مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2016-11-09

حرب الشبكات المركزية وتأثيرهـا على الأمـن الوطني

حرب الشبكة المركزية (Network Centric Warfare) (NCW) هي عقيدة عسكرية (Military Doctrine) أو نظرية حرب (Theory Of War) ابتكرتها وزارة الدفاع للولايات المتحدة الأمريكية، وتسمى أيضاً عمليات الشبكة المركزية (Network Centric Operations) (NCO). والغرض منها ترجمة أو تحويل الأفضلية المعلوماتية إلى أفضلية تنافسية، من خلال شبكة حواسيب آلية قوية بها معلومات جيدة عن مواقع القوات العسكرية. وقد ظهرت فكرة «شبكة الحرب المركزية» عام 1996 عن طريق «وليام أونز» القائد الأمريكي الذي وضع نظرية «نظام الأنظمة» ( (System – Of – The Systems. وقد وصف «أونز» تطور أنظمة مستشعرات الاستخبارات وأنظمة القيادة والسيطرة والأسلحة دقيقة التصويب بأن تمتلك قدرة التحذير الجيد عن الحالة (Situational Awareness)، والتقييم السريع للأهداف، والتوزيع المثالي للأسلحة.
 
 
بقلم : العقيد الركن طيار بطي الدرمكي
و في عام 2010 وضع مفهوم عسكري يعرف بـ «السيطرة الشاملة على الطيف» (Full Spectrum Dominance) والذي يعني قدرة القوة العسكرية على السيطرة الشاملة على سماء المعركة (Battle Space) ، والذي يبدأ من مجرد عمليات سلمية (Peace Operations) إلى عمليات قتالية مرتكزة على ميزة التفوق المعلوماتي (Advantages Of Information Superiority).لذلك تستخدم المعلومات لتحقيق اقصى مستوى تنافسي، كما أن القوات المشتركة في شبكة واحدة تمتلك طريقة جديدة للتفكير تعرف بـ «شبكة التفكير المركزية» (Network – Centric Thinking)، تطبقها على العمليات القتالية.
 
وتساعد شبكة التفكير المركزية في سرعة اتخاذ القرار من خلال استثمار ميزة السيادة المعلوماتية وتحويلها إلى إجراءات وأعمال قتالية. و تعد صورة شفافة للمهمة وحجم القوة و الجغرافية. لكن المشكلة الرئيسة التي تواجه أي نظام توجيه أسلحة صد الطائرات أو الصواريخ البالستية أو قذائف المدفعية هي الإنذار المبكر عن تلك الأهداف وليس تتبعها. فالمقطع الراداري (RCS) للصواريخ البالستية وقذائف المدفعية لا يزيد عن (0.5 متر مربع) لذلك يصعب كشفها إلا على مسافات قصيرة، وبالتالي لا يتوافر للسلاح زمن رد فعل كافي للتعامل مع تلك الأهداف ،إلا إذا تم ربط تلك للأسلحة (طويلة المدى، و متوسطة المدى، وقصيرة المدى) ببعضها وتوصيلها بالأنظمة القادرة على توفير الإنذار المبكر عن الأهداف المعادية كالأقمار الصناعية الخاصة بالمراقبة والاستطلاع، وأنظمة الإنذار، والتحكم المحمول جواً (AWACS Airborne Warning And Command )، بهدف توفير ميزة لتلك الأنظمة الصاروخية الموجهة وهي توفير صورة واسعة وواضحة للأهداف ، مع فترة زمنية كافية للتعامل معها، وهذا ما دفع الجيوش المتقدمة إلى تبني مفهوم حرب الشبكات المركزية (NCW) . وتعتمد الشبكات على المعلومات والتي تصل إلى درجة التفوق المعلوماتي (Information Superiority) وعلى النحو الآتي :
 
أ. نطاق المعلومات لمسرح الحرب:
 العمليات العسكرية تجري في البعد الأرضي والبحري والجوي لمسرح العمليات، أما حرب الشبكات المركزية فتتم في نطاق المعلومات (Information Domain) الذي يشمل أنظمة الحواسيب الآلية ، وأجهزة جمع ومعالجة المعلومات، ومعدات حفظ ونقل وعرض واستخدام المعلومات وتوزيعها في مسرح الحرب الحديثة، ويتكون هذا النطاق من الآتي:
 
 (1) أنظمة الاستشعار (Sensors).
 وتشمل جميع الكوادر البشرية، والأجهزة التي تعمل على توفير المعلومات عن الأهداف المعادية، والموقف القتالي في ميدان المعركة كالرادارات، والأجهزة الحرارية ومعدات الاستطلاع الإلكتروني المحمولة جواً / بحراً / براً. و هذه الأنظمة تنتج كماً هائلاً من المعلومات المتنوعة، والمتباينة وذلك تبعاً لعمل النظام ونوع البيئة التي يعمل فيها النظام.
 
(2) أنظمة القيادة والسيطرة والاتصالات.
  وتشمل كافة الوسائل البشرية والآلية التي تمكن القادة من ممارسة القيادة والسيطرة على وحداتهم، وغالباً ما يكون لكل قوة من القوات المسلحة نظام قيادة وسيطرة واتصالات خاصة بها لإدارة أنظمة الاستشعار والأسلحة التابعة لها .
 
(3) أنظمة الرماية والضرب والتنسيق .
وتشمل الرماية، وأجهزة التصويب، و التتبع، و الرصد و المراقبة التي تستخدم للتعامل مع الأهداف المعادية (معدات القصف والتنسيق المحمولة جواً / بحراً، و أنظمة السيطرة على النيران).
 
مفهوم حرب الشبكات المركزية (Network Centric Warfare (NCW.
تتمكن الوحدة من موقعها -اعتماداً على إمكانياتها- من الحصول على معلومات جيدة تحتاجها الوحدات الأخرى لإنجاز مهامها بنجاح، ولكن لا يوجد وسيلة لتمرير تلك المعلومات بين الوحدات. بينما أثبتت نتائج العديد من المناورات على المشبهات و المناورات الميدانية أن أداء الوحدة التي تحصل على المعلومات من مصادر متعددة ومتنوعة (شبكة معلومات) أفضل من أداء الوحدة التي تحصل على المعلومات من إمكانياتها الذاتية. لذلك زاد الاهتمام بتطوير الإمكانيات والإجراءات لتكون العمليات العسكرية مرتكزة على (CENTRIC) المعلومات المستقاة من الشبكات (NETWORKS) بصرف النظر عن نوع الجهات المستفيدة من المعلومات، وذلك بدلاً من الاكتفاء بالمعلومات المتوفرة من الإمكانيات الذاتية.
 
من هذا المفهوم جاء اصطلاح حرب الشبكات المركزية، وبالتالي فإن الهدف منها زيادة المعلومات للعمليات العسكرية على المستوى الاستراتيجي و العملياتي والتعبوي وذلك للمساهمة في تحسين الفعالية القتالية (Combat Effectiveness)، وأيضا دقة وسرعة تنفيذ منظومة صنع القرار التي تشمل: المراقبة والتوجيه، واتخاذ القرار ، والتنفيذ، وهذا ما يعرف حديثاً بـ «نظام الأنظمة» أو «منظومة الأنظمة» «System Of The Systems» ، أو نظام «القيادة والسيطرة والاتصالات والحواسيب الآلية ،والمشاركة العملياتية والاستخبارات والمراقبة (C4I2SR) .
 
• من وجهة النظر النظرية فإن تطبيق مبادئ عصر المعلومات بغرض زيادة سرعة الاتصالات وزيادة توفير الإنذار عن حالة (Situation Awareness) وذلك من خلال الشبكات سيؤدي إلى تحسين كفاءة وتأثير العمليات القتالية .
• ومن هنا فإن ذلك يسمح بأن تكون الوحدات القتالية صغيرة في الحجم وتعمل بطريقة أكثر استقلالية وأكثر تأثيراً، كما يمكن تخصيص عدة مهام لها أكثر من الوحدات الغير مترابطة في شبكات.
• تعد المستشعرات الموجودة في شبكة واحدة مصدراً جيداً ومستمراً للبيانات ويتم معالجة تلك البيانات لتتحول إلى عمليات.
• كما يزيد الـ NCO من درجة المشاركة والتعاون من خلال تدفق الكثير من المعلومات خلال جميع أبعاد ميدان القتال، حيث تتشارك البيانات المطلوبة، وتعالج وتحول إلى معلومات، وبالتالي يتم إرسالها بسرعة إلى الجهة أو النظام المحتاج لها .
• وتحقق الشبكة المرنة القوية التي تربط الوحدات المقاتلة إلى السرعة في «إيقاع المعركة» ومنع وتقليل تأثير النيران الصديقة، وخطورة بعض العمليات الصديقة ضد الوحدات الصديقة، كما أنها تحقق وتوفير قدرة قتال عالية للوحدات الصغيرة الحجم.
• تشمل أهداف القيادة والسيطرة لـ شبكة العمليات المركزية (NCO) على:
تقصير (تقليص) دورة اتخاذ القرار
تقصير (تقليص) دورة اتخاذ القرار
 ب. تحسين المعرفة والفهم لنوايا القيادة.
جـ. زيادة القدرة في إمكانية الدخول على «المعلومات المجمعة» لجميع القوات وذلك لتقليل «عدم الوضوح والاختلافات». 
 
إجراءات إضعاف الشبكات المركزية 
1. التدمير. وذلك بتدمير مراكز قيادة وسيطرة العدو بسوائل النيران المختلفة (الطيران – الصواريخ – المدفعية).
 
2. الخداع (Deception) .
 أ. تمثيل نشاط الكتروني وهمي.
 ب. اختراق شبكات العدو لإيهامه بأنه حقيقية.
 جـ. إذاعة معلومات و أوامر كاذبة لتضليل العدو عن حقيقة الموقف.
 
3. التدمير (Destroy) .
أ. تنفيذ الإعاقة اللاسلكية على شبكات واتجاهات العدو اللاسلكية في مجالات الترددات (UHF – VHF – HF) برية / بحرية / جوية .
ب. استخدام أنظمة الطاقة الموجهة لقتل العناصر البشرية، و تدمير مراكز القيادة والسيطرة، وتدمير وتخريب الأنظمة الإلكترونية للعدو.
 
4. التأخير (Delay) . وذلك بتحميل كم هائل من المعلومات الخداعية على شبكات العدو الإلكترونية للوصول إلى درجة التشبع وعدم القدرة على معالجة البيانات المستقبلة.
 
5. الحماية (Defend) .
أ. توفير الحماية لمراكز القيادة والسيطرة لقواتنا ضد وسائل التدمير المادي المعادي (طيران – صواريخ – مدفعية....) .
ب. حماية المستشعرات من الصواريخ المضادة للإشعاع (رادارات) Anti-Radiation Missile (ARM) .
جـ. تجهيز أنظمة الاتصالات بالآتي :
(1) دوائر حماية الكترونية ضد (التنصت والإعاقة).
 (2) استخدام الكود والشيفرة.
(3) استخدام أنظمة الاتصالات ذات الإرسالات الحديثة. 
(4) التوسع في استخدام العواكس الركنية لجذب انتباه العدد و خداعه عن مراكز القيادة والسيطرة لقواتنا الحقيقية وتغيير معالمها.
هـ. التوسع في استخدام أنظمة الاتصالات الرقمية نظراً لكفاءتها، وسهولة تطبيق (FDMA) التقسيم الترددي، والتقسيم الزمني (TDMA)، والتقسيم التشفيري (CDMA) للمستخدمين .
و. توفير حماية للأجهزة الإلكترونية للاتصالات ضد أنظمة التوجيه (الأغطية المضادة للطاقة الموجهة) .
 
الإجراءات المضادة لمراكز القيادة والسيطرة والاتصالات والحواسيب الآلية لإضعاف شبكات العدو.
• هو عبارة عن شبكة أقمار صناعية تستخدم في الاتصالات الاستراتيجية بواسطة مراكز القيادة والسيطرة العسكرية على نطاق ومساحات كبيرة حيث تتوفر وتحقق هذه المحطات عملية إعادة بث للبيانات بغرض الإنذار المبكر، والاتصالات الدبلوماسية، وإدارة الأزمات .
• هناك عدد (8) أقمار صناعية في المدار المتزامن على ارتفاع (36000 قدم) عن سطح الأرض خلال الحيز الـ (Extra High Frequency (EHF)) حيث يستخدم التردد (44 GHz) للوصلة العلوية (Uplink) والتردد (20 GHz) للوصلة السفلية (Downlink) وبالتالي باستطاعتها تحييد وتجنب الإعاقة على وصلات الاتصال .
• النظام التكتيكي لتوزيع المعلومات المشترك هو عبارة عن شبكة اتصالات يستخدم لنقل البيانات والمحادثات الصوتية وذلك باستخدام تقنية إرسال تسمى التقسيم الزمني لعدة مشتركين [(TDMA) time Division Multiple Access)
وهذا النوع من التقنيات له مقاومة جيدة لجميع أنواع الإعاقة الإلكترونية.
تتميز هذه التقنية (TDMA) بسعة كبيرة بحيث تسمح بتنفيذ عمليات القيادة والسيطرة (Command Control Operation) لعدد كبير من المستخدمين تشتمل على البحرية والبرية والتي تكون منتشرة على مساحات كبيرة جداً تقدر بحوالي مئات من الكيلومترات .
 
ويتكون نظام الـ «JTIDS» من :
أ. عدد (128) شبكة .
ب. كل شبكة يستطيع المستخدم أن يقوم بعملية إرسال واستقبال الرسائل والبيانات.
جـ. يمكن استخدام النظام «كمعيد» (Repeater) للاتصالات بين المستخدمين.
د. وبالتالي فإن نظام الـ (JTIDS) يظل في حالة عمل (Active) طالما كان هناك على الأقل عدد (2) مستخدم .
 
ينظم نظام الـ (JTIDS) المستخدم في الشبكات المركزية (Centric Network) كالتالي (انظر الشكل المرفق) :
أ. تقسم عدد ساعات اليوم إلى (112) دورة (112 Cycle)، وكل دورة لها فترة زمنية مدتها (12،8 دقيقة) .
ب. كل «دورة» يتم تقسيمها إلى (64 Frame) وكل «Frame» مدته «12 ثانية»، وأيضاً كل «Frame» يتكون من Time Slot (1536 خانة زمنية).
جـ. وكل خانة زمنية (Time Slot) تكون مدتها (7،8 مللي ثانية) .
 
واعتماداً على نوع العمليات فإن كل مستخدم يتوفر له عدد (1) أو (2) خانة زمنية حيث يمكنها من إرسال الرسائل ، وأثناء عملية الاستقبال فإن جميع «الخانات الزمنية» الأخرى تكون متوفرة وجاهزة للاستقبال.
يمكن للمستخدم اختيار المعلومات التي يرغبها ويحتاج إليها .
 
وحيث أن «الدورة Cycle» مقسمة إلى (98304) خانة زمنية (Time Slot) وحيث أنه في الحالات المحدودة للغاية التي فيها يخصص لكل مستخدم «خانة زمنية» (Time Slot) واحدة فقط ، فإنه بالتالي تكون شبكة الـ (JTIDS) قادرة على أن تستخدم بواسطة (98000( مستخدم أو أكثر .
ويجب أن تشتمل كل رسالة على بيانات تختص بالآتي:
• تحديد الهوية Identity .
• والموقع Location .
• وحالة المستخدم (Statue Of The  User) .
يجب تقديم جميع تلك المشتملات إلى الشبكة .
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره