مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2014-03-01

رياضة الجوجيتسو بين القوة والذكاء والتكتيكية

تشكل رياضة الجوجيتسو لشباب الإمارات طريقة جديدة للحفاظ على الصحة الجسدية والذهنية بما تتطلبه من قدرات عقلية كبيرة وانضباط واحتراماً كبيراً من خلال ما تغرسه من قيم في نفوس الشباب كما أنها تترك أثراً عميقاً في المجتمع من خلال تشجيع المزيد من الشباب على ممارستها واختبار فعالياتها بشكل عملي.
 
إعداد:محمد المشرف خليفة
 
تتمتع هذه الرياضة بشعبية متنامية في الإمارات حيث أصبحت الرياضة الأسرع نمواً وانتشاراً في الدولة لما تسهم به من بناء صحي وجبل من الرياضين القادرين على المنافسة في المحافل الدولية.
وتسعى القوات المسلحة إلى توفير كافة أنواع الدعم لرياضة الجوجيتسو إيماناً منها بأهمية هذه اللعبة في تعزيز مكانة وإسم الدولة على خريطة الرياضة المحلية والعالمية، مع التأكيد على تعزيز روح المنافسة الشريفة بين جيل الشباب. هذا وتعكس هذه الرياضة نشاطاً ايجابيا لدى الشباب ينعكس بدوره على تطورهم الجسدي والذهني وأن الدعم الذي توليه القيادة الرشيدة لهذه الرياضة يعكس ما توليه من اهتمام لإنسان الإمارات وصنع مستقبله.
 
من هنا كان لابد وأن تتعرض مجلة درع الوطن لمفهوم هذه الرياضة وتاريخها علماً بأن الكلمة هي في الأصل يابانية وينقسم معناها إلى قسمين الأول هو الجو. "ملاك" والتي تحمل عدة معان كالطيف أو المرن أو الطبع أو الرضوخ، والقسم الثاني هو جيتسو Jitsu بمعنى الفن أو التقنية، ويرجع تاريخها إلى المدعو كارلوس جريس الذي بدأ يقوم بلعبته تشبه لعبة الجودو، غير أنه بإضافة التعديلات عليها وبخاصة الحركات الخاصة بها استطاع تحسينها لتعرف الأن بإسم "الجوجيتسو، وبدأ هوليو جريس الإبن الأصغر لعائلة جريس تعلم اللعبة الجديدة وراح بعلمها للشباب كان عمره لم يتجاوز الـ 16 عاماً، وازدادت شهرته كما ازدادت شهرة اللعبة الجديدة، وبزيادة تدريباته بدأ يتحدى خصوصاً من ذوي أجسام ضخمة ويتغلب عليهم وهكذا بدأت اللعبة بالانتشار..
 
من جهة أخرى يقال أن أول من مارس هذه اللعبة هم محاربو السامورائي اليابانيون الذين استخدموها كوسيلة للقتال القريب مع عدو مدرع لا تنفع معه لا الأسلحة ولا الضرب باليد ولكن بهذا الأسلوب من القتال يصبح درع المحارب الخصم عبئاً عليه بدلاً من أن يكون عنصراً مساعداً، وتم تطوير هذه الرياضة عبر سنوات طويلة من الممارسة.
 
الجوجيستو اليابانية والبرازيلية
الجوجيستو اليابانية هي رياضة تبدأ من وضع الوقوف استعداداً للقتال، وتضم ضمن فنونها عمليات إلقاء الخصم أرضاً، والتثبت والخنق، وهي أصل ألعاب متعددة لاحقة ظهرت هذه اللعبة في البرازيل على يد الياباني ميتسو مايدا الذي نقل إحدى ألعاب الجودو التي كانت تعتمد القتال الأرضي إل البرازيل وذلك عام 1914 ومنها مررها إلى أحد أبناء صديق له اسمه "كارلوس غارسيا"، فما كان من هذا إلا أن طورها بدوره ونشرها في البرازيل، وبات لها العديد من الأساليب منها وضعية الوقوف، وأصبحت بمرور الوقت جزءاً لا يتجزأ من رياضة الألعاب القتالية المختلطة التي يطلق عليها Mixed Marcial Arts، وأصبحت تعرف اقتصاراً بـ MMA وسرعان ما عرف الشباب البرازيلي لعبة الجوجيستو.
 
وباشتهار اللعبة اكتسبت مسميات ذات درجات متعددة تبدأ بدرجة الأبيض للبالغين من الشباب ثم تتدرج إلى الأزرق ثم البنفسجي فالبني والأسود لتنهي لأعلى الدرجات وهي الأحمر، وتعتبر درجات الأبيض والأصفر والبرتقالي والأخضر لصغار السن من 16 سنة.
 
فن استخدام الجسم
يطلق على هذه اللعبة فن استخدام الجسم للتغلب على الخصم، ولهذه اللعبة العديد من القوانين المنظمة لها التي تتضمن نوعية اللباس، وقياس منطقة القتال، والتحية والإقصاء، ونهاية المباراة حيث يسمى اللباس الكيمونو ومساحة الحلبة فيها 64 متراً مربعاً  كحد أدنى و100 متر مربع كحد أقصى، وتقسم إلى قسمين داخلي يتكون من 18 قطعة من أرضية ذات لون أخضر أو منطقة خارجية من 14 قطعة بلون أخر، وفي حال تخطي ثلثي جسم المتنافسين أو كلاهما حدود هذه الحلبة يوقف الحكم المباراة ويعيد اللاعبين إلى نقطة البداية.
 
هذه الرياضة لا تعادل فيها، وتحسم المباراة من خلال التقديم أو التثبيت أو الإقصاء والإغماء أو النقاط، وذلك يتم حين يستسلم الخصم، أو يغمى عليه ويفقد وعيه ويعتبر قد خسر المباراة، في حين يتم الإقصاء لمخالفات غير قانونية خلال المباراة كالتصرف اللا أخلاقي وعدم احترام الحكم  أو عض الخصم أو شد الشعر ووضع الأصبع في عين المنافس.
 
هذا وتعتبر رياضة الجو جيستو من أجمل الرياضات فهي تحتاج إلى القوة والذكاء والتكتيك ويمكن تشبيهها بلعبة الشطرنج، وليس من الضروري أن يفوز الأقوى أو الأضخم جسماً بل إن الانتصار غالباً ما يكون لمصلحة الأعلى تكتيكاً والأكثر ذكاءاً.
 
أندية للجوجيتسو بالإمارات
وجه الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بانشاء أندية ومراكز تدريب جديدة لهذه اللعبة الرياضية في مختلف إمارات الدولة لاستيعاب القاعدة العريضة من اللاعبين، كما وجه سموه برعاية اللاعبين المميزين في هذه اللعبة، ودعا لمساهمة مؤسسات القطاعين الحكومي والخاص لهذه اللعبة من خلال دعمها لمواصلة شباب الإمارات طريقهم نحو البطولات، وتبنى مسيرتهم الرياضية، وتوفير كل سبل التفوق لهم ليمثلوا بلدهم خير تمثيل.
 
وتشمل توجيهات سمو ولي عهد أبوظبي رعاية المميزين في اللعبة في المدارس والجامعات لمواصلة مسيرتهم الدراسية والعلمية بتفوق بما يواكب تفوقهم في الجانب الرياضي، وتأتي هذه التوجيهات بمثابة حلقة جديدة في سلسلة دعم سموه الدائم للرياضة والرياضيين بصفة عامة والجوجيتسو بصفة خاصة ولما حققته من تطور مشهود على مختلف الأصعدة إقليمياً وعالمياً، وكان الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قد وجه اتحاد اللعبة خلال استقباله سموه لأبطال الجوجيتسو بالمدارس أصحاب الميداليات الذهبية في كأس العالم إلى وضع برنامج متكامل يستوعب طاقات المواهب ويرتقي بمستوياتهم ويحافظ على جاهزيتهم بما يضمن لهم الارتقاء بإمكانياتهم.
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره