزيوني أمراً شائعاً، وعادة ما يتم استخدام العدسات الليلية المعتمدة بدرجة  كبيرة على التصوير الحراري، وتحسين الضوء بصورة روتينية في ساحات القتال المختلفة، بدءاً من أفغانستان وانتهاءً بسوريا، ومن أفضل الابتكارات وأكثرها فعالية تلك الابتكارات المتعلقة بالأنظمة القديمة التي يمكن الاعتماد عليها بدرجة كبيرة، ويعمل سلاح الجو الأمريكي منذ فترة طويلة على تجربة جيل جديد من نظارات الرؤية الليلية البانورامية  Panoramic Night Vision Goggles-PNVGs التي توفر مجال رؤية يصل إلى 95 درجة، والتي يستخدمها الطيارون حالياً، وطياروا Fairchild A-10 Thunderbolt 11 وهي عبارة عن طائرة دعم جوي قتالية Combat Aerial Support – CAS  منذ نصف قرن تقريباً، ومدفع AC-130U Spooky.
 
الخلاصة هي أن أجهزة الرؤية الليلية لن تعرف الكلمة الأخيرة، فالعقيدة العسكرية الأمريكية الثابتة هي أن أجهزة الرؤية الليلية مجرد أدوات مساعدة لا يمكن الاعتماد عليها كمعدات إنقاذ في العمليات القتالية، فالليل ما زال مرادفاً للاختباء والمفاجأة، وحركة طالبان ما تزال تناور بنجاح ليلاً في ظل ظروف وأحوال مناخية صعبة على الرغم من وجود مجموعة مميزة من معدات الرؤية الليلية ISTAR لدى القوات الأمريكية وحلفائها من قوات "الإيساف"، وما زال بوسع طالبان استخدام التضاريس الطبوغرافية التي تعرفها جيداً ليلاً، ولكن تظل تكتيكات Brer Rabbit كما وردت في الأسطورة فعالة ضد مساعدات الرؤية الليلية.
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره